دار الإفتاء توضح حكم استخدام السبحة في الذكر
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التسبيح بالسبحة جائزٌ، بل ومندوب إليه شرعًا؛ لأنه وسيلةٌ إلى ذكر الله تعالى، والوسائل لها أحكام المقاصد؛ فوسيلة المندوب مندوبة، وقد أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وورد عن الصحابة والتابعين من غير نكير، ولا عبرة بمن يدَّعي بِدْعِيَّتَهُ، ولا ينبغي الالتفات إلى هذه الأقوال التي لا سند لها من عقلٍ أو نقل.
وأصافت دار الإفتاء أن السبحة هي: الخرزات التي يَعُدّ بها المسبح تسبيحه وذِكرَه، والذكر بالسبحة وغيرها مما يُضْبَطُ به العَدُّ أمر مشروع أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجرى عليه عمل السلف الصالح من غير نكير:
فعن صَفِيَّةَ بنت حيي رضي الله عنها قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَبَيْنَ يَدَيَّ أَرْبَعَةُ آلَافِ نَوَاةٍ أُسَبِّحُ بِهَا، فَقُلْتُ: لَقَدْ سَبَّحْتُ بِهَذِهِ، فَقَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ مِمَّا سَبَّحْتِ بِهِ» فَقُلْتُ: بَلَى عَلِّمْنِي، فَقَالَ: «قُولِي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ» أخرجه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ فَقَالَ: «أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ؟ قولي: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَسُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ، وَاللهُ أَكْبَرُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِثْلُ ذَلِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ مِثْلَ ذَلِكَ» أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم.
وعن القاسم بن عبد الرحمن قال: "كانَ لأبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه نَوًى مِنْ نَوَى الْعَجْوَةِ في كِيسٍ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهُنَّ وَاحِدةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يَنْفَدْنَ". أخرجه الإمام أحمد في "الزهد".
وعَنْ أَبِى نَضْرَةَ الغفاري رضي الله عنه قال: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ طُفَاوَةَ قَالَ: تَثَوَّيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَشَدَّ تَشْمِيرًا وَلَا أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ حَصًى أَوْ نَوًى وَأَسْفَلُ مِنْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ وَهُوَ يُسَبِّحُ بِهَا، حَتَّى إِذَا أَنْفَدَ مَا فِي الْكِيسِ أَلْقَاهُ إِلَيْهَا، فَجَمَعَتْهُ فَأَعَادَتْهُ فِي الْكِيسِ، فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ. أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه، والنسائي.
وعن نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة رضي الله عنه: "أنه كان له خَيْطٌ فِيه أَلْفَا عُقْدَةٍ، فَلَا يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ". أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"، وأبو نعيم في "الحلية".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء الذكر التسبيح السبحة صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه س ب ح ان
إقرأ أيضاً:
حكم الذبح لله في شهر رجب.. الإفتاء توضح
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام، ومن التساؤلات التي تثار حول هذا الشهر حكم الذبح لله فيه، وهل له خصوصية شرعية؟ نستعرض الإجابة بناءً على فتوى دار الإفتاء المصرية.
الذبح لله في رجب: جائز شرعًا
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الذبح لله تعالى في شهر رجب جائز ومرغوب فيه شرعًا، مثل باقي الشهور. فقد كان العرب في الجاهلية يذبحون في هذا الشهر ما يُعرف بـ"العتيرة" أو "الرجبية"، واستمر هذا التقليد في أول الإسلام.
واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ أُضْحِيَةً وَعَتِيرَةً» (رواه الترمذي).
عدم تخصيص رجب بعبادة معينةرغم جواز الذبح لله في شهر رجب، شددت دار الإفتاء على أنه لا يجب تخصيص هذا الشهر بذبيحة اعتقادًا بخصوصيته دون دليل شرعي. فالعبادات لا تخصص بزمان أو مكان إلا بنصوص واضحة من الكتاب والسنة.
التحذير من الذبح لغير الله
الذبح لله من القربات العظيمة التي تقرب المسلم من ربه، شرط أن تكون خالصة لله تعالى. وأوضحت الفتوى أن الذبح لغير الله أو بنية التقرب لغيره يُعد من الشرك الأكبر، وهو من المحرمات التي نهى الإسلام عنها.
أدعية مستحبة في شهر رجب
إلى جانب الذبح لله، يُستحب للمسلم الإكثار من الدعاء في شهر رجب، ومن الأدعية الواردة:
الدعاء بالبركة في الأشهر الحرم
«اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».
الدعاء بالمغفرة والرحمة
«اللهم اغفر لي ذنبي، وبارك لي في أيامي، ووفقني لما تحب وترضى».
الدعاء بالتقوى والصلاح
«اللهم اجعلني من المتقين، وثبتني على طاعتك، وارزقني الإخلاص في القول والعمل».
الذبح لله في شهر رجب جائز كغيره من الأشهر، ويعد من القربات المحببة، لكن دون اعتقاد بخصوصية هذا الشهر لهذا الفعل. ويُستحب للمسلم أن يغتنم هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله بالطاعات والأدعية الخالصة.