طبعة محدودة.. معرض يحتضن أعمالا للفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
يتيح المعرض الفني "طبعة محدودة" للجمهور فرصة للاطلاع على نسخ من أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور تمتد على مدار خمسين عاما وممهورة بتوقيعه، من بينها لوحته الشهيرة "جمل المحامل" التي تصور مسنا فلسطينيا يحمل القدس وحيدا على ظهره المنحني.
ويمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض وكثير من عناوين القضية الفلسطينية، والتي ساهمت في نقل أعماله إلى العالمية.
وقال منصور (76 عاما) صاحب المشوار الفني الطويل والإسهامات الكبيرة في الفن الفلسطيني على مدار عقود لرويترز خلال افتتاح معرضه في قاعة "غاليري زاوية" أمس السبت إن "المعارض ثلاثة أنواع: معرض يقدم جديدا للجمهور، ومعرض ثان للبيع، وهو ما لا أحبه، ومعرض استرجاعي لتاريخ طويل من الفن"، وهو ما يرى أن معرض "طبعة محدودة" يحققه.
ولد سليمان منصور عام 1947 في بلدة بير زيت القريبة من مدينة رام الله، وهو واحد من أبرز الفنانين الفلسطينيين، ويعد أحد مؤسسي الحركة الفنية الفلسطينية، واشتهر بالعديد من لوحاته الفنية على مستوى العالم.
فنان القضيةوبرزت القضايا الوطنية الفلسطينية في معظم أعمال منصور، سواء من خلال المرأة الفلسطينية بثوبها المطرز أو أشجار الزيتون والبرتقال، وكذلك البحر والأماكن الدينية، ومنها المسجد الاقصى.
وأوضح منصور أنه في الفترة التي عاشها جيله من الفنانين كانت القضية الفلسطينية أساسا لعملهم الفني، وقد ساعدهم ذلك على الانتشار محليا وعربيا ودوليا، وقال إن "اهتمام العالم بالفن الفلسطيني لأهمية قضيته".
وأضاف "الفنان يعكس المزاج العام لشعبه، شعبنا بعد (اتفاقية) أوسلو تقريبا فقد البوصلة قليلا ولا يعرف إذا كان بحالة سلام أم بحالة تحرر أم بحالة احتلال، حصل نوع من الغبش (عدم الوضوح)، وانعكس ذلك على المجتمع وبالتأكيد انعكس على الفن".
وتبرز المرأة في كثير من أعمال منصور مرتدية الثوب الفلسطيني، فهي تظهر مدافعة عن الأرض وفلاحة شامخة تساعد في قطف ثمار البرتقال أو تحمل القدس بكل ما فيها على رأسها.
وقال منصور "المرأة في لوحاتي رمز أكثر منها امرأة معينة، رمز للثورة ورمز للوطن ورمز للأرض".
واختار القائمون على المعرض عرض مجموعة تضم 21 عملا من الطبعات المحدودة الموقعة من أعمال منصور الأيقونية التي أنتجها خلال أكثر من نصف قرن.
وقال مدير معرض "غاليري زاوية" يوسف حسين في رام الله "اخترنا سلسلة من أعمال منصور، من السبعينات لغاية اليوم".
بدوره، قال زياد عناني -وهو مسؤول في "غاليري زاوية"- إن المعرض "يحتفي بفن سليمان منصور وأعماله التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط الوثيق بالأرض".
جمل المحاملومن الأعمال المعروضة من اللوحات ما أنتج في أوائل مسيرة منصور الفنية في السبعينيات، مثل جمل المحامل (1974) ولوحة بعنوان القدس (1978) وتظهر فيها امرأة يافعة ترتدي الثوب الفلسطيني وتحمل الحمل ذاته الذي يحمله الرجل العجوز في "جمل المحامل"، ولكن برقبة قوية مشدودة ورأس مرفوع.
واستلهم منصور لوحته عند رسمها الأول من مشهد الشيخ الكبير الذي يعمل في أسواق القدس (العتال)، ويحمل على ظهره بضائع تفوق حجمه وقدرته، ومثّل الرجل المنهك في اللوحة الشعب الفلسطيني الذي يحمل قضية القدس على أكتافه، كما قال للجزيرة نت سابقا.
وأضاف منصور أن المسن في اللوحة يرمز إلى الفلسطيني صاحب الجذور العميقة، وفي الحلة الجديدة رأى منصور الشباب يحملون القضية، وهم مستقبلها "وهذا يعني أن الشباب يأخذون دورهم بقوة وبنجاعة أيضا" كما قال.
وتصور لوحة أخرى امرأة تحمل بين يديها طبقا من القش فيه ثمار الرمان، وتقدم لوحة ثانية امرأتين تنقلان البرتقال من الحقل، وثالثة لامرأة تحتضن شجرة سقطت أوراقها في فصل شتاء، فيما تحتضن امرأة في لوحة رابعة شجرة نصفها زيتون ونصفها الثاني برتقال، أو تقطف امرأة ورجل الزيتون.
وترتدي جميع النساء في لوحات منصور الثوب الفلسطيني المطرز باختلاف تصاميمه، فهو أحيانا مطرز بالكامل وفي أحيان أخرى يغلف قليل من التطريز أطراف الثوب.
ويستمر المعرض حتى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سلیمان منصور من أعمال
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض كاريكاتير ثلاث قارات .. ومحفوظ من مصر
في إطار سلسلة الفعاليات التى نظمتها وزارة الثقافة للإحتفاء بالأديب العالمي نجيب محفوظ، تحت عنوان :" محفوظ فى القلب لعزة الهوية المصرية" برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، افتتح مساء امس 16 أبريل بقاعة أدم حنين بمركز الهناجر للفنون التابع لقطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، معرض يضم رسومات للكاريكاتير عن أديبنا الكبير نجيب محفوظ وعدد من الأدباء الحائزين على جائزة نوبل للآداب تحت عنوان :"ثلاث قارات .. ومحفوظ من مصر".
ويأتي معرض الكاريكاتير المصاحب لاحتفالية "محفوظ في القلب" كأحد أبرز محطات الفعالية وأكثرها جذبًا للجمهور، حيث استطاع الفنانون المشاركون تقديم رؤية بصرية مبتكرة تجسّد مسيرة الأديب العالمي نجيب محفوظ وتعيد سرد ملامحه بأسلوب ساخر وذكي.
افتتح المعرض أمير تادرس مستشار وزير الثقافة للحوار والتنمية المجتمعية، والسفيره علياء سمير برهان نائبا مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية والدكتوره رانيا عبد اللطيف رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الثقافية الدولية بوزارة الثقافة والسيدة س. شوشما القائم بأعمال سفير الهند بالقاهرة، والفنان مصطفي الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، بحضور الدكتور براكاش تشودهاري مدير المركز الثقافي الهندي، والسيد أندريس ماركيس نائب سفير فنزويلا بالقاهرة، والسيدة يو هير أؤكا سكرتير ثان بسفارة اليابان بالقاهرة، والفنان فوزي مرسي الأمين العام للجمعية المصرية للكاريكاتير، ونخبة من فناني الكاريكاتير وعدد من الصحفيين والإعلاميين والجمهور.
كما حضر المعرض وفد كبير من طالبات مدينة البعوث الإسلامية، رافقهم لأستاذة الدكتورة إلهام محمد فتحي شاهين مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات ومساعد رئيس قطاع مدن البعوث بالأزهر الشريف والأستاذة دعاء ذكري خليل مديرة مدينة البعوث للطالبات وعدد من قيادات مدينة البعوث الإسلامية.
ينظم المعرض وزارة الثقافة بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير برئاسة الفنان مصطفي الشيخ ويشرف عليه الفنان فوزي مرسي، بهدف تسليط الضوء على احد رموز الأدب المصري، وتذكير الأجيال الجديدة بالدور البارز الذي لعبه الأديب الراحل نجيب محفوظ في تصوير المجتمع المصري في فترات مهمة من تاريخه، مما جعل أدبه خريطة معرفية عن التاريخ المصري وأحوال المجتمع خلال فترات مختلفة من تاريخ مصر .
وأشار الفنان فوزي مرسي منسق المعرض إلي أهمية المعرض حيث قدّم تجربة فنية متميزة مزجت بين الإبداع التشكيلي والاحتفاء بقامات الأدب العالمي، وأن نجيب محفوظ يعد واحدًا من أعظم الأدباء الذين أنجبتهم مصر، وشكلت أعماله الفنية حجر الزاوية للأدب المعاصر وقد أظهر المعرض كيف يمكن للفن أن يلعب دورًا مهمًا في إعادة تقديم الرموز الثقافية للأجيال الجديدة بشكل بصري جذاب، معبّرًا عن التقدير العالمي لمحفوظ، ومؤكدًا على مكانته في وجدان الشعوب، ليس فقط من خلال الكلمة بل من خلال الريشة واللون أيضًا.
يشارك فى المعرض عدد من رسامي الكاريكاتير من مصر و20 دوله أجنبية تكريما لاديبنا الكبير نجيب محفوظ باعتباره قيمه فنية كبير على مستوي العالم وإلى جانب التذكير بحصوله علي جائزة نوبل في الآداب عام 1988، يضم المعرض مجموعة مميزة من البورتريهات الكاريكاتيرية للأديب العالمي نجيب محفوظ، والأديب الكولومبي الكبير غارثيا ماركيز الحاصل عالي جائزة نوبل عام 1982، و الشاعر الهندي الكبير روبندرونات طاغور اول شخص غير أوروبي يفوز بجائزة نوبل عام 1913 ، والكاتب الياباني كنزابورو أوي الحاصل علي جائزة نوبل للآداب عام 1994 وياسوناري كاواباتا الحاصل علي جائزة نوبل عام 1968.
الجدير بالذكر أن المعرض حيث جسّد قوة الفن التشكيلي في التعبير عن الهوية، وسلط الضوء على أهمية الكاريكاتير كأداة ثقافية قادرة على التوثيق والتأثير. وأن فعالية "محفوظ في القلب" هي المحطة الثالثة بعد الاحتفاء بالفنان الكبير شادي عبد السلام من خلال فعالية "يوم شادي.. لتعزيز الهُوِيَّة المصرية"، تلاها تكريم الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين في إطار فعالية "عمنا.. صلاح جاهين"، لتُتوَّج الآن بتكريم أديب نوبل نجيب محفوظ، تقديرًا لإسهاماته الأدبية التي عكست روح مصر وتاريخها وتحولاتها المجتمعية.