تحركات بحزب الحركة القومية على خلفية دعوة “أوجلان”
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – شهد حزب الحركة القومية التركي تحركات على خلفية الانتقادات الموجهة له بسبب الدعوة التي أطلقها رئيسه، دولت بهشالي، بشأن زعيم العمال الكردستاني المعتقل، عبد الله أوجلان.
وكان بهشالي قد وجه دعوة إلى أوجلان خلال كلمته باجتماع كتلة الحزب بالبرلمان قائلا: “”على الزعيم الإرهابي الذي قال إنه مستعد لأي نوع من الخدمة أثناء إحضاره إلى تركيا أن يعلن من جانب واحد أن الإرهاب قد انتهى وأنه سيتم تصفية منظمته، ولكن لا ينبغي لأحد، تحت أي ظرف من الظروف، أن يتوقع أو حتى يفكر في جلوس الدولة على طاولة المفاوضات مع الإرهاب.
وأثارت تصريحات بهشالي هذه انتقادات داخل وخارج الحزب مما دفع الحزب إلى اتخاذ قرار بعقد اجتماعات إقناعية في 27 منطقة.
وذكرت صحيفة حريات أن اللقاءات التي ستحمل اسم “تركيا واحدة وموحدة صوب الهلال” ستنطلق في التاسع والعشرين من الشهر الجاري بمدينة أرضروم.
وطالب بهشالي القيادات المركزية للحزب بالمشاركة في جميع اللقاءات، حيث سيجيب أعضاء الإدارة المركزية للحزب ونواب الحزب البرلمانيين عن أسئلة أجهزة الحزب وناخبيه.
من جانبها أفادت نائبة رئيس كتلة الحزب بالبرلمان، فيليز كيليتش، أن هذه الاجراءات هي جزء من مبادئ البرنامج الجديد التي تم إقرارها خلال النسخة الرابعة عشر من الاجتماع الكبير للحزب في 17 مارس/ آذار قائلة: “السيد بهشالي مد يده إلى صفوف حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي بما يتوافق مع الموقف العميق والشمولي لتحالف الجمهور. هذه الخطوة حسنة النية تعرضت للعديد من الانتقادات، غير أن من اعتبروا هذا النهج جهود لتوسيع الجبهة من أجل الدستور الجديد والانتخابات الرئاسية القادمة أساؤوا فهم الوضع”.
وأضافت كيليتش أن مصافحة بهشالي لنواب الحزب الكردي تعمل رسالة أخوة ووحدة وانعكاس للعبارات المنيرة للبرلمان وأردوغان وبهشالي قائلة: “هذه اليد حملت معها دعوة للاتحاد والتصدي للإرهاب. في برنامج حزبنا، الذي موضوعه الرئيسي هو إرادة النهضة الوطنية، تأتي المصالحة في المقدمة كمفهوم وفكرة. هذه الخطوة من بهشالي دليل على عظمة الدولة وليست دليل ضعف أو عجز ووسام على ثقة الحزب بنفسه وتذكير بهوية صاحب المكان. نفعل ما يقتضيه مفهومنا السياسي الشمولي وصاحب المبدأ، فسياستنا لا تتعلق بالأكاذيب ومحاولة إنقاذ الموقف”.
Tags: العمال الكردستانيحزب الحركة القوميةحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبدولت بهشاليعبد الله أوجلانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: العمال الكردستاني حزب الحركة القومية حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب عبد الله أوجلان
إقرأ أيضاً:
خبير شؤون تركية لـ«الأسبوع»: دعوة أوجلان لإلقاء السلاح قد تُعيد رسم خريطة الصراع الكردي في المنطقة
دعوة أوجلان لإلقاء السلاح.. في خطوة تاريخية قد تُمهِّد لإنهاء صراع مستمر منذ نحو 40 عامًا مع أنقرة، دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، إلى إلقاء السلاح وحلّ الحزب بنفسه. وتُعد هذه الدعوة بمثابة نافذة لتحولات سياسية وأمنية بعيدة المدى في المنطقة.
تحليل الموقف الإقليميصرّح كرم سعيد، خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن دعوة أوجلان تأتي في إطار محاولات متواصلة لتفكيك ملف القضية الكردية، وتجديد دعوات السلام، خصوصًا في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
وأوضح سعيد في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع» أن سقوط النظام السوري والضغوط الأمريكية المتزايدة على الميليشيات الموالية لإيران في العراق، قد أثرت على وضع حزب العمال الكردستاني وأذرعه السياسية والعسكرية في المنطقة.
وأشار سعيد إلى أن هذه الدعوة ليست مفاجئة بالكامل، إذ سبق لأوجلان طرح فكرة إلقاء السلاح من خلال حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب»، الجناح السياسي للحزب في تركيا. كما أرجع هذه الخطوة إلى عوامل عدة، أبرزها تقدم أوجلان في العمر والظروف الإقليمية التي لم تعد تصب في مصلحة الحزب.
لفت الخبير إلى وجود مؤشرات مهدت لهذا الإعلان، منها مبادرة رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، الذي دعا لإحضار أوجلان إلى البرلمان التركي لإلقاء خطاب يعلن فيه تفكيك الحزب وإلقاء السلاح، بالإضافة إلى دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهذه المبادرة.
التداعيات المحتملةحول التداعيات المحتملة لهذه الخطوة، تحدث سعيد عن إمكانية إطلاق عملية سلام بين تركيا والتيار الكردي في الداخل، وربما محاولة توظيف قوات سوريا الديمقراطية لفتح قنوات اتصال مع تركيا بهدف تخفيف العمليات العسكرية التي انطلقت في 30 نوفمبر الماضي.
كما أشار إلى احتمالية قبول القيادة الميدانية لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمال العراق بتفكيك الحزب والتخلي عن السلاح، مع احتمال وجود وساطة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في شمال العراق.
عوائق أمام نجاح المبادرةرغم التفاؤل الحذر، اعتبر سعيد أن فرص نجاح المبادرة في إنهاء الأزمة الكردية ضئيلة، مشيرًا إلى عدة تحديات، من بينها ضعف نفوذ أوجلان داخل الحزب مقارنة بالقادة الميدانيين مثل جميل بايك، وإصرار التيار الميداني في شمال العراق على مواصلة العمل المسلح ما لم تقدم تركيا ضمانات وحقوقًا للأكراد.
وأضاف أن تركيا تسعى لاستثمار الظرف الإقليمي الحالي، خاصة بعد انهيار نظام الأسد في سوريا وتحالفها مع إقليم كردستان العراق، لتعزيز موقفها وتفكيك المشروع الكردي في المنطقة.
السيناريوهات المحتملةاختتم سعيد حديثه بالإشارة إلى أن التأثير الإيجابي المحتمل لهذه الدعوة قد يتمثل في إحداث انقسام داخل المكونات الكردية نفسها، خاصة أن هناك تيارات كردية لا تزال تدعم عبد الله أوجلان، مما قد يؤدي إلى ميل بعضها نحو السلام مقابل استمرار تيارات أخرى في التمسك بالسلاح.
اقرأ أيضاًأوجلان يدعو لإلقاء السلاح وحل حزب العمال الكردستاني في بيان تاريخي