يعد مقتل يحيى السنوار، القائد البارز في حركة حماس، أحد أبرز الأحداث في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث فقدت حماس قائدها العسكري الأكثر غموضًا وتأثيرًا. لقد كان السنوار شخصية معقدة، جمع بين المهارات الأمنية والعسكرية، وعرف بقدرته على التخطيط الاستراتيجي والتنظيمي في قيادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.

 

برحيله، تدخل حماس مرحلة حداد مؤلمة، في الوقت الذي تستعد فيه لمواجهة تداعيات فقدان قائد كان يُعتبر من أقوى العقول العسكرية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

عاجل - بايدن بعد استشهاد يحيى السنوار: الفرصة سانحة الآن لليوم التالي في غزة دون سيطرة حماس على السلطة السنوار: القائد الغامض ذو التأثير العميق

يحيى السنوار، الذي وُلد في مخيم خان يونس بقطاع غزة، نشأ في بيئة مليئة بالتحديات والصراعات، مما جعله ينخرط في العمل المقاوم منذ سن مبكرة، تم اعتقاله في سن العشرين وقضى أكثر من عشرين عامًا في السجون الإسرائيلية. 

أثناء فترة اعتقاله، أصبح السنوار رمزًا للصمود الفلسطيني وشخصية يُنظر إليها بالكثير من الاحترام في صفوف الحركة، كما طور قدرات فكرية واستراتيجية مكنته من العودة إلى غزة بعد إطلاق سراحه كقائد بارز.

القائد يحيى السنوار 

السنوار كان يمتاز بالغموض والسرية، حيث قلّما كان يظهر في وسائل الإعلام، وركز على العمل خلف الكواليس، مما عزز مكانته كعقل مدبر للعديد من العمليات العسكرية والتكتيكات الميدانية. كان يوصف بأنه صاحب رؤية استراتيجية طويلة الأمد، وكان يشدد على تعزيز القدرات العسكرية لحماس، ليس فقط من خلال التصعيد، بل من خلال بناء ترسانة صاروخية قوية وتقنيات قتالية جديدة.

يحيى السنوار حداد حماس: خسارة لا تعوض

برحيل يحيى السنوار، دخلت حماس في حالة حداد عميق، إذ يمثل موته خسارة كبيرة على المستوى العسكري والأمني للحركة، كان السنوار يتمتع بنفوذ واسع داخل حماس، حيث نجح في الجمع بين الأدوار العسكرية والسياسية بشكل مثالي، وهو ما جعله أحد أكثر القادة تأثيرًا في حركة المقاومة الفلسطينية.

فقدان السنوار سيخلق فراغًا قياديًا صعبًا داخل الحركة، خاصة في ظل دوره الكبير في توجيه العمليات العسكرية وتنظيم صفوف المقاومة في أوقات التصعيد، كانت له رؤية واضحة حول كيفية الرد على السياسات الإسرائيلية وتطوير القدرات القتالية لحماس لمواجهة الاحتلال، وهو ما جعل مقتله ضربة قاسية للحركة.

عاجل-"اغتيال السنوار لن يزيدنا إلا قوة وصلابة".. حماس تنعي استشهاد يحيى السنوار رسميًا ما قصة المسدس الذي عثر عليه بحوزة السنوار؟ الرد المتوقع: تصعيد أم ضبط النفس؟

من المتوقع أن يؤدي مقتل السنوار إلى زيادة التوتر بين حماس وإسرائيل. حماس تعلن دائمًا عن التزامها بالرد على مثل هذه الاغتيالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات رفيعة المستوى مثل السنوار. 

ومع ذلك، فإن الحركة قد تجد نفسها أمام مفترق طرق: فهل سيكون الرد عسكريًا عبر تصعيد الهجمات ضد إسرائيل؟ أم أن حماس ستختار ضبط النفس في هذه المرحلة وتنتظر فرصة أكثر ملائمة للرد؟

السنوار كان يشدد على أهمية الردع العسكري، ولكنه كان أيضًا شخصية براغماتية في اتخاذ القرارات ومع غيابه، قد تتباين وجهات النظر داخل القيادة حول كيفية الرد على مقتله، وقد يكون هناك تردد حول كيفية التعامل مع الوضع الحالي في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار بعد اغتيال السنوار.. الجيش الإسرائيلي يحدد هدفه التالي الغموض حول مستقبل حماس بعد السنوار

برحيل السنوار، ستواجه حماس تحديًا كبيرًا في إعادة تنظيم صفوفها وتحديد القيادة الجديدة التي ستحل مكانه، السنوار كان يتمتع بخبرة فريدة في مجال التخطيط العسكري والتفاوض، مما يجعله شخصية يصعب تعويضها بسهولة، فمن سيخلف السنوار في قيادة كتائب القسام؟ وكيف ستتأثر استراتيجيات المقاومة بعد رحيله؟

من المؤكد أن حماس تمتلك قيادات عسكرية أخرى قادرة على تحمل المسؤولية، مثل محمد الضيف، ولكن غياب السنوار قد يؤدي إلى بعض التغيرات في هيكل القيادة وأولويات الحركة في المرحلة المقبلة. 

السنوار كان يجمع بين الصرامة العسكرية والحنكة السياسية، وهو ما قد يؤدي إلى بعض التحديات في الحفاظ على التوازن داخل الحركة.

اغتيال القائد يحيى السنوار تداعيات إقليمية ومحلية

مقتل السنوار لا يؤثر فقط على حماس، بل يمتد تأثيره إلى الساحة الفلسطينية والإقليمية بشكل أوسع. داخليًا، قد يؤدي مقتله إلى تعزيز روح المقاومة بين الفلسطينيين، وزيادة الدعم الشعبي لحماس باعتبارها القوة الرئيسية التي تتصدى للاحتلال. 

كما أن الحركة ستستفيد من الدعم الإقليمي من حلفائها في المنطقة، الذين قد يرون في مقتل السنوار تصعيدًا إسرائيليًا يستدعي ردًا قويًا.

إقليميًا، قد تكون إيران وحزب الله أبرز الداعمين لحماس في هذه المرحلة، حيث سيتعزز التعاون بين هذه الأطراف من أجل مواجهة التصعيد الإسرائيلي. 

ومع ذلك، فإن مقتل السنوار قد يعزز الضغوط الدولية على حماس، خاصة من بعض الدول الغربية التي تعتبر استهداف القادة العسكريين تهديدًا للاستقرار في المنطقة.

عاجل - باسم يوسف ناعيا "السنوار": رحم الله المجاهد والشهيد نتنياهو: تم اغتيال السنوار.. والحرب لم تنته بعد  مرحلة جديدة من الصراع

رحيل يحيى السنوار يمثل لحظة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. بينما تشهد حماس حالة من الحداد العميق على قائدها الأكثر غموضًا وقوة، يواجه الاحتلال الإسرائيلي حالة من القلق والاستنفار تخوفًا من ردود الفعل القادمة. 

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الرئيسي: كيف ستتعامل حماس مع غياب قائدها العسكري الكبير؟ وهل سيكون مقتله بداية لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري، أم أن الحركة ستتجه نحو ضبط النفس في المرحلة الحالية؟

ما هو مؤكد أن الصراع بين حماس وإسرائيل لن يبقى على حاله بعد مقتل السنوار، وأن تداعيات هذه الحادثة ستظل تلقي بظلالها على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الأشهر والسنوات القادمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السنوار يحي السنوار قادة حماس حركة حماس حركة حماس الفلسطينية حماس وإسرائيل المقاومة الفلسطينية طوفان الاقصي بوابة الفجر موقع الفجر الصراع الفلسطینی الإسرائیلی یحیى السنوار مقتل السنوار السنوار کان

إقرأ أيضاً:

إعلام العدو: حماس جنّدت آلاف العناصر الجدد للذراع العسكري‎

الثورة نت/..

حذّرت مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في “جيش” العدو الصهيوني من أن حماس جنّدت في الأشهر الأخيرة حوالي 4000 عنصر جديد للذراع العسكري.

وبحسب مصادر صهيونية في قيادة المنطقة الجنوبية، على ما ينقل موقع “والا”، هناك شخصيتان مركزيتان تديران قطاع غزة- محمد السنوار المعروف بـ “أبو إبراهيم”، الذي أعاد السيطرة على القوات في قطاع غزة و عز الدين الحداد المعروف بـ “أبو صهيب” المسؤول عن لواء خان يونس وسابقًا كان عضو في المجلس العسكري المقلص.

وأضاف الموقع أنه منذ بداية الحرب نجح الرجلان في التملّص من الإستخبارات “الإسرائيلية” وعمليات الإغتيال المركزة، ويواصلان العمل ضد أساليب عمل الجيش “الإسرائيلي”، وتابع أنه في بعض الأماكن عملت حماس على التأقلم مع القتال ضد القوات في جنوب القطاع.

وأشار الى الآراء في المؤسسة الأمنية منقسمة حيال حجم الإصابة في الذراع العسكري لحماس وإعادة تأهيلها في نصف السنة الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عيسى: "لحم كتاف نتنياهو من يحيى السنوار.. يتجول بسوريا نتيجة بركات الجولاني"
  • القائد العسكري لـ تحرير الشام يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف اعتداءات الاحتلال على سوريا
  • لن نقبل بالفيدرالية..القائد العسكري لهيئة تحرير الشام: سنضم الأراضي الخاضعة للأكراد في سوريا
  • القائد العسكري لهيئة تحرير الشام: نطالب المجتمع الدولي بإيجاد حل للقصف والتوغل الاسرائيلي في سوريا
  • إعلام العدو: حماس جنّدت آلاف العناصر الجدد للذراع العسكري‎
  • وزير الدفاع والإنتاج الحربي يشهد المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوي تنفيذ المنطقة الجنوبية العسكرية
  • الفياض: نأتمر بإمرة القائد العام ونحن الأكثر التزاماً بالتوجيهات
  • وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة التعبوي الذي تنفذه المنطقة الجنوبية العسكرية
  • مدفيديف: كييف ستدفع ثمن مقتل قائد العسكري الروسي
  • «غزة على مفترق طرق».. هل تتجه نحو الاستقرار أم الصراع؟