بوابة الوفد:
2024-12-22@22:15:59 GMT

من «قابوس» إلى «هيثم».. عُمان عقل الأمة العربية

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

تحظى سلطنة عمان بتقدير كبير واحترام عظيم لا مثيل له إقليماً ودولياً ولا سيما بين دول العالم العربى والإسلامى.

لا جدال أن سلطنة عمان تنتهج سياسة الحياد والدبلوماسية المتزنة، والمعروفة عنها فى حل القضايا الإقليمية والدولية، حياد العقل والقوة والاتزان الدبلوماسى، حياد يعكس المنهج الفكرى والعقلية العمانية المؤمنة بالعدالة والحرية وحق تقرير المصير لكافة الشعوب.

تترفع سلطنة عمان دوماً وتنأى بنفسها عن دوائر الصراع، وسعيها الدؤوب فى لعب دور الوساطة لحل النزاعات بين الدول، مما يؤكد قوتها وتأثيرها الإقليمى والدولى، الأمر الذى أكسبها احترام الجميع.

تملك سلطنة عمان تاريخا طويلا، وحضارة عريقة تعود لآلاف السنين، بل وتعد مركزاً حضارياً وثقافياً فى منطقة الخليج، بالإضافة إلى دورها المؤثر والمحورى فى التجارة البحرية قديماً، مما يعزز شعورها دائماً بالانتماء والفخر بين العرب.

شهدت سلطنة عمان منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد (١٩٧٠م) رجل السلام والأب الروحى والزعيم الملهم والمؤسس الحديث للسلطنة، تطوراً كبيراً فى البنية التحتية والتعليم والصحة، مع الحفاظ على الاستقرار السياسى والاجتماعى، واليوم تستمر سلطنة عمان فى نهجها نحو التنمية والاستقرار بقيادة السلطان هيثم بن طارق صاحب السمو والجلالة السياسى الهادئ والحكيم المفوه، الذى تولى الحكم بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد فى عام (2020) والذى يتميز بعدة صفات ورؤى جعلت له بصمة خاصة فى قيادة السلطنة.

إصرار السلطان هيثم بن سعيد على رفع مستوى معيشة المواطن العمانى اجتماعاً وسياسيا واقتصادياً، وتطور المعطيات التى من شأنها إحداث طفرة كبيرة فى مستقبل الشعب العمانى، والاهتمام بما يصب فى مصلحة المواطن، ويعزز كرامته وحريته.

تعهد السلطان هيثم بن سعيد بالحفاظ على النهج الذى اتبعه السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- فى ضمان استقرار البلاد واستمرار التنمية، التى تعزز ثقة الشعب فى قيادته الجديدة، مؤكداً السير على خُطى سلفه الحكيم الملهم السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه، ولكن بعقلية وفكر متطور فى التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، مع الحفاظ على مكانة السلطنة كدولة ذات سياسة متوازنة وحيادية.

فالانتقال من حكم السلطان قابوس بن سعيد إلى السلطان هيثم بن طارق فى سلطنة عمان شكّل مرحلة مهمة فى تاريخ البلاد، وكان لهذا الانتقال تأثير عظيم وإيجابى.

السلطان قابوس بن سعيد (1970-2020)، المؤسس الحقيقى للنهضة العمانية الحديثة. تولى الحكم عام 1970 ونجح فى تحويل البلاد من دولة تفتقر للبنية التحتية والخدمات إلى دولة حديثة مزدهرة، وقاد مسيرة التنمية الاقتصادية والتعليمية والصحية، مع الحفاظ على الهوية الثقافية للسلطنة، وتميز حكم السلطان قابوس طيب الله ثراه بالحكمة فى إدارة العلاقات الخارجية، حيث انتهج سياسة الحياد والوساطة فى النزاعات الإقليمية، كما حافظ طوال فترة حكمه، على الاستقرار السياسى والاجتماعى، مما جعل سلطنة عُمان من أكثر دول المنطقة أمانًا واستقرارًا.

بعد وفاة السلطان قابوس فى يناير (2020) انتقل الحكم إلى السلطان هيثم بن طارق، وسط تقدير وإجماع ومحبة من الشعب العمانى، وارتياح دولى وإقليمى، وجاء هذا الانتقال، وفقًا للوصية التى تركها السلطان قابوس والتى حددت اسم الخليفة، ليواصل السلطان هيثم بن طارق مسيرة البناء والتنمية، مع التركيز على تنويع الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وتعزيز الشفافية فى إدارة المؤسسات، بعد وضع رؤية وخطة استراتيجية تهدف لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع الحفاظ على الاستقرار الذى تتميز به البلاد، كما سعى لتعزيز دور الشباب فى المجتمع وتمكينهم للمشاركة فى صنع مستقبل البلاد، مع الاستمرار فى نهج الحياد فى السياسة الخارجية.

الانتقال السلس من حكم السلطان قابوس إلى السلطان هيثم، أظهر متانة النظام السياسى فى السلطنة والتزامها برؤية طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار والازدهار، رؤية استراتيجية تتنوع فيها مصادر الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز القطاع الخاص، وتطوير قطاعات السياحة، والتكنولوجيا، والتعليم، لخلق فرص عمل وزيادة الإنتاجية الوطنية، مع تمكين الشباب.

يولى السلطان هيثم أهمية كبيرة لتمكين الشباب العمانى، من خلال دعم ريادة الأعمال وتطوير البرامج التعليمية والتدريبية، وتدعيم الإصلاحات التى تعزز دور المجتمع المدنى فى عملية التنمية، وتشجع على المشاركة المجتمعية فى صنع القرارات، هذا بالإضافة إلى التطوير الإدارى والشفافية، والعمل على تحسين كفاءة المؤسسات الحكومية، بإعادة هيكلتها، بما يساهم فى تعزيز الشفافية والكفاءة فى الأداء الحكومى، وذلك من خلال تطبيق مبدأ المساءلة لضمان تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتحقيق التطور المنشود.

أما عن التوازن فى السياسة الخارجية، فمثلما فعل السلطان قابوس، يتبع السلطان هيثم سياسة خارجية متوازنة وحيادية، مما يعزز دور عُمان كوسيط موثوق فى المنطقة، يواصل بناء علاقات دبلوماسية إيجابية مع دول العالم، مع الحفاظ على استقلالية القرار العُمانى وسياسته السلمية.

هذه الصفات جعلت السلطان هيثم بن طارق قائداً يحمل رؤية طموحة للمستقبل، مستفيدًا من الإرث الكبير الذى تركه السلطان قابوس، مع إدخال إصلاحات تعزز التنمية الشاملة والمستدامة فى السلطنة.

سلطنة عُمان معروفة بتراثها الغنى وثقافتها الفريدة، الناس فى عمان يحافظون على تقاليدهم ويهتمون بالضيافة العربية الأصيلة، وأنت فى عُمان تشعر وكأنك تعيش فى وطن كبير دافئ يسع الجميع دون تفرقة، محاط شعوريا بالترحاب والود والمحبة، بالإضافة إلى الكرم والتواضع واحترام الآخر الذى يتميز به الشعب العُمانى، فالتعامل معهم تجربة إيجابية، تعكس طبيعة بلادهم المسالمة والمتسامحة، والذى خلق انطباعاً مبهراً عن عمان لدى الكثيرين، كل هذه الأسباب تساهم فى إجماع الكثير على حب واحترام سلطنة عُمان.

فبرغم ثروات سلطنة عمان النفطية، فإنها معروفة بنهجها المتزن فى إدارة الموارد والاقتصاد، نمط حياة بسيط ومتواضع، بعيدًا عن مظاهر التبذير والإسراف، يهدف إلى الحفاظ على التقاليد والعادات الأصيلة، هذا النهج المتوازن أكسب عُمان سمعة طيبة وجعلها نموذجاً يحتذى به فى التعامل مع الثروات الطبيعية.

 

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار قابوس هيثم ع مان السلطان هیثم بن طارق مع الحفاظ على سلطنة عمان سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

إنجاز علمي جديد.. سلطنة عمان تعلن عن توثيق "نيزك رجاء".. عاجل

مسقط - العُمانية
أعلنت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي ببيرن في جمهورية سويسرا وجامعة كورتن في أستراليا عن إنجاز علمي جديد تمثل في توثيق نيزك تم رصد سقوطه عبر أجهزة رصد سقوط النيازك في سلطنة عُمان، وأطلق عليه اسم "نيزك رجاء"؛ نسبةً إلى منطقة سقوطه في محافظة الوسطى بوزن 26,8 جرام، واُستكملت كل المتطلبات العلمية في إدراجه إنجازًا علميًّا جديدًا لدراسات وعلوم النيازك ضمن قاعدة بيانات جميعة النيازك الدولية. ويعد "نيزك رجاء" ثاني عينة يتم توثيق سقوطها في سلطنة عُمان بعد "نيزك الخذف" الذي تم الإعلان عنه في شهر أكتوبر من عام 2023م.

وتم توثيق دخول نيزك رجاء الغلاف الجوي لسلطنة عُمان بتاريخ 23 ديسمبر 2023م وعثر عليه بعد 49 يومًا وتحديدًا بتاريخ 10 فبراير 2024م عبر الفريق العلمي العُماني السويسري لمشروع البحث عن النيازك.

وأجريت للنيزك تحاليل كيميائية ومختبرية دقيقة للتأكد من تطابق عملية الرصد مع النيزك الذي تم العثور عليه من بينها تحاليل الكشف عن النظائر المشعّة قصيرة العمر في العينة مثل المنغنيز 54 والصوديوم 22، والتي تتكون في الفضاء.

كما أثبتت الدراسات العلمية إلى أن هذه العينة تنتمي إلى نوع نادر صنف علميا بأنه "كوندريت الإنستاتيت" وصنف بـ "EH3"، وهي نيازك مصدرها انشطارات صخرية تسبح في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري في النظام الشمسي، كما تحتوي نيازك "كوندريت الإنستاتيت" على معادن غير مستقرة في الغلاف الجوي الغني بالأوكسجين ورطوبة الأرض، ووفقًا للدراسات العلمية كذلك فإن هذا النيزك احتوى على معدن لم يكن معروفًا من قبل.

ويأتي هذا الإنجاز استكمالًا لخطط وبرامج وزارة التراث والسياحة المختلفة في مجال توثيق النيازك في سلطنة عُمان، والتعريف بأهميتها العلمية واستثمارها بشكل مُستدام وتنويع وتعزيز الوجهات السياحيّة في مختلف المحافظات من خلال إقامة المعارض التخصّصية وعرضها في المتاحف المختلفة بسلطنة عُمان وإبراز الأبحاث العلمية التي يتم تنفيذها في هذا الجانب من خلال حلقات العمل والمعارض المؤقتة المختلفة.

مقالات مشابهة

  • توثيق حرب الإبادة
  • سلطنة عمان والبحرين.. روابط تاريخية متينة ومرحلة واعدة من التعاون المثمر
  • سلطنة عمان والعراق تبحثان تعزيز التعاون في عدة مجالات
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع لجنة الأسواق الناشئة والنامية في أنقرة
  • إنجاز علمي جديد.. سلطنة عمان تعلن عن توثيق "نيزك رجاء".. عاجل
  • إطلاق أول وثيقة تأمين مخصصة للرياضات الجوية
  • الوجه الجديد لجائزة السلطان قابوس
  • سلطنة عمان تدين حادثة الدهس في ألمانيا.. عاجل
  • المشروع الصهيوني وتحديات الأمة العربية.. رؤية السيد الحوثي للخلاص
  • تراجع معدل الباحثين عن عمل في سلطنة عمان إلى 4.3% حتى نهاية أكتوبر الماضي