يمانيون:
2025-04-30@11:01:29 GMT

مخطط أمريكي صهيوني جديد.. خطر محدق سيغير وجه المنطقة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

مخطط أمريكي صهيوني جديد.. خطر محدق سيغير وجه المنطقة

يمانيون/ تقارير

يتزايد الخطر الصهيوني على المنطقة من يومٍ إلى آخر، في ظل إصرارٍ أمريكي صهيوني على “تغيير وجه المنطقة” تحت مشاريع متعددة أبرزها مشروع “الشرق الأوسط الجديد”.

وخلال الأشهر الماضية، كثرت تصريحات المسؤولين الصهاينة، وفي مقدمتهم المجرم “نتنياهو” حول مسمى “الشرق الأوسط الجديد”، وهو مخطط قديم جديد، يسعى الأمريكيون والصهاينة، إلى تطبيقه على أرض الواقع، بغية الهيمنة المطلقة على المنطقة.

وقبل ساعات من اغتيال الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، ألقى نتنياهو خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليعرض أمام الحاضرين خريطة سماه “الشرق الأوسط الجديد”، مستعرضاً نيته في تقسيم المنطقة إلى محورين (النعمة، النقمة)، ففي محور “النعمة” وفقاً لرؤية نتنياهو، فإن “إسرائيل” ستكون سيدة المنطقة، وإلى جانبها دول ما يسمى “محور الاعتدال”، وقد حدده باللون الأخضر، حيث طمست كل فلسطين منها، في حين أن محور “النقمة” الذي حدده باللون الأسود، يشمل محور المقاومة، من إيران، ولبنان، وسوريه، والعراق، واليمن.

ويؤكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن نتنياهو قد أعلن بوضوح عن سعيه لتغيير وجه “الشرق الأوسط”، وهو يهدف إلى “تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح إسرائيل، والقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية، وكذلك على مشروع الدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى السيطرة على أنظمة عربية وتجنيد جيوشها لخدمة العدو”.

ويسرد السيد عبد الملك الحوثي الأهداف الخفية لقادة الكيان الصهيوني من الانجرار نحو تطبيق هذا المخطط، فالصهاينة يريدون أن تبقى “إسرائيل” قوة عسكرية مهيمنة في “الشرق الأوسط”، ويسعون إلى استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي لتفكيك تلك الشعوب وإضعافها، كما يسعون إلى إعادة تعريف قواعد الاشتباك بما يسمح لهم بتوجيه ضربات مؤلمة إلى أي بلد عربي أو إسلامي دون الحاجة إلى حرب”، منبهاً إلى أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى أن يكون المسيطر والمهيمن على المنطقة، محاولاً تشكيل نفوذ عالمي يخدم مصالحه، وهو ما يتطلب من الأمة العربية والإسلامية التوحد والتصدي لهذه الأطماع”.

 مخطط قديم جديد

طُرِحَ مفهوم “الشرق الأوسط”، وبدأ تداوله السياسي والفكري بكثرة في خمسينيات القرن الماضي، فمنذ توقيع اتفاق كامب ديفيد بين “إسرائيل” ومصر عام 1979م، مروراً بتفاهمات “أوسلو” بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل عام 1993، إلى توقيع اتفاق وادي عربة بين الأردن و”إسرائيل” عام 1994، كانت ديباجة “الشرق الأوسط ” (الجديد أو الكبير) حاضرة في كل هذه الاتفاقيات.

أما في الأدبيات الإسرائيلية، فإن المفهوم ظل حاضراً على امتداد العقود الماضية، بدءاً من كتاب شمعون بيريز “الشرق الأوسط الجديد” 1993م الذي أكد فيه ضرورة إقامة علاقات، يكون عمادها العلاقات الاقتصادية، مع بعض الدول العربية لتحقيق “السلام المزعوم” وقبول “إسرائيل” في المنطقة كما هي دون تغيير.

وفي عام 2006م، ومع العدوان الصهيوني على لبنان قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس يومها إن آلام هذه الحرب هي:” الولادة القاسية للشرق الأوسط الجديد”، في تبنٍ واضح لكتاب شمعون بيريز.

وقبل هذا العدوان كانت أمريكا قد تبنت عدة رؤى حول مستقبل المنطقة، منها مشروع “الشرق الأوسط الكبير” الذي أطلق فكرته الرئيس الأمريكي بوش الابن عام 2002م، أو مفهوم “الشرق الأوسط الموسع” الذي تبنته واشنطن خلال عام 2004م.

لكن لفظ “الجديد” ظل بعد ذلك ملحقاً “بالشرق الأوسط” مع كل حدث أو تطور مهم، فعلى سبيل المثال، عندما تم توقيع “اتفاقيات التطبيع” بين الإمارات والبحرين من جهة و الكيان المؤقت “إسرائيل” من جهة أخرى في 15 سبتمبر/ أيلول 2020، ردّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر الذي كان يشغل منصب كبير مستشاريه عبارة “الشرق الأوسط الجديد” في وصفهما للمشهد الذي سيتشكّل إثر توقيع هذه الاتفاقيات.

ويظل السؤال قائماً: ما هو مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ وما خطورته على المنطقة؟

يؤكد الكاتب والمفكر الكبير عبد الوهاب المسيري أن الاستراتيجية الغربية تجاه العالم الإسلامي منذ منتصف القرن التاسع عشر تنطلق من الإيمان بضرورة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات أثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيها، بمعنى تقسيم المنطقة إلى “دويلات” تأخذ مسميات ما قبل الإسلام، مثل “دويلة فرعونية في مصر، أشورية بابلية في العراق، آرامية في سورية، حميرية في اليمن) وهكذا، بحيث يتم الاعتزاز بهذه المسميات وليس بالدين الإسلامي.

تطبيق على أرض الواقع

وعلى مدى السنوات الماضية، حاولت أمريكا و”إسرائيل” تطبيق هذه الاستراتيجية على المنطقة، فالعدوان على لبنان عام 2006 جاء في هذا السياق، وقبله غزو العراق، ثم استغلال ثورات الربيع العربي لإسقاط الأنظمة غير الموالية لأمريكا و”إسرائيل”، وغرس داعش والقاعدة في جسد الأمة إلى جانب الكيان الصهيوني الخبيث، وصولاً إلى ما تشهده المنطقة من أحداث كبيرة، وفي مقدمتها العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة ولبنان.

ويتمثل الحلم الصهيوني فيما قاله شمعون بيريز: “لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن، فليجربوا قيادة إسرائيل إذن”.

هذا الحلم يسعى إلى تطبيقه على أرض الواقع المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة، ولهذا يحذر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من هذا المخطط الإجرامي، ويؤكد أن لبنان والمنطقة جمعاء أمام خطر شرق أوسط جديد على الطريقة الإسرائيلية الأميركية”.

ويقول الشيخ قاسم: “لولا أميركا، الشيطان الأكبر، لما استطاعت إسرائيل أن تسيطر هكذا، وهي تريد الشرق الأوسط الجديد”، موضحاً أن “أعمال الإبادة التي تقوم بها إسرائيل وأميركا تعني أنّهما شريكتان في إنجاز شرق أوسط جديد وفق الطريقة الإسرائيلية”.

وإذا كانت المنطقة العربية هي المتضرر الأكبر من هذا المخطط، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون بمنأى عن ذلك، لا سيما، وأن واشنطن والدول الغربية و “إسرائيل” ترى في طهران ومحور المقاومة حائط الصد لهذه المخططات، لذا نقرأ منذ أيام تصريحات متشنجة لمسؤولين صهاينة لتوجيه ضربة على إيران، من أبرزها ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن هذه هي أعظم فرصة منذ خمسين عاماً لتغيير وجه الشرق الأوسط”، مقترحاً أن تستهدف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية لإصابة النظام الإيراني بالشلل إلى حدٍ يؤدي إلى القضاء عليه”.

على كل، يظل المجاهدون الفلسطينيون في قطاع غزة، والمجاهدون في لبنان، هما العائق الأكبر أمام هذه المخططات، فثباتهم الكبير، وصبرهم الأسطوري، لن يحقق الهدف الذي تسعى إليه أمريكا و”إسرائيل” في استعباد المنطقة، وإلى جانب هؤلاء يقف محور المقاومة في اليمن وسورية والعراق، كالطود الشامخ لإيقاف هذا التهور الصهيوني تجاه المنطقة، والوقائع على الأرض تشير إلى انكسار أمريكا و”إسرائيل” في المواجهة مع دول المحور، وهو مؤشر على أن مخطط “الشرق الأوسط الجديد” سيدفن إلى الأبد، وسيتحقق شرق أوسط جديد، بالطريقة التي تختارها المقاومة ومحورها في المنطقة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الجدید أمریکا و إسرائیل على المنطقة

إقرأ أيضاً:

هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 

 

حيروت -ترجمة ” الموقع بوست ”

 

وصف الرئيس دونالد ترامب، سابقًا، التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بأنه “أسوأ قرار اتُخذ على الإطلاق”، وتولى منصبه متعهدًا بـ”إنهاء هذه الحروب التي لا تنتهي”.

 

 

 

وفي بعض المناطق، التزمت الإدارة بذلك. فقد بدأت الولايات المتحدة بخفض كبير في عدد قواتها في سوريا، مُحققةً بذلك هدفًا يعود إلى ولاية ترامب الأولى، وتُهدد بالانسحاب من الحرب في أوكرانيا، سواءً تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال أم لا.

 

 

 

ولكن في الوقت نفسه، ورطت الإدارة القوات الأمريكية بهدوء في صراع مفتوح آخر في الشرق الأوسط، صراع يُهدد بالتحول إلى مستنقع مُستنزف ومُشتت للانتباه، وهو المستنقع الذي تعهد ترامب بتجنبه.

 

 

 

في 15 مارس/آذار، بدأت الولايات المتحدة حملة من الضربات الجوية، المعروفة باسم “عملية الفارس العنيف”، ضد الحوثيين، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي تسيطر على جزء كبير من اليمن وتطلق النار على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر منذ بداية الحرب في غزة في عام 2023.

 

 

 

نفذت إدارة بايدن، بالإضافة إلى الجيش الإسرائيلي، عددًا من الضربات ضد الحوثيين، لكن الحملة الأمريكية الجارية أوسع نطاقًا بكثير. فقد سُجِّلت ما لا يقل عن 250 غارة جوية حتى الآن، وفقًا لبيانات مفتوحة المصدر جمعها معهد دراسات الحرب ومعهد أمريكان إنتربرايز.

 

 

 

ووفقًا لبعض التقارير، قُتل أكثر من 500 مقاتل حوثي، بمن فيهم عدد من كبار القادة، على الرغم من أن الجماعة تميل إلى الصمت بشأن خسائرها. كما وثَّق مشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة رصد، أكثر من 200 ضحية مدنية في الشهر الأول من القصف. وأسفرت أكبر ضربة حتى الآن، على محطة نفط رئيسية على ساحل اليمن، عن مقتل أكثر من 74 شخصًا الأسبوع الماضي.

 

 

 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لموقع Vox إن الضربات دمرت “منشآت قيادة وتحكم، ومنشآت تصنيع أسلحة، ومواقع تخزين أسلحة متطورة”.

 

 

 

وتبدو الإدارة راضية عن النتائج حتى الآن.

 

 

 

قال بيتر نغوين، مدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، لموقع “فوكس”: “إن الضربات المستمرة ضد الحوثيين هي أول عملية بهذا الحجم تنفذها الولايات المتحدة ضد قوات الحوثيين، وهم الآن في موقف دفاعي”.

 

 

 

ردًا على الانتقادات الموجهة إلى بيت هيغسيث، وزير الدفاع المتعثر، بشأن استخدامه جهازًا شخصيًا لإجراء أعمال حكومية حساسة، طلب ترامب مؤخرًا من الصحفيين “سؤال الحوثيين عن أحواله”.

 

 

 

الصراع المُغفَل في اليمن، شرح موجز

 

 

 

باستثناء التسريب العرضي لخطط الحرب التي وضعتها الإدارة الأمريكية عبر تطبيق سيجنال الشهر الماضي، لم تحظَ العملية إلا بقدر ضئيل من الاهتمام أو النقاش العام، وهو أمرٌ لافتٌ للنظر بالنظر إلى نطاقها.

 

 

 

لا شك أن الحوثيين يتعرضون لأضرار جسيمة، لكن موارد الجماعة ومعداتها متناثرة ومخبأة على مساحة واسعة، مما يجعل استهدافها صعبًا. إن سجل القوى العظمى في هزيمة الجماعات المتمردة بالقوة الجوية ليس مُلهمًا.

 

 

 

صرح محمد الباشا، المحلل الدفاعي المتخصص في الشأن اليمني ومؤلف تقرير الباشا، لموقع Vox قائلًا: “بالضربات الجوية وحدها، لن تتمكن من هزيمة الحوثيين”، مشيرًا إلى أن الجماعة نجت من ثماني سنوات من حملة جوية عقابية شنتها قوة عسكرية بقيادة السعودية مدعومة من الولايات المتحدة.

 

 

 

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الهدف ليس القضاء على الحوثيين، بل وقف هجماتهم على حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، والتي بدأتها الجماعة المتحالفة مع إيران، المعادية بشدة لإسرائيل، ردًا على حرب إسرائيل على غزة.

 

 

 

وقال ترامب: “عليهم أن يقولوا “لا للقصف” لتلك الهجمات حتى يتوقف القصف. أعلن الحوثيون عن توقف هجماتهم على السفن عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة في يناير، لكنهم استأنفوا هجماتهم في أوائل مارس ردًا على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.

 

 

 

يشهد البحر الأحمر هدوءًا نسبيًا منذ بدء عملية “الفارس الخشن”، لكن الحوثيين تعهدوا بمواصلة القتال وأطلقوا عددًا من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، بما في ذلك صاروخ يوم الأربعاء.

 

 

 

وقال نغوين: “يجب أن تتوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، ولذلك ستستمر عملياتنا حتى يحدث ذلك. بمجرد توقفها، سنكون على الأرجح بخير. لكنهم لم يتوقفوا، ونقدر أن إرادتهم لمواصلة العمليات لا تزال قائمة”.

 

 

 

في الواقع، في خطاب تحدٍّ ألقاه هذا الأسبوع، أعلن رئيس الحكومة المدعومة من الحوثيين، مهدي المشاط، أن الجماعة “لا تردعها الصواريخ أو القنابل أو القاذفات الاستراتيجية يا ترامب”، وسخر من ترامب لأنه “وقع في مستنقع استراتيجي”.

 

 

 

لكن الموارد المخصصة للصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل ما لا يقل عن بطاريتي صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

بعد مرور أكثر من شهر بقليل، لا يزال من المبكر جدًا إعلان حالة التورط.

 

 

 

لكن الموارد المخصصة لهذا الصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل بطاريتي صواريخ باتريوت على الأقل، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من الحملة، استخدمت الولايات المتحدة ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، وأن المسؤولين العسكريين قلقون بشأن تأثير ذلك على المخزونات التي ستحتاجها البحرية في حال وقوع هجوم صيني على تايوان.

 

 

 

وعلى عكس آمال الكثيرين في إدارة ترامب – بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس – الذين يجادلون بأن الولايات المتحدة يجب أن تحول تركيزها من الشرق الأوسط للاستعداد لصراع محتمل مع الصين، فإن الولايات المتحدة تنقل مواردها من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

بافتراض أن الحوثيين لن يرفضوا ذلك في المستقبل القريب، يصبح السؤال المطروح هو إلى متى ستواصل الولايات المتحدة العملية. هذا الأسبوع، أصدر البيت الأبيض تقريرًا مطلوبًا قانونًا إلى الكونغرس حول العملية، ينص على أن الضربات ستستمر حتى “ينحسر التهديد الحوثي للقوات الأمريكية وحقوق الملاحة والحريات في البحر الأحمر والمياه المجاورة”. لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت مؤخرًا أن المسؤولين يدرسون تقليص الضربات.

 

 

 

هذا سيناريو يثير قلق باشا، محلل الشؤون الدفاعية. الحوثيون، الذين كانوا حتى وقت قريب جماعةً غامضةً إلى حدٍ ما خارج منطقتهم، قد سيطروا بالفعل على العاصمة اليمنية، ونجوا من حربٍ استمرت لسنواتٍ مع التحالف الذي تقوده السعودية، وأثبتوا – منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 – أنهم الأكثر قدرةً ومرونةً بين وكلاء إيران في الشرق الأوسط.

 

 

 

“إذا لم يُكبّلهم هذا أو يُهزموا أو يُضعَفوا، فسيكونون قادرين على القول: ‘لقد هزمنا ترامب، أقوى جيشٍ في العالم. نحن لا يُمكن إيقافنا'”، هذا ما قاله باشا.

 

 

 

أما بالنسبة لاستعادة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، فقد ارتفعت حركة المرور عبر هذا الممر المائي الحيوي استراتيجيًا بشكلٍ طفيفٍ الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل بكثيرٍ من مستوياتها قبل بدء هجمات الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المرجح أن يستغرق الأمر فترةً طويلةً من الهدوء لشركات الشحن – والأهم من ذلك، الشركات التي تُؤمّنها – لتفترض أن المخاطر قد خفت.

 

 

 

قد يكون البديل هو انخراط الولايات المتحدة بشكلٍ أعمق في الصراع. بدأت حملة إدارة أوباما ضد داعش أيضًا كعملية جوية قبل أن يُرى ضرورة إرسال قوات برية ودعم الجماعات المسلحة المحلية، مما أحبط إدارةً كانت قد تعهدت أيضًا بتقليص التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

 

 

 

ووفقًا للتقارير، تدرس الفصائل اليمنية المدعومة دوليًا والمعارضة للحوثيين استغلال هذه اللحظة لشن حملة برية للقضاء على الجماعة نهائيًا. ولم يتخذ المسؤولون الأمريكيون قرارًا بعد بشأن دعم هذه العملية.

 

 

 

يقول معظم المحللين والمسؤولين إن مشاركة القوات الأمريكية في العمليات البرية في اليمن أمر مستبعد للغاية، ولكن حتى الدعم المحدود لعملية برية سيظل مثالًا آخر على دعم الولايات المتحدة للجماعات المسلحة في حرب أهلية فوضوية في الشرق الأوسط – وهو بالضبط نوع الموقف الذي انتقد ترامب الإدارات السابقة لوقوعها فيه.

 

 

 

مع ذلك، فإن الضربات لا تستهدف الحوثيين فحسب، بل يُنظر إليها أيضًا على نطاق واسع على أنها استعراض قوة تجاه الراعي الرئيسي للجماعة، إيران. تُجري الإدارة الأمريكية حاليًا جولة جديدة من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولم يستبعد ترامب العمل العسكري – الذي يُرجَّح أن تقوده إسرائيل – ضد الإيرانيين في حال فشل تلك المحادثات.

 

 

 

لا يزال من الممكن أن تُغادر الولايات المتحدة اليمن بسرعة، ولكن بالنظر إلى التاريخ الحديث، لن يكون مُفاجئًا أن يُعلَّق التحوّل الأمريكي الموعود بعيدًا عن الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج
  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • قرقاش: الإمارات تدعم مسارات الاستقرار في المنطقة
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • باحث إسرائيلي: قادة غربيون يسعون لتشويه صورة إسرائيل وكبح جماحها
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • كاسبرسكي تعيّن شركة الشرق الأوسط لأنظمة الاتصالات "MCS" موزعًا لحلول الأعمال في الشرق الأوسط وإفريقيا
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط