ترك رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار بصمة لا تمحى في تاريخ المقاومة الفلسطينية. اعتقل السنوار عام 1988 وحكم عليه بـ4 أحكام بالسجن المؤبد (مدتها 426 عاما) بتهمة تدبير اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين و4 مخبرين فلسطينيين.

وفي السجن، برز كشخصية قيادية مهيبة، وهو ما أكده المسؤول السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، مايكل كوبي، الذي استجوبه لمدة 180 ساعة.

ووصف كوبي السنوار بقدرته الفريدة على القيادة والترهيب، وقال إنه عندما سأله عن سبب عدم زواجه في ذلك الوقت وكان عمره 28 أو 29 عاما، أجابه السنوار: "حماس هي زوجتي، وحماس هي ابنتي. حماس بالنسبة لي هي كل شيء".

وبعد إطلاق سراحه في صفقة "وفاء الأحرار" لتبادل الأسرى عام 2011، تزوج السنوار. وعلى الرغم من ذلك، ظلت مواقفه الحازمة تجاه المقاومة دون تغيير، حيث كان يرى أن المفاوضات مع إسرائيل لن تؤدي إلى استعادة الأرض الفلسطينية، بل القوة وحدها هي التي يمكن أن تحقق ذلك.

وصفقة "وفاء الأحرار" هي اتفاقية تبادل أسرى تمت بين حركة حماس وإسرائيل في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية، بموجب الصفقة، تم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كانت قد أسَرته كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحماس – في عام 2006، مقابل الإفراج عن ألف و27 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

كيف كان السنوار؟

وأكد نبيه عواضة، مناضل شيوعي لبناني سابق كان مسجونا مع السنوار بين عامي 1991 و1995، أن السنوار كان معارضا لاتفاق أوسلو للسلام، ووصف الاتفاقية بأنها "كارثية" وحيلة إسرائيلية تهدف لسرقة الأرض الفلسطينية بالقوة وليس بالمفاوضات دون أي نية للتخلي عنها.

وأوضح عواضة أن السنوار – الذي وصفه بـ"العنيد والعقائدي" – كان يحتفي عند سماع أي هجمات تنفذها حماس أو حزب الله اللبناني ضد إسرائيل ويطير فرحا، معتبرا أن المواجهة العسكرية هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. بالنسبة للسنوار، الكفاح المسلح يظل هو السبيل الوحيد لفرض إقامة دولة فلسطينية.

وقال عواضة إن السنوار كان "نموذجا مؤثرا لجميع الأسرى، حتى أولئك الذين لم يكونوا إسلاميين أو متدينين".

ويتابع عواضة: "وفي السجن، واصل السنوار مهمته في تعقب الجواسيس الفلسطينيين المتعاونين مع الاحتلال. ومكنته مهاراته القيادية وحدسه الحاد من كشف المخبرين المتخفين لصالح الشاباك، وحتى في ظروف الأسر، استغل وقته لتعلم اللغة العبرية بطلاقة.

وبينما كان يلعب تنس الطاولة في سجن عسقلان حافي القدمين، كان السنوار يقول إن مشيته بلا حذاء تمثل رغبته في أن تلامس قدماه أرض فلسطين، مضيفا: "أنا لست في السجن، أنا على أرضي. أنا حر هنا، في بلدي".

ويتذكر عواضة أن السنوار كان يكرر مرارا أن عسقلان، حيث سجنا معا، هي مسقط رأس عائلته.

وأعلنت حماس على لسان رئيسها في قطاع غزة خليل الحية -اليوم الجمعة- عن استشهاد السنوار، مؤكدا أن الحركة تسير على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات السنوار کان

إقرأ أيضاً:

بعد كثرة الأنباء حول اغتياله من قبل قوات الاحتلال.. هل تحقق ما أراده السنوار؟

 

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في الأنباء المتداولة حول احتمال اغتيال يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. هذه الأخبار رافقتها موجة من التحليلات والتكهنات حول مصير السنوار ودوره الحاسم في توجيه مسار الأحداث، لا سيما في سياق التصعيد المستمر بين حركة المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. ومع انتشار هذه الأنباء، تبرز تساؤلات عديدة حول ما إذا كان السنوار قد حقق أهدافه السياسية والاستراتيجية خلال قيادته لحماس، وما إذا كانت هذه الأخبار جزءًا من حملة دعائية تخدم مصالح معينة في المنطقة.

السنوار: من زعيم مقاومة إلى هدف إسرائيلي

يعتبر يحيى السنوار أحد الشخصيات المركزية في حركة حماس، وواحدًا من أبرز قادة الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام. منذ توليه قيادة حماس في غزة، تمكن السنوار من فرض رؤيته الصارمة في إدارة الصراع مع إسرائيل، وتعزيز العمل العسكري، وتطوير قدرات الحركة بشكل ملحوظ، سواء من حيث التكتيكات أو التسليح. وبالرغم من الضغوط المتزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على حركة حماس، فقد استمر السنوار في قيادة المقاومة، ليصبح هدفًا محوريًا لتل أبيب.

على مر السنوات، أصبح السنوار رمزًا للمقاومة، ومع تصاعد التوترات في غزة مؤخرًا، زادت التكهنات حول استهدافه بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال. إسرائيل سبق وأن استهدفت العديد من قادة حماس، لكن اغتيال السنوار سيشكل ضربة نوعية للحركة، نظرًا لكونه يمتلك خبرة طويلة وارتباطًا وثيقًا بالجناح العسكري.

أهداف السنوار: التمسك بالمقاومة أم كسب الشرعية؟

بالنسبة للسنوار، كانت أهدافه واضحة منذ البداية: توجيه ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي وتعزيز المقاومة المسلحة. وكان السنوار يسعى لتوجيه الرسائل القوية سواء لإسرائيل أو للمجتمع الدولي، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ما زالت حية، وأن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حقهم في المقاومة بأي ثمن.

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال ينشر فيديو يوثق قصف المبنى الذي تحصن فيه يحيى السنوار
  • حركة فتح الإنتفاضة تبارك لـ"حماس" باستشهاد القائد يحيى السنوار
  • يحيى السنوار.. ابن المخيم الذي سايس الاحتلال بـالخاوة وواجهه بالاشتباك
  • بعد كثرة الأنباء حول اغتياله من قبل قوات الاحتلال.. هل تحقق ما أراده السنوار؟
  • من هو السنوار الذي استشهد في اشتباك مع الاحتلال؟ (إنفوغراف)
  • هذا هو السنوار.. البطل الذي حارب طائرة بعصًا في المشهد الأخير
  • بيان عاجل من إيران بشأن اغتيال السنوار في غزة
  • كاتب: حماس ستتجنب الإعلان عن القيادة الجديدة بعد اغتيال السنوار
  • كاتب صحفي: أتوقع عدم الإعلان عن القيادة الجديدة لحماس بعد أنباء اغتيال السنوار