صدى البلد:
2025-01-29@16:43:01 GMT

خطيب الجامع الأزهر يحذر الشباب من الإدمان

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول "الإدمان آفة المجتمعات"

قال فضيلة الدكتور عباس شومان، إن مشكلة الإدمان كانت سائدة في المجتمعات العربية قبل الإسلام، حيث كان يتم تقديم الخمر للضيوف كرمز للكرم، لكن جاء الإسلام محرمًا للمسكرات وكل ما من شأنه أن يذهب العقل، لما يلحقه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، لأنها تعطل الوظائف الحيوية للعقل وبالتالي يزداد خطر الإيذاء الذاتي للفرد وإيذاء الآخرين حوله، وجاء تحريمها ليس لمجرد القناعة الدينية، وإنما لوضع حكيم يهدف إلى تحقيق صحة المجتمع وسلامته لأن العقل هو أساس التقدم والازدهار.

 

وأوضح وكيل الأزهر الأسبق أن تحريم الخمر لم يكن فجائياً، وخاصة أن المجتمع تقريباً كله كان مدمنا، بل تم تهيئة المجتمع قبل تحريمها، وقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتوعية المجتمع بأن الضرر فيها أكبر من نفعها وتركهم يُعملون عقولهم ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ﴾، ثم أعقبه بعد ذلك التحريم الجزئي : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾، وبعد فترة بعد أن أصبحوا متهيئين لتركها إلى جاء التحريم الكامل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، فهذه الخطوات تدل على حكمة الله في القضاء، حيث يرعى الله الناس لقبول الحل.  

وأكد د. شومان على الحرمة القطعية للخمر والمخدرات، وأن العودة إلى هذا الضياع يعد رجوعًا إلى عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقضي عليها، ومن المؤسف أن نشهد انغماس شريحة من شبابنا اليوم تقع في براثن الإدمان رغم وضوح حرمة هذه المواد في ديننا الحنيف، وهذا الأمر يستدعي منا جميعًا مواجهة هذا الخطر ومعالجة الدوافع التي تدفع شبابنا إلى هذا الطريق المهلك، فكل من يتساهل في مواجهة الإدمان سواء كان فردًا أو مؤسسه فهو شريك في هذه الجريمة ولا يرحمه الله ولا المجتمع.

وحذر أمين عام هيئة كبار العلماء من يتحايلون على بعض المواد المخدرة بحجة أنها لم تكن موجودة وقت نزول الحكم بالتحريم، ويردد هذا الكلام فريق من المنتفعين من جراء فساد مجتمعاتنا، لأن الحكم بتحريم الخمر لا يرتبط بنوع المواد منها، بل بقدرتها على إسكار العقول وإفسادها، سواء كانت المواد موجودة وقت نزول الحكم أو لا، لأن المعيار الحقيقي هو تأثير هذه المواد على الإنسان، وليس مصدرها.

ودعا د. شومان الشباب إلى الاستيقاظ قبل فوات الأوان، لأن المجتمع يحتاجكم للإنتاج فلا تكونوا عالة عليه على أسرّة المستشفيات تستنزفون الأموال لا نفع فيكم، محذراً الآباء والأسر من التساهل في متابعة أبنائهم لأنهم أمانة في أعناقهم وعليهم حمايتهم مخافة الوقوع في براثن المفسدات، وعلى المجتمع بأكمله أن يتحمل المسؤولية والمسارعة لمواجهة هذا الخطر قبل أن يتفشى في مجتمعاتنا.

وفي ختام الخطبة طالب وكيل الأزهر الأسبق بضرورة تعاون الجميع مع الجهات المعنية للقضاء على الظاهرة من جذورها، من خلال القضاء على البؤر التي تنتج هذه السموم وتنشرها في مجتمعاتنا، بجانب العمل على توعية شبابنا بخطورة هذه الأفعال المحرمة دينا والمجرمة قانونا، لأن أمان المجتمع وحمايته من هذا الخطر مسؤولية تقع على عاتق الجميع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة الجامع الازهر الدكتور عباس شومان الأزهر الإدمان

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية".. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استضافت قاعة "ديوان الشعر"، ندوة بعنوان "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية"،  ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، أدارتها الدكتورة أسماء فؤاد.
وافتتحت الدكتورة سالي عاشور، أستاذة العلوم السياسية المساعدة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الندوة، قائلة: إنه منذ عدة أعوام تم مطالبة الدول بتبني استراتيجيات للتطوع، وكان هناك اتجاه في مصر لتبني هذه الاستراتيجية، مشددة على ضرورة تطبيق هذه الفكرة على أساس علمي يكشف ملف التطوع.
وأكدت عاشور أن من أهم ملامح التطوع هو الانتشار السريع للمبادرات المجتمعية الساعية للتعامل مع القضايا والتحديات التي تواجه الأفراد، مشيرة إلى مشكلة غلبة التبرع المادي على التبرع بالوقت.
وأوضحت أن نسبة التطوع في المجتمع المصري بلغت 17% من الشباب فوق 18 عامًا، مؤكدة أن مصر تقترب بهذه النسبة من المؤشرات العالمية في مجال التطوع.
وثمنت الدكتورة سالي عاشور تجربة التطوع في معرض الكتاب، معتبرة إياها تجربة رائدة تثبت مدى حب الشباب للتطوع في هذا الحدث الثقافي المهم، باعتبارهم القوة الضاربة في المجتمع.
وأكدت أن المؤسسات لا بد أن تلعب دورًا مهمًا في استيعاب طاقات الشباب وتشجيعهم على التطوع، وخاصة الإناث، حيث توجد محدودية في نسبة تطوع الإناث.
وقالت إن المجالات الأكثر احتياجًا للتطوع هي البيئة والتعليم ومحو الأمية والصحة، مؤكدة على ضرورة نشر ثقافة التطوع من خلال التعريف عبر وسائل الإعلام، وشرح مفهوم التطوع في الدين وتنمية روح التطوع.
وشددت على ضرورة تمكين المتطوعين غير الرسميين من القيام بشراكات منتجة لتحقيق أهداف التنمية المنشودة والمساعدة في نشر ثقافة التطوع لدى النشء والشباب من خلال المؤسسات التعليمية ودور العبادة.
بدوره، قال الدكتور عبدالله الباطش، مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون مراكز الشباب، إن التطوع يعني تماسك المجتمع، فهو مرتبط ببناء الأفراد والمجتمع المستدام.
وأوضح الباطش أن وزارة الشباب والرياضة وضعت استراتيجية في هذا الملف لتحفيز الشباب على الخدمة التطوعية، وهم الآن يعملون على تعزيز فكرة التطوع خارج مصر.
وأضاف أن الوزارة تقوم بدور مهم في هذا الملف، حيث يوجد العديد من فرق التطوع على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن الوزارة أنشأت أندية للتطوع داخل مراكز الشباب للإسهام في تنمية المجتمع. كما نستهدف إنشاء 1500 نادي للتطوع داخل مراكز الشباب بحلول عام 2027.
وتابع أنه على مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الشباب والرياضة مبادرة "أنا متطوع" للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه يتم انتقاء الشباب بعناية لإعطائهم فرصة للتعامل مع الجمهور.
وأكد أن الوزارة تشارك أيضًا في كافة الفعاليات التطوعية خارج مصر، وتستقطب متطوعين من جميع الدول لتعليم الشباب اللغة والفنون والتكنولوجيا وثقافة التطوع. كما أشار إلى أن الوزارة قامت في عام 2016 بتصدير متطوعين مصريين للاتحاد الإفريقي ليصبحوا سفراء للتطوع المصري في الاتحاد الإفريقي.
من جانبه، قال الدكتور أيمن عبدالوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التطوع هو مرآة لاهتمام المجتمع بالقضايا المختلفة التي تتوافق مع ثقافته. فالتطوع يعد قضية أساسية في البناء على مستوى الأفراد والمجتمع. وشدد عبدالوهاب على أهمية تغذية الجانب الروحي في ملف التطوع، حتى لا يطغى عليه الجانب المادي، مشيرًا إلى أن هناك محددات للتطوع، وأبرزها أن فكرة التطوع تساهم في بناء الإنسان والمجتمع من خلال القيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تدفع إلى التطوع. كما أشار إلى أهمية مراعاة الفروق بين شرائح الشباب من حيث مرجعياتهم وثقافتهم ومستوى معرفتهم ووعيهم، وكذلك تراجع الطبقة الوسطى بسبب الضغوط الاقتصادية، لأن هذه الطبقة هي أساس المتطوعين.
وأوضح أن هناك تحديات تواجه قضية التطوع، ومنها ضعف المؤسسات في إدارة التطوع وتحفيزه، إضافة إلى خلل في خريطة عمل الجمعيات الأهلية في بعض المجالات، مشيرًا إلى الحاجة إلى إعادة توزيع التطوع في العمل الأهلي، وعدم تعزيز فكرة أهمية العمل التنموي، وكذلك عدم ربط المحليات بمنظومة التطوع لتحفيز المواطنين على القيام بأدوار فعالة في المجتمع.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أهم أسس ثقافة التطوع هو الحافز الديني والإيثاري، الذي يمثل أكبر البواعث في مسألة التطوع، مما يؤدي إلى اتساع في الأفق.
وأضاف أن التطوع من المفاهيم التي تنتشر على أساس مفهوم مادي، مما يصعب استثماره. مؤكدًا أن التطوع هو المسؤول الرئيس عن الحضارة، فصناعة الحضارة هي صناعة الأفراد، والدولة تنشر الوعي ولكن الأفراد هم من يمارسون هذا الوعي.
وأشار الدكتور عمرو الورداني إلى أن الثقافة هي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والفنون التي تميز مجموعة من الناس وتعكس هوية الأفراد والمجتمعات. موضحًا أن مفهوم التطوع يقوم على الاختيار والاستطاعة والمطاوع والطواعية والطاعة.
وشدد على أهمية أن تكرس الجمعيات التطوعية ثقافة الكرامة وليس ثقافة الفقر، وأن تهتم بما يخص التطوع الصحي بالمجهود وليس فقط بالأموال.
واستعرض مقاصد التطوع، وهي حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ الدين، وحفظ المال.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالتطوع الصحي النفسي، معربًا عن أمله في أن يكون التطوع النفسي من أولويات التطوع لتحقيق السلام.
 

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية"
  • معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية".. صور
  • عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودًا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي
  • عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي
  • د. عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي
  • الجامع الأزهر يستلهم العبر من الإسراء والمعراج في ندوة علمية مخصصة للمرأة
  • بلمهدي يستقبل خطيب المسجد الأقصى المبارك
  • «شباب المنيا» تنظم ندوات لنشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام
  • اليوم.. الجامع الأزهر يحتفي بذكرى الإسراء والمعراج
  • وكيل الأزهر: الإسلام أولى الأسرة اهتمامًا بالغًا فجعلها أساس بناء المجتمع