بوابة الوفد:
2024-10-18@20:24:27 GMT

من «قابوس» إلى «هيثم».. عُمان عقل الأمة العربية

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

تحظى سلطنة عمان بتقدير كبير واحترام عظيم لا مثيل له إقليماً ودولياً ولا سيما بين دول العالم العربى والإسلامى.

لا جدال أن سلطنة عمان تنتهج سياسة الحياد والدبلوماسية المتزنة، والمعروفة عنها فى حل القضايا الإقليمية والدولية، حياد العقل والقوة والاتزان الدبلوماسى، حياد يعكس المنهج الفكرى والعقلية العمانية المؤمنة بالعدالة والحرية وحق تقرير المصير لكافة الشعوب.

تترفع سلطنة عمان دوماً وتنأى بنفسها عن دوائر الصراع، وسعيها الدؤوب فى لعب دور الوساطة لحل النزاعات بين الدول، مما يؤكد قوتها وتأثيرها الإقليمى والدولى، الأمر الذى أكسبها احترام الجميع.

تملك سلطنة عمان تاريخا طويلا، وحضارة عريقة تعود لآلاف السنين، بل وتعد مركزاً حضارياً وثقافياً فى منطقة الخليج، بالإضافة إلى دورها المؤثر والمحورى فى التجارة البحرية قديماً، مما يعزز شعورها دائماً بالانتماء والفخر بين العرب.

شهدت سلطنة عمان منذ أن تولى السلطان قابوس بن سعيد (١٩٧٠م) رجل السلام والأب الروحى والزعيم الملهم والمؤسس الحديث للسلطنة، تطوراً كبيراً فى البنية التحتية والتعليم والصحة، مع الحفاظ على الاستقرار السياسى والاجتماعى، واليوم تستمر سلطنة عمان فى نهجها نحو التنمية والاستقرار بقيادة السلطان هيثم بن طارق صاحب السمو والجلالة السياسى الهادئ والحكيم المفوه، الذى تولى الحكم بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد فى عام (2020) والذى يتميز بعدة صفات ورؤى جعلت له بصمة خاصة فى قيادة السلطنة.

إصرار السلطان هيثم بن سعيد على رفع مستوى معيشة المواطن العمانى اجتماعاً وسياسيا واقتصادياً، وتطور المعطيات التى من شأنها إحداث طفرة كبيرة فى مستقبل الشعب العمانى، والاهتمام بما يصب فى مصلحة المواطن، ويعزز كرامته وحريته.

تعهد السلطان هيثم بن سعيد بالحفاظ على النهج الذى اتبعه السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- فى ضمان استقرار البلاد واستمرار التنمية، التى تعزز ثقة الشعب فى قيادته الجديدة، مؤكداً السير على خُطى سلفه الحكيم الملهم السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه، ولكن بعقلية وفكر متطور فى التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، مع الحفاظ على مكانة السلطنة كدولة ذات سياسة متوازنة وحيادية.

فالانتقال من حكم السلطان قابوس بن سعيد إلى السلطان هيثم بن طارق فى سلطنة عمان شكّل مرحلة مهمة فى تاريخ البلاد، وكان لهذا الانتقال تأثير عظيم وإيجابى.

السلطان قابوس بن سعيد (1970-2020)، المؤسس الحقيقى للنهضة العمانية الحديثة. تولى الحكم عام 1970 ونجح فى تحويل البلاد من دولة تفتقر للبنية التحتية والخدمات إلى دولة حديثة مزدهرة، وقاد مسيرة التنمية الاقتصادية والتعليمية والصحية، مع الحفاظ على الهوية الثقافية للسلطنة، وتميز حكم السلطان قابوس طيب الله ثراه بالحكمة فى إدارة العلاقات الخارجية، حيث انتهج سياسة الحياد والوساطة فى النزاعات الإقليمية، كما حافظ طوال فترة حكمه، على الاستقرار السياسى والاجتماعى، مما جعل سلطنة عُمان من أكثر دول المنطقة أمانًا واستقرارًا.

بعد وفاة السلطان قابوس فى يناير (2020) انتقل الحكم إلى السلطان هيثم بن طارق، وسط تقدير وإجماع ومحبة من الشعب العمانى، وارتياح دولى وإقليمى، وجاء هذا الانتقال، وفقًا للوصية التى تركها السلطان قابوس والتى حددت اسم الخليفة، ليواصل السلطان هيثم بن طارق مسيرة البناء والتنمية، مع التركيز على تنويع الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وتعزيز الشفافية فى إدارة المؤسسات، بعد وضع رؤية وخطة استراتيجية تهدف لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع الحفاظ على الاستقرار الذى تتميز به البلاد، كما سعى لتعزيز دور الشباب فى المجتمع وتمكينهم للمشاركة فى صنع مستقبل البلاد، مع الاستمرار فى نهج الحياد فى السياسة الخارجية.

الانتقال السلس من حكم السلطان قابوس إلى السلطان هيثم، أظهر متانة النظام السياسى فى السلطنة والتزامها برؤية طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار والازدهار، رؤية استراتيجية تتنوع فيها مصادر الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز القطاع الخاص، وتطوير قطاعات السياحة، والتكنولوجيا، والتعليم، لخلق فرص عمل وزيادة الإنتاجية الوطنية، مع تمكين الشباب.

يولى السلطان هيثم أهمية كبيرة لتمكين الشباب العمانى، من خلال دعم ريادة الأعمال وتطوير البرامج التعليمية والتدريبية، وتدعيم الإصلاحات التى تعزز دور المجتمع المدنى فى عملية التنمية، وتشجع على المشاركة المجتمعية فى صنع القرارات، هذا بالإضافة إلى التطوير الإدارى والشفافية، والعمل على تحسين كفاءة المؤسسات الحكومية، بإعادة هيكلتها، بما يساهم فى تعزيز الشفافية والكفاءة فى الأداء الحكومى، وذلك من خلال تطبيق مبدأ المساءلة لضمان تقديم خدمات أفضل للمواطنين وتحقيق التطور المنشود.

أما عن التوازن فى السياسة الخارجية، فمثلما فعل السلطان قابوس، يتبع السلطان هيثم سياسة خارجية متوازنة وحيادية، مما يعزز دور عُمان كوسيط موثوق فى المنطقة، يواصل بناء علاقات دبلوماسية إيجابية مع دول العالم، مع الحفاظ على استقلالية القرار العُمانى وسياسته السلمية.

هذه الصفات جعلت السلطان هيثم بن طارق قائداً يحمل رؤية طموحة للمستقبل، مستفيدًا من الإرث الكبير الذى تركه السلطان قابوس، مع إدخال إصلاحات تعزز التنمية الشاملة والمستدامة فى السلطنة.

سلطنة عُمان معروفة بتراثها الغنى وثقافتها الفريدة، الناس فى عمان يحافظون على تقاليدهم ويهتمون بالضيافة العربية الأصيلة، وأنت فى عُمان تشعر وكأنك تعيش فى وطن كبير دافئ يسع الجميع دون تفرقة، محاط شعوريا بالترحاب والود والمحبة، بالإضافة إلى الكرم والتواضع واحترام الآخر الذى يتميز به الشعب العُمانى، فالتعامل معهم تجربة إيجابية، تعكس طبيعة بلادهم المسالمة والمتسامحة، والذى خلق انطباعاً مبهراً عن عمان لدى الكثيرين، كل هذه الأسباب تساهم فى إجماع الكثير على حب واحترام سلطنة عُمان.

فبرغم ثروات سلطنة عمان النفطية، فإنها معروفة بنهجها المتزن فى إدارة الموارد والاقتصاد، نمط حياة بسيط ومتواضع، بعيدًا عن مظاهر التبذير والإسراف، يهدف إلى الحفاظ على التقاليد والعادات الأصيلة، هذا النهج المتوازن أكسب عُمان سمعة طيبة وجعلها نموذجاً يحتذى به فى التعامل مع الثروات الطبيعية.

 

‏[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار قابوس هيثم ع مان السلطان هیثم بن طارق مع الحفاظ على سلطنة عمان سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

عُمان تحتفل بـ"يوم الأغذية العالمي"

مسقط- العمانية

احتفلت سلطنة عمان،اليوم، بيوم الأغذية العالمي الذي تنظمه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبنك الطعام العماني تحت شعار "الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل" وذلك تحت رعاية سعادة سليم بن علي بن سليم الحكماني، رئيس هيئة حماية المستهلك.

وأكدت المهندسة خالصة بنت طالب الحضرمية، مدير عام التخطيط بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، أن سلطنة عمان تبنّت سياسات تنموية شاملة تهدف إلى ضمان هذا الحق لكل مواطنيها والمقيمين على أرضها، حيث حرصت على تطوير قطاعات الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، مع تعزيز التكنولوجيا والتقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والزراعة الرقمية والبحث العلمي والابتكار لزيادة الإنتاجية وتحويل النظم الزراعية والغذائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأشارت في كلمتها إلى أن النشرة الإحصائية لشهر سبتمبر 2024م للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات تبين نموّا ملحوظا خلال النصف الأول من عام 2024م لنشاطي الزراعة والحراجة وصيد الأسماك حيث بلغ 6.6 بالمائة، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي من النشاطين ليبلغ 451.2 مليون ريال عماني في النصف الأول من العام نفسه مقارنة بـ423.4 مليون ريال عماني للفترة نفسها من العام المنصرم، وارتفعت نسبة المساهمة إلى الناتج المحلي الإجمالي بسعر السوق من 2.3بالمائة في النصف الأول من عام 2023 إلى 2.4 بالمائة للفترة نفسها من العام الجاري 2024م.

وقالت المهندس خالصة الحضرمية: إن سلطنة عمان حققت تقدما ملموسا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، حيث تم تصنيف سلطنة عمان وفق مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022 بالمرتبة الـ 35 عالميّا وفي المرتبة (الثالثة) عربيّا ويأتي هذا التصنيف من أصل (113) دولة.

من جانبه قال المهندس إبراهيم بن عبد الله الحوسني، رئيس مجلس إدارة بنك الطعام: إن البنك تمكن من حفظ أكثر من 100 ألف وجبة بوزن 60 طنّا وبقيمة تقدر 100 ألف ريال عماني، كما استطاع من توزيع قرابة 250 طنّا من الخضروات والفواكه بقيمة تزيد عن 50 ألف ريال عماني. وتوزيع أكثر من 10 آلاف سلة غذائية للمستفيدين، بالإضافة إلى استفادة أكثر من 6 آلاف أسرة ومستفيد وتوقيع أكثر من 45 اتفاقية من خلال شراكات استراتيجية.

‏وأكد الدكتور ثائر ياسين، المكلف بتسيير أعمال مكتب منظمة الفاو للأغذية والزراعة للأمم المتحدة بسلطنة عمان أن الأمن الغذائي والتغذية أمران حاسمان لأعمال الحق في الغذاء ولا يمكن استدامة السلام دون التصدي للجوع، ويعد التعاون العالمي في جميع القطاعات أمر بالغ الأهمية وخاصة إشراك الشباب لأن مستقبل الأمن الغذائي هو حقهم، مشيرا إلى أن العلم والابتكار الذي يشمل تكنولوجيا المعلومات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والزراعة الرقمية يعدان مفتاحا في تحويل النظم الزراعية والغذائية، ويمكن لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والزراعة الرقمية تعزيز الإنتاجية وتحسين إدارة الموارد وتحسين كفاءة سلسلة التوريد.

وتم خلال الحفل الإعلان عن نتائج مسابقة الطهاة وهي فعالية تركز على مهارات الطهي، حيث يتنافس فيها طهاة محترفون أو هواة لإظهار إبداعهم ومهارتهم في إعداد الأطباق. تشمل المسابقات عادة عدة جولات تتضمن تحديات مثل تحضير أطباق معينة في وقت محدود، استخدام مكونات محددة، أو اتباع تقنيات خاصة، كما تم الإعلان عن نتائج مسابقة الرسم التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) التي تهدف إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن أفكارهم حول قضايا الأمن الغذائي والزراعة، وتشجع المشاركين على استخدام الفن كوسيلة لتوعية المجتمع حول أهمية الزراعة المستدامة والتغذية الصحية.

مقالات مشابهة

  • جامعة السلطان قابوس تحقق مركزاً متقدماً في تصنيف كيو أس 2025
  • 3 اتفاقيات قي قطاعي الطرق والموانئ
  • أسعد بن طارق آل سعيد يترأس وفد سلطنة عُمان في القمة الخليجية الأوروبية.. صور
  • لحظات رعب في الأجواء: طائرة تطلب النجدة فوق سلطنة عمان
  • نيابةً عن سلطان عُمان.. أسعد بن طارق آل سعيد يترأس وفد سلطنة عُمان في القمة الخليجية الأوروبية
  • سلطنة عمان تعزز ريادتها في توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة
  • في يوم ماجدات عُمان
  • عُمان تحتفل بـ"يوم الأغذية العالمي"
  • ملخص لآخر المستجدات عن الحالة الجوية في سلطنة عمان