سيل من الأكاذيب ساقها القادة الإسرائيليون حول مقتل زعيم حركة حماس «يحيى السنوار» فى منطقة تل السلطان التى تعدها اليونسكو من الآثار التاريخية، وتقع فى الجزء الفلسطينى من رفح، ولأن إسرائيل قاعدة استعمارية للمصالح الغربية، الأمريكية والأوروبية فى المنطقة، وهى كما وصفها «محمود درويش» خرافة مدججة بالسلاح، فقد بات الكذب وتزوير الحقائق وتزييف التاريخ جزءا من سياستها الرسمية لتعظيم مكاسبها ومكاسب داعميها ومموليها الدوليين، لكن الكذب هذه المرة كان موجها بالأساس للجمهور الإسرائيلى ولأهالى الأسرى المحتجزين لدى حماس، فضلا عن هدف ترويع بقية مقتالى حركة حماس وقادتها، بمواصلة الزعم أنهم قد قبلوا بالاستسلام!
من بين تلك الأكاذيب التى فضحتها الإدارة الأمريكية على الفور، قول الجيش الإسرائيلى أن الصدفة وحدها هى من قادت إلى مقتل «السنوار»، بدون توفر معلومات مخابراتية سابقة، أى أنه بعد عام من تدمير غزة على رؤوس أهلها، والموت العشوائى العمدى لنحو خمسين ألفا من المدنيين ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، وحرب التجويع التى يعيشها الآن أهالى غزة بحثا عن «السنوار»، فإن مجرد صدفة هى من أوقعته، فقد كان عدد من الجنود الإسرائيليين يتمشى بشكل عرضى، فعنً له أن يجرى تفتيشا روتينيا لمبنى أمامه، فوجد «السنوار» به وقتله.
مع أن المشاهد التى حرصت إسرائيل على نشرها بكل الوسائل، كذبت تلك الرواية، فقد كانت تظهر مسيرات توجه نحو المبنى الذى يقيم فيه قذائفها، وكان «السنوار» يحاول التصويب عليها بإطلاق النار نحوها، بالإضافة إلى أن مقر إقامته قد تدمر بفعل القنابل التى ألقيت عليه، ولم يتمكن الجنود من دخوله ألا بعد تدميره، ولم يعلن الخبر سوى فى اليوم التالى للهجوم، بما يفضح ترهات حديث الصدفة!
لم تكد تمضى بضع ساعات على خرافة الصدفة، حتى كذب «جيك سولفان» مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، تلك الرواية العبيطة، التى تنسب لتحرك عرضى اصطياد «السنوار» وقتله وهو فوق الأرض، وغير محاط سوى بمرافقين، تم قتلهما معه، قال سولفان: «إن معلومات مخابراتية أمريكية، ساعدت إسرائيل فى تعقب قادة حماس، بمن فيهم «السنوار».
ولم يعد سرا أن مستشارين أمريكيين من أدق التخصصات، موجودون فى إسرائيل منذ بدئها حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فضلا عن نشر منظومة ثاد الصاروخية من أجل تعزيز الدفاع الجوى الإسرائيلى للتصدى للصواريخ الإيرانية، وهو ما يؤكد أن الاستعداد لضرب إيران يجرى على قدم وساق.
سقطت كل الأكاذيب التى رددها نتنياهو وأعضاء حكومته ليبرر بها فشله فى تحرير الرهائن، واخفاقه فى تهجير الفلسطينيين ، وبينها أن «السنوار» كان مختبئا فى نفق، وأنه يتخذ من الأسرى ستارا للاحتماء بهم، وأنه خارج غزة ويدير حربه من القاهرة، فجأ الصمود الأسطورى للشعب الفلسطينى ضد جيش الاحتلال حين تمسك بالبقاء فى أرضه، ودعم الموقف المصرى المبدئى والشجاع اختيار الفلسطينيين، وتصدى منذ اللحظات الأولى لفكرة التهجير التى ترمى إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ولعل نتنياهو وهو يعلن أن الحرب فى غزة مستمرة بعد مقتل «السنوار»، يدرك المغزى العميق وراء أنه لم يجد طوال عام من الشقاء والمعاناة، فلسطينيا واحدا يقبل برشوته التى بلغت 400 ألف دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى «السنوار». المعنى واضح، ففى نوفمبر القادم تحل الذكرى السابعة بعد المائة لوعد بلفور، الذى وصفه عبد الناصر «وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق»، وخلال تلك العقود من الغطرسة الإسرائيلية والافتتان بالخلل فى موازين القوى وملاحقة الفلسطينيين بالقتل والتدمير والهدم، فإن إسرائيل لم تنعم بالاستقرار ولن تتمكن من الاندماج فى المنطقة، ما لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، فليته يعى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش سيل من الأكاذيب منطقة تل السلطان ن رفح
إقرأ أيضاً:
جرائم تكشفها الصدفة- مكالمة عبر الراديو تكشف جريمة عمرها 10 سنوات
في عالم الجرائم، هناك قضايا تُحَلُّ عبر الأدلة والبراهين، وأخرى تبقى لغزًا محيرًا لسنوات طويلة، لكن هناك نوعًا مختلفًا تمامًا جرائم لم يكن ليُكشف عنها الستار لولا الصدفة البحتة!
في شهر رمضان المبارك، حيث تتغير إيقاعات الحياة وتمتلئ الأجواء بالتأمل والروحانية، نقدم لكم يوميًا على مدار 30 يومًا سلسلة "جرائم تكشفها الصدفة"، حيث نستعرض أغرب القضايا الحقيقية التي كُشفت بطرق غير متوقعة – من أخطاء الجناة، إلى اكتشافات عرضية قلبت مسار التحقيقات رأسًا على عقب.
انتظرونا كل ليلة مع قصة جديدة، وتفاصيل مثيرة عن جرائم لم يكن ليعرفها أحد لولا لمسة من الحظ أو موقف عابر كشف الحقيقة!
الحلقة التاسعة – نداء طفل عبر الراديو يكشف جريمة عمرها 10 سنوات
في عام 2018، كان مذيع محطة إذاعية محلية في أوهايو يستقبل اتصالات المستمعين كالمعتاد، حين تلقى اتصالًا غامضًا من طفل يقول بصوت خائف: "أبي ليس أبي.. إنه الرجل الذي خطفني وأنا صغير".
في البداية، ظن المذيع أن الأمر مجرد مزحة، لكن الطفل بدا مرعوبًا وأعطى تفاصيل عن منزله ومدرسته، مما دفع الشرطة إلى تعقب الاتصال.
وعند مداهمة المنزل، اكتشفوا أن الطفل هو "جوش كارسون"، الذي كان قد اختفى منذ 10 سنوات!
بعد التحقيقات، تبين أن الرجل الذي كان يعيش معه لم يكن والده، بل خاطفه، الذي قام بتغيير هويته ونشأه على أنه ابنه.
لولا تلك المكالمة العشوائية عبر الراديو، لما عُثر على جوش، وربما كان سيعيش حياته كلها تحت هوية مزيفة.
مشاركة