من أفضل وأهم النعم التى حَبَا الله بها هذا الوطن، هى وحدة نسيجه الوطني، رغم تعدد روافد الهوية المصرية، لكن كل هذا التعدد انصهر فى بوتقة واحدة هى الوطن مصر. عن هذا يقول جمال حمدان فى أطروحته «نحن وأبعادنا الأربعة»، أن «الخلاصة النهائية أن أبعاد مصر القارية والبحرية، وإن تجاذبتها مرحليا، تتداخل فى تكامل وتناسق طبيعيين بلا تعارض أو تضاد كامن، ولا تشد فى اتجاهات متعارضة أو متعاكسة، بل تتبلور جميعا فى بؤرة واحدة، وتؤكد تعدد الأبعاد والجوانب الكامن فى موقع مصر».
هنا حمدان يحدثنا عن مدى «صلابة هذا الجسم مصريا بالدرجة الأولى» ووحدة نسيجه الوطني؛ هذه الوحدة انعكست بالتعبية على كل المؤسسات المصرية، فهى وطنية فى المقام الأول لا تعرف عشرية أو قبائلية، أو تحزبية. على عكس عديد التجارب من حولنا عربيا وأفريقيا، هى مؤسسات وطنية، ولاؤها أولا وأخيرا لمصر الوطن. هذه المؤسسات ذات الهوية والسياق الوطنى الموحد، وعلى رأسها الجيش والشرطة، وأجهزة المعلومات المصرية على اختلاف مستوياتها، كانت وستظل خط الدفاع الأول عن هذا الوطن. وهى الصخرة التى تحطمت عليها ولا تزال كافة المخططات والمؤامرات التى تستهدف النيل من وحدة هذا الوطن وتهديد أمنه القومي.
من جانب آخر؛ هذه الوحدة وهذا التوجه الوطنى لهذه الأجهزة والمؤسسات سمح لها بتراكم الخبرات، ونقلها من جيل لآخر، حتى الجيل الحالى مسلح بأحدث علوم وتقنيات التكنولوجيا، لتظل واحدة من أهم أدوات الردع المصرية مؤسساتها العسكرية والأمنية الوطنية.
نظام دولة 30 يونيو الوطنية بقيادة الرئيس السيسى هو من قلب تلك المؤسسات الوطنية، يعى أهميتها وفاعلية دورها فى حماية مقدرات الدولة المصرية وأمنها القومي، لذلك عمل تعزيز قدراتها ورفع كفاءة عناصرها بتسليحها بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا وتدريب، لتظل دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة كافة التحديات والتعاطى معها، وبما يمنحها المرونة اللازمة للتكيف مع المهددات الحالية شديدة التقاطع والتشابك والتعقيد.
هذا المستوى المرتفع من المرونة يتطلب تنسيقا فاعلا بين مختلف الأجهزة والمؤسسات المعنية بالأمن القومى المصرى لتسير جميعها بوتيرة واحدة متناغمة، خاصة فى ضوء تصعيد إقليمى محتمل واسع النطاق، هنا كان استشراف المستقبل، والتحرك الاستباقى من الرئيس السيسى بتكليف اللواء عباس كامل مستشارًا لرئيس الجمهورية منسقًا عامًّا للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية. وتعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسا للمخابرات العامة. فى استحداث لمنصب جديد يساهم فى تعزيز عمل أجهزة الأمن القومى فى وقت بالغ الخطورة والحساسية. وهو اختيار صادف أهله على جميع المستويات، ويعكس مدى مؤسسية أجهزتنا الوطنية.
هى مؤسسات وطنية مصرية لحماية مصر ومصالحها وأمنها على رأسها ويعمل بها خيرة رجال هذا الوطن وأبناؤه، وكما قال حمدان: «أن مصر تظل فى النهاية وأساساً هى مصر، وتظل بوصلتها هى المصرية. انها تنتمى إلى كل هذه الآفاق دون أن تكون هناك تماماً، بل تظل فى النهاية مصرية تأصيلاً وتطويراً وانتماءً».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مؤسساتنا الوطنية هذا الوطن
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد: دبي هي المستقبل والمستقبل هو دبي
أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن صندوق "KKR" العالمي سيستثمر 5 مليارات دولار في شركة "جلف داتا هب" الإماراتية.
وقال عبر حسابه في منصة "إكس" اليوم الجمعة: "في أبريل 2024، أطلقنا خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي بهدف ترسيخ مكانة دبي كإحدى المدن الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتعزيز نمو هذا القطاع الحيوي".
وقال: "اليوم، نحقق إنجازاً جديداً مع إعلان صندوق "KKR" العالمي عن استثمار 5 مليارات دولار في شركة "جلف داتا هب" الإماراتية، التي انطلقت من دبي عام 2012... يهدف هذا الاستثمار الأول من نوعه في المنطقة إلى توسيع منصات مراكز البيانات محلياً وعلى مستوى الشرق الأوسط، نتطلع إلى الترحيب بمزيد من شركاء النجاح في المرحلة المقبلة، بهدف تعزيز القدرات الرقمية ودفع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة انطلاقاً من دبي... لأن دبي هي المستقبل، والمستقبل هو دبي".
في أبريل 2024، أطلقنا خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي بهدف ترسيخ مكانة دبي كإحدى المدن الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتعزيز نمو هذا القطاع الحيوي..
واليوم، نحقق إنجازاً جديداً مع إعلان صندوق "KKR" العالمي عن…