بوابة الوفد:
2024-10-18@19:30:03 GMT

هل أتاكم حديث الصدفة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

سيل من الأكاذيب ساقها القادة الإسرائيليون حول مقتل زعيم حركة حماس «يحيى السنوار» فى منطقة تل السلطان التى تعدها اليونسكو من الآثار التاريخية، وتقع فى الجزء الفلسطينى من رفح، ولأن إسرائيل قاعدة استعمارية للمصالح الغربية، الأمريكية والأوروبية فى المنطقة، وهى كما وصفها «محمود درويش» خرافة مدججة بالسلاح، فقد بات الكذب وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ جزءا من سياستها الرسمية لتعظيم مكاسبها ومكاسب داعميها ومموليها الدوليين، لكن الكذب هذه المرة كان موجها بالأساس للجمهور الإسرائيلى ولأهالى الأسرى المحتجزين لدى حماس، فضلا عن هدف ترويع بقية مقتالى حركة حماس وقادتها، بمواصلة الزعم أنهم قد قبلوا بالاستسلام!

من بين تلك الأكاذيب التى فضحتها الإدارة الأمريكية على الفور، قول الجيش الإسرائيلى أن الصدفة وحدها هى من قادت إلى مقتل «السنوار»، بدون توفر معلومات مخابراتية سابقة، أى أنه بعد عام من تدمير غزة على رؤوس أهلها، والموت العشوائى العمدى لنحو خمسين ألفا من المدنيين ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، وحرب التجويع التى يعيشها الآن أهالى غزة بحثا عن «السنوار»، فإن مجرد صدفة هى من أوقعته، فقد كان عدد من الجنود الإسرائيليين يتمشى بشكل عرضى، فعنً له أن يجرى تفتيشا روتينيا لمبنى أمامه، فوجد «السنوار» به وقتله.

مع أن المشاهد التى حرصت إسرائيل على نشرها بكل الوسائل، كذبت تلك الرواية، فقد كانت تظهر مسيرات توجه نحو المبنى الذى يقيم فيه قذائفها، وكان «السنوار» يحاول التصويب عليها بإطلاق النار نحوها، بالإضافة إلى أن مقر إقامته قد تدمر بفعل القنابل التى ألقيت عليه، ولم يتمكن الجنود من دخوله ألا بعد تدميره، ولم يعلن الخبر سوى فى اليوم التالى للهجوم، بما يفضح ترهات حديث الصدفة!

لم تكد تمضى بضع ساعات على خرافة الصدفة، حتى كذب «جيك سولفان» مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، تلك الرواية العبيطة، التى تنسب لتحرك عرضى اصطياد «السنوار» وقتله وهو فوق الأرض، وغير محاط سوى بمرافقين، تم قتلهما معه، قال سولفان: «إن معلومات مخابراتية أمريكية، ساعدت إسرائيل فى تعقب قادة حماس، بمن فيهم «السنوار».

ولم يعد سرا أن مستشارين أمريكيين من أدق التخصصات، موجودون فى إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فضلا عن نشر منظومة ثاد الصاروخية من أجل تعزيز الدفاع الجوى الإسرائيلى للتصدى للصواريخ الإيرانية، وهو ما يؤكد أن الاستعداد لضرب إيران  يجرى على قدم وساق.

سقطت كل الأكاذيب التى رددها نتنياهو وأعضاء حكومته ليبرر بها فشله فى تحرير الرهائن، واخفاقه فى تهجير الفلسطينيين ، وبينها أن «السنوار» كان مختبئا فى نفق، وأنه يتخذ من الأسرى ستارا للاحتماء بهم، وأنه خارج غزة ويدير حربه من القاهرة، فجأ الصمود الأسطورى للشعب الفلسطينى ضد جيش الاحتلال حين تمسك بالبقاء فى أرضه، ودعم الموقف المصرى المبدئى والشجاع اختيار الفلسطينيين، وتصدى منذ اللحظات الأولى لفكرة التهجير التى ترمى إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ولعل نتنياهو وهو يعلن أن الحرب فى غزة مستمرة بعد مقتل «السنوار»، يدرك المغزى العميق وراء أنه لم يجد طوال عام من الشقاء والمعاناة، فلسطينيا واحدا يقبل برشوته التى بلغت 400 ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى «السنوار». المعنى واضح، ففى نوفمبر القادم تحل الذكرى السابعة بعد المائة لوعد بلفور، الذى وصفه عبد الناصر «وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق»، وخلال تلك العقود من الغطرسة الإسرائيلية والافتتان بالخلل فى موازين القوى وملاحقة الفلسطينيين بالقتل والتدمير والهدم، فإن إسرائيل لم تنعم بالاستقرار ولن تتمكن من الاندماج فى المنطقة، ما لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، فليته يعى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش سيل من الأكاذيب منطقة تل السلطان ن رفح

إقرأ أيضاً:

صحيفة تكشف تخوفات إسرائيل بعد السنوار وحقيقة وضع حماس

تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024، عن مرحلة أكثر ضبابية بشأن مختلف القضايا عقب اغتيال رئيس حماس يحيى السنوار، ووضع حركة حماس بعد هذه العملية.

وقالت الصحيفة، إنه "كما كان متوقعا فقد احتفل نتنياهو الليلة الماضية يقتل السنوار، وعلى مدار عام لم يكن هناك ما يشغل نتنياهو أكثر من القضاء على السنوار، لأن هذا أمر كان هوسه، فقد كان كثيرا يصف السنوار بأنه عدوه اللدود الذي أخذ ملايين الدولارات من نتنياهو وفي اللحظة المناسبة هاجم إسرائيل وألحق بها أكبر هزائمها".

إقرأ أيضاً: يديعوت: بعد اغتيال السنوار الحكومة الإسرائيلية أمام قرارين تاريخيين

وأضافت "أدرك نتنياهو منذ اللحظة الأولى أن صورة السنوار القتيل هي وحدها القادرة على أن تحجب في أعين جمهوره الفشل الذي كان مسؤولا عنه بقدر لا يقل عن الشاباك والجيش الإسرائيلي، فقد كان يولي أهمية أقل لصورة أخرى من صور النصر ألا وهي عودة جميع المختطفين"

وأشارت إلى أنه "بعد أن حقق نتنياهو صورة النصر التي طال انتظارها وبعد أن تم حل جميع كتائب حماس ولم يبق سوى فرق متفرقة، حصل نتنياهو على رصيد متجدد ليصبح رجل دولة لكنه لم يظهر ذلك في خطاب النصر الذي ألقاه الليلة الماضية، لأنه بدلا من الإشارة إلى مبادرة سياسية جريئة من شأنها إنهاء الحرب في غزة بما ينهيها أيضا في الشمال، خرج وقال لعناصر حماس أطلقوا سراح الرهائن مقابل الحصانة، فشل نتنياهو في نطق عبارة "السلطة الفلسطينية" بمعنى هيئة حكم بديلة في القطاع، وحتى هذه اللحظة لم يرتفع عن مستوى السياسي التافه الذي توجهه الاعتبارات الشخصية والسياسية".

إقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يعلن هدفه التالي عقب اغتيال السنوار

وأوضحت أنه "طوال عام كامل نتنياهو يتصرف بلا استراتيجية واضحة ويعول على ما يحققه الجيش والشاباك في الميدان وينسب الانتصارات لشخصه".

وتابعت هآرتس، "أثبتت الاغتيالات سابقا لقادة حماس أن الحركة لم تغير من سلوكها وأيديولوجيتها أو أدى ذلك لانهيارها وبعد كل عملية اغتيال يظهر قادة جدد وفي كل فترة كانت تظهر حماس قدرتها على التعافي وادخال قيادة جديدة من جيل إلى آخر".

إقرأ أيضاً: مكان تتحدث عن صفقة التبادل مع غـزة عقب اغتيال السنوار

وأكدت أنه "في فترة العام الأخير منذ السابع من أكتوبر تغير الوضع تماما، لأن الدمار الذي لم يسبق له مثيل في قطاع غزة والوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة وسيطرة إسرائيل على المعابر سيجعل مهمة استبدال القيادة صعبة للغاية وحتى لو تم اختيار بديل فليس من الواضح ما إذا كان سيكون لديه القدرة على السيطرة على الميدان وتوزيع الأوامر وإدارة التنظيم الذي تفكك إلى حد كبير إلى أجزاء تعمل بشكل مستقل".

وأضافت أنه "على الرغم من ذلك وبعد أكثر من عام من القتال لا توجد حاليا أي هيئة أو منظمة فلسطينية يمكنها المطالبة بالسيطرة على قطاع غزة بدون حماس، وكل من تتحدث إليه في القطاع يعرف ذلك جيدا، بحيث لا تجرؤ السلطة الفلسطينية والفصائل على طرح فكرة السيطرة على القطاع دون ذكر حماس كشريك، حتى المحاولة المصرية الأخيرة لإيجاد صيغة لإدارة مشتركة لحركتي حماس و فتح في قطاع غزة باءت بالفشل بسبب مكانة المنظمة".

وأوضحت أن "هذا لا يعني أن قتل السنوار لن يؤثر على ميزان القوى في القيادة الفلسطينية، فمن المتوقع أن يؤدي مقتله واغتيال رئيس حكومة حماس في غزة روحي مشتهى قبل ذلك إلى تحول ثقل قيادة الحركة في الخارج، ومن المحتمل أن يصبح نائب السنوار خليل الحية الذي يتولى التنسيق وتنسيق المفاوضات نيابة عن حماس الشخصية الأهم في المنظمة".

وقالت "في غزة قد يكون محمد السنوار شقيق يحيى وربما بعض قادة المنطقة مثل عز الدين الحداد، لكن من المشكوك فيه أن يكون لدى هؤلاء الأفراد القدرة على ملء الفراغ الذي خلفه مقتل السنوار والذي سيؤثر أيضا بشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين، وإسرائيل والدول الوسيطة وكذلك قيادة حماس في الخارج كانوا يعلمون أن أي قرار بشأن المفاوضات لم يتخذ في الدوحة أو بيروت بل في غزة".

وشددت على أن "قيادة حماس في غزة وخاصة السنوار هي التي اتخذت القرارات، وفي غيابه لا يمكن معرفة من يستطيع أن يقرر في قضية المختطفين، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان بديله سيكون لديه معلومات عن جميع المختطفين وسيكون قادرا على جمعها ونقلها إلى القيادة الأجنبية وفرق التفاوض، وبالتأكيد ذلك عندما يكون بعضهم محتجزا لدى منظمات أخرى مثل الجهاد الإسلامي أو حتى لدى جهات أخرى.

وأشارت إلى أنه "ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي سيؤدي إلى تغيير في موقف حماس أو إلى نوع من الاختراق أو ربما إلى سيناريو أكثر صعوبة حيث ستواجه إسرائيل مجموعات مسلحة تحتجز رهائن كما حدث في البلدان التي دارت فيها حروب أهلية وحروب عصابات مثل سوريا أو لبنان أو الصومال، ومن شأن هذا التفكك أن يعرض حياة المختطفين لمزيد من الخطر وليس من الواضح حجم المعلومات التي تمتلكها إسرائيل بشأن كل مجموعة وعصابة من هذا القبيل".

وتابعت "إلى أن تتضح الصورة وتؤكد حماس مقتل السنوار ومن الممكن اختيار زعيم بديل لن يكون من الممكن الحديث عن مفاوضات منسقة لإطلاق سراح المختطفين وإنهاء الحرب، الصورة التي تمتلكها إسرائيل حاليا لجثة السنوار المشوهة لا تعني أبدا تحقيق صورة النصر".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري: إسرائيل فشلت في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء
  • صحيفة تكشف تخوفات إسرائيل بعد السنوار وحقيقة وضع حماس
  • الصدفة تقود الإحتلال لتصفية السنوار ..تفاصيل جديدة عن مقتـ ل قائد حماس
  • سيكون حديث العالم.. ليلى عبد اللطيف تثير جدلا بتوقعاتها عن يحيى السنوار (فيديو)
  • هل يستغل نتانياهو انتصار الصدفة ليوقف حرب غزة؟
  • اشتباك جرى بـ”الصدفة”.. إذاعة جيش الاحتلال تؤكد اغتيال يحيى السنوار
  • اشتباك جرى بـ "الصدفة".. جيش الاحتلال يؤكد اغتيال يحيي السنوار
  • جريمة حرب.. الجيش الإسرائيلي يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة
  • أثناء حديث ممثل إسرائيل.. وفد اليمن ينسحب من الجمعية العامة للاتحاد البرلماني