اكتشاف ميكروب قد يفتح الباب أمام فهم تطور الكائنات الحية لأول مرة
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
اكتشف علماء وكالة البحث والتطوير الوطنية اليابانية "RIKEN"، الذين يبحثون عن أدلة على أصول الحياة على الأرض ميكروبا جديدا قد يلقي الضوء على كيفية تطور الكائنات الحية لأول مرة على الأرض، والبحث عن الحياة في أماكن أخرى من الكون وكيفية تحسين المصانع الميكروبية.
ووفقا لتقرير نشره موقع "phys.org" وترجمته "عربي21"، فقد أجرى الباحثون أبحاثهم في الينابيع الوعرة التي تتغذى على المياه العميقة في شمال كاليفورنيا، وكشفوا عن كائن حي دقيق يحول ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية أخرى.
ونُشرت النتائج في مجلة Nature Communications.
تقول شينو سوزوكي، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الأحياء الدقيقة الذي يرأس مختبر الجيولوجيا وعلم الأحياء الفلكية في مجموعة RIKEN للأبحاث الرائدة في واكو باليابان: "إنه أمر غير عادي حقا".
إن الظروف غير العادية التي تعيش فيها الكائنات الحية الدقيقة قد تكون مرشحة لنوع البيئة التي نشأت فيها الحياة على الأرض، لذا فإن هذا النوع الجديد من تثبيت الكربون "قد يمثل واحدة من أقدم عمليات تحويل الطاقة للحياة البدائية"، كما تقول سوزوكي. اتضح أنه قد يكون من الممكن أيضا تسخيره لتعزيز التصنيع الميكروبي للمواد الكيميائية والوقود الحيوي.
يأتي الميكروب، حسب الموقع، وهو نوع من أشكال الحياة وحيدة الخلية المعروفة باسم العتائق، من نظام بيئي من عالم آخر يسمى الأرْز. يقع هذا الكنز الجيولوجي على بعد حوالي 150 كيلومترا شمال جسر البوابة الذهبية الشهير في سان فرانسيسكو، ويتميز بتكوينات معدنية غريبة ناجمة عن تفاعل بعض الصخور الجوفية مع الماء.
تخلق هذه العملية مياه غنية بالكالسيوم والهيدروجين وغاز الميثان، ولكنها تفتقر إلى المكونات الأخرى الضرورية للحياة عادة. ومع ذلك، تزدهر الحياة هناك.
قبل حوالي 15 عاما، بدأت سوزوكي وزملاؤها في توصيف الميكروبات في هذه البيئة المعادية، باستخدام تقنيات التسلسل الجيني المتقدمة لتحديد البكتيريا والعتائق داخل هذه العوالم غير المستكشفة. واجهوا مجموعة متنوعة من الميكروبات الغريبة، ولكل منها سمات جينية ووظائف أيضية مميزة.
بعضها يتغذى على الهيدروجين، بينما يستهلك البعض الآخر المعادن المذابة في المياه القلوية. ومع ذلك، ربما لم يكن أي منها أكثر غرابة - وإثارة للاهتمام – من Met12.
Met12 هو واحد من العتائق الوفيرة التي تعيش في المياه الجوفية العميقة في الأرز. كشفت التحليلات الجينية أنها وثيقة الصلة بمجموعة من الميكروبات اللاهوائية المعروفة بقدرتها على إنتاج الميثان كمنتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي الخاصة بها. ومع ذلك، يفتقر Met12 إلى الجينات اللازمة لإنتاج الميثان.
بدلا من ذلك، يعتمد الميكروب على مسار أيضي بديل يتم فيه تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى جزيء عضوي يسمى الأسيتات، دون إطلاق أي ميثان في هذه العملية. ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية تتم بمساعدة جين فريد يسمى MmcX.
كما أظهرت سوزوكي وفريقها، فإن هذا الجين يساعد في تعزيز قدرة Met12 على استيراد الإلكترونات، مما يتيح عملية أيض طاقة أكثر قوة. وهذا التكيف ضروري لازدهار الميكروب في تضاريس مثل الأرز والتي قد تبدو للوهلة الأولى غير مضيافة على الإطلاق لمثل هذه الحياة.
وبحسب سوزوكي، فإن هذا الاكتشاف يُظهِر شكلا من أشكال الحياة يتكيف مع البيئات القاسية بطرق غير متوقعة، وهو الاكتشاف الذي قد يعكس كيف نشأت الحياة البدائية أو حتى خارج كوكب الأرض في ظل أنواع من الظروف القاسية التي يُعتقد أنها كانت موجودة على الأرض في وقت مبكر أو على كواكب أخرى. وتقول سوزوكي: "قد يعطي هذا بعض الرؤى حول أصل الحياة".
وعندما اكتشفت سوزوكي، إلى جانب زملاء من الولايات المتحدة والدنمارك وأماكن أخرى في اليابان، Met12 لأول مرة، لم يصدقوا النتائج التي توصلوا إليها. وتقول سوزوكي: "شككت في نفسي. اعتقدت أنني ارتكبت خطأ".
وبما أن تسلسلات الجينات فقط متاحة، كان عليهم استخدام عملية منهجية لإعادة بناء الجينوم الدائري للميكروب. وقد ثبت أن زراعة Met12 في المختبر أمر صعب، لذلك لم يتمكنوا من التحقق من وجوده من خلال الطرق الميكروبيولوجية التقليدية. وبالانتقال إلى علم الأحياء الاصطناعي، كان على الباحثين استخدام طرق تحقق إبداعية لإقناع أنفسهم بأن الكائن الحي حقيقي.
لقد قاموا بإدخال جين MmcX في بكتيريا على شكل قضيب، تم تعديلها وراثيا بحيث لا تتميز بنشاط نقل الإلكترون. ساعد هذا التعديل في إنقاذ قدرات امتصاص الإلكترون لدى الميكروب، حتى أنه تجاوز المستويات الطبيعية. مع المزيد من التجارب، استنتج الباحثون كيف أن Met12 قادر على استغلال هذه الإلكترونات لتسهيل عملية التمثيل الغذائي للطاقة، مع ثاني أكسيد الكربون كمصدر أساسي للوقود.
وشدد التقرير على أن الاكتشاف له آثار عملية. تُستخدم البكتيريا التي عززوا فيها النشاط الأيضي والتنوع بشكل شائع لصنع الوقود الحيوي. باستخدام MmcX، تأمل سوزوكي في تحسين كفاءة الميكروبات المعدلة وراثيا والتي تعتمد على نقل الإلكترون للمساعدة في تصنيع المواد الكيميائية والوقود الحيوي. أدى ابتكارهم إلى تقديم براءة اختراع لهذه التكنولوجيا الجزيئية.
ويمكن أن يساعد توصيف هذا العصر القديم أيضا في عزل الكربون، وهو أولوية للتخفيف من الانبعاثات لإبطاء وتيرة تغير المناخ، حسب الموقع.
لا تنتهي إمكانيات الابتكار مع MmcX. وتتوقع سوزوكي أن تسفر عمليات الاستكشاف الإضافية التي تجري في منطقة الأرز والتحقيق في بيئات فريدة أخرى تحتوي على مخزونات غير مستغلة من التنوع الجيني عن اكتشافات استثنائية أخرى.
ويبحث فريقها الآن، بحسب التقرير، عن كائنات حية تعيش في بيئات متطرفة في أماكن مثل ينابيع هاكوبا هابو الساخنة في جبال الألب اليابانية، وهي ينابيع ساخنة عالية القلوية تستضيف ظروفا مماثلة لتلك الموجودة في منطقة الأرز، والبراكين تحت الماء في أعمق خندق بحري في العالم، خندق ماريانا، الواقع في غرب المحيط الهادئ.
وتقول: "هناك الكثير من الجينات الأكثر إثارة للاهتمام التي لم يتم اكتشافها بعد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم اليابانية الميكروبية الاكتشاف اليابان اكتشاف ميكروب حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه العملیة على الأرض
إقرأ أيضاً:
عبدالله بن أحمد الحسيني
الشيخ الفقيه والأديب عبدالله بن أحمد بن حمود بن حميد الحسيني، ولد في سرور بولاية سمائل سنة 1929م. عاش في سمائل محبا للقراءة والاطلاع شغوفا بالمعرفة يقول الحسيني عن حبه للقراءة «كنت ذات يوم من أيام الشتاء أطالع بعض الكتب في بيتي بداخل حجرة لا نوافذ لها، وأغلقت على نفسي الباب، فمكثت طوال ليلي على هذه الحال، حتى إذا ما هممت بالخروج انصدمت بشروق الشمس، وأدركت أن ليلي قد ذهب كله دون أن أشعر».
تلقى الحسيني العلم على يد مجموعة من العلماء من بينهم الشيخ حمد بن عُبيد بن مسلم السليمي، وتعلم منه الفقه وعلوم الدين واللغة العربية وعلومها، ومما يرويه الحسيني عن الشيخ حمد السليمي: «كنت أسمع أن من عادة الشيخ حمد – إذا أخذ أحدهم يقرأ شئيا من العلوم- ألا يغير جلسته مهما طالت القراءة فأردت ذات مرة أن اختبر مقدرته تلك، فقرأت عليه من بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء، ثم واصلت القراءة من بعد صلاة العشاء حتى الفجر، فما رأيته غير جلسته، في حين غيرت أنا جلستي مرارا واجتهدت كثيرا». وتعلم الحسيني على يد الشيخ خلفان بن جميّل بن حَرمل السيابي، ونسخ كتاب أستاذه بهجة المجالس، ومن الشيخ السيابي تعلم الحسيني علوم الدين وخاصة الفقه، أما الشعر فتعلمه على يد الشاعر عبد الله بن علي بن عبد الله الخليلي، الذي حرص على أن يطلعه كلما كتب قصيده ويناقشه فيها حتى يتعلم منه.
ومما يرويه الحسيني عن نظمه للشعر أن رهن كتب له بخمسة قروش؛ يتمكن من السفر لطلب العلم وحين علم بزيارة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي لسمائل، قرر المثول أمامه وإلقاء أبيات يوضح من خلالها حاجته للمال، فألقى قائلا:
الله رازقنا ولكن إنما
وكلاؤه في أرضه أهل الغنى
وعياله الفقرا فمن أعطاهم
أدى أمانته كما قد أمنا
ووباله للباخلين بفضله
إذ إنهم خانوا الذي قد أمنا
فأعجب الإمام والحاضرون بالأبيات وأعطاه عنها خمسة قروش ليفك الرهن عن كتبه. حرص الشيخ الحسيني على أن يكون له دور إصلاحي في مجتمعه، فكان يقدم النصح والإرشاد ويلقي الخطب التي تهدف إلى توجيه الناس وتذكيرهم بالإحسان لبعضهم البعض، وكان يؤم الناس في الصلاة، ويسعى لإصلاح ذات البين.
عمل الشيخ عبد الله الحسيني كاتبا للصكوك الشرعية، فلقد امتلك الحسيني موهبة جمال الخط، وعمل أيضا معلما لطلبة العلم وفتح لهم مجلس بيته ليلقي عليهم الدروس.
للحسيني عدد من المؤلفات منها: تحفة الأحباب في إعراب ملحة الإعراب، وملخص في النحو، ومنظومة في المثلث على نهج القُطْرُبِيِّة لمؤلفها محمد بن المستنير الذي اشتهر بلقب قُطرُب، وكتب الحسيني أرجوزة في علم الميراث عنونها غاية البحث في علم الإرث، وله عدد من القصائد من بينها تقريظ لمؤلفات أستاذه خلفان بن جميل السيابي، وله عين التسنيم في إرشاد الشيخ إبراهيم، ونسخ الحسيني عدد من المخطوطات بخطه الجميل.
ومن أبرز مؤلفاته كتاب غاية الأمنية في القهوة البنية، يبدو جليا من عنوان الكتاب أن موضوعه الرئيس هو القهوة، والكتاب فريد من نوعه إذ تناول الأشعار التي قيلت في القهوة، وهو من الكتب المميزة في موضوعها، حيث لا نجد المؤلفات العمانية التي تتناول موضوعات شائقة ومختلفة إلا القليل منها. ضم الكتاب مقدمة وبابين، في المقدمة ذكر الحسيني أن سبب تأليفه للكتاب أنه في أحد الأيام شعر بالملل فقرر شرب القهوة، فأعجب بطعمها ورائحتها فكتب فيها شعرا، وعرض هذا الشعر على أصحابه الذين بدورهم أبدوا إعجابهم بالأبيات، فقرر الحسيني جمع الأبيات الشعرية التي نظمت في القهوة وجمال طمعها والانتعاش الذي تخلفه رائحتها في النفس. جمع الحسيني في الباب الأول والذي يحمل عنوان (ما قيل في القهوة من أشعار) فكانت تسع عشرة قصيدة كتبت في القهوة بدأ الفصل بقصيدته في القهوة البنية، التي قال فيها:
أنَ مُغرمٌ بقهيوةٍ بنيةٍ
قد أتقنت في القلي بالتمهيد
فالبن ينفخ مع إجادة قلية
كبخور عود أو كدهن العود
إن كان ينفخ فوق جمر لين
بتطلف وترفق ووؤود
هات اسقني يامن أجاد لصنعها
أوتيت حكمة صنعها المنشود
ثم بيتان من الشعر لخلفان بن جميل السيابي، الذي قال في القهوة:
إنني تعجبني
قهوة بنّ حسنة
أتقنها صانعها
تذهب نومي والسنة
وذكر قصائد مجموعة من علماء وأدباء عمان ممن نظموا شعرا في القهوة من بينهم حمدان بن خميس اليوسفي، والشيخ درويش بن جمعة المحروقي، والشيخ عامر بن سليمان الريامي والشيخ منصر بن ناصر الفارسي، والعالم المحقق سعيد بن خلفان الخليلي، والشيخ حماد بن محمد بن سالم البسط، والشيخ ماجد بن سعيد العبري وممن كتب الشعر في القهوة من غير العمانيين من أمثال الشاعر مَشعان بن ناصر النجدي، وزين العابدين بن عبدالقادر الطبري، ومحمد بن عراق الكناني. ويتناول الحسيني القصائد التي قيلت في موضوع تحريم القهوة، ويقدم بعض الروايات التي تؤكد على جواز شرب القهوة.
أما الباب الثاني فبعنوان (تاريخ اكتشاف القهوة) ونقل الحسيني هذا الباب من كتاب إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل لسيف بن حمود البطاشي. وذكر أن هناك اختلافا في وقت بدء استخدام شراب القهوة، وأشار أن بداية استخدام القهوة كان بين القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، ثم يشير البطاشي إلى قصيدة قالها الشيخ نور الدين السالمي حول رأي السالمي الفقهي في شرب القهوة، ووردت هذه القصيدة في جوهر النظام وكتبها السالمي على بحر الرجز، وقال في مطلعها:
وقهوةُ البنِ التي تُستعملُ
فيها خلاف العلماء يُنقلُ
قد وردَ التحريمُ في الآثارِ
في ذاك عن ساداتنا الأخيارِ
وذكر الحسيني في هذا الفصل الباب القصير قصة اكتشاف القهوة التي نقلها عن الشيخ سيف بن حمود البطاشي من كتابه إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل، على يد راع مسلم من اليمن وقيل من قرية كافا بالحبشة من كتاب شذرات الذهب يشير من خلالها إلى أن مبتكر القهوة هو أبو بكر بن عبدالله الشاذلي المعروف بالعيدروس الذي توفي سنة 909هـ، وأن العيدروس وجد في بعد أكله للبن نشاطا وقدرة على السهر، فقرر التحقق من الأمر فتوصل إلى صناعة مشروب القهوة. ثم انتشرت القهوة في اليمن والحجاز ومنها إلى بقية دول العالم.
ويشير الحسيني أن الشيخ سعيد بن بشير الصبحي هو أول علماء عمان الذي أفتى بعدم حرمة القهوة: «إن القهوة -المتخذة مع الجهال وطغام الناس من حب البن المقلي الممزوج بالماء المعمول بالنار- لا أقدر أن أحرمها ولا أقدم على تخطئة شاربها إذا لم يكن منه ما يخرجه من دين الله؛ لأن الحرمة لا تثبت إلا من كتاب أو سنة أو إجماع أهل الصواب، لوجود علة أو حدوث شدة متنقلة من طهارة إلى نجاسة ، ومن حلال إلى حرام».
انتقل الشيخ عبدالله الحسيني إلى جوار ربه الرحيم في 12صفر 1422هـ/ 6مايو 2001م ودفن في ولاية سمائل.