السنوار شهيدًا لاحقًا بالركب
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
محمد بن سالم التوبي
يقول الله عز وجل {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْه عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} ، صدق الله العظيم.
مقتل البطل الشهيد يحيى السّنوار يعني ارتقاءه إلى سماوات الله وانتقاله إلى جوار ربّه في جنّات عَدْنٍ أعدّها الله لعباده الذين يقاتلون في سبيله وقد آمنوا أن الله لا يُضيع أجر المُجاهدين رافعين شعار ”إمّا النّصر وإمّا الشّهادة“؛ فلا كرامة أعلى من أن يُتم الله على المرء الشّهادة التي يتمناها في ميدان معركة الحقّ والباطلْ لينصر الله به الحق ويمحق به الباطلْ .
الجنّة هي ضمان الله للمجاهدين الذين يُقاتلون من أجل راية الله، ومن أجل كلمة الله، ومن أجل الحق الذي أمر الله به عباده المؤمنين أن يُدافعوا عنه. ولطالما كانت الحياة عبارة عن اختبار فما أشرفه من اختبار عندما يكون الرهان على الرّاية العظيمة؛ فالنّصر شرفٌ عظيم والموت من أجل تلك الراية العظيمة أشرف وأعظم، فلا طريق أقصر إلى الجنة من سلوك طريق الجهاد والاستشهاد.
السّنوار عاش عظيمًا ومات عظيمًا فلا عزاءَ لنا فيه، فمن في زماننا هذا يُرمز له بالبطولة كمثل السّنوار الذي جاهد من أجل أرضه ودينه وأهله، لقد أراد العدوّ أن يقتله مصوّرًا مقتَلَه مُختبئًا في سرداب أو مخبأ كما فعلوا مع صدّام حسين أو معمّر القذافي. ولكن أراد الله أن يُقْتَلْ في وسط المعركة بين الجنود ليعرف العالم أنه لم يكن جبانًا يومًا ما ولا يتقهقر من يريد الشهادة وقد نال ما تمنّى، وفي ذلك شرفٌ عظيم. ولتبقى المقاومة بعزّتها وكرامتها مرفوعة الرأس.
إنَّ الْتحاق السّنوار بالشهداء الذين سبقوه سوف يُعجِّل بالنصر، فهذه الدّماء الطّاهرة الزّكية التي أُريقت في وجه الطُّغيان أراد الله بها أن تكون سبيل النصر. فمنذ السّابع من أكتوبر من العام المنصرم يمحّص الله الصادق من الكاذب والحق من الباطل، ويُبين الله عظمة الوعد المُبين من خلال الآيات العظيمة والدروس المستفادة من هذه الحرب ويُظهر فيها الحق على الملأ، وليعلم العالم كُلّه أن فلسطين لا تكون إلاّ لأهلها والباطل مدحور بقوّة الله ولا غالب إلا الله، ولا محالة أن الله سيُمكِّن المؤمنين في أرضهم ودينهم بعد كُلّ هذه الدّماء التي أُرِيقَتْ والأرواح التي أُزهِقَتْ.
هنيئًا لك الجنّة أيها البطل المغوار، وهنيئًا لشعب فلسطين المُناضل وجود مقاوم مثلك في تاريخ نضالهم، وهنيئًا لهذا الدّين أمثالك الذين نذروا أنفسهم من أجل جنّة عرضُها السماوات والأرض.
يقول تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }.
كم أنت عظيم أيّها السّنوار وإن طالتك يدُ الغدْر؛ فالموْت في المعركة أعزّ وأشرف من تقبيل يد الأعداء، والموْت من أجل رايات الله رُقِيٌ ليس بعده رُقِي، وشرفٌ ليس بعده شَرَف.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
16 نوفمبر خلال 9 أعوام.. 88 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
يمانيون – متابعات
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 16 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، 2016م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بحق النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، في منازلهم، وطرقاتهم ومزارعهم، مستهدفاً بغاراته الوحشية، وقصفه الصاروخي والمدفعي وقنابله العنقودية المحرمة دوليًّا، الأعيان المدنية والبنية التحتية، والمنازل والمخيمات وناقلات الوقود ووسائل النقل، بتعز وصعدةَ، والحديدة، في جرائم موثقة، وعشرات الجرائم غير مكتملة التوثيق بالمشاهد الحية في مأرب والجوف وصنعاء.
أسفرت عن 48 شهيدًا، وأكثر من 40 جريحاً، جلهم نساء وأطفال، وتدمير المنازل، وتهجير عشرات الأسر، وحرمانها من مأويها ومعيليها وأفراد أسرها، وتدمير شبكات الطرقات، ومنع وصول المواد الغذائية والدوائية والمساعدات الإنسانية، وحركة النازحين، والمزارعين، والمسافرين والمرضى، وطلاب العلم، في جرائم تنتهك القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
16 نوفمبر 2015.. 11 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال في جريمة حرب بقصف طيران العدوان منزل مواطن بتعز:
في يوم 16 نوفمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، بغارات وحشية لطيرانه الحربي وقصف دبابات مرتزقته، على منزل المواطن عبد الله منصور هادي بمديرية صالة، أسفرت عن 8 شهداء و3 جرحى، بينهم 4 أطفال، وتحويل البيت إلى مقبرة جماعية، على رؤوس 3 أسر، وترويع النساء والأطفال المجاورين، وأضرار في ممتلكات ومنازل، وموجة من الحزن والألم، والتشرد ومضاعفة المعاناة.
قبل أن يلفظ الفجر أنفاسه، كانت العائلات في القرية تغط في نوم عميق، تحلم بأيام أفضل، لكن فجأة، سمعت أصوات طيران العدوان الحربي يعربد في سماء المديرية ويخترق النوافذ والجدران ومسامع الأطفال والنساء النائمين، تلتها أصوات أشد لدوي غاراته الوحشية على منزل المواطن عبدالله منصور، تبعها صراخ خافت للأطفال والنساء من تحت الإنقاض وتصاعد أعمدة الدخان والغبار والنيران، وتلاطم الدمار والشظايا المتطايرة على الممتلكات، وتساقط النوافذ وبعض السقوف، ففزعت كلّ العائلات في حالة رعب وذهول، وهروب جماعي من الداخل، تاركة خلفها منازلها، لتشاهد أمامها مجزرة دموية بحق 3 عوائل بريئة، وسط كومة من الأنقاض والدماء.
يستمر الطيران في التحليق ويحاول الأهالي رفع الأنقاض وإسعاف الجرحى، لكن دبابات مرتزقته في الجهة المقابلة قصفت المكان بقذائفها ومنعتهم عن نجدة الصرخات الخافتة هناك، ساعات ظل الجرحى عالقين ينزفون الدماء ويستنجدون ولا مجيب، فمن لم يستشهد بالغارة المباشرة، فارقت روحه جسده من هول الجريمة وبشاعة اللحظات، وما أن غادر الطيران الأجواء وهدأت ضربات المرتزقة، بدأ الأهالي بجموع غفيرة الإسراع في رفع الدمار وانتشال الضحايا وإسعاف الجرحى، في مشهد مأساوي يندى له جبين البشرية.
–
وعند طلوع الشمس تجمع الأهالي والأقارب مكتشفين حجم الجريمة، هنا نساء يبكين إخوتهن، وجدة تنوح على فقد أبنائها، وأحفادها، والكل يبكي من فراق أهله وجيرانه، والأطفال الصغار يبكون على فقدان آبائهم وأمهاتهم، والنساء يصرخن من هول الصدمة، والدماء تغطي الأرض، والأنقاض تعلو الجثث، والدماء تسقي الأرض، وما بقي منها سال على صدور وأيادي المسعفين.
عائلة عبد الله منصور كغيرها من العوائل غير مدركة بأنها هدف لقيادات العدوان، وأولوية لغاراته الوحشية، ففقدت حقها في الحياة، وتحولت حياة من بقي منهم إلى جحيم، الأطفال الصغار لا يدركون بعد حجم الفاجعة، لكنهم يشعرون بفقدان الحنان والحماية، أما الأمهات والأخوات فلم يستطعن استيعاب ما حدث، فكان الابتهال إلى الله والنواح والدموع سلاحهن الوحيد.
إحدى النساء بعين دامعة وغصة بكاء مبحوح، ولسان يبتهل إلى الله داعياً “قتلوا إخواني، وعيالهم ونسائهم، الله يقتلهم بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله” متابعةً “الطيران السعوديّ، عدونا وغريمنا نحن نرحم الله لا ذنب لنا يا الله”.
مسنة هي الأخرى من فوق الأنقاض تبكي وتنوح وبكفيها تمسح دموعها وتضرب على رأسها مرددةً دعوتها “يا رب عيالي قتلوا كلهم، يا رب، يا الله ساروا حقي الرجال والأطفال دون ذنب، الله ينتقم السعودية الظالمة”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “معيلو هذه الأسر سائقي دراجات نارية يقصدون الله بعد لقمة العيش لا علاقة لهم بأي حزب أو جماعة سياسية، ضباحا يشقون بقيمة البطاط والطماط، والدقيق، أيش يشتي منهم سلمان، والله ما يقتل غير الأبرياء، بعد الغارات ضرب مرتزقة العدوان المكان بالدبابات ومنعوا المسعفين من انتشال الشهداء والجرحى وبينهم نساء وأطفال”.
ويتابع “ثلاث أسر داخل المنزل المستهدف أسرة طه عبدالله منصور وأسرة عبدالله منصور وأسرة خطاب علي ناجي، جاء طيران العدوان وأنهاهم من الحياة، لا هم حوثة ولا هم مع أي أحد أبرياء ومن أضعف الناس”.
شيع الشهداء، وعاد الجرحى، وتجمع المعزون، وفي زاوية من المنزل المدمر، تجلس امرأة عجوز تبكي بصمت، هي جدة الأطفال الذين استشهدوا، تشعر بأن جزءاً منها قد مات معهم، تتذكر أيامهم السعيدة، وأحلامهم التي تبخرت في لحظة واحدة.
16 نوفمبر 2015.. غارات وحشية تستهدف المدنيين والطرق الحيوية بمران صعدة:
وفي 16 نوفمبر 2015م، استهدف العدوان السعوديّ الأمريكي بأكثر من 15 غارة مباشرة، سيارات المواطنين والطريق الرابط بين منطقة مران ومركز مديرية حيدان في محافظة صعدة، أسفرت عن دمار واسع في الطرقات والممتلكات، وقطع الطريق وتعطيل حركة المرور، وتنقل المسافرين ووصول الإمدادات الغذائية والدوائية، وإسعاف المرضى والجرحى، وتسويق منتجات المزارعين، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق المدنيين الأبرياء والأعيان المدنية والبنية التحتية، كشفت عن وحشيته وحقده على الشعب اليمني.
آثار هذه الجريمة امتدت لقطع أرزاق الكثير من سكان المنطقة المعتمدين على الزراعة والتجارة، ولم يتمكنوا من نقل منتجاتهم إلى الأسواق، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وزاد من معاناة السكان، ومنع الإسعاف حيث لم يتمكن المرضى والجرحى من الوصول إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وسادت حالة من الخوف والرعب بين السكان، خاصة مع تكرار الغارات الجوية، مما دفع الكثيرين إلى النزوح عن ديارهم، وعزل العديد من القرى والمناطق، مما صعب عملية إيصال المساعدات الإنسانية إليهم.
يقول أحد الأهالي العالقين على الطريق العام: “نعاني في تسويق الخضار والفواكه، والطيران ما ترك أي شيء على صعدة من استهدافه بغاراته الوحشية، لكن هذه المعاناة، لن تذهب هدراً ولن تمر جرائمه بحق شعبنا مرور الكرام، ونحن له بالمرصاد، ولن ينفعه العالم والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إذا ما أخذنا بحقنا وردينا الصاع صاعين إن شاء الله”.
تدل هذه الجريمة أن الأهداف الحقيقية للعدوان هي تدمير اليمن وتشريد شعبه، واحتلال أرضه، في جريمة حرب متكررة في مختلف المحافظات والمناطق الحدودية، خلال 9 أعوام.
16 نوفمبر 2016.. عدد من الجرحى بغارات العدوان على منطقة غافرة بصعدة:
وفي 16 نوفمبر، عام 2016م، استهدف جيش العدوان السعوديّ الأمريكي، ومرتزقهم، بقصف صاروخي ومدفعي كثيف منطقة غافرة بمديرية الظاهر الحدودية في صعدة، أسفرت عن جرح عدد من المدنيين الأبرياء، لتضيف فصلاً جديدًا إلى سجل جرائم الحرب المستمرة على الشعب اليمني.
قبل القصف الغاشم كانت الحياة تسير ببطء في قرى غافرة، فجأة، هزت أصوات الانفجارات المدوية المكان، وتحولت لحظات السكون إلى صراخ وذعر، الصواريخ والمدفعية كانت تستهدف عشوائياً المنازل والمزارع، محولة حياة الأهالي إلى جحيم.
الجرحى كانوا ينزفون بغزارة، والصراخ يملأ المكان، لم يكن هناك من يستطيع تقديم الإسعافات الأولية، فالطرق مقطوعة والمستشفيات بعيدة، كان الأهالي يحاولون جاهدين إنقاذ من يستطيعون إنقاذه، ولكن دون جدوى.
صرخة ألم تصدر من كل بيت في غافرة، بجراحات طالت أطفالهم ومحبيهم، وأضرار في المنازل والمزارع والممتلكات، وتوقف الحياة وتعطيل الحركة، وقطع الأرزاق، كلها عوامل زادت من معاناة السكان، وفاقمت أوضاعهم المعيشية.
يقول أحد الجرحى: “العدوان استهدفنا ونحن في الطريق ماشيين، نحو المزرعة نقصد الله، ونحرث الأرض، لكن هذه الجراحات اليوم، سيدفع ثمنها سلمان غالية بعد اليوم، ولن توهن عزائمنا وثقتنا بنصر الله لشعبنا اليمني، مهما كانت التضحيات”.
16 نوفمبر 2018..16 شهيداً وجريحاً بينهم أطفال في جريمتي حرب لغارات العدوان على الحديدة:
وفي 16 نوفمبر 2018م، أضاف العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، إلى سجل جرائمه في اليمن، جريمتي حرب منفصلتين، في محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 11 مدنياً، وجرح 5 آخرين بينهم نساء وأطفال، باستهداف غاراته الجوية على منازل المواطنين.
التحيتا: 6 شهداء و3 جرحى
في قرية الحسن الرضي بالطريق العام الرابط بين مديريتي، زبيد والتحيتا، استهدف طيران العدوان منازل المواطنين، بغارات وحشية، أسفرت عن 6 شهداء و3 جرحى، من المدنيين الأبرياء، وتدمير المساكن وأضرار في المنازل والمزارع والممتلكات، وحالة رعب في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من النزوح المتجدد نحو المجهول.
مشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية من الدماء والأشلاء، والجثث والجرحى والدمار، وصرخات الأهالي، ودموع المكلومين والضحايا والأطفال والنساء، والمسعفين، أثر المجزرة المروعة، أجبر عشرات الأسر على النزوح والحرمان من مأويها، وقطعت أرزاقها.
تقول إحدى الأمهات كبيرة في السن من جوار ابنها الجريح على سرير المشفى: “دمروا منازلنا بغاراتهم، الله يدمرهم، ما فعلنا بهم، خوفونا، قتلونا، سفكوا دماء أطفالنا ورجالنا ونسائنا، ما ذنبنا، الطيران ضربنا من الصباح، يا عرب كسرونا، من أين نأكل ونشرب، حرام عليكم، نحن مسلمين مصليين صائمين، حرام عليهم، ابني فلذة كبدي استشهد وهو ساع الخشبة، وهذا الثاني جريح، سلمان الله لا غفر له ولا رحمه، الله يزلزل عرشه، ويدمر دولته، تعبنا أين ما نزحنا ضربونا”.
الحالي: 5 شهداء أطفال ونساء وجرح امرأتين بغارات العدوان على أسرة الواحدي:
فيما أسفرت، جريمة الحرب الثانية، لغاراته الوحشية -على منزل المواطن ماجد غالب الواحدي في المدينة الطبية بمديرية الحالي- عن استشهاد 5 نساء وأطفال وإصابة امرأتين، وتحويل المنزل إلى مقبرة جماعية، وأضرار في ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة، ومشاهد مأساوية تدمي القلوب، وحالة من الخوف والحزن والبكاء وصرخات تصاعدت من تحت الإنقاض ووسط أعمدة الدخان والنيران والغبار، ورائحة الموت والبارود، مشكلة لوحة وحشية لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وعن سابق أصرار وترصد.
قبل الغارات كان المنزل يسوده جواً من الأمان والسكينة، إلا أن صوت الطائرات حطمت هذا الجو، وحولت الدفء إلى نار، والأمان إلى رعب، ونزعت خمسة أرواح بريئة حرمتها من حقها في الوجود، بينهم أطفال لم يذوقوا طعم الحياة، ونساء كنّ يزرعن الأمل في قلوب أزواجهن وأبنائهن، وجرح امرأتين، ظلت جراحاتهن شاهد على وحشية العدوان، ودجل المجتمع الدولي والمتشدقين بحقوق الإنسان والطفل والمرأة.
نحن ندفع ثمن حريتنا
بهذه العبارة يعبر رب الأسرة الواحدي عن موقفه من الإبادة: “نحن ندفع ثمن حريتنا وصمودنا من دماء أطفالنا، وهناك استهداف للإنسان في اليمن، وما يقوم به العدوان جرائم حرب لا يمكن نسيانها بتقادم الأيام والأعوام، كان لي قبل دقائق، 6 بنات و2 أبناء ذكور، الكبرى رفيدة تليها أمة السلام وبعدها التوأم استشهدت واحدة منهن، وملكة وحكيمه، وأمة الوهاب استشهدت، ونزيهة، أنا مدرس أكاديمي، لم يكن للعدوان عندي قيد أنملة، لا أملك قطعة سلاح في منزلي، العدوان يستهدف الجميع، لا يعنيه أي مواطن أياً كان انتماؤه”.
استهداف المدنيين والأعيان المدنية بغارات مباشرة، جريمة حرب وإبادة ضد الإنسانية، ووصمة عار في جبين المجتمع البشري، وفضيحة مجلجلة كشفت زيف القوانين الإنسانية والحقوقية الدولية، وهيئاتها المختصة، ومن يديرها ويتحكم في قراراتها.
16 نوفمبر 2019..56 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب غير مكتملة التوثيق بعدد من المحافظات:
وفي 16 نوفمبر خلال الأعوام التسعة الماضية ارتكب طيران العدوان عشرات جرائم الحرب غير الموثقة بمشاهد حية، في محافظات مأرب والجوف وصنعاء وصعدة وتعز، بغارات وحشية أسفرت عن 29 شهيداً و27 جريحاً، كما هو موضح في الجدول التالي:
وبحسب الجدول استهدف العدوان عشرة منازل وحقول زراعية ومخيمات نازحين، وطرقات وجسور ووسيلة نقل، وناقلة وقود، وبين الضحايا نساء وأطفال.
جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان في اليمن، منذ 9 أعوام، تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المجتمع البشري، في ظل الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم، وتواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وازدواجية المعايير، وحجم التلاعب بمصير ومستقبل الشعوب.