باسيل: يجب أن نتجنّب الحرب الأهلية بأي ثمن
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
اشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الى أنه "متخوف من المشروع الاسرائيلي الذي يتركز على إثارة الفتنة الداخلية في لبنان، وإلى أنه "لا يحمينا منه إلا وحدتنا"، مشددا على ضرورة أن "نتجنب الحرب الأهلية بأي ثمن".
وأكد أنه "من المؤكد أن انتخاب رئيس لن يحل كل المشاكل، لكنه سيعطي الإشارة الأولى لنهضة الدولة ومؤسساتها".
ورأى باسيل "أن العديد من الأطراف تسعى الى اثارة مثل هذا الخلاف والى استغلال الانقسامات الداخلية، وكذلك يسعى بنيامين نتانياهو إلى تحقيق هذا الهدف، ورسالته الأساسية إلى اللبنانيين هي فصل لبنان عن حزب الله".
وأوضح باسيل أنه "ضد ما فعله حزب الله، وضد فتح جبهة الدعم في 8 تشرين الأول 2023"، مضيفا :"لكن لا يمكن أن أكون مع إسرائيل".وقال: "فضلا عن ذلك فإن الأمر بالنسبة للإسرائيليين لا يتعلق فقط بفصل لبنان عن حزب الله، بل بفصله عن الطائفة الشيعية وتأليب اللبنانيين ضد بعضهم بعضاً. لكن ما إن تحدث مشاكل داخل الطائفة أو بين طائفة وأخرى، حتى يعاني لبنان كله".
وشدّد على أن "حزب الله هو أيضاً مكون سياسي يمثل جزءا من اللبنانيين ويجب أن نتعامل معه. وأنا مقتنع بهذا، حتى لو كانت علاقاتنا قبل هذه الحرب سيئة للغاية من الناحية السياسية. لكن اليوم لا أستطيع أن أقبل أن يتم سحق طائفة شاركت في تأسيس لبنان، فهذا لن يكون لبنان".
أضاف: "لمكافحة ذلك أحاول أن أعتمد خطابا موحدا وأنبه اللبنانيين ممن يريد خلق الفتنة الداخلية، وبالتالي تجنب فخ الانقسامات".
وحول تصريحات نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي يشير إلى أن إيران ترغب في القتال حتى آخر لبناني؟. علق باسيل بالقول "لم أر هذه التصريحات بهذه الطريقة"، مضيفاً: "أنا شخصياً أفرق بوضوح بين مشكلتنا مع حزب الله ومشكلة لبنان مع إسرائيل. هناك فرق كبير. واليوم، تريد إسرائيل احتلال جزء من لبنان وإحداث اضطرابات داخلية في بقية أنحاء البلاد. ولمواجهة ذلك، علينا أن نبذل بعض الجهد".
وأوضح:"على سبيل المثال، إذا أرادت مجموعة ما، أياً كانت طائفتها، خلق مشكلة طائفية في مكان يستضيف النازحين، فيجب أن نكون قادرين على منع ذلك".
وأكد أن "للجيش دورا على هذا المستوى، وكذلك الصحوة الوطنية".وقال: "اذا أردنا أن نحمي لبنان ونضمن استقلاله عن المحاور كما نشاء، فيجب ألا نسمح لإسرائيل باحتلاله أو مهاجمة الطائفة الشيعية. لأنها ستكون وصفة مثالية لجعل لبنان مسرحاً مفتوحاً أمام اليمنيين والعراقيين والسوريين والإيرانيين والأفغان والباكستانيين، الذين سيأتون للقتال هنا"، مشدداً على أن " لبنان ليس أرض الجهاد".
وتعليقا على سؤال هل: يؤمن بخطة نقل الشيعة إلى سوريا والعراق، رأى باسيل أنه "من المؤكد أن الإسرائيليين يفكرون في مثل هذه السيناريوهات"، مضيفا: "ألم تكن هذه الفكرة موجودة بالفعل في عام 2006؟ لكن الأمر اليوم أصبح أكثر خطورة، بسبب التدمير الممنهج للمناطق في الجنوب والبقاع، والذي يمنع الناس من العودة إلى ديارهم".
وشدد باسيل على أن "كل ما يقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الاونة الاخيرة يقع ضمن اطار رص الصفوف"، مشددا على أنه "بذلك يظهر تمسكه بلبنان ووعيه بالتهديدات التي تحدق ببلدنا".
واضاف: "ونحن نتشاطر أيضا المواقف نفسها. وهذا ما يجب على كل لبناني مسؤول أن يفعله، ومن لا يفعل ذلك يظهر أنه مرتبط بشكل أو بآخر بالمشروع الإسرائيلي. على كل حال هذا ما ذكرته في كلمتي بذكرى 13 تشرين وتحدثت عن أربع نقاط: الوحدة الوطنية، وقف إطلاق النار، تطبيق القرار 1701، وانتخاب رئيس. ويذكرهم البطريرك الراعي أيضا"، معتبرا أنه " ليس لدينا خيار".
واضاف باسيل : "أريد أن تعزز الدولة نفسها، لأنه لا ينبغي لأحد أن يكون أقوى منها. ومن ناحية أخرى، فإن إضعاف حزب الله في حين تضعف الدولة والاقتصاد والبلد بأكمله، أمر غير مقبول".
وأكد باسيل أن "الحرب يمكن ان تنتهي اما بفوز اسرائيل أو بنجاح "حزب الله" في خلق توازن جديد للقوى من شأنه أن يخفف من العدوان الإسرائيلي، وإما أن يقرر الأميركيون بعد الانتخابات الرئاسية فرض الحل بناء على أي مدى يرغب الأميركيون في السماح للإسرائيليين بالذهاب"، معتبرا أنه "وحتى مع انتخاب دونالد ترامب، هناك حدود برأيي، لكن ميزان القوى هو الذي يهم في نهاية المطاف".
وأضاف باسيل: "من المؤكد أن حزب الله فقد في هذه المرحلة جزءاً من قوة الردع لديه، وعلينا إما استعادتها أو محاولة إيجاد طريقة أخرى للدفاع عن لبنان، علماً أن قوة الردع هذه أعطت لبنان 17 عاماً من الاستقرار النسبي".
ولفت الى أن "ما يهمني هو الحفاظ على لبنان والقدرة على إعادة بنائه، والدفاع عن لبنان ضد إسرائيل فإذا لم يعد حزب الله قادراً على القيام بذلك، فلا بد من إيجاد طريقة أخرى".
وشدد باسيل على أن "فتح "حزب الله" جبهة اسناد لغزة من لبنان كان خطأ"، مضيفاً: "برأيي "حزب الله" لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستذهب إلى هذا الحد عندما فُتحت الجبهة من لبنان".
وأشار إلى أنه "خلال حديثه الأخير مع السيد حسن نصرالله قال له إنه ليس الأمر نفسه إذا كان حزب الله هو من بدأ الحرب أو إذا كانت إسرائيل هي التي تفعل ذلك". وتابع: "في هذه الحال، سنكون جميعا خلفه، ولكن ليس في الحالة الأخرى".
وأضاف أنه "يجب أن ننتظر نتيجة هذه الحرب ونتوصل الى وقف لاطلاق للنار بأقل قدر ممكن من الأضرار الداخلية".
وحول تطبيق القرار 1559، أكد أن ذلك "لا يمكن فصله عن القرارات الدولية الأخرى، مثل القرار 242 وغيره"، مشددا على أن " لبنان معني بتطبيق القرارات المتعلقة بفلسطين".
وردا على سؤال حول اعتقاده بأن حزب الله يجب أن يلقي سلاحه، أعرب باسيل عن اعتقاده أن "الحزب" "يجب أن يقبل بالانخراط في الاستراتيجية الدفاعية، ويجب أن نضع حداً لفكرة إقصاء أحد المكونات اللبنانية"، مؤكداً أن "هذا لم يحدث في الماضي ولن يحدث الآن"، مضيفا: "إذا نظرنا إلى المنطقة، نجد أن حماس اكتسبت شعبية بين الفلسطينيين، لكن على حزب الله أن يفهم أيضاً أننا لا نستطيع العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الثامن من تشرين الأول".
وعن الانتخابات الرئاسية، اكد باسيل أننا "قمنا بوضع قائمة بالاسماء وتتضمن كل الاسماء المتداولة حتى تلك التي لا نؤيدها، مثل رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون وحتى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع"، مؤكدا أن "لدينا اتصالات مع الكتل المختلفة للوصول إلى التوافق، أو على الأقل عدد النواب المطلوب لتأمين النصاب القانوني".
وشدد باسيل على أن "الشخصية التوافقية يجب أن تكون قادرة على جمع اللبنانيين وألا تتلاعب بها أي جهة محلية أو أجنبية والا تفسد"، مضيفا: "أنا لا أطلب المزيد، ولا أريد في هذه المرحلة أن أتحمل مسؤولية الرئيس الجديد".
وعن جاهزية رئيس مجلس النواب نبيه بري لإنجاز الانتخابات الرئاسية، شدد باسيل على أن "هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورًا في هذا الإطار، وقال: لكنني أعتقد أن موقفه أكثر انفتاحًا"، لافتا الى أنه " يتحدث بوضوح عن الشخصية التوافقية".
وقال: "لكن يجب أن نضمن العدد المطلوب من النواب، ونحن ندرك وجود عوائق خارجية. في الواقع، فإن المعسكرين المتعارضين، المؤيد لإيران والمؤيد للولايات المتحدة، يعتمدان على الحرب لجلب المرشح الذي يختارانه".
وردا على سؤال حول رؤيته لأي تغيير في النظام اللبناني. أشار باسيل الى أنه يرى تغييرات في جميع أنحاء المنطقة. ولكن لا يزال من السابق لأوانه تحديده".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: باسیل على أن حزب الله باسیل أن الى أنه الى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
الالتزام قبل الرئيس.. وإلا!
كتب نبيل بو منصف في" النهار": ها هو حزب الله بمجمل خطابه لا يزال يقف عند سرديته المنافية لجوهر الالتزامات العلنية الرسمية الموثقة في اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. لا يقف الأمر في معضلة الإنكار عند هذا المفترق المفصلي وحده بل يتسع لكل واقع الحزب وعلاقاته بطائفته وبيئته الخارجتين من أسوأ ما أصاب فئة لبنانية في زلازل الحروب.
ما نقاربه هنا يتصل بإمعان لا يصدّق للحزب على حصر تفسيره وسرديته لاتفاق عقد مع "دولة إسرائيل"، التي اعترف بها ضمناً للمرة الثانية بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية معها، بجنوبي الليطاني فقط بما يوحيه من تصميمه على المضيّ في الإنكار إلى ذراه بعد كلّ هذا المآل الكارثي الذي أصابه وكأنه واثق من قدرته على البقاء متفلتاً من التزامات نزع سلاحه بالكامل في شمالي الليطاني مراهناً ربما على تراخي الشركاء "الآخرين" في السلطة والبلد كله. هذا الاتفاق ليس شبيهاً بأيّ من الاتفاقات التي أثارت وتثير تفسيرات على هوى كلّ طرف لبناني، بما فيها الطائف نفسه، لأن نصّه قاطع في وضوحه لجهة تبنّي القرارات الدولية كافة التي تلزم الجانب اللبناني بنزع السلاح غير الشرعي لكلّ المجموعات المسلحة وأولاها "حزب الله" في كل لبنان.
ولكن التوجّه إلى "حزب الله" الذي كان ولا يزال فعلاً عبثياً، لا يعني السكوت عن التوجّه إلى فئتين حصريتين من المعنيين اللبنانيين بمسار تجنيب لبنان إهمال تفجر هذه القنبلة الموقوتة في وقت ما بعدما ظن اللبنانيون أن كل ما يمت إلى الحرب الإسرائيلية التي استدرجها "حزب الله" على لبنان قد ولى وطويت الصفحة هكذا بكلّ بساطة. التوجّه الأول يعني المسؤولين الرسميين جميعاً الذين فاوضوا ووافقوا وأبرموا الاتفاق وضعوا تواقيعهم الرسمية عليه بحيث يتعيّن عليهم وضع حدّ حاسم علني لمزاعم الحزب في تنصّله من موجبات نزع السلاح في شمالي الليطاني. وهذه مسؤولية لا مهرب منها أمام المجتمع الدولي كما في الواقع الوطني الناشئ بعد حرب مدمرة تسبّب بها الحزب للبنان. أما الفئة الثانية المعنية بهذا الأمر المصيري فتشمل حصراً المرشحين لرئاسة الجمهورية، ولا سيما منهم قائد الجيش الذي يبدو واضحاً أن أسهمه ترتفع باضطراد كلما اقتربنا من التاسع من كانون الثاني.
ما يعني اللبنانيين أن من سينتخب رئيساً للجمهورية للسنوات الست المقبلة يتعيّن عليه الدخول إلى واقع لبنان الخارج من الكوارث، بأقصى الجرأة والشجاعة والشفافية في كسر استسلام الدولة للاستئثار والتبعية والتفرّد والعبث بالتزامات الدولة.. وبداية من شمالي الليطاني لا من جنوبيه!