العدالة والتنمية المغربي يُعزي في السنوار.. الإبادة لن تحقق الأمن للصهاينة
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
بعث حزب "العدالة والتنمية" المغربي رسالة لخليل الحية نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومكتبها السياسي، يعزي من خلالها في استشهاد يحيى السنوار، رئيس الحركة وقائد معركة طوفان الأقصى.
وقال الحزب في رسالة التعزية، التي نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وإذ تختلجنا مشاعر الألم على فقدان هذا القائد والمجاهد الفذ، فإننا نشعر في نفس الوقت بالاعتزاز والامتنان بما قدمه هو وإخوانه في حماس والقسام للقضية الفلسطينية، وبالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وآلتها الإجرامية المدعومة من طرف الإدارة الأمريكية والغربية".
وأضاف الحزب: "وإننا إذ نعزي أنفسنا أولا، ونتقدم بأحر تعازينا للشعب الفلسطيني المقاوم، وإلى الإخوة في حركة حماس وفي القسام، وكل الحركات الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية، فإننا على يقين بأن الشعب الفلسطيني الشقيق سينال حقوقه كاملة عاجلا أم آجلا، بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وهنأ "العدالة والتنمية" السنوار على الشهادة التي نالها كما كان يرغب، والتي توجت مسيرته في النضال والجهاد، وهو يُقتل في الجبهة الأمامية للجهاد، مقبلا غير مدبر، يقاوم ويقاتل بشجاعة وفي الميدان جيش الاحتلال الصهيوني.
وذكّر حزب العدالة والتنمية "العدو الصهيوني، بأن استشهاد القائد المجاهد يحي السنوار وإخوانه الذين سبقوه لن يوقف مسيرة النضال والجهاد على طريق تحرير فلسطين والقدس والأقصى، واسترجاع الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف أو النسيان".
وأكد الحزب أن القتل والغدر والاغتيالات والإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في حق المدنيين لن تجدي نفعا ولن تحقق له أمنا، وأن القائد سيخلفه قائد وأن المجاهد سيخلفه مجاهد إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.
وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، قد نعى في كلمة له اليوم أمام ملتقى شباب العالم الإسلامي المقام في مدينة إسطنبول التركية حول طوفان الأقصى، يحيى السنوار وعده شهيدا، وأكد أن قضية فلسطين بعد الطوفان أصبحت واحدة من أهم القضايا العالمية وأنه لا أمن ولا استقرار بدون حلها حلا عادلا.
هذا ونعى عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، قائلا إنه "استشهد مشتبكا ومواجها للجيش الإسرائيلي"، فيما شدد على أنه لا عودة للأسرى الإسرائيليين إلا بوقف العدوان على قطاع غزة.
وقال الحية في كلمة مسجلة: "ننعى يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس، قائد معركة طوفان الأقصى، الذي ارتقى بطلا شهيدا ممتشقا سلاحه".
وأضاف أن السنوار "استشهد مشتبكا ومواجها جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى آخر لحظة من لحظات حياته".
وزاد: "كان السنوار في مقدمة الصفوف، يتنقل بين المواقع القتالية، صامدا مرابطا ثابتا على أرض غزة، مدافعا عن فلسطين".
وتابع الحية: "أسرى إسرائيل لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة والانسحاب الكامل منها وخروج أسرانا من المعتقلات".
ومساء أمس الخميس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قتل السنوار، مستدركا أن "الحرب لم تنته بعد".
وأقر الجيش الإسرائيلي الخميس، بأن قتل السنوار في قطاع غزة كان بمحض الصدفة.
وقال في بيان، إن قوة تابعة للواء 828 "رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار قُتل".
ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أن السنوار قُتل الأربعاء، ولم تكتشف جثته إلا بعد تمشيط المنطقة الخميس.
وتعتبر إسرائيل السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، وأثر سلبا على سمعة إسرائيل الأمنية والاستخبارية.
وفي 6 أغسطس/ آب الماضي، اختارت حماس السنوار المكنى بـ"أبو إبراهيم" رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل بالعاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو/ تموز، بهجوم ألقيت مسؤوليته على تل أبيب، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك.
وبدعم أمريكي مطلق، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 141 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
إقرأ أيضا: حركة حماس تعلن رسميا استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار (شاهد)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية المغربي السنوار الفلسطينية المغرب فلسطين السنوار نعي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدالة والتنمیة یحیى السنوار طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
عندما يصبح الرّاب مسرحا للتراشق السياسي.. عربي21 ترصد المشهد المغربي
يتناقشون بينهم، في إيقاع مُتباين لمُحاولة فهم خلفيات كل كلمة يسمعونها، فيما يقول أحدهم: "هذا كلاش واعر (رسالة مباشرة للتّعبير عن الواقع المُعاش)"، ويردّ آخر: "أوك بّوز فنان جيد، لكنّني أفضل المورفين"، ليستمّر النقاش. شباب يجلسون محاذاة الحي، يُمعنون التّركيز مع صوت يصفونه بـ"المعبّر عن آلامهم وطموحاتهم".
شباب قد لا تتجاوز أعمارهم 16 ربيعا، سألتهم "عربي21" عن المُميّز فيما يستمعون إليه، أجاب أحدهم: "اسمعي هذا المقطع"، فأتت الكلمات كالتّالي: "سايبة سايبة راه الحوز ديجا رايبة، صافي سالا التضامن عرفو الكاميرا غايبة"، ليُقفل الصوت بقول الشّاب المدعو أيمن: "أنت تعرفين أنّ هذا المقطع لوحده كفيل بالتّعبير عن معاناة شعب كامل".
في هذا التقرير ترصد "عربي21" أبرز المواضيع التي رصدها فنّانو الرّاب بالمغرب، في الآونة الأخيرة، إذ قلب الموازين، وفتح المجال لنقاش سياسي مُحتدم، ودخل أيضا لجُل بيوت المغاربة. وبينما اعتبره البعض أداة للثورة الاجتماعية، رأى آخرون فيه تهديدا للقيم الاجتماعية التي تتوارثها الأجيال. ما القصّة؟
علامة فارقة في تاريخ الراب المغربي بل الراب الإفريقي بصفة عامة ، رابر كان ينبثق من جوف الواقع و ينهل أشعاره من معين الحقيقة الخام فتصير أشعاره مرايا ناطقةً بحقائق الأزقة الغابرة و مطارح الأرصفة المغمورة و الليالي الحزينة في الغربة أي موضوع ومشكل تكلم عليه
Muslim rap king ???? pic.twitter.com/WUkvE4OQBf — Ilyas ALaissati???? (@IHissati) January 12, 2025
مسّ الواقع المُعاش
"ولد الأطلس عايشها كلاس، ماشي كيف مصوراني دوزيم فـHH (أعيش بعزّ ليس كما يظهرني الإعلام في برامجه) هذه واحدة من الجُمل التي ذاع صيتها، أتت على لسان الفنّان جواد أسرادي، المعروف بلقب: "بوز فلو"، في إشارة إلى ما يُظهره الإعلام الرسمي، عن مُجمل الشباب المُنتمين إلى مناطق الأطلس.
على مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت "عربي21" اتّساع فئات المُستمعين إلى أغاني الرّاب، من سياسيين وأساتذة جامعيين، وكذا تزايد اهتمام الصحافيين بهذا النّوع من الفن، بعد أن كان يوصف لسنوات مضت بكونه: "يعبّر فقط عن الفئات المهمّشة".
وقال عضو المكتب السياسي للحزب المغربي الحر، سمير الباز، إنّ: "هذا اللون الموسيقي بات أكثر من مجرد أغانٍ، بل وسيلة تعبير قوية، تعكس واقعنا الاجتماعي والاقتصادي، من خلال الكلمات الجريئة والإيقاعات القريبة من نبض الشارع".
ومن الأمثلة التي مسّت الحياة السياسية بالمغرب، أوضح الباز في حديثه لـ"عربي21" أنّ: "آخر إصدار للرابور بوز فلو، الذي يعكس بصدق وعمق معاناة الشباب المغربي، مزج بين السخط المجتمعي والسّرد الواقعي للظروف التي يعيشها أبناء هذا الوطن، ما جعل منه صوتًا يعبر عن شريحة واسعة من المجتمع".
وتابع: "حمل رسائل مسّت واقع الشباب المغربي ليس فقط المتأثر بهذا النوع من الموسيقى، بل حتى النّخبة اليوم أصبحت تناقش الرسائل التى تطرق لها، مثل الفقر، البطالة، والبحث عن الهوية والأمل وغيرها، لأن الكلمات تحمل طابعًا نقديًا ولكن بلمسة إبداعية واقعية ، تضع المستمع أمام مرآة الواقع دون تجميل".
من جهته، أوضح الصحافي المهتم بالشأن الثقافي، عادل آيت واعزيز: "أعتبر أن الرابور الحقيقي موسوعة ثقافية وكومة من الأفكار والمفاهيم الإنسانية، يسافر بالمُتلقي لعوالمه الخاصة، سواء عبر التطرّق لتجربة حياتية أو ظاهرة في المجتمع..".
وأضاف واعزيز الذي تابع النّقاش الدائر بخصوص فن الرّاب بالمغرب، في حديثه لـ"عربي21": "الرّابرز يُساهمون في الإدلاء بآرائهم حول جل الثيمات بدون استثناء تقريبا: العنصرية، العنف، الفقر، الديكتاتورية، الحب، الاستغلال، الأمراض النفسية، التعليم... كل هذا في قالب موسيقي له خصوصيته من ناحية: الكتابة، الإيقاع، تدفّق النص، ألعاب الكلمات، القوافي".
وكلمة "rap" انبثقت من تزاوج الشعر والإيقاع، إذ أنها اختصارا لعبارة Rhythm and Poetry؛ واللحظة الأولى لظهور هذا الفن، كانت سبعينات القرن الماضي، من قلب حي "البرونكس النيويوركي" من المغني الجامايكي kool Herk، الذي قدّم عرضا يعتمد فقط على عبارات غير منتظمة، توجّه بها للجمهور بشكل مباشر وارتجالي، بغية خلق التفاعل والحماسة.
رسائل وسط "البيف" (التراشقات)
"كي حماس اللي جاني فطريقي الله أكبر (مثل حركة حماس لا يقف ظالم في طريقي)" هي جملة أتت بقلب أحد الأغاني، مسّت عُصفورين بحجر واحد، أدّت غرض "البيف" وهو ما يعني التراشق أو الفتيل الكلامي بين الرّآبورز (فنّانو الرّآب) وسلّطت الضوء أكثر بين الشباب عن حركة "حماس" خاصة في خضّم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال واعزيز: "البيف هو مثل الهِجاء في الشعر العربي، لكن هدفه في الراب قد يكون التقليل من قيمة مشاريع الخصم أو مساره الفني، هي حالة خلاف، لكنها لا تعني بالضرورة أنها قد تكون حالة خلاف واقعية"، في إشارة إلى بثّ رسائل مبطّنة للتعبير عن "المسكوت عنه داخل المُجتمع المغربي".
"الكلمات النابية هي ما تجعل الرّابر متحررا من قيود المجتمع وغير متصنع في كتابته. هي انعكاس لتمثلات المجتمع" أبرز واعزيز في حديثه لـ"عربي21" مؤكدا: "الشباب يميلون لثقافة الراب، وقد يكونوا غير راضين عن وضع ما، وبالتالي من الصعب عليهم الاهتمام بالموسيقى التي تقول لهم أن كل شيء على ما يرام".
إلى ذلك، فإنّ "البيف" أو التراشقات لم تحتكر فقط بين الرّابورز بيهم فقط، بل وصلت إلى شخصيات سياسية؛ بينهم رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، الذي نعت الرّابور، طه فحصي المعروف بـ"طوطو"، بوصفه بـ"الصّلكوط" وهي كلمة دارجة تشير لـ"الفاسد أخلاقيا". ما أشعل المشهد السّياسي والفنّي على حدّ سواء.
وفيما استنكر عدد من السياسيين وأيضا الفنانين المغاربة، ورواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وصف ابن كيران؛ لم يتأخر رد "طوطو" الذي أكّد عبر بثّ مباشر، وهو يرتدي جلبابا مغربيا ويضع طربوشا تقليديا وفي يوم عيد المولد النبوي الشريف، أنّه: لا ينتمي لأي حزب سياسي، عكس ما يتم تداوله.
الشاب #بنكيران يحذر من داعية #طوطو pic.twitter.com/zVzu7XblNp — Elhoucine Elmouden (@lbig_elmouden) September 13, 2024 طوطو @elgrandetoto كيجاوب بنكيران
هاد البلاد كلشي مفروح فيها ???????????????????? pic.twitter.com/adMw99bUyG — زهراء حداد الشرقاوي (@CherkaouiZara) September 16, 2024
القضاء يلاحق "الرّاب"
في عام 2020 قضت أحد المحاكم المغربية بالسجن لمدة عام، على الرّآبور المعروف باسم: "سيمو الكمناوي"، بسبب أغنيته "عاش الشّعب"، التي وُصفت بـ"المُشاغبة" إذ انتقدت بالأسلوب المباشر: "تردّي الأوضاع المعيشية وتكدّس الثروات لدى فئة معيّنة.
وبعدها بسنوات، أيضا، عقب شكاوى تقدّم بها ثلاثة فنانين ورجل أمن وصحافي، بتُهم: "السب والقذف والتهديد"، وُضع خلال السنوات الماضية، معاذ بلغوات المعروف بلقب: "الحاقد" والذي اشتهر بأغانيه المنتقدة للسلطة؛ وأيضا طه الفحصي، المعروف بلقب "طوطو"، رهن الحراسة النظرية، في الدار البيضاء.
وعلى الرّغم من سحب هذه الشكاوى، إلّا أن النيابة العامة قد استندت في ملاحقة "طوطو"، وفقا لعدد من الصحف المغربية، إلى تصريحات أدلى بها على هامش حفل أقيم في الرباط، جاء فيها: "نعم أدخن الحشيش وماذا بعد؟"، مستدركا: "لا يعني بالضرورة أنني أمثل قدوة سيئة للشباب".
جرّاء ذلك، كانت المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، قد قضت، بسجن "طوطو" لـ8 أشهر مع وقف التنفيذ، لإدانته بتهم "السب والتشهير والتهديد" مع غرامة 50 ألف درهم (قرابة 5 آلاف دولار) للمطالبين بالحق المدني.
الأمر لم يقف هنا، بل استغّله سياسيون بينهم، حيث وجّه البرلماني المعارض عن حزب "الحركة الشعبية"، محمد أوزين، آنذاك، رسالة إلى رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، ذكّر فيها بأنه سبق أن نبّه "من مغبة التطبيع مع بعض السلوكات الدخيلة على مجتمعنا المغربي، والتي تعد انحرافاً خطيراً وانزلاقاً غير مسبوق.".
وأوضح أوزين، أنّ: "العنف اللفظي من ساحة السويسي في الرباط، تحوّل إلى عنف جسدي داخل فضاء ملعب الراسينغ الجامعي بمدينة الدار البيضاء". مستفسرا رئيس الحكومة، بالقول: "هل ترضيكم هذه الصور عن شبابكم وصورة بلدكم في حفل ترعاه حكومتكم؟".
وتابع: "هل ما تسبّب فيه (فنانكم) من ضرر لحشمة المغاربة لم يكن كافياً لمراجعة برامج تنشيط إحدى وزاراتكم؟ وهل تعتقدون أن توقيت المهرجانات تزامناً مع الدخول المدرسي وبعد العودة من عطلة الصيف هو توقيت موفق في ثقافتكم؟".
كذلك، طالبت المجموعة النيابية لحزب "العدالة والتنمية"، آنذاك، بعقد اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، لمناقشة: "النموذج الفني والثقافي للوزارة من خلال تنظيم ودعم المهرجانات".
وأبرزت المجموعة النيابية، أن: "مجاهرة شخص قُدّم لجمهور المهرجان الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والاتصال، بالرباط، على أنه "مغني راب" بتعاطيه للمخدرات شكّل صدمة للرأي العام الوطني".
وأردفت: "هذه الواقعة تطرح علامات استفهام حول النموذج الفني والثقافي الذي تدعمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وأن الكلام -البذيء- الذي تلفظ به مغني الراب طوطو يعتبر خدشاً للحياء العام، فضلاً عن كونه لا علاقة له بالثقافة وبالفن، ومخالفاً لتوجهات الدستور المتعلقة بالفن والثقافة..".
الرّاب في التلفاز.. هل فقد معناه؟
ولج الرّاب لبيوت المغاربة، عبر نافذة التلفزيون الرسمي، خلال مسابقة فنّية بعُنوان: "جام شو" الذي عُرض على "2M القناة الثانية" ليكتشف المواهب في فن "الراب"، في ظل تطور هذا النوع الموسيقي، وإقبال الشباب عليه؛ وتكوّنت لجنة التحكيم، من أسماء رسمت ملامح الراب بالمغرب: ديزي دروس وطوطو، انظم لهم عبر حلقات: "دادا"، و"اختك".
وعلى الرّغم من نسبة المشاهدات العالية التي رافقت حلقات المسابقة، إلّا أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تخلوا من الآراء المتباينة بخصوصه؛ بين من قال: "إذا وضعت قيودا رسمية للرّاب فقد معناه"، ومن قال :الكلام النّآبي في الرّاب إن حُذف، ضاع المعنى وتاه؛ إذ أنّه من وسائل التعبير عن الغضب الصّآرخ للفنّان، جرّاء معالجته لواقع صعب، مُعاش"، ومن قال: "إنها محاولات من السلطة لعقد مصالحة مع الشّباب والتنفيس عن الغضب".
وفي السياق نفسه، الملحن والمغني المغربي، نعمان لحلو، دخل بدوره لقلب موجة التّراشقات مع فنّاني الراب، مُباشرة عقب الكشف عن آرائه، بالقول إنّ: "البعض (الرّابورز المغاربة) حين حاولوا الاتجاه للأغنية، فلم يستطيعوا، ولما أرادو الرجوع لهوية الراب، لم يستطيعوا أيضا، بالضبط كقصة الغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة، فلم يستطع، فلما أراد الرجوع لمشيته الأصلية لم يستطع أيضا".
إلى ذلك، بمواضيع شائكة، وكلمات مُباشرة، يمتزج فيها الكلام الدّارج مع كلمات توصف بـ"النّابية"، مسّت كلمات أغاني الرّاب في المغرب، لما وُصف بـ"الخطوط الحمراء"، وذلك منذ انتشار أغاني: مسلم ودون بيغ وديزي دروس وغيرهم..؛ ما جعله يتحوّل، مع مرور السنوات، من: أغاني كانت حكرا على فئة معيّنة إلى إيصال رسائل مبطّنة وأخرى مُباشرة وصادمة. ليتّسع بذلك نطاق المُستمعين.