اطلع منتسبو الدورة الثانية من البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين من 31 دولة، على أفضل التجارب الإماراتية في الابتكار الحكومي، ودوره في تطوير المشاريع التحولية والخطط الاستراتيجية ومنهجيات العمل الهادفة لتسريع صناعة المستقبل.

جاء ذلك خلال تنظيم البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين جلستين حواريتين لمنتسبيه من الوزراء ومساعدي الوزراء ومدراء العموم ومساعديهم، تحدثت خلالهما سعادة هدى الهاشمي مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، وسعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.

وتأتي الجلستان ضمن مجموعة من الجلسات الحوارية التي يتم تنظيمها في سياق برنامج الزيارات الميدانية لمنتسبي البرنامج إلى عدد من الجهات الحكومية والمشاريع الوطنية في دولة الإمارات، حيث تهدف الجلسات إلى تعزيز قدرات المنتسبين القيادية والإدارية، واستعراض الرؤى الاستراتيجية حول التحديات والفرص التي تواجه العمل الحكومي في المستقبل، وتزويدهم بالأدوات والمعرفة اللازمة لمواجهة هذه التحديات ودفع عجلة التطوير في القطاع الحكومي.

ويهدف البرنامج إلى تطوير المهارات القيادية لقيادات الصف الأول والثاني من الوزراء ووكلاء الوزارات والمدراء في الدول المشاركة في البرنامج، بما يمكنهم من تطوير أدوات ونماذج وأساليب عمل حكومية تستفيد من تجارب دولة الإمارات الناجحة في تطوير الأداء الحكومي، الأمر الذي يمكن المنتسبين من بناء نماذج مستقبلية كفيلة بتمكين حكوماتهم وتعزيز جاهزيتها للمستقبل، والارتقاء بمستوى العمل الحكومي.

شراكات استراتيجية

ورحبت سعادة هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية خلال جلستها بالمشاركين في الدورة الثانية من البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين، مؤكدة أن البرنامج يُعد منصة رائدة لتعزيز التعاون الدولي والتبادل المعرفي بين القادة الحكوميين، مما يساهم في بناء شراكات استراتيجية تدعم الابتكار وتُسهم في تحسين الأداء الحكومي.

ولفتت إلى أن نجاح دولة الإمارات ارتكز على الرؤية السديدة التي انتهجتها قيادة الدولة، والتي تم ترسيخها من خلال رؤية الإمارات 2021، وهي أول رؤية وطنية طويلة الأجل في المنطقة.

وأضافت: أما مئوية الإمارات 2071، والمستلهمة من محاضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لأجيال المستقبل في عام 2017، فهي بمثابة خارطة طريق لمستقبل الدولة، حيث تستند الخطة إلى مؤشرات أداء رئيسية عالمية وكمية، وتوفر الإطار الاستراتيجي للدولة، الذي يشمل خطط الجهات الاتحادية واستراتيجيات القطاعات والمشاريع التحويلية عبر مبادرات واسعة النطاق.

تعزيز ثقافة الابتكار

كما استعرضت سعادة هدى الهاشمي دور مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي في تعزيز ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي.

وأشارت إلى المبادئ التوجيهية الثلاثة التي يتبناها المركز، والمستوحاة من فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القيادة، حيث تساهم هذه المبادئ – المتمثلة في التعرف على التحديات على أرض الواقع، والتفاعل مع المواطنين في سياق تجربتهم، واستخلاص الرؤى والأفكار من خلال إشراك المستخدمين – في ترسيخ جهود الابتكار وارتباطها بالمتطلبات والتجارب الواقعية للفئات المستهدفة.

وقالت: “تُمثل هذه المبادئ ركائز عمل مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، والمتمثلة في تمكين الابتكار من خلال الموارد والتدريب، واستكشاف الإمكانيات من خلال حاضنات المشاريع واستعراض أفضل الممارسات العالمية، وإنشاء منصات للتحول”.

تسريع المبادرات الحكومية

وسلطت سعادة هدى الهاشمي الضوء على أهداف مركز المسرعات الحكومية في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، وتركيزه على تعزيز التعاون وتسريع المبادرات الحكومية.

وقالت: اعتمد مركز المسرعات الحكومية منهجيات القطاع الخاص مثل العمل ضمن أطر زمنية محددة، والتوجيه والتدريب، وتحفيز المنافسة الإيجابية لمعالجة التحديات وسرعة إنجاز المشاريع.

وأشارت إلى أن مركز المسرعات الحكومية نجح في التغلب على أبرز التحديات المرتبطة بالعمل الحكومي، مؤكدة أن “تحديات المئة يوم”، التي شرع المركز في تطبيقها على ثلاث مراحل هي التصميم، والتنفيذ، والاستدامة، أسهمت في سرعة الإنجاز واستمرارية فعالية الحلول على المدى الطويل.

واستعرضت سعادة هدى الهاشمي المنهجية المرنة التي يوظفها مركز المسرعات الحكومية وجهوده لمعالجة تحديات متنوعة، مثل الحد من حوادث الطرق، وتبسيط إجراءات الحصول على الخدمات الحكومية.

استشراف وتصميم المستقبل

بدوره أكد سعادة خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلال كلمته أن دولة الإمارات طورت بفضل الرؤية المستقبلية لقيادتها نموذجاً عالمياً في تبني منهجية الابتكار وتصميم المستقبل وتعزيز الشراكات الدولية، وأصبحت محط أنظار العالم بفضل ريادتها في تطوير البنية التحتية ونجاحها في تطوير وتنفيذ الكثير من المشاريع والمبادرات العالمية المؤثرة بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.

واستعرض أهم المبادرات التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل والتي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأهمية مأسسة استشراف المستقبل وتعزيز الجاهزية لفرصه الواعدة في مختلف المجالات.

كما أشار إلى حرص مؤسسة دبي للمستقبل على التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات والمنطقة والعالم لاستشراف وتحليل التوجهات العالمية لتحديد الفرص التي يجب التركيز عليها وقال: “نحن لا نتوقع المستقبل فحسب، بل نعمل بشكل فاعل على رسم ملامحه وتشكيله من خلال تعزيز التعاون وتمكين الجميع من المساهمة الفاعلة في صناعة المستقبل”.

وتطرق سعادته أيضاً إلى “تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية” الذي تصدره مؤسسة دبي للمستقبل سنوياً لتسليط الضوء على أهم الاتجاهات العالمية الكبرى وأبرز الفرص الواعدة في مختلف المجالات لتكون محوراً لشراكات جديدة يمكن أن يؤدي التعاون فيها إلى تحقيق تقدم كبير في النمو العالمي.

تطوير المهارات القيادية

يذكر أن البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين تم تطويره بالتعاون بين مكتب التبادل المعرفي الحكومي في وزارة شؤون مجلس الوزراء ومركز محمد بن راشد لإعداد القادة المنضوي تحت مظلة المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ويطلع منتسبو البرنامج خلال زياراتهم الميدانية على أفضل الممارسات الإماراتية في قطاعات الاقتصاد والتجارة وريادة الأعمال والتعليم والفضاء واستشراف المستقبل والتعاون الدولي والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتمكين الشباب وغيرها.

وينتمي المشاركون في البرنامج الدولي للمدراء الحكوميين إلى 31 دولة وهي: أذربيجان، ومنغوليا، وإقليم كردستان العراق، والعراق، وبرمودا، وإثيوبيا، وجورجيا، والمالديف، وإمارة أندورا، وقيرغيزستان، ومصر، وبربادوس، ورومانيا، وكوستاريكا، ومدغشقر، وسيشل، وكازاخستان، وأوزبكستان، وفيجي، ورواندا، والسنغال، وكولومبيا، وباراغواي، والبرازيل، وتركمانستان، وغيانا، وبروناي، ومالطا، وزيمبابوي، وصربيا، ودولة الإمارات.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: البرنامج الدولی للمدراء الحکومیین السمو الشیخ محمد بن شؤون مجلس الوزراء دولة الإمارات دبی للمستقبل محمد بن راشد فی تطویر من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات واليابان تبحثان سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية

التقى معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس "إنفستوبيا"، معالي كوجا يويتشيرو، وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، وعددا من ممثلي القطاع الخاص والشركات الرائدة في اليابان، بهدف بحث سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين في قطاعات الاستثمار والتجارة والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة والتحول الرقمي، وفتح آفاق جديدة لتوسيع أنشطة مجتمعي الأعمال الإماراتي والياباني والاستفادة من الممكنات والفرص التي توفرها أسواق البلدين.

جاء ذلك على هامش زيارة بن طوق، إلى اليابان، والمشاركة في فعالية "إنفستوبيا – طوكيو" التي تهدف إلى استكشاف فرص تعزيز التعاون بين البلدين في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وتجمع العديد من المسؤولين والقادة من القطاعات الحيوية، وتوفر فرصة مهمة للتواصل بين الشركات اليابانية والإماراتية.

وقال وزير الاقتصاد خلال لقائه وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، إن الإمارات واليابان تتمتعان بعلاقات قوية على المستويات كافة، بالإضافة إلى وجود روابط اقتصادية واستثمارية إستراتيجية شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً، مؤكدا تطلّع الإمارات إلى الوصول بها إلى مستويات أعلى من الشراكة والتعاون خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في نمو وازدهار اقتصادَي البلدين.

وأكد حرص دولة الإمارات على تعزيز الشراكة الاقتصادية مع اليابان، خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري، مشيراً إلى الزخم المتزايد الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال السنوات الماضية، وأهمية البناء على النجاحات المحققة في قطاعات والاستثمار والأنشطة التجارية لتحقيق نمو مستدام يخدم مصالح الطرفين.

أخبار ذات صلة «زلزال 25» بطل سباق أبو الأبيض للمحامل الشراعية «الفرسان» يستعرضون «المهارة والسرعة» في «مهرجان ليوا الدولي»

والتقى بن طوق، أيضا، كلا من يوكيكازو ميوتشين، الرئيس التنفيذي لشركة "K-Line"، وتاكاماسا هاردا، المدير التنفيذي لـ"JEPLAN Group"، ويوكاري هارا، رئيس مجلس إدارة شركة "PENACO"، لبحث الفرص المستقبلية لتعزيز سبل التعاون ودعم وتشجيع توسُّع الشركات اليابانية في الأسواق الإماراتية في قطاعات النقل واللوجستيات والطاقة النظيفة، خاصة في مجال نقل موارد الطاقة والمواد الأساسية،

وجرى خلال اللقاء استعراض آليات دمج مبادئ الاقتصاد الدائري في القطاعات الاقتصادية الجديدة، وفرص نمو أعمال الشركات في مجالات النقل البحري المستدام والخدمات اللوجستية، وتطوير حلول مبتكرة لخفض الكربون وتعزيز الاستدامة في قطاعات النقل، خاصة مع بروز الإمارات كمركز عالمي وإقليمي رائد في النقل البحري.

وأكد معاليه أن دولة الإمارات تُعد شريكاً مثالياً للشركات اليابانية الراغبة في التوسع بالمنطقة، بما توفره من بيئة اقتصادية تنافسية وبنية تحتية متطورة، ومنظومة تشريعية ريادية، ما رسخ مكانة الدولة كمركز عالمي لتأسيس وممارسة الأعمال، وكأحد الأسواق الاستثمارية الأكثر جذباً في العالم.

ودعا مجتمع الأعمال الياباني والشركات اليابانية العاملة في دولة الإمارات إلى الحضور والمشاركة في النسخة الرابعة لـ "إنفستوبيا"، المقرر انعقادها في فبراير 2025 في أبوظبي، للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة بالدولة باعتبارها مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار للعديد من الأسواق الأسرع نمواً في العالم، وكذلك الاستفادة من المميزات والممكنات التي تتيحها بيئة الأعمال والاستثمار في دولة الإمارات.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • منتسبو «القيادات التنفيذية لحكومة برمودا» يستلهمون تجربة الإمارات
  • وزارة التعليم العالي تطلق مسابقة «أفضل جامعة للأنشطة الطلابية» لتشجيع الابتكار
  • منتسبو “القيادات التنفيذية لحكومة برمودا” يستلهمون تجربة الإمارات في الريادة الحكومية
  • الخارجية الإماراتية: يجب الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا
  • الثقافة تواصل استقبال الأعمال المقدمة لجوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ56
  • المرأة الإماراتية تعزز حضورها بإنجازات فارقة خلال 2024
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة خريطة طريق لرسم ملامح بناء دولة قوية
  • الإمارات واليابان تبحثان سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية
  • المرأة الإماراتية تعزز حضورها بإنجازات فارقة في 2024
  • حصاد 2024.. المرأة الإماراتية تعزز حضورها بإنجازات فارقة