بوابة الوفد:
2025-03-17@13:34:13 GMT

هل أتاكم حديث الصدفة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

سيل من الأكاذيب ساقها القادة الإسرائيليون حول مقتل زعيم حركة حماس «يحيى السنوار» فى منطقة تل السلطان التى تعدها اليونسكو من الآثار التاريخية، وتقع فى الجزء الفلسطينى من رفح، ولأن إسرائيل قاعدة استعمارية للمصالح الغربية، الأمريكية والأوروبية فى المنطقة، وهى كما وصفها «محمود درويش» خرافة مدججة بالسلاح، فقد بات الكذب وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ جزءا من سياستها الرسمية لتعظيم مكاسبها ومكاسب داعميها ومموليها الدوليين، لكن الكذب هذه المرة كان موجها بالأساس للجمهور الإسرائيلى ولأهالى الأسرى المحتجزين لدى حماس، فضلا عن هدف ترويع بقية مقتالى حركة حماس وقادتها، بمواصلة الزعم أنهم قد قبلوا بالاستسلام!

من بين تلك الأكاذيب التى فضحتها الإدارة الأمريكية على الفور، قول الجيش الإسرائيلى أن الصدفة وحدها هى من قادت إلى مقتل «السنوار»، بدون توفر معلومات مخابراتية سابقة، أى أنه بعد عام من تدمير غزة على رؤوس أهلها، والموت العشوائى العمدى لنحو خمسين ألفا من المدنيين ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، وحرب التجويع التى يعيشها الآن أهالى غزة بحثا عن «السنوار»، فإن مجرد صدفة هى من أوقعته، فقد كان عدد من الجنود الإسرائيليين يتمشى بشكل عرضى، فعنً له أن يجرى تفتيشا روتينيا لمبنى أمامه، فوجد «السنوار» به وقتله.

مع أن المشاهد التى حرصت إسرائيل على نشرها بكل الوسائل، كذبت تلك الرواية، فقد كانت تظهر مسيرات توجه نحو المبنى الذى يقيم فيه قذائفها، وكان «السنوار» يحاول التصويب عليها بإطلاق النار نحوها، بالإضافة إلى أن مقر إقامته قد تدمر بفعل القنابل التى ألقيت عليه، ولم يتمكن الجنود من دخوله ألا بعد تدميره، ولم يعلن الخبر سوى فى اليوم التالى للهجوم، بما يفضح ترهات حديث الصدفة!

لم تكد تمضى بضع ساعات على خرافة الصدفة، حتى كذب «جيك سولفان» مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، تلك الرواية العبيطة، التى تنسب لتحرك عرضى اصطياد «السنوار» وقتله وهو فوق الأرض، وغير محاط سوى بمرافقين، تم قتلهما معه، قال سولفان: «إن معلومات مخابراتية أمريكية، ساعدت إسرائيل فى تعقب قادة حماس، بمن فيهم «السنوار».

ولم يعد سرا أن مستشارين أمريكيين من أدق التخصصات، موجودون فى إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فضلا عن نشر منظومة ثاد الصاروخية من أجل تعزيز الدفاع الجوى الإسرائيلى للتصدى للصواريخ الإيرانية، وهو ما يؤكد أن الاستعداد لضرب إيران  يجرى على قدم وساق.

سقطت كل الأكاذيب التى رددها نتنياهو وأعضاء حكومته ليبرر بها فشله فى تحرير الرهائن، واخفاقه فى تهجير الفلسطينيين ، وبينها أن «السنوار» كان مختبئا فى نفق، وأنه يتخذ من الأسرى ستارا للاحتماء بهم، وأنه خارج غزة ويدير حربه من القاهرة، فجأ الصمود الأسطورى للشعب الفلسطينى ضد جيش الاحتلال حين تمسك بالبقاء فى أرضه، ودعم الموقف المصرى المبدئى والشجاع اختيار الفلسطينيين، وتصدى منذ اللحظات الأولى لفكرة التهجير التى ترمى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ولعل نتنياهو وهو يعلن أن الحرب فى غزة مستمرة بعد مقتل «السنوار»، يدرك المغزى العميق وراء أنه لم يجد طوال عام من الشقاء والمعاناة، فلسطينيا واحدا يقبل برشوته التى بلغت 400 ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى «السنوار». المعنى واضح، ففى نوفمبر القادم تحل الذكرى السابعة بعد المائة لوعد بلفور، الذى وصفه عبد الناصر «وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق»، وخلال تلك العقود من الغطرسة الإسرائيلية والافتتان بالخلل فى موازين القوى وملاحقة الفلسطينيين بالقتل والتدمير والهدم، فإن إسرائيل لم تنعم بالاستقرار ولن تتمكن من الاندماج فى المنطقة، ما لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، فليته يعى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش سيل من الأكاذيب منطقة تل السلطان ن رفح

إقرأ أيضاً:

محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل

#سواليف

رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.

وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.

مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14

وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان

وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو

وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.

ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.

وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.

وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.

وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان

وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.

يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
  • الهباش يلتقي الطلبة الفلسطينيين بحضور نائب وزير خارجية اندونيسيا 
  • كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» بـذور التطـرف ( 2)
  • واشنطن بوست: إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات إغاثة الفلسطينيين
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
  • حركة حماس تؤكد: لا حديث عن اتفاقات جديدة ونتنياهو يرفض أي صيغة لإتمام اتفاق الهدنة
  • “حماس”: لا حديث عن اتفاقات جديدة ونتنياهو يرفض أي صيغة لإتمام اتفاق الهدنة
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل