شركات التكنولوجيا العملاقة تراهن على الطاقة النووية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تتجه الشركات الكبرى المتخصصة في الحوسبة من بعد (السحابة) والذكاء الاصطناعي بشكل متزايد إلى الطاقة النووية، لتلبية قسم من احتياجاتها الهائلة من الكهرباء.
وفي أقل من شهر، وقعت شركات "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" عقود توريد بطاقة إجمالية تبلغ 2.7 غيغاوات، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة لأكثر من مليوني منزل.
لكنّ هذه الطاقة ستُخصص بكاملها لتلبية الاستهلاك المتزايد لهذه الشركات التكنولوجية العملاقة، وخصوصا لمراكزها المخصصة لتخزين البيانات (داتا سنترز).
فالحوسبة السحابية تستلزم الملايين من الخوادم المعلوماتية لتخزين بيانات المستخدمين.
وساهم تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتطلب قدرات حاسوبية هائلة لمعالجة المعلومات المتراكمة في قواعد البيانات العملاقة، في زيادة الشهية لاستهلاك الطاقة لدى هذه الشركات الكبرى النَهمة أصلا في هذا المجال.
ولاحظ معهد أبحاث الطاقة الكهربائية أن مراكز البيانات تمتص أصلا 4 في المئة من الكهرباء المنتجة في الولايات المتحدة، ويُتوقَع أن ترتفع هذه النسبة إلى 9 بالمئة بحلول سنة 2030، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
إضافة إلى ذلك، ثمة أهداف بيئية وضعتها الجهات الرئيسية الثلاث في مجال الحوسبة السحابية والتي تسيطر على نحو ثلثَي السوق بحسب موقع Dgtl Infra المتخصص.
فمجموعة "أمازون" تعهدت تحقيق الحياد الكربوني سنة عام 2040، فيما وعدت "غوغل" بتحقيق هذا الإنجاز في 2030، وهو الموعد الذي تهدف فيه "مايكروسوفت" إلى تحقيق بصمة كربونية سلبية.
وكانت المجموعات الثلاثة تعتمد إلى اليوم على الطاقات المتجددة. وكانت "أمازون" اساسا أكبر مشترٍ في العالم للكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
لكنّ "الطاقة المتجددة وحدها لا تكفي لأنها متقطعة"، على ما لاحظ أخيرا مؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس الذي استثمر في الطاقة النووية.
وقال أستاذ الهندسة النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) جاكوبو بونجورنو: "لا أعتقد أن شركات التكنولوجيا أُغرِمَت بالطاقة النووية، لكنها تريد طاقة يمكن الوثوق بها ويمكن التنبؤ بها على مدار الساعة".
"نقطة الانطلاق"
واختارت "مايكروسوفت" الطريق النووي التقليدي من خلال اتفاق مع شركة الطاقة "كونستيليشن" لإعادة تشغيل أحد مفاعلات محطة "ثري مايل آيلاند" التي تقع في ولاية بنسلفانيا وشهد مفاعل آخر فيها حادثا نوويا عام 1979، وأغلقت عام 2019.
أما شركتا "غوغل" و"أمازون" ففضّلتا مفاعلات صغيرة من الجيل الجديد تُعرّف باسم "المفاعلات النمطية الصغيرة" small modular reactors أو SMR.
كذلك ستستحوذ "أمازون" على حصة في شركة "إكس أنرجي" X-energy الناشئة.
ويعمل عدد من هذه الشركات الناشئة على وضع نماذجها الأولية، ولكن لم يتم تشغيل أي منها بعد.
ويتوقع المتفائلون دخول "المفاعلات النمطية الصغيرة" الخدمة عام 2027، لكن كثرا يؤثرون تحديد سنة 2030 موعدا لبدء الاستخدام التجاري.
ورأى جاكوبو بونجورنو أن عقود التوريد المبرمة مع الأسماء الكبيرة في قطاع الحوسبة السحابية تشكّل "نقطة انطلاق مهمة جدا، لأن هذه النماذج الأولية لن تكون بلا شك قادرة على المنافسة من حيث التكلفة"، بحسب تقرير فرانس برس.
وأضاف الأكاديمي: "إنها بحاجة إلى زبون يرغب في دفع المزيد للحصول على كهرباء مستمرة منخفضة الكربون".
وتُقدَّر تكلفة تطوير أول مفاعل نمطي صغير بمليارات الدولارات، لكنّها قد تصبح في نهاية المطاف أقل تكلفة من الطاقة النووية التقليدية لأن إنتاجها قد يكون بكميات كبيرة، على عكس محطات الطاقة التقليدية.
وأفادت تقديرات وزارة الطاقة الأميركية بأن فاتورة الميغاوات/ساعة التي ينتجها مفاعل الجيل الجديد ستكون أكثر من ضعف تكلفة الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح البرية بحلول عام 2028.
وأوضح جاكوبو بونجورنو أن الغاية الأبرز لـ"المفاعلات النمطية الصغيرة" ، على الأقل في البداية، هو خدمة الشركات (مراكز البيانات أو الصناعات الثقيلة)أكثر مما هو خدمة الأسر الأميركية.
وشدد على أن "كسب المال بفضل شبكة الكهرباء (التقليدية) أمر صعب، وخصوصا في الأسواق غير المنظمة"، التي لا تضمن الحد الأدنى من الأسعار للمنتجين.
وهذه هي الحال في عدد من الولايات الأميركية ككاليفورنيا ونيويورك وفلوريدا وتكساس، والتي تعد من الولايات الأكثر استهلاكا في الولايات المتحدة.
وشدّد على "أنها سوق، وبالتالي فإن السعر الأدنى هو الذي يفوز".
في المقابل، قال روب بيتنكورت، من شركة "أبولو غلوبل مانجمنت" الاستثمارية أخيرا أن "أمازون أو ميتا أو مايكروسوفت أو غوغل" لا تفكر وفقا للتكلفة الأولية للكهرباء المولدة بواسطة "المفاعلات النمطية الصغيرة"، ولكن وفقا لاستراتيجية طويلة المدى "ويمكن أن تسمح لنفسها بأن تكون صبورة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مايكروسوفت أمازون الذكاء الاصطناعي التوليدي طاقة الطاقة النووية مايكروسوفت أمازون مايكروسوفت أمازون الذكاء الاصطناعي التوليدي تكنولوجيا الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
مايكروسوفت تطلق ميزة Recall والبحث بالذكاء الاصطناعي لأجهزة Copilot Plus الجديدة
أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا اليوم عن إطلاق ميزة Recall المثيرة للجدل، إلى جانب تحسينات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لخاصية البحث في نظام ويندوز، وميزة تفاعلية جديدة تحمل اسم Click to DoK، وتتوفر هذه الميزات الآن لكافة مستخدمي حواسيب Copilot Plus.
ما هي ميزة Recall؟Recall عبارة عن أداة تقوم بالتقاط لقطات شاشة بشكل مستمر تقريبًا لكل ما تقوم به على جهازك، بهدف تسهيل عملية البحث واسترجاع المعلومات لاحقًا.
وتم تصميم Recall لمساعدتك على استرجاع الأنشطة والملفات عبر تصنيف اللقطات بطريقة ذكية تتيح لك البحث عن "الذكريات الغامضة" بدلًا من الاعتماد فقط على أسماء الملفات أو تواريخها.
وتعليقًا على الميزة، قالت نافجوت فيرك، نائب رئيس قسم تجارب ويندوز في مايكروسوفت:"عندما أطلقنا Recall، كان هدفنا معالجة إحباط المستخدمين من صعوبة استكمال العمل من حيث توقفوا".
رغم أن Recall كان من المفترض أن يُطلق بالتزامن مع أجهزة Copilot Plus في يونيو الماضي، إلا أن مخاوف الباحثين الأمنيين دفعت مايكروسوفت إلى تأجيل الإطلاق لأكثر من مرة.
وعلى مدار عشرة أشهر، أعادت الشركة بناء نظام Recall ليكون تجربة اختيارية (Opt-in) تتطلب موافقة المستخدم لتفعيلها، مع تعزيز التشفير الافتراضي لمحفوظات البيانات.
ويشير الباحث الأمني كيفين بومونت، أحد أول من أثار التحذيرات بشأن Recall، إلى أن مايكروسوفت بذلت "جهودًا جدية" لتأمين الميزة، لكنها ما تزال تواجه بعض الثغرات مثل التعرف الخاطئ أحيانًا على التطبيقات والمواقع الحساسة، بالإضافة إلى السماح بفتح Recall عبر رمز PIN رباعي الأرقام فقط، رغم توصية مايكروسوفت بضرورة استخدام بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه.
تحسينات جديدة في بحث ويندوزبجانب Recall، أطلقت مايكروسوفت تحسينات للبحث باستخدام الذكاء الاصطناعي على أجهزة Copilot Plus، حيث يمكن للمستخدمين الآن البحث عبر وصف طبيعي بدلاً من إدخال أسماء ملفات أو إعدادات محددة. مثلًا، يمكنك ببساطة كتابة "كلب بني" وسيقوم النظام بجلب الصور ذات الصلة، دون الحاجة إلى معرفة اسم الملف أو تاريخ إنشائه.
ما هي ميزة Click to Do؟Click to Do هي ميزة جديدة تتيح لك التفاعل مباشرة مع النصوص أو الصور الظاهرة على الشاشة. باستخدام زر ويندوز + النقر الأيسر للفأرة، يمكنك تنفيذ أوامر مثل تلخيص النصوص أو إزالة كائنات من الصور، بطريقة مشابهة لميزة Circle to Search من جوجل.
مع ذلك، حاليًا تقتصر إمكانيات النصوص في Click to Do على الأجهزة المزودة بمعالجات Qualcomm، على أن تصل لاحقًا للأجهزة بمعالجات AMD وIntel خلال الأشهر المقبلة.