بغداد اليوم -  

وفد وزارة الهجرة يصل إلى بيروت للاطلاع على أوضاع العراقيين ويلتقي القائم بالأعمال العراقي لدى لبنان لمناقشة إجراءات عودة الأسر العراقية للبلاد

.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

اليورانيوم المنضب: إرث الحروب لا يزال يقتل العراقيين

17 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: وجد الباحثون أنفسهم أمام حقائق مرعبة لم تكن متوقعة. ورغم أن الآثار كانت واضحة منذ سنوات، إلا أن دراسة جديدة كشفت عن كارثة بيئية وصحية بسبب اليورانيوم المنضب الذي استُخدم خلال عقود من الحروب في العراق.

وبحسب الابحاث فان ما وجدنا في دماء العراقيين يفوق كل التوقعات. نسبة اليورانيوم في دماء المرضى المصابين بسرطان الدم مرتفعة بشكل غير مسبوق، وبعضها يتجاوز الحد الآمن بخمسة أضعاف .

وهناك آلاف الأمهات العراقيات اللواتي فقدن أطفالهن بسبب أمراض مرتبطة بالتلوث الناتج عن الحروب.

وتروي العراقية نور حادثة لا تنساها: “قبل خمسة أعوام، خضعت ابنتي فاطمة لجراحة في القلب، لكن الأطباء قالوا إنها ولدت بتشوهات خلقية ناتجة عن التعرض لمواد سامة. لم أكن أستطيع تصديق أن فاطمة، ذات الثلاثة أعوام، كانت ضحية حرب لم تعشها حتى.”

فريق البحث أجرى تحقيقات مكثفة في مناطق مثل البصرة والناصرية، حيث كشفوا عن أن المستويات المرتفعة لليورانيوم المنضب لم تكن تؤثر فقط على الجنود والمقاتلين، بل كانت تتسلل إلى البيوت والمستشفيات والمدارس، وتلوث الحياة اليومية للمواطنين.

في إحدى زيارات الفريق إلى جنوب العراق، روى الأهالي قصصًا حزينة عن أطفال يولدون بأطراف مشوهة، وآباء يفقدون أحبتهم بسبب سرطانات لم تكن معروفة بهذا الانتشار سابقًا.

أبو حيدر، مزارع من منطقة نائية في البصرة، يقول: “فقدت ابني الأكبر قبل عشر سنوات، وكان لديه سرطان نادر في العظام. قيل لنا إن السبب قد يكون تلوث التربة، ولم نفهم وقتها أن ما كان يقتل أطفالنا هو بقايا حرب انتهت منذ سنوات.”

وكما تشير التقارير، لا تقتصر الكارثة على السرطانات، إذ إن الآثار السامة لليورانيوم المنضب قد تصل إلى الأجيال القادمة، مما يهدد بتعطيل مسار حياة العراقيين لفترة طويلة.

الضابط السابق سعد العلي، الذي خدم في الجيش العراقي، يؤكد أن “اليورانيوم المنضب كان يستخدم بكثافة في المعارك، خاصة ضد المدرعات والدبابات. حينها لم نكن نعرف خطورة تلك الأسلحة، وكنا نعتقد أن تأثيرها ينتهي بانتهاء الحرب.”

و أبرزت دراسة جديدة أجراها باحثون من عده جامعات عراقية المخاطر الصحية المزعجة المرتبطة باستخدام اليورانيوم المنضب في الصراعات العسكرية.

وتشير النتائج المنشورة بدورية “راديشين فيزيكس آند كمستري”، بعد تحليل مكثف لعينات الدم، إلى زيادة كبيرة في مستويات اليورانيوم لدى الأفراد الذين يعانون سرطان الدم، مقارنة بالأفراد الأصحاء، مما يلقي الضوء على العواقب الصحية طويلة الأجل للتعرض لليورانيوم المنضب في زمن الحرب.

ويقول المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور يسري أبو شادي، إن “اليورانيوم المنضب، أحد المنتجات الثانوية لعملية التخصيب النووي، والمتبقية بعد إزالة معظم نظير اليورانيوم الانشطاري (يورانيوم 235) في أثناء عملية التخصيب، ويستخدم على نطاق واسع في العمليات العسكرية بسبب كثافته العالية التي تفوق الرصاص بنحو 1.7 مرة، مما يجعله فعالا للغاية في اختراق الدروع السميكة للدبابات والمركبات العسكرية الأخرى”.

وأظهر التحليل الإحصائي للدراسة وجود صلة واضحة بين زيادة تركيزات اليورانيوم في الدم وارتفاع معدل الإصابة باللوكيميا، خاصة في المناطق المتضررة بشدة من العمليات العسكرية التي تنطوي على اليورانيوم المنضب.

وحسب أحدث التقارير، يشهد العراق زيادة في أعداد مرضى السرطان، حيث يتلقى أكثر من 30 ألف مريض بالسرطان العلاج حاليا، وكثير منهم يقيمون في مناطق معرضة لتلوث اليورانيوم المنضب.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اجتماع في روما لتعزيز التعاون الليبي الأوروبي
  • اهتمام أوروبي بإعادة العلاقات مع الأسد لحل أزمة الهجرة وميلوني في بيروت اليوم
  • لبنان .. إخلاء مبنى السفارة النرويجية في بيروت
  • تامر تفقد ورش تعزيل وتوسيع مصب نهر بيروت بتكليف من حمية
  • اليورانيوم المنضب: إرث الحروب لا يزال يقتل العراقيين
  • تأجيل محاكمة المتهمين بخلية النزهة الإرهابية لجلسة 7 ديسمبر للاطلاع
  • عاجل - الحكومة توافق على تعديلات جديدة لتعزيز دور صندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين
  • الحكومة تعلن تعديل تشكيل صندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • الوزراء يوافق على تعديل قرار تنظيم صندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين