لجريدة عمان:
2025-04-07@01:48:40 GMT

طوفان الأقصى بداية المسير نحو التحرير

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

طوفان الأقصى بداية المسير نحو التحرير

تعتبر الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى لحظة فارقة في تاريخ الصراع «الفلسطيني – الإسرائيلي»، حيث أظهرت العمليات التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في العمق الإسرائيلي قوة المقاومة العسكرية، وقدرتها على المناورة والتخطيط، ما أذهل الكثيرين في مختلف أنحاء العالم.

فلم يكن اختراق المقاتلين الفلسطينيين للداخل المحتل وقتل وأسر المئات من الإسرائيليين، مجرد عملية عسكرية بل كان تجسيدًا لروح الصمود والمقاومة في وجه الاحتلال، ودليلًا قاطعًا على قدرة الشعب الفلسطيني على الابتكار، وهو ما خلق تضامنًا عربيًا وإسلاميًا وعالميًا مع القضية الفلسطينية، التي أراد الاحتلال موتها، بحسب محللين سياسيين ومراقبين حاورتهم «عُمان».

قدرة المقاومة على الإبداع والابتكار

المحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، قال إن عملية «طوفان الأقصى» كانت علامة بارزة في مسيرة الشعب الفلسطيني، من أجل نيل حريته، «ولم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل دعوة للتضامن العربي والإسلامي والعالمي، حيث احتشدت قلوب الشعوب الأبية من مختلف الدول لنصرة القضية الفلسطينية».

واستشهد بالفعاليات الشعبية من مظاهرات ومسيرات، خرجت في العديد من العواصم العربية والإسلامية «تجسد الأمل في الانتصار، وتعيد للأذهان أهمية الوحدة العربية والإسلامية في مواجهة الظلم الصهيوني»، لافتًا إلى أن «طوفان الأقصى أثبتت قدرة الشعب الفلسطيني على الابتكار والمقاومة».

وأوضح أن تبعات العملية النوعية للمقاومة في الداخل الإسرائيلي استطاعت أن تفتح آفاقًا جديدة للنقاش حول حقوق الفلسطينيين وأهمية إنهاء الاحتلال، كما أظهرت العمليات مدى تعقيد الصراع في المنطقة، حيث يُطلب من جميع الأطراف البحث عن حلول عادلة وشاملة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحترم إرادتهم في تقرير مصيره.

واعتبر أن «طوفان الأقصى» بمثابة مسيرة حاشدة لتحقيق التحرير، كما أنه «أحد أبرز المحطات في كفاح الشعب الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال»، مؤكدًا سير قطار النضال الفلسطيني دون توقف رغم اغتيال قادة المقاومة «فهذا الأمر لا يزيد المقاومة إلا تماسكًا، لأن القضية دونها المُهج والأرواح».

وأشار إلى استشهاد الكثيرين من أبطال المقاومة على مدار تاريخ الصراع «الفلسطيني-الإسرائيلي»، مستشهدًا باغتيال القيادي البارز في حركة حماس، إسماعيل هنية، في 30 يوليو الماضي، والذي قتلته إسرائيل في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية «طهران» بواسطة صاروخ موجه، وذلك في أعقاب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.

تأثيرات «طوفان الأقصى» على الداخل الإسرائيلي

وهناك العديد من التأثيرات لعملية طوفان الأقصى على الداخل السياسي الإسرائيلي، حيث اهتزت ثقة الإسرائيليين في أسطورة «جيش الاحتلال الذي لا يُقهر»، في الوقت الذي علت فيه قدرة المقاومة الفلسطينية على تنفيذ عمليات نوعية مؤثرة ومفاجئة، فيما برزت توترات أهلية في الداخل الفلسطيني المحتل.

المحلل السياسي الفلسطيني، ماهر جودة، أشار إلى أن حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو استهانت بالقدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية، ما أدى إلى حدوث عملية «7 أكتوبر»، موضحًا أن هناك خلل في التحليل الإستراتيجي من قبل قادة الكيان الصهيوني للقوة الفكرية والقدرة على الابتكار لدى حركة حماس.

واعتبر أن الحكومة الصهيونية استخدمت الحرب على قطاع غزة كغطاء سياسي، لتمديد عمرها في «أروقة الحكم». وعقّب: «وهي في ذلك فشلت أيضًا، إذ علت الأصوات المناهضة للحكومة اليمنية المتطرفة داخل الكنيست وفي الشارع السياسي الإسرائيلي».

توترات أهلية في الكيان الإسرائيلي

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي، نهاد أبو غوش، إلى زيادة وتيرة التوترات الأهلية بين اليهود و«عرب 48» في الداخل الفلسطيني المحتل «كنتيجة حتمية لعملية (طوفان الأقصى)»، موضحا أن العنف الممارس من قبل الصهاينة ضد العرب ارتفع بنسبة 50% في بعض المناطق المحتلة بعد تاريخ 7 أكتوبر.

وذكر أن استطلاعات الرأي المحلية بإسرائيل أظهرت أن 70% من العرب الإسرائيلين يشعرون بعدم الأمان بسبب تصاعد العنف، ما يؤثر على انتمائهم السياسي، معقبا: «هذه الظاهرة تبرز التحديات المعقدة التي يواجهها المجتمع العربي داخل إسرائيل، حيث تزيد موجات العنف من مشاعر القلق وعدم اليقين».

وأضاف: «مع تزايد حوادث العنف الطائفي والجرائم المنظمة، يشعر الكثير من العرب الإسرائيليين بأنهم أقل أمانًا في مجتمعاتهم، ما يؤدي إلى توترات اجتماعية واحتقان متزايد».

وأردف: «هذا الانعدام للأمان دفع (عرب 48) إلى إعادة تقييم انتمائهم السياسي، حيث اتجه بعضهم نحو اليمين بحثًا عن الحماية والقوة، بينما يختار آخرون تعزيز هويتهم السياسية من خلال مواقف تدعو إلى المساواة والعدالة»، لافتا إلى ارتفاع شعبية الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست الإسرائيلي مثل «القائمة المشتركة» بعد أحداث طوفان الأقصى.

انخفاض شعبية حكومة نتنياهو

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية قامت بتشديد الأمن في مناطق التوتر بين العرب واليهود، ما أدى إلى تغيير في السياسات الأمنية وتوسيع في صلاحيات الأجهزة الأمنية بشكل قلل من شعبية وزراء حكومة نتنياهو، وعلى رأسهم وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير.

وبين أن الإعلام الإسرائيلي استخدم سرديات واسعة بخصوص «طوفان الأقصى»، ما أثر على الفهم العام للحوادث، وخلق نوع من الإشكال لدى المواطن الإسرائيلي في كيفية تبني الموافق السياسية.

واعتبر أن «تلك العملية مقصودة، بهدف التشويش على العقل البشري الجمعي في محاولة للحد من احتقان الشارع الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو خاصة أهل وذوي الأسرى المحتجزين لدى حماس».

تصعيد من «عرب 48»

وقال إن هناك العديد من الدراسات التي تثبت أن الشباب العربي في الكيان الصهيوني يتجه نحو مواقف أكثر تطرفًا بعد حرب السابع من أكتوبر، ما ينذر بتحديات كبيرة في المستقبل للحكومة الإسرائيلية وبقية الأحزاب السياسية في كيفية كسر هذه الحالة الشبابية، في ظل عدم وجود حلول حقيقية للكثير من القضايا والأزمات خاصة المرتبطة بقطاع غزة وحركة حماس.

وأشار إلى أن حكومة نتنياهو تسعى للقضاء على حركة حماس في قطاع غزة، واستبدالها بمكون آخر أقل ضررًا، لكن «الواقع التصعيدي للشباب العربي داخل الكيان الإسرائيلي يعيق تلك المساعي».

العرب أكثر التفافًا حول القضية الفلسطينية

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي والمحال السياسي الفلسطينية أن أحداث «طوفان الأقصى» تسببت في إعادة تقييم العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، حيث أعرب بعض الحكومات العربية عن قلقها من تصاعد العنف وعدم الاستقرار، وجددت وقوفها مع حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني «ومنها دول كانت تتحرج من إعلان موقفها المناهض لسياسات حكومة نتنياهو في بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

ومثله رأى الكاتب وأستاذ العلوم السياسية في الجامعات الفلسطينية، أحمد الحيلة، أن عمليات «طوفان الأقصى» أحدثت شرخًا كبيرًا في العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني، وسط التصعيد الصهيوني المستمر في قطاع غزة، والذي يتمثل في قتل المدنيين الفلسطينيين وهدم منازلهم وإجبارهم على النزوح تحت نيران القصف المدفعي والجوي.

وقال إن العرب أصبحوا أكثر التفافًا حول القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر، إذ عبر العديد من القادة العرب عن إدانتهم للانتهاكات الإسرائيلية، ودعوا إلى وقف العدوان، مستشهدًا بمبادرة دول عربية عدة إلى عقد قمم طارئة لمناقشة السبل الممكنة لدعم فلسطين وتحقيق السلام، فور اندلاع هذه الأحداث.

وبيّن أنه مع ازدياد صعوبة الوضع في غزة، تُضاعف الدول العربية جهودها على الصعيدين الإنساني والدبلوماسي، فتُرسل المساعدات الطبية والغذائية إلى المناطق المتضررة، إلا أن «تلك الجهود غالبًا ما تواجه صعوبات، بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة، وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وأشار المحلل السياسي الفلسطيني إلى تطبيع 4 دول عربية للعلاقات مع الكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة وهي؛ الإمارات والسودان والمغرب والبحرين، موضحًا أن اتفاقات التطبيع التي سميت حينذاك بـ«اتفاقات إبراهام» معرضة للاختبار، في ظل التحولات السياسية، التي خلقتها عملية طوفان الأقصى، وما أعقبها من حرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

تضامن عالمي مع قضية فلسطين

ورأى محمود نواجعة المنسق العام لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، أن هناك صوتًا أوروبيًا متزايدًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، خاصة بعد ارتكاب الاحتلال العديد من المجازر الدموية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة مؤخرًا، مستشهدًا بمجزرة مدرسة التابعين في مدينة غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 100 فلسطيني وإصابة العشرات، وكذلك «مجزرة مواصي خان يونس»، والتي أدت إلى ارتقاء نحو 40 فلسطينيًا.

وأشار إلى إن الأراضي الفلسطينية تشهد موجات عنف وصراع وتطهير عرقي وإبادة جماعية للفلسطينيين من قبل الاحتلال، الذي «ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية التي لا يمكن أن تخطر على العقل البشري، فحتى المستشفيات الحكومية والخاصة لم تسلم من هذه الممارسات البشعة».

وقال إن الدعم الأوروبي للقضية الفلسطينية قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، مع تزايد الانتقادات لأعمالها العسكرية وعمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة، ما «قد يشجع المجتمع الدولي على مناقشة فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات دبلوماسية أكثر صرامة».

واعتبر أن موقف الدول الأوروبية الداعم لقضية فلسطين قد يساهم في تعزيز حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، خاصةً مع وجود تنظيمات شعبية وحركات مدنية في العديد من الدول الأوروبية، التي تُنظم فعاليات واحتجاجات لدعم حقوق الفلسطينيين، ما يعزز من الوعي العام بتلك القضية، ويسهم في نجاح الجهود الدولية الرامية للاعتراف بدولة فلسطين.

ورجح احتمالية حدوث تحولات في السياسة الخارجية لبعض الدول الأوروبية ناحية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال وتعضيد مسار حل الدولتين، من خلال تكوين تحالفات أو شراكات جديدة مع دول ومنظمات تدعم حقوق الفلسطينيين، وتؤثر على القرارات المتخذة في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن تبلور موقف أوروبي داعم للفلسطينيين قد ينعكس إيجابًا على العلاقات بين الدول الأوروبية ونظيرتها العربية والإسلامية.

وعقب: «قد نشهد تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين أوروبا والعرب والمسلمين في المستقبل، بناءً على المساندة الأوروبية لحقوق الشعب الفلسطيني».

ولفت منسق حركة «مقاطعة إسرائيل» إلى أن بروز القضية الفلسطينية عالميًا في أعقاب السابع من أكتوبر 2023 قد يفيد أحزاب اليسار والتيارات السياسية المناهضة لليمين في الداخل الأوروبي، كونها قد تستغل حالة التعاطف العالمية مع فلسطين، لتعزيز وجودها وبسط نفوذها في الساحة السياسية، ما قد يؤدي في النهاية إلى تغييرات جوهرية في السياسات الوطنية للدول الأوروبية نحو نبذ الاستعمار ورفض العنف أيًا كان فاعله أو صفته.

انتهى طوفان ليبدأ آخر

هكذا وفي الذكرى الأولى لـ«طوفان الأقصى» رصدنا التفاعلات وردود الأفعال المختلفة السياسية والشعبية تجاه ما فعلته المقاومة الفلسطينية في «السابع من أكتوبر»، للوقوف على مدى تجذر الحدث في نفوس المواطنين وتداعياته المختلفة بين القوميات والشعوب العربية والإسلامية، وكذلك الأجنبية المحبة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني.

ولنقل إن عمليات «طوفان الأقصى» قد انتهت في السابع من أكتوبر عام 2023، لتبدأ أخرى تُسطّر فيها الأجيال الحالية والقادمة من الشعب الفلسطيني العديد من والملاحم السياسية والعسكرية، وصولًا إلى حلم تحرير دولة فلسطين، وإنهاء الوجود الإسرائيلي على الأراضي «الفلسطينية – العربية» بشهادة التاريخ المُنصف.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة عملیة طوفان الأقصى السیاسی الفلسطینی القضیة الفلسطینیة حقوق الفلسطینیین السابع من أکتوبر الدول الأوروبیة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی حکومة نتنیاهو على قطاع غزة وأشار إلى حرکة حماس العدید من فی الداخل إلى أن

إقرأ أيضاً:

حزب السادات: دعوات ذبح القرابين داخل الأقصى انتهاك صارخ لقدسية المسجد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي، عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، الذي راح ضحيته الالاف من الأبرياء بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، في مشهد يعكس بوضوح وحشية الاحتلال واستباحته للدم الفلسطيني دون وازع من ضمير أو رادع من قانون، وذلك في ظل التصعيد العسكري الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، واستمرار آلة القتل الإسرائيلية في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، يُعرب

وأكد السادات أن هذا العدوان الممنهج، الذي تتزامن ضرباته مع أزمات إنسانية خانقة يعيشها سكان غزة في ظل حصار مستمر منذ أكثر من 17 عاماً، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، ويُعد استمراراً لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة المحاصر، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ واضح من قِبل بعض القوى العالمية التي توفر غطاءً سياسياً وعسكرياً لإسرائيل لمواصلة جرائمها ضد الإنسانية.

وفي سياق موازٍ لا يقل خطورة، أعرب النائب عفت السادات عن بالغ قلقه واستنكاره للدعوات التي أطلقها متطرفون إسرائيليون لذبح قرابين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، مؤكداً أن مثل هذه الدعوات ليست مجرد استفزازات دينية فحسب، بل تمثل تهديداً مباشراً وصريحاً للسلم الأهلي والديني في المنطقة، ومحاولة فجة لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر إشعال حرب دينية لا تُحمد عقباها.

وأكد السادات أن المسجد الأقصى رمز قدسية، وأن أي محاولة للمساس بحرمته أو فرض طقوس دينية غريبة على قدسيته تُعد تجاوزاً خطيراً يستوجب الرد الحاسم من قبل المجتمع الدولي، ومن كافة الدول العربية والإسلامية، محذراً من مغبة التهاون أو الصمت تجاه هذه الدعوات المتطرفة التي تُهدد بإشعال المنطقة بأسرها.

وشدد رئيس حزب السادات الديمقراطي، على ضرورة تحرك عاجل وفاعل من قبل المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة، لوقف هذا العدوان المتواصل على قطاع غزة، وفرض حماية دولية للشعب الفلسطيني، وضمان احترام حرية العبادة ووقف الممارسات العنصرية والاستفزازية من قبل المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين في القدس، وخاصة داخل المسجد الأقصى، محذراً من أن استمرار الصمت والتقاعس الدولي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وانزلاق المنطقة إلى دوامة من العنف يصعب الخروج منها.

كما دعا السادات إلى تفعيل جميع الأدوات الدبلوماسية والقانونية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه المتكررة، بما في ذلك اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتبار أن ما يحدث في غزة والقدس يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهو ما يتطلب تحركاً قانونياً ودبلوماسياً جماعياً عربياً وإسلامياً لفضح الاحتلال وكشف ممارساته أمام العالم.

وأشاد النائب عفت السادات بالموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدور المحوري الذي تلعبه القيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني، وفتح قنوات الحوار واحتواء التصعيد، مؤكداً أن مصر كانت ولا تزال الحاضنة الرئيسية للقضية الفلسطينية والمدافع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، كما أنها الطرف الأكثر حرصاً على التهدئة وحقن الدماء، وهو ما ظهر جلياً في الجهود المصرية المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة لأبناء غزة.

وأكد السادات أن مصر لا تدخر جهداً في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وتحرص في كل المحافل الدولية على التأكيد أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن الحل العادل والشامل لا يتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.


ووجه السادات رسالة إلى الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، دعا فيها إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات والتركيز على دعم القضية الفلسطينية التي تمثل جوهر الصراع في المنطقة، مؤكداً أن الوقت قد حان لإعادة الزخم العربي والإسلامي إلى القدس وغزة، وأن واجب الأمة تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا يجب أن يكون خاضعاً لحسابات المصالح الضيقة أو التجاذبات السياسية.

وأشار إلى أن ما يحدث في الأقصى من محاولات لتغيير طابعه الديني وفرض طقوس دخيلة هو استهداف لكل مسلم ومسلمة في العالم، وليس مجرد شأن فلسطيني داخلي، مطالباً بموقف عربي موحد وقوي يرفض بشكل قاطع هذه الانتهاكات ويواجهها بكل السبل السياسية والقانونية والإعلامية.

واختتم النائب عفت السادات بيانه بالتأكيد على أن حزب السادات الديمقراطي يقف بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة الاحتلال، ويؤمن بعدالة قضيته، ويؤكد أن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الظلم مهما طال لن يدوم، داعياً أبناء الشعب المصري والعربي إلى مواصلة التضامن الشعبي والضغط بكل الوسائل لدعم صمود الفلسطينيين، وتقديم كل أشكال الدعم الإنساني والطبي والإغاثي لأهالي غزة، وإعلاء صوت الحقيقة في وجه آلة التضليل والدعاية الصهيونية.

وقال السادات: "إن معاناة غزة ليست قدراً، وإن القدس لن تُقسّم، وإن المسجد الأقصى سيبقى للمسلمين رغم أنف الاحتلال والمستوطنين والمتطرفين"، مضيفاً أن "من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بكرامة على أرضه، وأن يحظى بالحرية كما سائر شعوب العالم، وهذه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تقع على عاتق كل من يؤمن بالعدالة والحق".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • مصر والقضية الفلسطينية: دعم ثابت ودعوة لوحدة الصف الفلسطيني بعيدًا عن انفراد أى فصيل
  • عبد الرحيم علي: الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الحل.. ولا مجال للحرب بالنيابة عن الشعب الفلسطيني
  • مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة العدو الإسرائيلي
  • الوطني الفلسطيني يدين القرار الإسرائيلي بمنع دخول واحتجاز النائبتين البريطانيتين إلى الأراضي الفلسطينية
  • حزب السادات: دعوات ذبح القرابين داخل الأقصى انتهاك صارخ لقدسية المسجد
  • منظمة التحرير الفلسطينية: الهدف الاستراتيجي لدولة الاحتلال تجاه فلسطين يقوم على شعار «أرض بلا شعب»
  • تحريض إسرائيلي ضد وزير سوري في الحكومة الجديدة بسبب طوفان الأقصى (شاهد)
  • حزب المؤتمر يُدين ذبح القرابين بالمسجد الأقصى: تصعيد خطير في القضية الفلسطينية
  • قائد الثورة يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجلى في الممارسات الإجرامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني