الحكمة من تعهد الله تعالى بحفظ القرآن.. ولماذا لم تحفظ الكتب السابقة؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
يتساءل الكثيرون حول ما الحكمة من تعهد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم ؟، ولماذا عهد الله- سبحانه وتعالى- لعباده بحفظ الكتب السابقة على الإسلام؟.
ما الحكمة من تعهد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم؟قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، ويوضح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن القرآن الكريم: هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ليتعبد به، ويتحدى بأقصر سورة منه، والقرآن الكريم هو الدستور السماوي الصالح لكل زمان ومكان الذي جمع الله فيه قصص السابقين؛ قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: 3]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: 76-77].
وتابع علي جمعة: حفظ الله تعالى للقرآن الكريم دون باقي الكتب السماوية المقدمة؛ لأنّه الكتاب الخاتم الجامع لكل الكتب السابقة؛ لأنَّ كل نبيّ كان يبعث إلى قومه خاصة، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث إلى الناس كافة، وكان يجمع أكثر من نبي في أماكن مختلفة في وقتٍ واحدٍ مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام، وسيدنا لوط عليه السلام، فكان الكتاب -كصحف إبراهيم وموسى، وإنجيل عيسى، وزبور داود- ينزل لفئة من الناس دون الآخرين، ولكن القرآن جاء لكل الناس العربي وغيره من كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يأتي بعده حتى تقوم الساعة؛ فكان جديرًا بأن يُحفَظ دون سائر الكتب.
وشدد: فضلًا عن أن الله تعالى شاءت حكمته أن يبتلي السابقين باستحفاظهم لكتبهم وعدم تحريفها وتغييرها، فلم يثبتوا ولم يوفوا إلا قليلًا ممَّن وفقه الله، فاحتفظ تعالى بهذا الكتاب الخالد لهذه الأمة المرحومة، وتكفَّل بحفظه تعالى؛ إكرامًا لهم، وإظهارًا لقدرهم عنده تعالى، وهو سبحانه يرفع مَن يشاء، ويضع مَن يشاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لفضله.
ثواب قراءة القرآن لغير الماهر بقراءته ولمن لا يفهم معانيهجاء عن عثمان رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري في "صحيحه".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي في "سننه".
وروى مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ؛ -أي: يقرؤه بصعوبة- وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ»؛ قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (6/ 84-85، ط. المطبعة المصرية بالأزهر): [والماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف، ولا يشق عليه القراءة بجودة حفظه وإتقانه، قال القاضي: يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أنَّ له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقًا للملائكة السفرة؛ لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، قال: ويَحتمل أن يراد أنَّه عامل بعملهم، وأما الذي يتتعتع فيه: فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه؛ فله أجران أجر بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته] اهـ.
وممَّا ذُكِر، ومن عموم الأحاديث الواردة يُعلَم فضل قراءة القرآن، ومدى ثواب قارئه سواء كان ماهرًا في قراءته وملمًا بمعانيه أو لا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن حفظ القرآن صلى الله علیه وآله وسلم القرآن الکریم الله تعالى علی جمعة ال ق ر آن
إقرأ أيضاً:
هل رفض عريس لمجرد أنه ليس وسيما حرام وتكبر على نعمة الله؟
أجاب الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، عن سؤال ورد اليه خلال أحد المجالس الدينية، مضمون السؤال:" تقدم لي عريس ممتاز خلقًا ودينًا لكن شكله لا يعجبني فهل يجوز أن أرفضه لهذا السبب أم أن هذا عدم قبول لنعمة الله؟.
ورد الدكتور على جمعة، قائلًا: إنه من الجائز أن ترفضه مادامت نفسها لا تقبله، لكن هذا ضد الحكمة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، "وهذا ما يحدث يمشي من هنا ولا يأتيها عريس مرة أخرى".
وأشار الى أن عدم زواج البنت يسبب أضرارًا مختلفة نفسية واجتماعية وغيرها، أما لو تزوجته لدينه وخلقه فالله سبحانه وتعالى ينزل المحبة بينهما، وروى جمعة أن امرأة ذات جمال تزوجت بضرير دميم فقالوا لها لماذا تزوجتيه؟ ..فقالت قرب الوساد وطول السواد، فكان بجوارها طوال النهار والليل فحدثت بينهما الألفة.
هل رفض الفتاة لأي عريس دون أن تراه تبطر على نعمة الله؟سؤال أجاب عليه أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأضاف "ممدوح" قائلًا: هي حرة ومن حقها أن ترفض الزواج من الأساس لكن ومن الممكن أن يكون هناك من وعدها بالزواج وهي تنتظره أو أنها في حاجة لدعم نفسي وأنصحكم أن تتقربوا إليها وتصاحبوها وتتعرفوا على مشكلتها وتساعدوها حتى لا تأخذ قرارات خطأ لكن أعطوها الأمان حتى تتكلم دون خوف.
دعاء تيسير الزواج"رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير”
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
اللهم ارزقني بزوج صالح تقي محب لله ورسوله ناجح في حياته، وأن أكون قرة عينه وقلبه ويكون قرة عيني وقلبي، الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.