قالت دار الإفتاء المصرية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  في حديثه:«إنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الرَّازِقُ..) بهذا الأسلوب البليغ أن يلفت أنظار الصحابة الكرام وينبّههم على أن غلاء الأسعار ورخصها إنما هو بيد الله تعالى.

دار الإفتاء توضح حكم استخدام السبحة في الذكر حكم مقولة "مال أبونا لا يذهب للغريب".

. الإفتاء ترد

وتابعت: وأن عليهم اللجوء إلى الله تعالى ودعاءه، مع اتخاذ الأسباب الممكنة، والسبل المتاحة، والوسائل المقدورة، وحتى لو فُهِم من الحديث امتناعُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التسعير فإن هذه واقعةُ عينٍ جاءت على حال معينة لها ظروفُها وملابساتُها، وقد تقرر في قواعد الأصول: أن وقائع الأعيان لا عموم لها.


وأضافت: فامتناع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التسعير في هذه الحالة لا يعني أنه ممنوع مطلَقًا؛ فإن التسعير منه ما هو ظلم لا يجوز، ومنه ما هو عدل جائز، وهذا الفهم هو الذي جرى عليه عمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة والفقهاء المتبوعين وهو المفهوم من كلامهم؛ وهو أن مسألة التسعير ترجع إلى مراعاة المصلحة، وأنها من قبيل السياسة الشرعية التي تُقَدَّم فيها المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فإن كانت المصلحة لا تتم إلا بالتسعير: سعَّر ولي الأمر تسعيرًا عادلًا يراعي فيه مصلحة العامة، بل وله أن يعزِّر من يخالف ذلك؛ لا سيما وأن سوق البيع والشراء أصبح في العصر الحاضر منظومة مرتبطة باقتصاد الدولة واستقرارها.

 

وقد أكدت دار الإفتاء أن الإسلام لم يهمل مشكلات الغلاء وارتفاع الأسعار، وإنما عالجها بعدَّة سُبل؛ فأمر بإنظار المُعسر وحثَّ على التصدُّق عليه، ورغَّب في السماحة في البيع والشراء، وحثَّ على ترشيد الاستهلاك، ونَهى عن الاحتكار، فضلًا عن ضرورة التخطيط لمصروف البيت، وهو أمر تتميَّز به المرأة المصرية عبر العصور، فلطالما كانت -ولا تزال- داعمةً لبيتها، حسنة السياسة له.

 

وكانت قد قالت دار الافتاء ان احتكارُ السِّلَع والأقوات استغلالًا للأزمات عَملٌ مُحَرَّم شرعًا، فقد دَلَّت النصوص الشرعية على أَنَّ الاحتكار من أعظم المعاصي، فروى الإمام مسلم بسنده عن معمر بن عبدالله  رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطئ». وفي روايةٍ لمسلمٍ أيضًا: «من احتكر فهو خاطئ».  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية الغلاء ارتفاع الأسعار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

معونة للعاقل وتذكير للغافل.

الدعاء والإستجابة… حتى لا تحرم نفسك ما تتمناه وحتى تتجنب ما تتوقاه.(الجزء الأول).

إجابة الدعاء ليست متوقفة على ألفاظ الدعاء وعباراته، بقدر ما هي متوقفة على القلب الذي يخرج منه هذا الدعاء، مم تغذى؟ وبم امتلأ ؟  حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا)، فقام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه- وهو خال النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي يحبه حبا شديدا- فقال يا رسول الله : ” ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة “- وكان بوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع يديه الشريفتين إلى الله عز وجل ويقول:  اللهم اجعل خالي سعدا مستجاب الدعوة، ولكنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلم سعدا ويعلمنا ويعلم الأمة كلها درسا- فقال له:”يا سعد، أطب مطعمك تستجب دعوتك، والذي نفسي بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوما، و أيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به”.
فمن شروط الدعاء وأدابه…

- التوبة وتطهير الباطن.

– حضور القلب: فالله عز وجل لا يقبل دعاء من قلب لاهٍ. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء”.

– الافتقار وإظهار المذلة بين يدي الله .

– العزم في الدعاء: حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له” .

– عدم الاستعجال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يستجيب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت ربي فلم يستجب لي”.

– عدم الدعاء بشر: فقد قال صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم”.   ”

-طلب الحلال: للحديث الذي ذكر في البدء وهذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا”، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: “يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا “

مقالات مشابهة

  • من أجاز إخراج زكاة الفطر مالا من العلماء؟ دار الإفتاء تذكر الأسماء
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • مفتي الجمهورية: الإسلام دين الرحمة الشاملة.. ويجب ترك التنافس على الأمور الدنيوية
  • معونة للعاقل وتذكير للغافل.
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • مفتي الجمهورية: الدعاء بالرحمة للأحياء والأموات مشروع في الإسلام
  • الثأر لدماء شهداء غزة
  • محمود شلبي: شهادة الزور من الكبائر وتحبط ثواب الصيام
  • دمشق.. أولى عواصم الإسلام
  • فن الإدارة في الإسلام.. نموذج فريد للتنظيم والقيادة