إبراهيم عثمان يكتب: الحاضنة والميليشيا والمتنبي !
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
*توفر بعض القوى السياسية للميليشيا إمكانية التعامل معها كحاضنة والاستشهاد ببيت المتنبي : ( فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً فأفعاله اللائي سررن ألوف )، إذ تقوم ( بإغراق) ما تعده إثباتاً لعدم الاحتضان بسيل من المواقف القوية المضادة، فبينما تعجز هي عن تقديم إثبات غير الوحيد الذي تتحدث عنه باستمرار، وهو إدانتها لجرائم الميليشيا، وكأنها كانت تملك رفاهية الامتناع عنها، فالميليشيا نفسها تدينها مع تحويل بعضها إلى الجيش وبعضها إلى المتفلتين، بينما تعجز هي عن تقديم إثبات غير هذا، يجد المرء صعوبة في إحصاء كل خدماتها للميليشيا، وهي خدمات تلغي مفعول الإدانة، فالإدانة أصلاً متلكئة باهتة خالية من الغضب ولو كان تمثيلاً، وتشكل – قياساً إلى حجم إجرام الميليشيا – خدمةً لها بنوعها وبعزلها عن الموقف السياسي.
*لنأخذ مواقفهم من استباحة الميليشيا لبعض المناطق كمثال* :
1. *يشاركون في الحملات الإعلامية للميليشيا التي تسبق الهجوم تواكبه، ولا يرفعون في وجهها شعار “لا للحرب”، ولا يتهمونها “بتوسيع نطاق الحرب”، ولا يضعون هذا “التقدم” للميليشيا تحت عنوان “زيادة العنف واحتدام الصراع” كما يفعلون عند تقدم الجيش لتحرير هذه المناطق المستباحة .*
2. *ويجمعون بين الحديث عن “ضعف” الجيش وعدم توفيره “الحماية” للمواطنين، وقولهم إنهم يفضلون “توازن الضعف” .*
3. *ويجمعون بين عدم الاعتراض على أي شيء يساهم في تقوية الميليشيا واستمرار استباحتها للمناطق ( الدعم بالسلاح، وبالمرتزقة، وكل أشكال الدعم ) ورفضهم لأي شيء يساهم في تقوية الجيش ومنعه للاستباحة ( شراء السلاح، الاستنفار، الدعم المادي، الدعم المعنوي .. إلخ )*
4. *ويسخرون من الجيش على طريقة الناطقة السابقة باسمهم : ( الدعم السريع بقى ساكيهم من ولاية لولاية واتفضحوا فضيحة بجلاجل )، وهي السخرية التي لا يقتربون منها في حالات هزائم الميليشيا .*
5. *ويشتركون مع الميليشيا في رفض ضرب قواتها في المناطق المستباحة بالطيران بزعم أنه يستحيل ضربها دون تضرر المدنيين .*
6. *ويدعون المواطنين إلى “التعايش”/ الخضوع لسلطة الميليشيا ويجرٍّمون أي شكل من أشكال المقاومة والرفض .*
7. *ولا يمسون بكلمة “المتعاونين” الذين يدلون الميليشيا على أماكن السيارات والأموال ويقدمون للميليشيا خدمات أخرى غالبها ضد المدنيين .*
8. *ويرفضون تصنيف جرائم الميليشيا كجرائم إرهابية، ويرفضون الحديث عن أنها جرائم مقصودة وممنهجة وتتخذ شكل الحرب على المدنيين .*
9. *ويمتنعون عن نقل الفيديوهات والشهادات التي توثق لجرائم الميليشيا على عكس تعاملهم مع الفيديوهات الدعائية للميليشيا .*
10. *ولا يعترضون على قيام الميليشيا بالتجنيد الطوعي، وحتى القسري، لشباب المناطق المستباحة على عكس موقفهم من التجنيد الطوعي للجيش .*
11. *ويدعمون “الإدارة المدنية” التي تشكلها الميليشيا، ولا يوجهون لها أي انتقاد من أي نوع، ولا يتمسخرون عليها كتمسخرهم على الحكومة .*
12. *وبعضهم يقومون بتبرير بعض المذابح بأنها كانت رد فعل على مقاومة من جانب المواطنين، أو بتبريرها بوجود قوات نظامية.*
13. *ولا “يقللون” أبداً من أي “انتصار” للميليشيا ولا يتحدثون عن عدم جدواه مثلما يفعلون عند انتصارات الجيش .*
14. *ولا يعلقون سلباً على أي مظهر احتفال جماهيري مزيف قامت الميليشيا بصناعته، على عكس تفاعلهم السلبي مع الاحتفالات العفوية للمواطنين بتقدم الجيش .*
15. *ويرفضون الحديث عن نزوح المواطنين إلى أماكن تواجد الجيش من الأماكن المستباحة والاستنتاج بأنه يدل على رفض المواطنين للميليشيا .*
16. *ويضيفون المنطقة المستباحة إلى قائمة “سيطرة” الميليشيا التي تفرض التفاوض معها على أن تجد المكافأة عليها في التفاوض دون إلزامها بتنفيذ الاتفاق الموقع بالتخلي عن السيطرة القذرة على بيوت المواطنين .*
* *إلخ إلخ*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سودانيون يحتفون بسيطرة الجيش على مدينة سنجة
خرج سودانيون، أمس السبت، في مسيرات احتفالا بإعلان الجيش السوداني استعادة مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار (جنوب شرق السودان)، من قبضة قوات الدعم السريع، التي سيطرت عليها أواخر يونيو الماضي.
فقد أعلن الجيش السوداني استعادة سنجة، قائلا، في بيان نشره على صفحته الرسمية عبر فيسبوك أمس، "تهنئ القيادة العامة للقوات المسلحة أبناء شعبنا الأبي الصامد بتحرير منطقة سنجة واستعادة قيادة الفرقة 17 مشاة، والذي عانى القتل والتشريد والقهر والنهب وكافة أنواع الفظائع من مليشيا آل دقلو (يقصد قوات الدعم السريع)".
وتداول ناشطون ووسائل إعلام محلية عبر المنصات مقاطع فيديو أظهرت المسيرات التي خرجت في مدن" أم درمان، وبورتسودان، وشندي، والقضارف"، وإقليم النيل الأزرق، احتفالا باستعادة سنجة.
???? سنجة صباح اليوم ..
ربنا يديم الأمن والأمان pic.twitter.com/8CgEZMAVbJ
— درويش ®️ (@Derwish249) November 24, 2024
وعقب الإعلان واحتفالا باستعادة المدينة، وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى سنجة، ووفق بيان نشره المجلس، هنأ البرهان "القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والقوات المشتركة والمستنفرين والشعب السوداني بهذا الانتصار الكبير"، وقال إنه "سيكون له ما بعده".
القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان من داخل سنجه pic.twitter.com/G1hdXLmIZG
— قوات العمل الخاص (@Sudanis0) November 23, 2024
وأظهرت مقاطع أخرى تم تداولها على منصات التواصل عودة بعض أهالي المدينة بعد سيطرة الجيش السوداني عليها.
بعد السيطرة الكاملة على سنجة وطرد المليشيا وتأمين المدينة، بدأت أولى دفعات من المواطنين بالعودة فجر اليوم، وستتوالى العودة لبقية المناطق مثل الدندر والسوكي خلال أيام. وقواتنا الآن تتقدم بثبات لتطهير محورين إضافيين، وخلال لحظات ستصلكم بشرى جديدة بإذن الله#السودان_ينتصر pic.twitter.com/vgUlOX8CMC
— Makkawi Elmalik | مكاوى الملك (@Mo_elmalik) November 24, 2024
هذه الاحتفالات انعكست على منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، وقال مغردون تعليقا على استعادة الجيش مدينة سنجة إن هذا النصر جاء بعد تضحية كبيرة من أبناء الشعب السوداني كافة.
وتعد "سنجة" أول عاصمة ولائية يستطيع الجيش السوداني استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب التي يشهدها السودان منذ 15 أبريل من العام الماضي.
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الدعم السريع لا تزال تتواجد في بعض مناطق من ولاية سنار، خاصة في "الدالي والمزمزم وأبو حجار وكركوج وقرى غرب الدندر".
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تعد سيطرة الجيش السوداني على سنجة، عاصمة ولاية سنار، إنجازا إستراتيجيا في الحرب الدائرة منذ 19 شهرا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، لوقوعها عند محور أساسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه.
وتسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من إقليم دارفور في غرب البلاد، وعلى مساحات شاسعة من كردفان (جنوب)، كما تسيطر على غالبية العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة الواقعة جنوبها.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 أوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى ودفعت أكثر من 11 مليون شخص إلى النزوح، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم وفق الأمم المتحدة.