#سواليف

“طالت أيام الحصار المميتة على مخيم جباليا، ومن كان عنده دقيق أو معلبات فقد نفدت، وحتى إن وجدت فكيف يعجن ويخبز من لا حطب عنده ولا نار؟ هذا بالإضافة إلى كارثة عدم توفر مياه للشرب … الوضع في غاية السوء”، بهذه الكلمات عبر الناشط الفلسطيني ماجد عمر عن معاناة أهالي شمال غزة جراء الحصار والعملية العسكرية الإسرائيلية.

فلليوم الرابع عشر على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة والتجويع بشمال قطاع غزة، خاصة في بلدة جباليا ومخيمها حيث يفرض حصارا خانقا وتجويعا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.

أما مروان البرش المحامي وأحد سكان جباليا بشمال القطاع، فكشف -للجزيرة نت- عن جانب من معاناة السكان المحاصرين في شمال غزة، قائلا إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم الجوع سلاحا بعد أن منعت بشكل تام إدخال الماء والطعام والدواء والسولار إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، منذ بداية العملية العسكرية يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري”.

مقالات ذات صلة هاجم الجنود بقنابل وأصاب أحدهم.. إسرائيل تكشف آخر لحظات الاشتباك مع السنوار 2024/10/18

ويضيف “الطعام الموجود هو الذي كان لدى العائلات قبل بداية العملية العسكرية، وهناك بعض البسطات أو نقاط البيع الصغيرة التي تبيع قليلا من المعلبات، لكنها غالية للغاية، فعلى سبيل المثال سعر علبة الحمص أو الفول 20 شيكلا (حوالي 6 دولارات)”.

ولكن المشكلة، كما يرى البرش، أن من لا يملك الطعام لا يستطيع البحث عنه بسهولة، وذلك بسبب السيطرة الجوية المطلقة للاحتلال عبر الطائرات المسيرة والكواد كابتر التي تقصف أو تطلق النار على كل من يتحرك في الشارع أو حتى يخرج رأسه من نافذة منزله.

وختم البرش حديثه قائلا “الآن معظم الناس يغمسون الخبز بالشاي ليسدوا رمقهم، والمحظوظ من يمتلك قليلا من الزعتر ليأكله مع الخبز”.


وضع غير إنساني

تفاقم العطش والجوع دفع جهاز الدفاع المدني في غزة إلى مناشدة المجتمع الدولي لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى شمال القطاع.

وقال المتحدث باسم الجهاز الرائد محمود بصل إن “200 ألف فلسطيني في جباليا بلا طعام أو شراب أو دواء في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية لليوم 14 على التوالي”.

إنذار آخر أطلقه هذه المرة مدير “برنامج الأغذية العالمي” في فلسطين أنطوان رينارد الذي حذر من نفاد الإمدادات الغذائية خلال أسبوع ونصف في شمال غزة.

بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، إن الجميع تقريبًا في قطاع غزة الفلسطيني يتضورون جوعًا، وإن هذا وضع “غير إنساني”.

ودعا إلى إيصال فوري للمساعدات الإنسانية إلى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والذين يحتاجون إلى علاج عاجل.

ولم يقتصر الأمر على منع إدخال المساعدات، فقد كشف مسؤولون في الأمم المتحدة أن جيش الاحتلال أطلق النار على قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة المتوجهة إلى شمال غزة، 4 مرات على الأقل في غضون 3 أشهر.

وقال المسؤولون الأمميون إن الجيش الإسرائيلي احتجز تحت تهديد السلاح، في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، قافلة تابعة للأمم المتحدة تشارك في الاستجابة لشلل الأطفال، لمدة 7 ساعات ونصف، مدعيًا أن عددا من الأشخاص في المركبات مطلوبون.
القتل جوعًا

في الأثناء، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن مئات الآلاف من الفلسطينيين مهددون بالموت جوعًا وعطشًا في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي غزة؛ جراء قرار إسرائيل المُعلن والمطبّق بمنع وصول أي مساعدات أو بضائع إليهم منذ أسابيع.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي -في بيان له- أن نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال غزة غير قادرين منذ 14 يوما كاملة على الحصول على أي مواد غذائية أو ماء للشرب، نتيجة حصارهم داخل منازلهم أو مراكز الإيواء التي يلجؤون إليها، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي اجتياحه للمنطقة وارتكاب جرائم قتل أدت إلى استشهاد أكثر من 350 فلسطينيا، وإصابة مئات آخرين، إضافة إلى التدمير الواسع في المنازل والمباني السكنية.

وكشف المرصد أن عشرات الفلسطينيين المحاصرين في مخيم جباليا اضطروا، تحت وطأة الجوع وبعد نفاد كل ما لديهم من مواد تموينية قليلة، إلى التوجه الاثنين الماضي نحو مركز تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) للحصول على طعام لعائلاتهم، إلا أن الجيش الإسرائيلي استهدفهم بالقذائف التي أسفرت عن استشهاد 10 وإصابة 40 آخرين على الأقل.

وقال الأورومتوسطي إن من ينجو من القصف المكثف تتهدده إسرائيل بقتله بالتجويع والتعطيش، بما يعكس النية الواضحة باستخدام التجويع كسلاح قتل وفرض أحوال معيشية يقصد بها التدمير الفعلي للفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من عام.

كما أشار إلى أن السكان الذين اضطروا إلى الانتقال إلى مدينة غزة يفتقرون بدورهم إلى أماكن الإيواء ولا تتوفر لديهم أي مواد غذائية، إذ يمنع الجيش الإسرائيلي إدخال المساعدات والبضائع إلى أنحاء المدينة كافة.
سلاح الجوع

وعن الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى إشهار سلاح الجوع بوجه أهالي شمال غزة، يقول الكاتب والباحث السياسي عبد الله عقرباوي إن “اعتماد الاحتلال الإسرائيلي لمبدأ تجويع شمال القطاع يؤكد أنه ما زال يريد تهجير الفلسطينيين، وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك بالآلة العسكرية أو التخويف أو الردع نتيجة الصمود الحقيقي للسكان”.

ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن هناك صمودا حقيقيا وكبيرا مبنيا على قناعة لدى الشعب الفلسطيني بضرورة البقاء في أرضهم وتحدي الاحتلال، حتى لو دفعوا أثمانا باهظة بسبب ذلك.

ويؤكد عقرباوي أن الاحتلال أطلق هذه المعركة ضد الشعب الفلسطيني في شمال غزة، لذلك يلجأ إلى استخدام أدوات العقاب الجماعي واستهداف المدنيين، ليس فقط بالتجويع وإنما بالقتل الجماعي وهدم البيوت وعدم ترك أماكن للإيواء، في محاولة لإجبار المدنيين على ترك منازلهم والتوجه جنوبا.

ووفقا لعقرباوي، لا بد من حراك عربي إسلامي نوعي وغير مسبوق يستخدم أدوات جديدة وخاصة في دول الطوق والضفة الغربية وأراضي الـ48، للضغط على دولة الاحتلال وحلفائها لوقف التهجير في شمال قطاع غزة، لأن الشعب الفلسطيني استخدم كل ما يملك للصمود والمقاومة ولا بد من دخول عناصر جديدة إلى المشهد.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الجیش الإسرائیلی شمال غزة قطاع غزة فی شمال

إقرأ أيضاً:

مغردون يخاطبون المجتمع الدولي: إسرائيل تبيد جباليا وشمال غزة

"لمن يهمه الأمر إسرائيل تبيد جباليا".. بهذه العبارة وجه أحد رواد العالم الافتراضي رسالة إلى المجتمع الدولي، ويكمل المدون رسالته قائلا إن الجيش الإسرائيلي ومنذ 13 يوما يرتكب المجازر بحق أهالي شمال قطاع غزة، وخاصة جباليا ومخيمها، إن كان هناك من يرى ويسمع في هذا العالم.

لِـمَـن يهمُّـــه الأمــر :

مجزرة مروعة في مخيم جباليا.. ????????

— Dr. NoOr Abu Aisha ???????????? (@NoOrAbuAisha2) October 17, 2024

وأفاد مراسل الجزيرة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بعد قصف مدرسة تؤوي آلاف النازحين مما أدى إلى استشهاد 28 فلسطينيا و150 مصابا.

وبعد استهداف إسرائيل المدرسة، بدأت تنتشر مشاهد المجزرة على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار حالة من الغضب والصدمة بين المغردين.

وكان أبرز ما لفت انتباه جمهور منصات التواصل أن معظم الشهداء والمصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيي العودة وكمال عدوان هم من النساء والأطفال.

مشاهد قاسية من المجزرة التي قصف فيها الاحتلال مدرسة في مخيم جباليا وقتل فيها أكثر من 22 شهيداً وعشرات الجرحى معظمهم من الأطفال pic.twitter.com/EGYmoc3A19

— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) October 17, 2024

وكتب أحد الناشطين قائلا "مجازر وقصف ونسف وتهجير وتجويع، مخيم جباليا يُباد بكل الطرق الهمجية".

وأشار أحد المغردين إلى أن هذه المجازر تحدث تحت علم الأمم المتحدة في مخيم النازحين في #جباليا، وأن هذا الأمر لم يحدث حتى في الحرب العالمية الثانية إذ قامت به إسرائيل المارقة ".

مجازر تحت علم المتحدة في مخيم النازحين ب #جباليا
هذا لم يحدث حتي في الحرب العالمية الثانية و قامت بها إسرائيل المارقة ..!#جباليا_تباد #غزه_تقاوم pic.twitter.com/MYKXMu8B5d

— محمٌد الهادي بن صالح (@MOHAMEDELHDIBE3) October 17, 2024

وكتب الصحفي أنس الشريف معلقا على المجزرة وما يحدث في شمال القطاع بالقول "ما يحدث في محافظة شمال غزة وفي القلب منها مخيم جباليا ليس اجتياحا أو عملية عسكرية، بل أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث".

ويكمل أنس في تدوينته أن "جيش العدو ينسف بشكل متدرج ما تبقى من الكتلة العمرانية التي تؤوي الأهالي، هذه أخبث عملية منذ بداية الحرب، قوة التدمير التي استقدمت إلى الشمال أبادت 400 إنسان ودمرت مئات المنازل وإن استمرت العملية على هذا النحو سيهدم ما تبقى من الشمال على رؤوس سكانه.

المجازر الدموية لا تتوقف في شمال قطاع غزة.

أثناء تقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم جباليا، قصفت المدفعية مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين، مما أدى إلى إحراق الخيام داخلها وارتقاء 15 شهيداً وعدد كبير من الإصابات. pic.twitter.com/Vh4thm81pr

— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 17, 2024

وقال أحدهم تعليقا على المجازر في شمال القطاع إنه "في اليوم الـ13 للعملية العسكرية على شمال غزة ومخيم جباليا، لا تظهر أي أهداف عسكرية واضحة لجيش الاحتلال. لا بحث عن أنفاق، ولا تدمير بنى تحتية، ولا حتى البحث عن جثث.

وأضاف أن "ما يجري على الأرض هو تدمير ونسف ممنهج دون مبررات عسكرية معلنة".

جباليا يا عالم، جباليا يا بشر والله اللي بصير هناك مش طبيعي، من تجويع وحصار، ومـوت،

‼️‼️مجـزرة جديدة يرتكبها الاختلال الإىىىرائيلي في مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحـين بمخيم جبـاليا،

في حال وصلتك التغريدة تفاعل باي شكل، حتى كل الناس تشوف،

جبـاليا تتعرض لابادة يا بشر‼️.

— صَيّاح || غَـزّة ???? (@20_allmz) October 17, 2024

مقالات مشابهة

  • استشهاد 3 فلسطينيين بقصف الاحتلال منزلا في جباليا
  • ما بعد استشهاد السنوار.. لماذا تضرب إسرائيل مخيم جباليا بضراوة؟
  • يأكلون الخبز اليابس.. الجوع والعطش يفتك بأهالي شمال غزة
  • روبوتات إسرائيل وبراميلها المتفجرة تدمر البشر والحجر في جباليا
  • مغردون يخاطبون المجتمع الدولي: إسرائيل تبيد جباليا وشمال غزة
  • استشهاد 19 فلسطينيا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة في جباليا
  • إسرائيل تستخدم «الروبوتات المتفجرة والقنابل الفسفورية» لتدمير جباليا
  • الاحتلال الإسرائيلي ينسف ويحرق مباني سكنية في مخيم جباليا شمال غزة
  • المقاومة الفلسطينية: عملية الجيش الإسرائيلي في جباليا تستهدف تهجير السكان