لجريدة عمان:
2024-11-18@21:47:38 GMT

العالم على صفيح ساخن!

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

العالم على صفيح ساخن!

على إيقاع طبول الحرب يجتمع الساسة الكبار في العالم، يستهلون مؤتمراتهم الدورية بالإشادة بدورهم الفعال في إرساء قواعد الأمن والأمان والاستقرار الدولي، وعبر مؤتمرهم يشجبون ويستنكرون ما تقوم بعض من يسمونهم زوزرا بـ « دول الشر» رغم أنهم هم الذين يمولونها بالسلاح والعتاد والقنابل الحارقة، والصواريخ العابرة للقارات!.

ومن على المنصة الأممية يقف رجل الحرب والدمار يبرر كيف أنه أعطى أوامره « لإبادة شعب بكامله » من اجل أن يرضي غروره ويثبت للعالم بأنه يقتلع الشر من الارض، ومن مكانه لا يخجل من نفسه عندما يسمي الأبرياء بـ« الإرهابيين » بينما هو الإرهاب ذاته وبكل تفاصيله، ينتهي من كلمته فيصفق له الحضور مثمنين له صراحته المطلقة معتبرين ما قاله هو الحقيقة، ومؤكدين ثانية على أن خيار الحرب ما هو إلا دمار للشعوب وإبادة لوجه الحياة حتى وإن كانت في أوطان يحتلها المعتدي ويبطش بأهلها الأصليين،هو تناقض غريب وفعل لا يمكن لعاقل تصديقه.

من يتمعن جيدا في المشهد السياسي العالمي يجد أن « نبرات التهديد والوعيد » أصبحت ظاهرة عالمية بين الدول، فمن أقل اختلاف بين دولة وأخرى، يصبح حديث الجانبين لا يخلو من التلويح باستخدام الأسلحة المدمرة، معتقدين بأن قاذفات الصواريخ والقنابل العنقودية وغيرها قادرة على حل المشكلات العالقة بين دولة وأخرى دون النظر الى ما ستؤول إليه نتائج الحرب على الشعوب والأجيال المقبلة.

وفي الوقت الراهن أيضا بدأ الحديث عن استخدام أساليب جديدة للحرب المتطورة بعدما تم الكشف عن مخططات عسكرية تقوم على أسس استخدام « الذكاء الاصطناعي» كحل آخر لتدمير البنى الأساسية وقتل الأرواح بشكل دقيق.

هذا العلم أصبح هو الآخر حديث قادة الدول والشعوب فما بين مؤيد ومعارض لهذه التكنولوجيا بات الخوف يتربص بقلوب الخائفين ويزداد أكثر من أي مرحلة ماضية، والأيام ربما تكشف عن وجوه قبيحة يخفيها هذا العلم المتسارع في مجالات الحياة.

من المتعارف عليه، أن مرحلة القرن العشرين وسنواتها المظلمة، أثرت على الحياة بشكل عام، وقد تعرض العالم إلى دمار شامل نجا منه البعض، ودفن في قبوره الملايين من الأبرياء، وأصبح لدى بعض الشعوب تقليد سنوي يحتفلون فيه بانتهاء هذه المأساة الإنسانية، يتذكرون أحبتهم الغائبين عنهم منذ عقود ماضية، والذكرى تجلب لهم مشاهد لا تزال عالقة في أذهانهم لا يتخلصون منها أبدا، الزمن قد مضى، ولكن التفاصيل لا تزال حاضرة في الوجدان والتاريخ شاهد على تلك الكارثة، هناك مدن تساوت بالأرض، وأخرى تدمرت والصواريخ والقنابل ألقيت على رؤوس الناس.

سيظل العالم دوما يتذكر ويلات الحروب وأصوات البنادق والمدافع وكل آلة حربية تجهز على البشر، أما من تبقى من الناس فلا يزالون مختلفين في إحصاء أعداد القتلى والجرحى وحجم الخراب والدمار الذي حل بدولتهم التي تعرضت لقصف ممنهج « نهارا وليلا »، وعندما وضعت الحربان الأولى والثانية أوزارهما كان المشهد ضبابيا للغاية، ثم تحول الى لوحة من الشقاء والدمار الهائل الذي لا تزال آثاره مستمرة حتى يومنا هذا.

انتهى القرن العشرون بكل ما فيه من صفحات سواء قاتمة، وبدأ العالم الألفية الجديدة منذ عقدين من الزمن وأكثر بقليل، إلا أن الحرب لم تنته من الارض، وإنما اشتعل فتيلها ثانية في دول جديدة، بينما تدق طبول حروب وليدة في دول لم تكن تعرف معنى الحرب سابقا، إلا أنها الآن في مرمى خوض « مأساة ضروس » إن لم تكن قريبا فإنها بلا شك ستكون مع إشراقة الألفية الثالثة، هذا يؤكد لنا بأن أجندة الحرب لا تنتهي عند نقطة معينة، وإنما هو تسلسل زمني من الحروب التي تبيد الأرواح وتقضي على مقومات الحياة في أوطان تعيش مرحلة الحلم بالحرية والسلام.

وسط كل المعطيات والتفاعلات اليومية نجد بأن من يصنع القنابل والمتفجرات وأسلحة الدمار الشامل، لن يعجز لسانه عن إشعال فتيل الحرب وإمداد أطراف النزاع بالأسلحة المحرمة دوليا وإنسانيا ليبيد كل منهما الآخر، لن ترهبه التصريحات الدولية والشجب المتكرر وإبداء القلق من أكبر المنظمات الدولية العالمية، بل سوف يتمادى أكثر في إيقاع مزيد من الضحايا بين جميع الأطراف.

في المختبرات والمنشآت السرية تحت الأرض وفوقها يتم تصنيع كم هائل من الذخائر الذكية والأسلحة الكيميائية والبيولوجية وغيرها من أدوات القتل والفناء للبشرية، يتم إعدادها بحيث يمكنها أن تقلب موازين القوى وشكل الحياة وإيجاد عالم يئن من شدة وحدة الأوجاع والآلام المبرحة.

وحتى يستفيق العالم من سباته العميق، سيكون الوقت قد انتهى، فما تشهده الأرض من تحولات في مستويات التحديات نابع من تلك الآثار المدمرة التي تخلفها الحروب وعمليات التصنيع العسكرية، فحرارة الارض والظواهر المخيفة بدأت في غزو الأرض بشكل ملفت للنظر.

لن تتوقف الحروب ولن ينعم العالم بالسلام طالما كانت هناك نظرة أحادية الجانب ترجح المصلحة الشخصية على المصلحة الأممية، وستبقى الأرض مهددة طيلة الوقت بالخوف والتأثيرات المباشرة من الحروب وغيرها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مخزومي من معراب: العالم ينظر إلينا كدولة مخطوفة

التقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، في المقر العام في معراب، رئيس حزب "الحوار" النائب فؤاد مخزومي ترافقه مستشارته السياسيّة كارول زوين، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني، وتم البحث في التطورات السياسيّة و"كيفية تنسيق المواقف والمقاربات السياديّة والوطنيّة التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة".

اثر اللقاء، وصف مخرومي العلاقة بجعجع بـ "الممتازة"، وقال: "قلبنا يحزن ويدمع على ما تمر به البلاد اليوم والدمار الذي نشهده، إلا أن هذا الأمر يُظهر أيضاً أننا دخلنا في حرب لم يكن لنا مصلحة في الدخول فيها. عندما طالبنا بوقف هذه الحرب عبر التعهد بتنفيذ القرار 1701 بجميع مندرجاته بما فيها ال  1680 و1595، رجوعاً إلى اتفاق الطائف، كان هناك رفض، والجميع يعلم أن الحكومة كانت تدّعي في حينه أن قرار الحرب والسلم ليس بيدها، أما اليوم فهناك تغيير ويجب أن نوقف هذه الجريمة وهذه الحرب التي يتعرّض لها بلدنا، ويجب أن يفتح مجلس النواب مباشرة من أجل انتخاب رئيس جمهوريّة وتشكيل حكومة تملك الشرعيّة والميثاقيّة كاملة حتى نبدأ في تطبيق الإصلاحات المطلوبة، لان العالم ينظر لنا اليوم كدولة مخطوفة".

وشدد على أننا "إذا ما تمكنّا من أن نظهر للعالم أن هناك إعادة هيكلة للدولة في لبنان، من رئيس للجمهوريّة إلى حكومة وتفعيل لمجلس النواب، فأنا لدي شعور بأن جميع أصدقائنا في العالم سيتحركون عندها لمساعدتنا، وما رأيناه في مؤتمر القمة العربيّة في الرياض أبرز دليل على ذلك، باعتبار أن المجتمع الدولي والعربي والإسلامي كان يقف إلى جانبنا ويبدي الإستعداد للمساعدة، إلا أنهم كي يتمكنوا من مساعدتنا علينا أولاً أن نساعد أنفسنا".

وأشار الى انه بحث "مع رئيس القوات في موضوع النازحين من أهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع وهو الموضوع الذي يحزننا ويؤلمنا"، وقال: "نريد أن نقف إلى جانب أهلنا ولكن في الوقت عينه يجب أن ننتبه الى أن هذه المسألة ينبغي أن تترافق أيضا بالرفض القاطع لأي تعد على الأملاك الخاصة".

وتابع: "صحيح أنه يجب أن نقف جميعا إلى جانب بعضنا، إلا أننا في الوقت عينه يجب أن نجد حلولا ثابتة وناجعة كي لا يتم تغيير الديموغرافيا في البلاد، الأمر الذي من شأنه أن يهدد وحدة البلاد".

مقالات مشابهة

  • بلجيكا.. مرحلة السلبية ومدرب فوق صفيح ساخن
  • مواجهة على صفيح ساخن اليوم بين كرواتيا والبرتغال ضمن دوري أمم أوروبا
  • العالم ينتظر الرئيس ترامب ⁦‬⁩
  • الجارديان: تغير المناخ يتسبب في موجات حارة قاتلة وغير مسبوقة في تاريخ البشرية
  • مخزومي من معراب: العالم ينظر إلينا كدولة مخطوفة
  • لبنان فوق صفيح ساخن.. قتـ.ـلى وجرحى إثر غارات إسرائيلية والحكومة تعلق الدراسة
  • روسيا: استهداف أراضينا بأسلحة أمريكية بعيدة المدى يعني انخراطها في الحرب بشكل مباشر
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: لقاء ساخن مع ديفيد هيرست
  • اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا
  • زيلينسكي يرى أن الحرب ستنتهي بشكل أسرع في ظل رئاسة ترامب