اكتشف علماء وكالة البحث والتطوير الوطنية اليابانية "RIKEN"، الذين يبحثون عن أدلة على أصول الحياة على الأرض ميكروبا جديدا قد يلقي الضوء على كيفية تطور الكائنات الحية لأول مرة على الأرض، والبحث عن الحياة في أماكن أخرى من الكون وكيفية تحسين المصانع الميكروبية.

ووفقا لتقرير نشره موقع "phys.org" وترجمته "عربي21"، فقد أجرى الباحثون أبحاثهم في الينابيع الوعرة التي تتغذى على المياه العميقة في شمال كاليفورنيا، وكشفوا عن كائن حي دقيق يحول ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية أخرى.

لا تولد هذه العملية الطاقة فحسب، بل تستخدم أيضا مسارا أيضيا غير معروف سابقا، مما يشير إلى طرق جديدة لتثبيت الكربون قد تحاكي أقدم أشكال التمثيل الغذائي للطاقة على كوكبنا.

ونُشرت النتائج في مجلة Nature Communications.

تقول شينو سوزوكي، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الأحياء الدقيقة الذي يرأس مختبر الجيولوجيا وعلم الأحياء الفلكية في مجموعة RIKEN للأبحاث الرائدة في واكو باليابان: "إنه أمر غير عادي حقا".

إن الظروف غير العادية التي تعيش فيها الكائنات الحية الدقيقة قد تكون مرشحة لنوع البيئة التي نشأت فيها الحياة على الأرض، لذا فإن هذا النوع الجديد من تثبيت الكربون "قد يمثل واحدة من أقدم عمليات تحويل الطاقة للحياة البدائية"، كما تقول سوزوكي. اتضح أنه قد يكون من الممكن أيضا تسخيره لتعزيز التصنيع الميكروبي للمواد الكيميائية والوقود الحيوي.


يأتي الميكروب، حسب الموقع، وهو نوع من أشكال الحياة وحيدة الخلية المعروفة باسم العتائق، من نظام بيئي من عالم آخر يسمى الأرْز. يقع هذا الكنز الجيولوجي على بعد حوالي 150 كيلومترا شمال جسر البوابة الذهبية الشهير في سان فرانسيسكو، ويتميز بتكوينات معدنية غريبة ناجمة عن تفاعل بعض الصخور الجوفية مع الماء.

تخلق هذه العملية مياه غنية بالكالسيوم والهيدروجين وغاز الميثان، ولكنها تفتقر إلى المكونات الأخرى الضرورية للحياة عادة. ومع ذلك، تزدهر الحياة هناك.

قبل حوالي 15 عاما، بدأت سوزوكي وزملاؤها في توصيف الميكروبات في هذه البيئة المعادية، باستخدام تقنيات التسلسل الجيني المتقدمة لتحديد البكتيريا والعتائق داخل هذه العوالم غير المستكشفة. واجهوا مجموعة متنوعة من الميكروبات الغريبة، ولكل منها سمات جينية ووظائف أيضية مميزة.

بعضها يتغذى على الهيدروجين، بينما يستهلك البعض الآخر المعادن المذابة في المياه القلوية. ومع ذلك، ربما لم يكن أي منها أكثر غرابة - وإثارة للاهتمام – من Met12.

Met12  هو واحد من العتائق الوفيرة التي تعيش في المياه الجوفية العميقة في الأرز. كشفت التحليلات الجينية أنها وثيقة الصلة بمجموعة من الميكروبات اللاهوائية المعروفة بقدرتها على إنتاج الميثان كمنتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي الخاصة بها. ومع ذلك، يفتقر Met12 إلى الجينات اللازمة لإنتاج الميثان.

بدلا من ذلك، يعتمد الميكروب على مسار أيضي بديل يتم فيه تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى جزيء عضوي يسمى الأسيتات، دون إطلاق أي ميثان في هذه العملية. ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية تتم بمساعدة جين فريد يسمى MmcX.


كما أظهرت سوزوكي وفريقها، فإن هذا الجين يساعد في تعزيز قدرة Met12 على استيراد الإلكترونات، مما يتيح عملية أيض طاقة أكثر قوة. وهذا التكيف ضروري لازدهار الميكروب في تضاريس مثل الأرز والتي قد تبدو للوهلة الأولى غير مضيافة على الإطلاق لمثل هذه الحياة.
وبحسب سوزوكي، فإن هذا الاكتشاف يُظهِر شكلا من أشكال الحياة يتكيف مع البيئات القاسية بطرق غير متوقعة، وهو الاكتشاف الذي قد يعكس كيف نشأت الحياة البدائية أو حتى خارج كوكب الأرض في ظل أنواع من الظروف القاسية التي يُعتقد أنها كانت موجودة على الأرض في وقت مبكر أو على كواكب أخرى. وتقول سوزوكي: "قد يعطي هذا بعض الرؤى حول أصل الحياة".

وعندما اكتشفت سوزوكي، إلى جانب زملاء من الولايات المتحدة والدنمارك وأماكن أخرى في اليابان،  Met12  لأول مرة، لم يصدقوا النتائج التي توصلوا إليها. وتقول سوزوكي: "شككت في نفسي. اعتقدت أنني ارتكبت خطأ".

وبما أن تسلسلات الجينات فقط متاحة، كان عليهم استخدام عملية منهجية لإعادة بناء الجينوم الدائري للميكروب. وقد ثبت أن زراعة Met12 في المختبر أمر صعب، لذلك لم يتمكنوا من التحقق من وجوده من خلال الطرق الميكروبيولوجية التقليدية. وبالانتقال إلى علم الأحياء الاصطناعي، كان على الباحثين استخدام طرق تحقق إبداعية لإقناع أنفسهم بأن الكائن الحي حقيقي.

لقد قاموا بإدخال جين MmcX في بكتيريا على شكل قضيب، تم تعديلها وراثيا بحيث لا تتميز بنشاط نقل الإلكترون. ساعد هذا التعديل في إنقاذ قدرات امتصاص الإلكترون لدى الميكروب، حتى أنه تجاوز المستويات الطبيعية. مع المزيد من التجارب، استنتج الباحثون كيف أن Met12 قادر على استغلال هذه الإلكترونات لتسهيل عملية التمثيل الغذائي للطاقة، مع ثاني أكسيد الكربون كمصدر أساسي للوقود.

وشدد التقرير على أن الاكتشاف له آثار عملية. تُستخدم البكتيريا التي عززوا فيها النشاط الأيضي والتنوع بشكل شائع لصنع الوقود الحيوي. باستخدام MmcX، تأمل سوزوكي في تحسين كفاءة الميكروبات المعدلة وراثيا والتي تعتمد على نقل الإلكترون للمساعدة في تصنيع المواد الكيميائية والوقود الحيوي. أدى ابتكارهم إلى تقديم براءة اختراع لهذه التكنولوجيا الجزيئية.

ويمكن أن يساعد توصيف هذا العصر القديم أيضا في عزل الكربون، وهو أولوية للتخفيف من الانبعاثات لإبطاء وتيرة تغير المناخ، حسب الموقع.


لا تنتهي إمكانيات الابتكار مع MmcX. وتتوقع سوزوكي أن تسفر عمليات الاستكشاف الإضافية التي تجري في منطقة الأرز والتحقيق في بيئات فريدة أخرى تحتوي على مخزونات غير مستغلة من التنوع الجيني عن اكتشافات استثنائية أخرى.

ويبحث فريقها الآن، بحسب التقرير، عن كائنات حية تعيش في بيئات متطرفة في أماكن مثل ينابيع هاكوبا هابو الساخنة في جبال الألب اليابانية، وهي ينابيع ساخنة عالية القلوية تستضيف ظروفا مماثلة لتلك الموجودة في منطقة الأرز، والبراكين تحت الماء في أعمق خندق بحري في العالم، خندق ماريانا، الواقع في غرب المحيط الهادئ.

وتقول: "هناك الكثير من الجينات الأكثر إثارة للاهتمام التي لم يتم اكتشافها بعد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم اليابانية الميكروبية الاكتشاف اليابان اكتشاف ميكروب حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه العملیة على الأرض

إقرأ أيضاً:

لأول مرة منذ قرن.. باريس تفتح نهر السين أمام السباحة العامة

باريس تفتح نهر السين أمام السباحة العامة لأول مرة منذ أكثر من قرن، بعد تنظيف كلف 1.4 مليار يورو. وسيفتح ثلاثة مواقع للسباحة بجودة مياه تتوافق مع المعايير الأوروبية، رغم تحفظات حول دقة الاختبارات البكتيرية. اعلان

لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، سيتاح لسكان باريس والزوار فرصة السباحة في نهر السين، بعد تنفيذ مشروع ضخم لتنظيف النهر بكلفة بلغت 1.4 مليار يورو (1.5 مليار دولار)، جعله صالحاً لاستضافة منافسات الألعاب الأولمبية التي أقيمت الصيف الماضي.

أعلنت السلطات المحلية افتتاح ثلاثة مواقع جديدة للسباحة على ضفاف النهر في العاصمة الفرنسية، اعتبارًا من يوم السبت. الموقع الأول قريب من كاتدرائية نوتردام، والثاني بالقرب من برج إيفل، والثالث في شرق باريس.

وكان مسموحًا بالسباحة في النهر بشكل استثنائي خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، سواءً في حفل الافتتاح أو في سباقات الترياثلون وسباحة المسافات الطويلة. ومع ذلك، واجهت هذه الاستضافة تحديات مثل ارتفاع مستويات البكتيريا نتيجة الأمطار، ما أدى إلى تأجيل بعض المنافسات.

Relatedالشرطة الفرنسية تفكك مخيمات المهاجرين على ضفاف نهر السين في باريسنهر السين يستعيد شعبيته بين السياح بعد انتهاء الألعاب الأولمبية في باريسالألعاب البارالمبية: تأجيل منافسات الترايثلون الثلاثية بسبب تلوث مياه نهر السين

وتبدأ عمليات السباحة العامة ضمن شروط صارمة، بما فيها التأكد من جودة المياه يوميًا، والتي ظلت تتوافق مع المعايير الأوروبية طوال شهر يونيو الماضي، باستثناء يومين بسبب الأمطار والتلوث الناتج عن القوارب.

وقال نائب عمدة باريس بيير رابادان إن المياه تخضع لاختبارات يومية، وتتم الإشارة إلى حالة المياه بأعلام ملونة، حيث يشير العلم الأخضر إلى أن المياه آمنة، بينما يدل العلم الأحمر على وجود مخاطر أو تيار قوي.

وأضاف رابادان: "لا يمكننا الجزم بعدد الأيام التي قد نضطر فيها لإغلاق المواقع هذا الصيف، لكن جودة المياه تبدو أفضل من العام الماضي"، مشيرًا إلى أن الظروف الطبيعية تؤثر دائمًا على البيئة المائية.

من جانبه، أكد الاتحاد الدولي للسباحة (World Aquatics) أن الظروف كانت ضمن الحدود المقبولة أثناء المنافسات الأولمبية، واعتبر أن فتح النهر أمام السباحة العامة يمثل إنجازًا مجتمعيًا طويل الأمد نتج عن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.

إلا أن بعض الخبراء، مثل دان أنجلسكو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Fluidion المتخصصة في مراقبة المياه، شككوا في دقة الاختبارات الرسمية، مشيرين إلى أن منهجيات التحليل الحالية قد لا تعكس الواقع الدقيق لمستوى التلوث البكتيري في النهر.

وسيكون بمقدور الزوار من سن 10 إلى 14 سنة (حسب الموقع) السباحة مجانًا وفي أوقات مجدولة حتى نهاية أغسطس، تحت إشراف منقذين مؤهلين.

وتعد هذه الخطوة خطوة تاريخية بالنسبة لباريس، وتحقق حلمًا طال انتظاره بإعادة الحياة المائية إلى نهر السين بعد عقود من التلوث.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الاتحاد يفتح باب الرحيل أمام 4 لاعبين
  • فلاهوفيتش في الطريق للخروج.. ويوفنتوس يفتح الباب أمام سانشو وديفيد
  • جواو فيليكس يفتح الباب أمام عودته إلى بنفيكا
  • ريال مدريد يفتح باب الرحيل أمام رودريجو بشرط مالي واضح
  • باحث: رفع العقوبات عن سوريا يفتح الباب أمام الاستثمارات ويُحسن الاقتصاد
  • لأول مرة منذ قرن.. باريس تفتح نهر السين أمام السباحة العامة
  • بيان تركي عن شأن داخلي عراقي.. من يفتح باب الانتخابات أمام أنقرة؟
  • أتلتيك بيلباو يغلق الباب أمام برشلونة ويمدد عقد ويليامز حتى 2035
  • رسميًا.. نيكو ويليامز يجدد عقده مع أتلتيك بيلباو حتى 2035 ويغلق الباب أمام برشلونة
  • قانون مالي جديد يفتح عدد مرات الترشح أمام الرئيس