هل انتهت حرب غزة بمقتل يحيي السنوار؟…أصبح هذا السؤال حول مستقبل غزة أكثر إلحاحا، لكن الإجابة لم تصبح أكثر وضوحا.

 إن وفاة يحيي السنوار، مهمة للإسرائيليين الذين أرادوا ضمان عدم إحياء حماس لنفسها في غزة، ولأن العديد من الفلسطينيين اعتبروا السنوار شخصية كاريزمية تتمتع بالمصداقية، فإن وفاته تضعف سيطرة حماس على سكان غزة.

 

وفي الوقت نفسه، يبدو أن إسرائيل لم تفكر بشكل كافٍ في كيفية الانتقال بعيدا عن الاحتلال العسكري في غزة، لقد استمرت إسرائيل في التعبير عن أهدافها الطموحة فيما يتصل بقطاع غزة الذي لا تسيطر عليه حماس، ولكن لا يوجد مسار واضح لتحقيق هذه الأهداف، كما قاومت إسرائيل العديد من المقترحات التي تتضمن دورًا للسلطة الوطنية الفلسطينية كمؤسسة وطنية لقيادة جهود الحكم.

 وعلى مدى الأسابيع المقبلة، من المرجح أن تعمل مجموعة من الجهات الفاعلة الدولية ــ بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية ــ على دفع الإسرائيليين إلى المضي قدمًا بشكل أكثر نشاطًا في هذا الجهد.

ولكن يدور سؤال في أذهاننا هل ستنتهي الحرب في غزة ؟

الإجابة: لا، لم تنته الحرب في غزة، لكنها انتقلت إلى مرحلة جديدة، ستكون حماس منقسمة كقوة مقاتلة، ومن المرجح أن ترغب بعض الجماعات داخل حماس في مضاعفة العنف بينما قد تسعى مجموعات أخرى إلى الحفاظ على خيارات للمستقبل… لأسباب أمنية! 

لم يكن يحيي السنوار يدير العمليات اليومية، لذلك لا ينبغي لنا أن نتوقع تدهور قدرة حماس بسرعة، في الوقت نفسه، فإن الافتقار إلى زعيم واحد جدير بالثقة لحماس يعني أنه سيكون من الصعب دفع بعض أجزاء المنظمة نحو وقف إطلاق النار. 

بشكل عام، من المرجح أن تتضاءل مستويات القتال ضد إسرائيل في الأيام المقبلة،ومن المرجح أن يكون إنهاء الحرب في غزة بشكل شامل بعيدًا إلى حد ما.

هناك في الوقت نفسه عدد من النتائج المحتملة للرهائن الذين احتجزتهم حماس، نحن نفهم أن حماس لا تسيطر على جميع الرهائن، وحتى المجموعات المختلفة داخل حماس التي تحتجز الرهائن قد تتبنى نهجًا مختلفًا تجاه أسراها. قد يقوم البعض بإعدام الرهائن انتقامًا لموت السنوار، وقد يسعى البعض إلى مقايضة حرية رهائنهم بحرية أنفسهم، كانت جهود التفاوض السابقة تستند جميعها إلى فكرة مفادها أن السنوار، كان على صلة وثيقة بمعظم أولئك الذين يحتجزون الرهائن، وكان بوسعه أن يشكل أفعالهم. 

والآن أصبحت الصورة أكثر غموضا، ومن المرجح أن نرى مجموعة متنوعة من النتائج. ولا نعرف عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة الآن.

لا تزال حماس جذابة لكثير من الفلسطينيين، الذين يائسون من التوصل إلى نهاية تفاوضية لدور إسرائيل في غزة والضفة الغربية، ولم تضعف الاغتيالات الإسرائيلية لقادة حماس السابقين هذه الجاذبية، ومن غير المرجح أن يؤدي موت السنوار إلى إضعافها أيضًا. 

ربما في الأشهر القليلة المقبلة، قد نشهد جهدًا لإنشاء نوع من آلية الحكم الفلسطينية الوطنية غير الحزبية والتكنوقراطية، التي من شأنها أن تشمل الأشخاص المتعاطفين مع حماس إلى جانب العديد من الآخرين. 

ما قد تتسامح معه إسرائيل، وما إذا كان هذا يضع الأساس لعودة حماس أو يضعف حماس إلى الحد الذي لم تعد تشكل فيه تهديدًا، يظل غير واضح للجميع، تمتلك إسرائيل بعض الوكالة هنا، لكنها لا تملك السيطرة.

إن أحد الشكوك الكبيرة هو أن العديد من الجهات الفاعلة الأجنبية التي تريد المساعدة في بناء "حكم غير حماس" في غزة، تريد القيام بذلك كجزء من المسار نحو دولة فلسطينية، وهو أمر مكروه بالنسبة للعديد من أعضاء الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسوف يكون محور المناقشات خلال الأشهر القليلة المقبلة.

في الأمد القريب، يشكل موت السنوار انتصارا هائلا لنتنياهو- إنه بمثابة "لقد أخبرتكم بذلك" للأشخاص الذين كانوا يزعمون أنه كان ينبغي له أن يعقد صفقة رهائن ووقف إطلاق النار مع السنوار.

إنه يخلق مسارا محتملا لإسرائيل لتقليص عملياتها العسكرية من موقف قوة إسرائيلية أعظم بكثير، لكن الاهتمام بتحرير الرهائن سوف يبرز قريبا كقضية تثير قلقا عاما إسرائيليا، ومن المرجح أن يجد ائتلافه صعوبة في الاتفاق على الخطوات التالية. 

لقد ظن كثيرون أن مسيرة نتنياهو السياسية، قد وصلت إلى نهايتها قبل أشهر،  لقد عاد إلى الحياة السياسية، وسوف يُنظر الآن إلى مقتل السنوار باعتباره أعظم انتصاراته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حزب الله غزة فلسطين قطاع غزة سوريا يحيى السنوار أخبار مصر لبنان اخبار فلسطين بيروت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ايران حسن نصر الله المقاومة الفلسطينية الصين دونالد ترامب جو بايدن حركة حماس الرئيس الايراني حرب اكتوبر الشرق الأوسط محور المقاومة اسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الضاحية الجنوبية حرب 6 أكتوبر ومن المرجح أن من المرجح أن العدید من فی غزة

إقرأ أيضاً:

قيادي بحماس: التخطيط للطوفان استغرق أعواما طويلة والسنوار كان دوره الأبرز

وفي حلقة (2025/3/1) من البرنامج، يتحدث نعيم عن أول لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي للحركة الشهيد يحيى السنوار، والذي كان عقب خروجه من السجن عام 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، ويتحدث عن سماته الشخصية، ويذكر أنه "كان مقاتلا شرسا مع الإسرائيليين لطيفا مع إخوانه وحريصا على علاقات طيبة معهم".

وما عرف عن السنوار (أبو إبراهيم)، أنه كان واسع الثقافة وعميق التدين، وكان يحمل بكالوريوس في اللغة العربية وبكالوريوس في الأدب العبري، واستغل فترة سجنه (22 عاما) للقراءة والاطلاع على كل ما يقع بين يديه من مؤلفات سواء بالعربية أو بالعبرية.

كما كان يحرص على أوراده الخاصة، قراءة القرآن الكريم والذكر وغيرها، ويشهد نعيم أنه سمعه (أي السنوار) مرة يقول: "وقت الأوراد حان وإذا لم أنجز أورادي الليلة فقد لا أصبح".

ومن جهة أخرى، يكشف ضيف برنامج "شاهد على العصر" أن الشهيد كان يعتبر أن الحكم الذي يمارسه الفلسطينيون تحت الاحتلال هو حالة استثنائية اضطروا إليها في ظل اتفاق أوسلو، و"كان حريصا على إنجاز مصالحة للتحلل من أعباء الحكم والتفرغ لمشروع المقاومة"، بالإضافة إلى سعيه للفصل الكامل بين مشروع حركة حماس ومشروع الحكم.

كما قضت رؤية أبو إبراهيم أن العمل الحكومي يجب أن يصبح أحد ملفات المكتب السياسي للحركة وليس همه الأكبر، كما يقول نعيم، والذي يوضح أن حماس سلمت الحكومة في 2014 من أجل التفرغ للمشروع، لكنها فشلت، لأن "حكومة الوحدة الوطنية لم تصبح واقعا في قطاع غزة".

إعلان

وفي السياق نفسه، تميز الشهيد بقدرة غير عادية على احترام الآخر حتى لو كان مختلفا معه سياسيا واجتماعيا، ومن الأمثلة التي يذكرها نعيم في شهادته أنه كان يشيد بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسارية)، وتمنى في أحد المجالس لو يكون عناصر التنظيم ضمن كوادر حماس. كما كان دوما يوصي خيرا بحركة الجهاد الإسلامي ويعتبرها من أكثر الشركاء إيمانا بفكرة المقاومة لمسلحة، ومما قاله: "أوصيكم حيا وميتا ممنوع منعا باتا الوصول إلى أي صدام مع إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي".

وانعكست رؤية الشهيد الراحل في غرفة العمليات المشتركة بين الفصائل في معركة "سيف القدس" عام 2021، وفي "مسيرات العودة" بين عامي 2018 و2019، حيث حرص على إظهار الحالة الوطنية وتقدير الآخر.

تحييد المعركة


وعن نظرة الشهيد السنوار للسلطة الوطنية الفلسطينية، يوضح القيادي في حركة حماس أنه كان ينظر لحركة التحرير الوطني (فتح) على أنها "حركة وطنية أصيلة لا يمكن إلغاؤها أو إلغاء تاريخها"، ولأن السلطة جسمها حركة فتح فيجب تحييد المعركة مع فتح. وكان يعتقد أن ضرب العدو هو الذي سيضعف الاتجاهات المناوئة لحماس داخل فتح.

كما كان يعتقد أن المعركة الأساسية هي التجهيز للمعركة الحاسمة (طوفان الأقصى)، وأي انشغال إعلامي وسياسي سيصب من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، لأنه المستفيد الوحيد من حالة الانقسام والفرقة بين الشعب الفلسطيني.

وحسب نعيم -الذي عمل وزيرا للصحة في حكومة الشهيد إسماعيل هنية– فإن "التخطيط لطوفان الأقصى استغرق أعواما طويلة، فهناك 600 من الأنفاق استغرق حفرها نحو 20 عاما"، مشيرا إلى أن السنوار كان له الدور الأبرز في المحطات الأخيرة من معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي إطار رؤية رئيس مكتبها الشهيد، حافظت حركة حماس على علاقتها متميزة واستثنائية مع تياري فتح في غزة، تيار ممثل حركة فتح في غزة سابقا، محمد دحلان، وتيار السلطة في رام الله، وكانت بينهما خلافات جذرية وعميقة حول الرؤية والمستقبل، وكان يركز على تحييد كل نقاط التوتر مع بقية الفصائل الفلسطينية.

إعلان

وعن اللقاء السري الذي جمع الشهيد السنوار مع دحلان يقول نعيم إنه جرى بين عامي 2016 و2017، و كان في إطار رؤية الشهيد لتحييد التوتر مع الفصائل والتركيز على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

1/3/2025

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: إسرائيل تجهز للقيام بمحرقة جديدة داخل قطاع غزة
  • حماس تكشف "الخيار الوحيد" أمام إسرائيل لاستعادة الرهائن
  • التهجير وقطع الكهرباء والمياه.. سموتريتش يطلق تهديدات جديدة ضد غزة
  • حماس: إسرائيل لن تستعيد الرهائن إلا بصفقة
  • قيادي في حماس: إسرائيل لن تستعيد الرهائن إلا بصفقة تبادل
  • قيادي في "حماس": إسرائيل لن تستعيد الرهائن إلا بصفقة تبادل
  • صنعاء تحسم قرارها وتكشف عن ترتيبات لمرحلة جديدة من المواجهة مع التحالف
  • إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام
  • قيادي بحماس: التخطيط للطوفان استغرق أعواما طويلة والسنوار كان دوره الأبرز
  • صحافة عالمية: إسرائيل حُبست في تصور خاطئ عن حماس ولم تفهم السنوار