لبنان ٢٤:
2024-11-18@05:38:59 GMT

باسيل: يجب أن نتجنّب الحرب الأهلية بأي ثمن

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

باسيل: يجب أن نتجنّب الحرب الأهلية بأي ثمن

اشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الى أنه "متخوف من المشروع الاسرائيلي الذي يتركز على إثارة الفتنة الداخلية في لبنان، وإلى أنه "لا يحمينا منه إلا وحدتنا"، مشددا على ضرورة أن "نتجنب الحرب الأهلية بأي ثمن".

وأكد أنه "من المؤكد أن انتخاب رئيس لن يحل كل المشاكل، لكنه سيعطي الإشارة الأولى لنهضة الدولة ومؤسساتها".

وقال ي مقابلة مع الصحافية سكارليت حداد في صحيفة "لوريان لو جور":" أنه لمنع اندلاع مثل هذه الحرب يجب علينا أولا أن ندرك ذلك ونظهر التضامن، ليس فقط على المستوى الإنساني"، لافتاً الى أنه " ومن الضروري أيضا ألا يسعى أهل الداخل إلى إثارة الفتنة وإلا سيحدث ذلك".

ورأى باسيل "أن العديد من الأطراف تسعى الى اثارة مثل هذا الخلاف والى استغلال الانقسامات الداخلية، وكذلك يسعى بنيامين نتانياهو إلى تحقيق هذا الهدف، ورسالته الأساسية إلى اللبنانيين هي فصل لبنان عن حزب الله". 

وأوضح باسيل أنه "ضد ما فعله حزب الله، وضد فتح جبهة الدعم في 8 تشرين الأول 2023"، مضيفا :"لكن لا يمكن أن أكون مع إسرائيل".وقال: "فضلا عن ذلك فإن الأمر بالنسبة للإسرائيليين لا يتعلق فقط بفصل لبنان عن حزب الله، بل بفصله عن الطائفة الشيعية وتأليب اللبنانيين ضد بعضهم بعضاً. لكن ما إن تحدث مشاكل داخل الطائفة أو بين طائفة وأخرى، حتى يعاني لبنان كله".

وشدّد على أن "حزب الله هو أيضاً مكون سياسي يمثل جزءا من اللبنانيين ويجب أن نتعامل معه. وأنا مقتنع بهذا، حتى لو كانت علاقاتنا قبل هذه الحرب سيئة للغاية من الناحية السياسية. لكن اليوم لا أستطيع أن أقبل أن يتم سحق طائفة شاركت في تأسيس لبنان، فهذا لن يكون لبنان".

أضاف: "لمكافحة ذلك أحاول أن أعتمد خطابا موحدا وأنبه اللبنانيين ممن يريد خلق الفتنة الداخلية، وبالتالي تجنب فخ الانقسامات".

وحول تصريحات نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي يشير إلى أن إيران ترغب في القتال حتى آخر لبناني؟. علق باسيل بالقول "لم أر هذه التصريحات بهذه الطريقة"، مضيفاً: "أنا شخصياً أفرق بوضوح بين مشكلتنا مع حزب الله ومشكلة لبنان مع إسرائيل. هناك فرق كبير. واليوم، تريد إسرائيل احتلال جزء من لبنان وإحداث اضطرابات داخلية في بقية أنحاء البلاد. ولمواجهة ذلك، علينا أن نبذل بعض الجهد".

وأوضح:"على سبيل المثال، إذا أرادت مجموعة ما، أياً كانت طائفتها، خلق مشكلة طائفية في مكان يستضيف النازحين، فيجب أن نكون قادرين على منع ذلك".

 وأكد  أن "للجيش دورا على هذا المستوى، وكذلك الصحوة الوطنية".وقال: "اذا أردنا أن نحمي لبنان ونضمن استقلاله عن المحاور كما نشاء، فيجب ألا نسمح لإسرائيل باحتلاله أو مهاجمة الطائفة الشيعية. لأنها ستكون وصفة مثالية لجعل لبنان مسرحاً مفتوحاً أمام اليمنيين والعراقيين والسوريين والإيرانيين والأفغان والباكستانيين، الذين سيأتون للقتال هنا"، مشدداً على أن " لبنان ليس أرض الجهاد".

وتعليقا على سؤال هل: يؤمن بخطة نقل الشيعة إلى سوريا والعراق، رأى باسيل أنه "من المؤكد أن الإسرائيليين يفكرون في مثل هذه السيناريوهات"، مضيفا: "ألم تكن هذه الفكرة موجودة بالفعل في عام 2006؟ لكن الأمر اليوم أصبح أكثر خطورة، بسبب التدمير الممنهج للمناطق في الجنوب والبقاع، والذي يمنع الناس من العودة إلى ديارهم".

وشدد باسيل على أن "كل ما يقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الاونة الاخيرة يقع ضمن اطار رص الصفوف"، مشددا على أنه "بذلك  يظهر  تمسكه بلبنان ووعيه بالتهديدات التي تحدق ببلدنا".

واضاف: "ونحن نتشاطر أيضا المواقف نفسها. وهذا ما يجب على كل لبناني مسؤول أن يفعله، ومن لا يفعل ذلك يظهر أنه مرتبط بشكل أو بآخر بالمشروع الإسرائيلي. على كل حال هذا ما ذكرته في كلمتي بذكرى 13 تشرين وتحدثت عن أربع نقاط: الوحدة الوطنية، وقف إطلاق النار، تطبيق القرار 1701، وانتخاب رئيس. ويذكرهم البطريرك الراعي أيضا"، معتبرا أنه " ليس لدينا خيار".

واضاف باسيل : "أريد أن تعزز الدولة نفسها، لأنه لا ينبغي لأحد أن يكون أقوى منها. ومن ناحية أخرى، فإن إضعاف حزب الله في حين تضعف الدولة والاقتصاد والبلد بأكمله،  أمر غير مقبول".

وأكد باسيل أن "الحرب يمكن ان تنتهي اما بفوز اسرائيل أو بنجاح  "حزب الله" في خلق توازن جديد للقوى من شأنه أن يخفف من العدوان الإسرائيلي، وإما أن يقرر الأميركيون بعد الانتخابات الرئاسية فرض الحل بناء على أي مدى يرغب الأميركيون في السماح للإسرائيليين بالذهاب"، معتبرا أنه "وحتى مع انتخاب دونالد ترامب، هناك حدود برأيي، لكن ميزان القوى هو الذي يهم في نهاية المطاف".

وأضاف باسيل: "من المؤكد أن حزب الله فقد في هذه المرحلة جزءاً من قوة الردع لديه، وعلينا إما استعادتها أو محاولة إيجاد طريقة أخرى للدفاع عن لبنان، علماً أن قوة الردع هذه أعطت لبنان 17 عاماً من الاستقرار النسبي".

ولفت الى أن "ما يهمني هو الحفاظ على لبنان والقدرة على إعادة بنائه، والدفاع عن لبنان ضد إسرائيل فإذا لم يعد حزب الله قادراً على القيام بذلك، فلا بد من إيجاد طريقة أخرى".

وشدد باسيل على أن "فتح "حزب الله" جبهة اسناد لغزة من لبنان كان خطأ"، مضيفاً: "برأيي "حزب الله" لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستذهب إلى هذا الحد عندما فُتحت الجبهة من لبنان".

وأشار إلى أنه  "خلال حديثه الأخير مع السيد حسن نصرالله قال له إنه ليس الأمر نفسه إذا كان حزب الله هو من بدأ الحرب أو إذا كانت إسرائيل هي التي تفعل ذلك". وتابع: "في هذه الحال، سنكون جميعا خلفه، ولكن ليس في الحالة الأخرى".

وأضاف أنه "يجب أن ننتظر نتيجة هذه الحرب ونتوصل الى وقف لاطلاق للنار بأقل قدر ممكن من الأضرار الداخلية".

وحول تطبيق القرار 1559، أكد أن ذلك "لا يمكن فصله عن القرارات الدولية الأخرى، مثل القرار 242 وغيره"، مشددا على أن " لبنان معني بتطبيق القرارات المتعلقة بفلسطين".

وردا على سؤال حول اعتقاده بأن حزب الله يجب أن يلقي سلاحه، أعرب باسيل عن اعتقاده أن "الحزب" "يجب أن يقبل بالانخراط في الاستراتيجية الدفاعية، ويجب أن نضع حداً لفكرة إقصاء أحد المكونات اللبنانية"، مؤكداً أن  "هذا لم يحدث في الماضي ولن يحدث الآن"، مضيفا: "إذا نظرنا إلى المنطقة، نجد أن حماس اكتسبت شعبية بين الفلسطينيين، لكن على حزب الله أن يفهم أيضاً أننا لا نستطيع العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل الثامن من تشرين الأول".

وعن الانتخابات الرئاسية، اكد باسيل أننا "قمنا بوضع قائمة بالاسماء وتتضمن كل الاسماء المتداولة حتى تلك التي لا نؤيدها، مثل رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون وحتى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع"، مؤكدا أن "لدينا اتصالات مع الكتل المختلفة للوصول إلى التوافق، أو على الأقل عدد النواب المطلوب لتأمين النصاب القانوني".

وشدد باسيل على أن "الشخصية التوافقية يجب أن تكون قادرة على جمع اللبنانيين وألا تتلاعب بها أي جهة محلية أو أجنبية والا تفسد"، مضيفا: "أنا لا أطلب المزيد، ولا أريد في هذه المرحلة أن أتحمل مسؤولية الرئيس الجديد". 

وعن جاهزية رئيس مجلس النواب نبيه بري لإنجاز الانتخابات الرئاسية، شدد باسيل على أن "هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورًا في هذا الإطار، وقال: لكنني أعتقد أن موقفه أكثر انفتاحًا"، لافتا الى أنه " يتحدث بوضوح عن الشخصية التوافقية".

وقال: "لكن يجب أن نضمن العدد المطلوب من النواب، ونحن ندرك وجود عوائق خارجية. في الواقع، فإن المعسكرين المتعارضين، المؤيد لإيران والمؤيد للولايات المتحدة، يعتمدان على الحرب لجلب المرشح الذي يختارانه".

وردا على سؤال حول رؤيته لأي تغيير في النظام اللبناني. أشار باسيل الى أنه يرى تغييرات في جميع أنحاء المنطقة. ولكن لا يزال من السابق لأوانه تحديده".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: باسیل على أن حزب الله باسیل أن الى أنه الى أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

مع تصعيد القصف على سوريا.. هل دخلا دمشق الحرب رسميا؟

لا يكاد يمر يوم إلا والاحتلال يشن غارات عنيفة على سوريا، حتى شملت مجمل المناطق التي يسيطر عليها النظام من دمشق حتى حماة وحلب وصولا إلى القصير والمعابر الحدودية مع لبنان.

وبينما يكتفي النظام السوري بإدانة الهجمات والاحتفاظ بحق الرد، تضاعف "إسرائيل" عدوانها على البلاد وتهدد بشكل صريح بتوسيعه هذا فضلا عن تحركات برية يقوم بها جيش الاحتلال في الجولان المحتل.

في هذا التقرير نحاول الإجابة على السؤال الأهم:
هل دخلت سوريا رسميا دائرة الحرب؟

محاولات التحييد
منذ الأيام الأولى للعدوان ذكرت تقارير إسرائيلية، أن الإمارات أرسلت رسائل إلى بشار الأسد تحذر فيها من أي تدخل لسوريا في الحرب الدائرة في غزة أو هجمات ضد دولة الاحتلال من الأراضي السورية.

وذكرت المصادر للقناة 12 العبرية، أن الإماراتيين نقلوا الرسائل إلى سوريا على أعلى مستوى، وأبلغوا الإدارة الأمريكية بعد ذلك بمحادثاتهم مع سوريا بشأن قضية غزة.

مطلع الشهر الجاري، تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن ما وصفتها بـ"إغراءات" الإمارات لإقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالتخلي عن تحالفه مع إيران وحزب الله.

وقالت الصحيفة إن "نتنياهو يراهن على تحقيق تغيير ليس في لبنان فقط، بل في سوريا أيضا"، مشيرة إلى أن تقارير دبلوماسية تتحدث عن أن "إسرائيل" تتابع باهتمام ما يجري في دمشق، وما الذي يمكن أن تحققه جهود تقودها الإمارات بالتعاون مع الأردن، لإقناع الأسد بالتخلي عن إيران وحزب الله.

وتابعت: "تل أبيب لا تراهن على تغيير كبير في الموقف السوري، لكن حلفاءها في أبو ظبي وعمّان يطلبون مهلة لمحاولة إقناع الأسد بالطلب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله بمغادرة الأراضي السورية، وإقفال المقرات الخاصة بكل من له صلة بمحور المقاومة، والتعهد بعدم إفساح المجال أمام عبور أي نوع من الدعم المادي والعسكري إلى لبنان عبر الأراضي السورية".

وذكرت أن "الإمارات تحاول تقديم إغراءات مالية كبيرة للأسد، مع إبداء الاستعداد لإطلاق ورشة إعادة إعمار في كل سوريا إذا ابتعدت عن محور إيران. كما يتعهد الأردن بالقضاء على كل المجموعات المعارضة للحكومة السورية في جنوب وشرق سوريا".



هل نجحت خطة التحييد؟

يقول الكاتب والباحث السياسي محمد الخفاجي، إن "سردية الوساطة الإماراتية ليست وليدة اللحظة كما أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية كانت قبل طوفان الأقصى، لذا فإن محاولة التركيز عليها لتفسير صمت الأسد تبدو مخطئة، خصوصا أن علاقة سوريا بالمحور علاقة عضوية استراتيجية عميقة وليست مصلحية بسيطة".

وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أن "تكثيف الكيان للضربات على سوريا، يأتي لزيادة الضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار وفق شروط نتنياهو وبنفس الوقت رسالة لإيران بأن الحرب تتسع وقد لا يسعفها الوقت للنأي بنفسها عنها، فعليها الضغط باتجاه قبول الحزب بشروطها لوقف الحرب في لبنان".

هل وصلت الحرب دمشق؟
يشير الخفاجي، إلى أن "سوريا منذ سنوات كانت ساحة صراع إسرائيلي إيراني مستتر فالغارات التي تتصاعد الآن هي حلقة أخرى من صراع قديم اشتعل بشكل أكبر بعد طوفان الأقصى، لكن فعليا الاحتلال غير قادر على فتح جبهة سوريا لأسباب سياسية أولا وعسكرية لوجستية ثانية".

وعن الأسباب يقول الخفاجي، إن "إسرائيل في اجتياح لبنان بثمانينات القرن الماضي وصلت بيروت بوقت قياسي بينما إلى الآن لم تستطع الوصول إلى الليطاني وما زالت تقاتل في البلدات الحدودية رغم تقدمها في عدة محاور، لذا فإن فتح جبهة سوريا مكلف للغاية وقد شاهدنا خلال عام من العدوان أن نتنياهو لم يفتح جبهة لبنان إلا بعد انتهاء الجزء الأكبر من العملية البرية في غزة ووصولها لطريق مسدود".

وتابع، "يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن الخشية الإسرائيلية ليست من النظام فحسب بل من الفصائل الموجودة في سوريا خصوصا حركة النجباء العراقية، التي روجت قبل أيام بشكل ضمني لاحتمالية فتح جبهة الجولان".

أما سياسيا فيقول الخفاجي، إن "جميع حلفاء إسرائيل بمن فيهم العرب يحاولون التهدئة وإبعاد شبح الحرب الشاملة التي لا يطمح لها أحد سوى نتنياهو، والأخير لم يعد بإمكانه فرض الأمر الواقع على حلفائه خصوصا الأوروبيين الذين باتوا يرونه عبئا عليهم بسبب المجازر المستمرة في غزة والمكررة في لبنان".



الحليف الإيراني
وبين محاولات التحييد والقصف الإسرائيلي المتواصل، برز الموقف الإيراني أخيرا بزيارة مكوكية شملت دمشق وبيروت لعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي حط في العاصمة السورية وهناك التقى الأسد.

لاريجاني قال لوسائل إعلام لبنانية، إنه حمل رسالة لرئيس النظام السوري "وسيترك له الإجابة على مضمونها".

بعد لاريجاني، وصل وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إلى العاصمة السورية دمشق، السبت، على رأس وفد أمني رفيع؛ لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الوفد الإيراني بحث "آخر المستجدات في المنطقة بشكل عام، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجيشين الصديقين".

بدورها، نقلت وكالة مهر الإيرانية عن وزير الدفاع الإيراني قوله لدى وصوله إلى دمشق، إنه "بناء على توصيات قائد الثورة الإسلامية، مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم لسوريا الصديقة".

وأضاف أن سوريا لديها مكانة إستراتيجية في السياسية الخارجية لإيران، مبينا أن الزيارة إلى دمشق جاءت بناء على دعوة من نظيره السوري.

وأوضح نصير زاده أنه والوفد المرافق له سيبحثون مع المسؤولين السياسيين والعسكريين في دمشق عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن، لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين.

بدورها ذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكي في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن "غياب سوريا عن الصراع الحالي هو دليل واضح على فشل استراتيجية إيران الرامية إلى -وحدة الساحات-، والتي تفترض استجابة منسقة من جانب جميع شركائها في محور المقاومة. ويكشف هذا عن أن البقاء السياسي للأسد يتقدّم على الموقف الإيديولوجي، وأن سوريا في وضعها الحالي لن تشكّل مشكلة بالنسبة لإسرائيل".

ما سر الصمت؟
يقول الكاتب والباحث السياسي رائد الحامد، إن "النظام السوري لا يبدو منسجما مع خيارات محور المقاومة بما يعرف بتعدد الجبهات أو وحدة الساحات".

وأضاف في حديث لـ "عربي21" أن "النظام الذي تلقى مئات الضربات خلال هذا العام اكتفى أحيانا بإصدار بيانات الإدانة فيما لم يرد على أي من الضربات كما أنه لم يسمح لأي من الفصائل المنخرطة في محور المقاومة باستخدام الأراضي السورية منطلقا للرد على إسرائيل أو شن هجمات انطلاقا منها".

وأضاف، أن "ذلك يعزز فرضية عدم رغبة قيادة المحور ممثلة بإيران بانخراط سوريا في طوفان الأقصى تجنبا لمصير متوقع لدمشق على الأقل شبيه بمصير غزة، ومن جانب آخر بقاء الاراضي السورية مستودعا لأسلحة وذخائر المحور وممرا لها من طهران عبر العراق إلى لبنان".

وذكرت "فورين بوليسي" في تقريرها، أنه "على الرغم من القصف الإسرائيلي المنتظم على سوريا، ووعد الحكومة السورية بالوقوف إلى جنب الشعب الفلسطيني، إلا أن النظام السوري وقف متفرّجا على الحرب التي اندلعت منذ  أكثر من عام على غزة".

ويقول الخبراء والمراقبون الذين نقلت عنهم  المجلة، إن أهم أولوية للأسد هي نجاة نظامه والبقاء متحكما في الجماهير السورية. ورغم سحقه للمقاومة، إلا أن نسبة 40 في المئة من الأراضي السورية خارجة عن سيطرة الحكومة، وفقا لذات التقرير،

وقال النائب السابق لمدير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عيران ليرمان: "لو ارتكب خطأ وانضم لمحور المقاومة بنشاط فستكون العواقب سريعة"، مضيفا: "في الوقت الحالي، أعتقد أن الأسد متردد للانخراط، ورغم أن الحكومة السورية هي قومية عربية، إلا أن فلسطين تقع في أسفل قائمة الأولويات. فعلى رأسها النجاة".

وتقول معدة التقرير المتخصصة في السياسة الخارجية، أنشال فوهرا، إن "هناك عوامل أخرى وراء ابتعاد الأسد عن النزاع، فهو يأمل بأن يكافئه الغرب على ضبط نفسه وتخفيف العقوبات المفروضة على نظامه". مضيفة: "قد وضع نفسه إلى جانب الإمارات العربية التي تعدّ لاعبا رئيسيا في إعادة تأهيل الحكومة السورية".



مصير نصر الله
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمهاجمة أي محاولة لنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، إلى جانب استهداف مستودعات الأسلحة والمقرات العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري في تصريحات لوسائل الإعلام؛ إن "الجيش استهدف مستودعات الأسلحة والمقرات العسكرية ومنصات الصواريخ، ودمر معظم مستودعات حزب الله في بيروت"، مدعيا أنه "تم التعرف على صواريخ منتجة في سوريا، ويتم نقلها إلى الحزب".

وتابع قائلا: "من ثم فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجم أي بنية تحتية في سوريا توفر أسلحة لحزب الله".

الأسبوع الماضي تحدثت تقارير صحفية، عن رسالة تهديد إسرائيلية لرئيس النظام السوري بشار، بأنه سيلقى مصير الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الذي اغتيل أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، في حال واصل التحالف مع حزب الله وإيران.

تلك التقرير ترجمها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مطلع الشهر الجاري، عندما أكد أن "على إسرائيل أن توضح للرئيس السوري بشار الأسد أنه إذا استمرّت سوريا في كونها طريقاً لتوريد الأسلحة من إيران إلى حزب الله، وسمحت بالعدوان من أراضيها على إسرائيل، فإنه يعرّض نظامه للخطر".

وأضاف ساعر، أن "تل أبيب لن توافق على تجديد بناء قوة حزب الله عبر سوريا، ولن توافق على فتح جبهة ضدها من الأراضي السورية والآن يجب أن يواجه الأسد خياراً حاسما".

وعن ذلك يقول الحامد، "ليس ثمة أي شك في أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت لثلاث مرات منفذ المصنع على الحدود مع لبنان وتدمير عدة جسور في بلدة القصير على الحدود مع لبنان كانت رسائل واضحة، كما نجح الاحتلال بشكل واضح في إلحاق أضرار كبيرة بخطوط الإمداد عبر الاراضي السورية".

مقالات مشابهة

  • لبنان اليوم.. هل يفي ترامب بوعده في إنهاء الحرب الإسرائيلية؟
  • الاحتلال يكثف غاراته على دمشق.. هل دخلت الحرب رسميا؟
  • مع تصعيد القصف على سوريا.. هل دخلا دمشق الحرب رسميا؟
  • هل تنجح أميركا بعقد هدنة لوقف الحرب على لبنان؟
  • حنكش: سلاح حزب الله نقطة ضعف للبنان
  • فشل قطع طريق الامداد عبر سوريا
  • تقرير: الحرب تزيد المخاوف من اندلاع أزمة طائفية في لبنان
  • كيف علقت القوى السياسية اللبنانية على تصريحات جعجع بشأن سلاح حزب الله؟
  • تقرير لـMiddle East Eye يكشف.. حزب الله أعاد بناء نفسه
  • حزب الله يستهدف تجمعا لقوات الاحتلال.. ومقترح رسمي لوقف الحرب في لبنان