بنكيران: السنوار شهيد والغطرسة الإسرائيلية مدعومة من طرف الإدارة الأمريكية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” اليوم الجمعة استشهاد قائدها يحي السنوار.
وأكد ناب رئيس الحركة في غزة خليل الحية أن السنوار استشهد حاملاً سلاحه في مقدمة الصفوف صامداً ومدافعاً عن أرض غزة، مضيفا أن السنوار واصل عطاءه بعد الخروج من المعتقل حتى اكتحلت عيناه بالطوفان العظيم.
حزب العدالة و التنمية ، وجه تعزية الى خليل الحية نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد الاعلان عن وفاة السنوار.
و قال البيجيدي في تعزيته : “بقلوب مؤمنة بقضاء الله تعالى وقدره، تلقينا في حزب العدالة والتنمية بالمغرب، خبر استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الفلسطينية، وإذ تختلجنا مشاعر الألم على فقدان هذا القائد والمجاهد الفذ، فإننا نشعر في نفس الوقت بالاعتزاز والامتنان بما قدمه هو وإخوانه في حماس والقسام للقضية الفلسطينية، وبالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة الصهيونية، وآلتها الإجرامية المدعومة من طرف الإدارة الأمريكية والغربية.”
و أضاف : “إننا إذ نعزي أنفسنا أولا، ونتقدم بأحر تعازينا للشعب الفلسطيني المقاوم، وإلى الإخوة في حركة حماس وفي القسام، وكل الحركات الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية، فإننا على يقين بأن الشعب الفلسطيني الشقيق سينال حقوقه كاملة عاجلا أم آجلا، بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.وبهذه المناسبة، نهنئ هذا القائد الشهيد بإذن الله تعالى على الشهادة التي توجت مسيرته في النضال والجهاد وهو يُقْتَلُ في الجبهة الأمامية للجهاد، مقبلا غير مدبر، يقاوم ويقاتل بشجاعة وفي الميدان جيش الاحتلال الصهيوني، ولنهنئه كذلك على الشهادة التي نالها كما كان يرغب فيها، وهو يتمنى أن يُقْتَلَ شهيدا.”
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد: صوت الحق وشعلة المقاومة
تعجز الكلمات عن الإحاطة بمقام رجلٍ ارتقى بفكره وجهاده، وتُبهر العقول عند تأمل مسيرة قائدٍ جعل من حياته وقودًا للكرامة، ومن دمه نبراسًا للحرية. إنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، رجلٌ صاغ بصدقه وإخلاصه ملحمة مواجهة المشروع الأمريكي وأدواته، وأسس بوعيه مدرسة ثورية وفكرية لا يزال نورها يهدي أجيالًا بعد أجيال.
ففي زمنٍ عمّ فيه الخنوع واستفحل فيه الطغيان، أتى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لينفض غبار الذل عن الأمة، ويبعث فيها روح العزة والإباء. لم يكن مجرد خطيبٍ أو منظّرٍ، بل كان قائدًا ميدانيًا، ومفكرًا ناضجًا، عرف أبعاد المؤامرة التي تستهدف أمة الإسلام في عقيدتها وكرامتها، ورفع راية الحق في وجه الطغاة والمستكبرين، متصدياً لكل مشاريعهم الخبيثة التي أرادت الهيمنة على مقدرات الأمة وسلب إرادتها.
وما ميّز الشهيد القائد هو مصداقيته المطلقة التي جعلت من كلماته نبراسًا يهدي من استجابوا لندائه. لم يكن حديثه عن التضحية مجرد شعارات، بل كان انعكاسًا لحياة عاشها بكل تفاصيلها. قدّم روحه الطاهرة على مذبح الحرية، وأثبت بدمه الزكي أن طريق الحق يحتاج إلى رجالٍ لا تأخذهم في الله لومة لائم، رجالٍ يدركون أن التضحية هي السبيل الوحيد لإحياء الأمة وإعلاء كلمتها.
كانت رؤيته للمشروع الأمريكي شاملة ودقيقة، إذ أدرك مبكرًا أن هذا المشروع لا يستهدف مجرد السيطرة العسكرية أو الاقتصادية، بل يهدف إلى تفريغ الأمة من هويتها وقيمها، وجرّها إلى هاوية الانحلال والتبعية. وقف الشهيد القائد في وجه هذه المخططات بكل شجاعة، وأعلن صرخة الحق في زمن الصمت، ليوجه رسالة للعالم أجمع أن الإسلام المحمدي الأصيل لن ينكسر، وأن المقاومة هي خيار الشعوب الحرة التي تأبى الضيم.
لم يكن الشهيد القائد رضوان الله عليه مجرد قائد عابر في تاريخ الأمة، بل كان مدرسة متكاملة في الفكر والعمل. ترك إرثًا فكريًا عظيمًا يتمثل في محاضراته وخطبه التي تحث على العودة الصادقة إلى القرآن الكريم كمنهج حياة. كان يرى في القرآن خارطة طريق شاملة لكل أزمات الأمة، وكان يدعو إلى استلهام القوة من الإيمان والثقة بالله.
لقد أسس الشهيد القائد منهجًا يرتكز على ثلاثية الإيمان، الوعي، والعمل. ولم يكن هذا المنهج مجرد نظريات، بل كان برنامجًا عمليًا نهض من خلاله أتباعه ليغيروا معادلات الواقع، ويواجهوا أعتى الطغاة بقلوبٍ لا تعرف الخوف، وإرادةٍ لا تنكسر.
كان الشهيد القائد رجل المرحلة بحق، إذ حمل هموم الأمة الإسلامية على عاتقه، وسعى بكل صدق لإنقاذها من براثن الهيمنة والاستعمار. لم يكن يخشى مواجهة الطغاة، ولم يساوم على مبادئه، بل ظل ثابتًا كالجبل، رابط الجأش، يوجه كلماته كسيوفٍ تقطع أكاذيب المستكبرين، ويزرع في قلوب أتباعه الإيمان بالحق والقدرة على التغيير.
يا أيها القائد الشهيد، يا باعثنا من سباتنا ومخرجنا من مواتنا، لك منا أزكى التحايا، بقدر ما زرعت في قلوبنا من وعي وبصيرة، وبقدر ما أحييت فينا من عزيمة وكرامة. لن تنطفئ شعلة الحق التي أوقدتها بدمك، ولن يزول نور المبادئ التي أحييتها في الأمة.
سلامٌ عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حيًا. ستظل اسمًا خالدًا في ذاكرة الأحرار، ورمزًا لكل من يرفض الانكسار، ودليلًا للأمة في طريق الحرية والكرامة حتى النصر الموعود.