نيروبي- محمد أمين ياسين - تفقد عضو مجلس السيادة، نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين كباشي، الجمعة، قواته على الخطوط الأمامية في قيادة المنطقة الشرقية بالفاو، التي تشهد منذ أشهر استعدادات مكثفة ومعارك متقطعة من قبل طرفي القتال الجيش و«قوات الدعم السريع».

وتقع قيادة المنطقة الشرقية بالفاو على حدود ولاية الجزيرة، التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، وسط مخاوف من توسع المعارك في هذه المنطقة.

وقال إعلام الجيش السوداني، في بيان، إن كباشي تلقى تنويراً شاملاً حول سير العمليات التي تجري بالمنطقة، «واطمأن على الروح المعنوية العالية للجنود والمستنفرين والمقاومة الشعبية لدحر فلول التمرد الغاشم» واستعادة الأمن والاستقرار. وقالت مصادر محلية لــ«الشرق الأوسط»: «لا توجد عمليات عسكرية نشطة في محور الفاو، لكن بين وقت وآخر تجري اشتباكات متقطعة، وقصف مدفعي متبادل».

وحسب المصادر نفسها، فإن المنطقة تعد من المحاور الرئيسية لقوات الجيش لاستعادة عاصمة ولاية الجزيرة ود مدني، وترتكز فيها قوات كبيرة من «الدعم السريع» في البلدات والقرى الريفية لصد أي هجوم محتمل من الجيش.

وسبق أن شهدت منطقة الفاو مواجهات عنيفة حينما حاولت قوات الجيش والقوات المشتركة للفصائل المسلحة المتحالفة معه استعادة ود مدني، إلا أن «قوات الدعم السريع» استطاعت كسر موجة الهجوم التي جرى التحضير لها لأشهر.

ويتوقع أن تكون زيارة كباشي للجبهة الشرقية تمهيداً لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق، في ظل ما يتواتر من أنباء عن تحشيد واستعدادات من قبل الجيش السوداني لمعارك فاصلة في كل المحاور بالبلاد.

تراجع المعارك في الخرطوم
وفي العاصمة الخرطوم، تراجعت حدة المعارك بشكل ملحوظ بعد عمليات كر وفر بين الطرفين. وتركزت الاشتباكات العنيفة في منطقة المقرن بعد نقل الجيش السوداني المئات من جنوده في عملية أُطلق عليها «العبور» لإعادة السيطرة على المدينة، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قواته منذ بدء العملية قبل ثلاثة أسابيع. وبثت منصات إعلامية تابعة للجيش مقاطع فيديو تشير إلى تقدم الجيش والمجموعات الإسلامية الموالية له على حساب «قوات الدعم السريع» في المقرن وتحريرها عدداً من المقار المدنية.

في المقابل تنفي «الدعم السريع» أي وجود لقوات الجيش، وتتحدث عن القضاء على كل القوة التي حاولت خلال الأيام الماضية العبور عبر الجسور من مدينة أم درمان إلى قلب الخرطوم.

وبالتزامن مع تراجع القتال البري، يكثف الطيران الحربي للجيش السوداني شن غارات جوية على مواقع كثيرة لـ«قوات الدعم السريع» في أنحاء مختلفة من مدن العاصمة الخرطوم.

وأفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام التي تقع في الجزء الجنوبي من العاصمة، بأن القصف الجوي استهدف نهار الخميس الأحياء السكنية، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 28 آخرين، بعضهم في حالة خطرة. وقالت في بيان على صفحتها على «فيسبوك» إن من بين القتلى 3 نساء وطفلين.

ووفق غرفة الطوارئ، تشهد منطقة جنوب الحزام التي تضم العشرات من الأحياء السكنية موجات نزوح جديدة لمئات الأسر التي سبق وأن عادت بعد سقوط ولاية الجزيرة وسط السودان في يد «قوات الدعم السريع».

ومنذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 يشهد السودان حرباً مستعرةً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» خلّفت أكثر من 18 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود تتهم الدعم السريع باحتجاز شاحنة مساعدات واعتقال سائقها

وجّهت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، اتّهامات لقوات الدعم السريع، تتعلّق باحتجاز شاحنة مليئة بالإمدادات الطبية، تابعة لها واعتقال سائقها، بولاية النيل الأبيض المتواجدة جنوبي السودان.

وأوضحت المنظمة الدولية، عبر بيان لها، أنه "في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي، تم احتجاز شاحنة مستأجرة تابعة لأطباء بلا حدود بالقوة واحتجاز سائقها عند نقطة تفتيش تسيطر عليها قوات الدعم السريع في قرية الشقيق بولاية النيل الأبيض".

وفي السياق نفسه، أعربت المنظمة الدولية عن "قلقها إزاء سلامة السائق ومصير الإمدادات الطبية الأساسية التي كان يحملها".

وأشارت أطباء بلا حدود، إلى أن شحنة المعدات الطبية كانت في طريقها إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، حيث تُقدّم فرق المنظمة الدولية "أطباء بلا حدود" الرعاية الصحية الأولية ودعم الصحة النفسية، وعدد من الخدمات الأخرى إلى النازحين بالمدينة.

إلى ذلك، نقل البيان، عن رئيس بعثة أطباء بلا حدود، خوان كارلوس، قوله: "منذ تموز/ يوليو الماضي، قد واجهت ولاية النيل الأبيض توقفا تاما للمساعدات الإنسانية، وإن مصادرة المساعدات الإنسانية أمر غير مقبول".

وأضاف رئيس بعثة أطباء بلا حدود: "ندعو قوات الدعم السريع بتزويدنا بأي معلومات قد تكون لديهم عن مكان وجود السائق وإعادة الشاحنة والمواد الطبية التي كانت تحملها".


تجدر الإشارة إلى أنه إلى حدود مساء اليوم الأربعاء، لم يصدر عن "الدعم السريع" أي تعليق، بخصوص ما وُجّه إليها من اتهامات من طرف المنظمة الدولية. فيما تتصاعد عدد من الدعوات الأممية ودولية الرّامية إلى إنهاء الحرب، بما يجنب السودان مواصلة مكابدة كارثة إنسانية بدأت تدفع بالملايين نحو المجاعة المتسبّة في الموت، جراء نقص الغذاء إثر القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

ومنذ منتصف نيسان/ أبريل من عام 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا وصفت بـ"العنيفة"، ما خلّف أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وذلك بحسب أرقام كشفت عنها الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • بالتزامن مع زيارة كباشي .. الجيش السوداني يحقق تقدماً كبيراً في محور الفاو الشرقي
  • ولاية الجزيرة: نركز الآن على دعم المجهود الحربي لكسر شوكة التمرد
  • شبكة أطباء السودان: إصابة «10» مدنيين جراء قصف الدعم السريع لسوق بالفاشر
  • الخرطوم تشتعل من جديد بمواجهات الجيش والدعم السريع
  • أطباء بلا حدود تتهم الدعم السريع باحتجاز شاحنة مساعدات واعتقال سائقها
  • «أطباء بلا حدود» تتهم الدعم السريع باحتجاز شاحنة مساعدات تابعة لها
  • كشف معلومات جديدة حول المحتجزين المصريين لدى الدعم السريع (شاهد)
  • تقرير للخارجية الأمريكية يظهر دعم الإمارات لقوات الدعم السريع وشراء الجيش السوداني مسيرات من إيران
  • تجدد الاشتباكات في الخرطوم وسط تقدم الجيش السوداني من3 جسور