جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-17@22:45:35 GMT

السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب

 

محمد بن سالم التوبي

يقول الله عز وجل {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْه عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، صدق الله العظيم.

  

مقتل البطل الشهيد يحيى السّنوار يعني ارتقاءه إلى سماوات الله وانتقاله إلى جوار ربّه في جنّات عَدْنٍ أعدّها الله لعباده الذين يقاتلون في سبيله وقد آمنوا أن الله لا يُضيع أجر المُجاهدين رافعين شعار ”إمّا النّصر وإمّا الشّهادة“؛ فلا كرامة أعلى من أن يُتم الله على المرء الشّهادة التي يتمناها في ميدان معركة الحقّ والباطلْ لينصر الله به الحق ويمحق به الباطلْ .

الجنّة هي ضمان الله للمجاهدين الذين يُقاتلون من أجل راية الله، ومن أجل كلمة الله، ومن أجل الحق الذي أمر الله به عباده المؤمنين أن يُدافعوا عنه. ولطالما كانت الحياة عبارة عن اختبار فما أشرفه من اختبار عندما يكون الرهان على الرّاية العظيمة؛ فالنّصر شرفٌ عظيم والموت من أجل تلك الراية العظيمة أشرف وأعظم، فلا طريق أقصر إلى الجنة من سلوك طريق الجهاد والاستشهاد.

السّنوار عاش عظيمًا ومات عظيمًا فلا عزاءَ لنا فيه، فمن في زماننا هذا يُرمز له بالبطولة كمثل السّنوار الذي جاهد من أجل أرضه ودينه وأهله، لقد أراد العدوّ أن يقتله مصوّرًا مقتَلَه مُختبئًا في سرداب أو مخبأ كما فعلوا مع صدّام حسين أو معمّر القذافي. ولكن أراد الله أن يُقْتَلْ في وسط المعركة بين الجنود ليعرف العالم أنه لم يكن جبانًا يومًا ما ولا يتقهقر من يريد الشهادة وقد نال ما تمنّى، وفي ذلك شرفٌ عظيم. ولتبقى المقاومة بعزّتها وكرامتها مرفوعة الرأس.

إنَّ الْتحاق السّنوار بالشهداء الذين سبقوه سوف يُعجِّل بالنصر، فهذه الدّماء الطّاهرة الزّكية التي أُريقت في وجه الطُّغيان أراد الله بها أن تكون سبيل النصر. فمنذ السّابع من أكتوبر من العام المنصرم  يمحّص الله الصادق من الكاذب والحق من الباطل، ويُبين الله عظمة الوعد المُبين من خلال الآيات العظيمة والدروس المستفادة من هذه الحرب ويُظهر فيها الحق على الملأ، وليعلم العالم كُلّه أن فلسطين لا تكون إلاّ لأهلها والباطل مدحور بقوّة الله ولا غالب إلا الله، ولا محالة أن الله سيُمكِّن المؤمنين في أرضهم ودينهم بعد كُلّ هذه الدّماء التي أُرِيقَتْ والأرواح التي أُزهِقَتْ.

هنيئًا لك الجنّة أيها البطل المغوار، وهنيئًا لشعب فلسطين المُناضل وجود مقاوم مثلك في تاريخ نضالهم، وهنيئًا لهذا الدّين أمثالك الذين نذروا أنفسهم من أجل جنّة عرضُها السماوات والأرض.

يقول تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }.

كم أنت عظيم أيّها السّنوار وإن طالتك يدُ الغدْر؛ فالموْت في المعركة أعزّ وأشرف من تقبيل يد الأعداء، والموْت من أجل رايات الله رُقِيٌ ليس بعده رُقِي، وشرفٌ ليس بعده شَرَف.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد إعلان اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.. ما هو مصير جثمان السنوار؟

بعد توقيع الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي على اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة مساء أمس الأربعاء، والإعلان عن تفاصيل وبنود المرحلة الأولى منها والتي تستمر لمدة 42 يوما، يتساءل الكثيرون عن مصير جثمان قائد حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، في أكتوبر الماضي، ويقبع جثمانه في مكان مجهول داخل دولة الاحتلال.

مصير جثمان السنوار

وبحسب اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي تتم على 3 مراحل، فأن تبادل جثامين الشهداء والرفات سواء الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين والذين قتلوا نتيجة غارات الاحتلال، سيتم تبادلها خلال المرحلة الثالثة من صفقة وقف إطلاق النار، وبالتالي يتوقع أن يتم تسليم جثمان السنوار في نهاية اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب البيان المشترك للوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة، فأن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة لا تزال قيد التعديلات بين الطرفين، وبالتالي فأن مصير جثمان يحيى السنوار سيتم إعلانه بشكل رسمي بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تبدأ يوم الأحد المقبل، وتستمر لمدة 42 يومًا.

المرحلة الأولي من وقف إطلاق النار.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال المرحلة الأولي على وقف العمليات العسكرية المتبادلة من قِبل الطرفين مؤقتا، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقا وبعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان إلى منطقة بمحاذاة الحدود في جميع مناطق قطاع غزة بما في ذلك «وادي غزة»، وسيتم الانسحاب إلى مسافة 700 متر قبل الحدود اعتمادا على خرائط ما قبل 7 أكتوبر 2023.

مع تعليق النشاط الجوي الإسرائيلي للأغراض العسكرية والاستطلاع مؤقتا في قطاع غزة بمعدل 10 ساعات يوميا، و12 ساعة في أيام إطلاق سراح المحتجزين والأسرى.

أيضًا ستفرج إسرائيل خلال المرحلة الأولى عن نحو ألفي أسير بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، ونحو ألف من المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. ثوابها عظيم في شهر رجب
  • خالد الجندي: الصلاة في جماعة لها أجر عظيم إذ تساوي 25 صلاة
  • "نصر عزيز".. بيان من سماحة المفتي حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم الابتكارات التي تخدم التنمية
  • الصلابي: أمير قطر رجل عظيم
  • 4 أعمال احرص عليها في فصل الشتاء.. «ثوابها عظيم»
  • بعد إعلان اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.. ما هو مصير جثمان السنوار؟
  • قصة عرضة أثني سلام التي رُددت احتفالاً بالملك عبدالعزيز قبل 90 عامًا بحائل .. فيديو
  • خليل الحية: “أنصار الله” هم إخوان الصدق الذين غيّروا من معادلة الحرب والمنطقة