مخيم تل السلطان يطلق عليه أيضا اسم "معسكر تل السلطان"، يقع شمال غربي مدينة رفح في قطاع غزة، ويعد فرعا من أفرع مخيم رفح، تأسس بديلا عن مخيم كندا الذي أصبح ضمن الحدود المصرية عقب اتفاقية كامب ديفيد، وبدأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) توطين الفلسطينيين فيه عام 2000.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أنه قتل في تل السلطان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار في عملية عسكرية بالمنطقة.

الموقع

يقع المخيم شمال غربي مدينة رفح، ويعتبر فرعا من أفرع مخيم رفح الموجود وسط المدينة والممتد في معظمها، إلى جانب مخيمات أخرى تتبع له إداريا مثل مخيم الشابورة وأسدود وغيرهما.

وبلغ عدد سكان مخيم رفح عام 2024 نحو 44227 نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

تأسيس المخيم

تأسس المخيم ليحتضن لاجئي مخيم كندا سابقا، الذي صار ضمن حدود مدينة رفح داخل مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين مصر وإسرائيل.

وأسست الأونروا مخيم كندا عام 1967، بعد أن دمر الاحتلال جزءا من مخيم رفح بهدف توسيع بعض الطرق لدواع "أمنية"، وسمي على اسم فرقة كندية تمركزت في المنطقة بعد عام 1956، وكانت تابعة لمنظمة الأمم المتحدة.

وبدأت الأونروا في تجهيز المخيم الجديد للاجئي مخيم كندا منذ عام 1994، بأموال تبرعت بها الوكالة الكندية للتنمية، وبدأت عملية نقل اللاجئين لمخيم تل السلطان عام 2000، وبلغ تعدادهم حينئذ نحو 17 ألف نسمة.

معقل للمواجهات والاستهدافات

مع بدء الاشتباكات بين المقاومة الإسلامية في غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي عقب إطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان المخيم معقلا لكثير من عمليات المقاومة وأيضا هدفا لنيران الجيش الإسرائيلي الذي ارتكب فيه مجازر عدة.

واستشهد نحو 35 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون في قصف إسرائيلي على مخيم للنازحين في منطقة تل السلطان يوم 26 مايو/أيار 2024، وأدى إلى تدمير وإحراق عدد كبير من الخيام.

وفي 28 من مايو/أيار 2024، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة تل السلطان بشكل مكثف، ما تسبب باستشهاد عدد من الفلسطينيين، وحصار طواقم طبية ومرضى داخل عيادة تل السلطان والمستشفى الإندونيسي.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في 15 يونيو/حزيران 2024 أن مقاتليها تمكنوا من قتل مجموعة من الجنود الإسرائيليين في كمين تمثّل في عملية مركّبة ضد آليات جيش الاحتلال المتوغلة في الحي السعودي بتل السلطان.

وفي 16 يونيو/حزيران استشهد فلسطينيان بنيران الاحتلال الإسرائيلي في الحي، كما استهدف الجيش الإسرائيلي سيارات إسعاف كانت تحاول انتشال جثامين شهداء.

وبثت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد قالت إنها من استهداف مقاتليها -بالاشتراك مع كتائب القسام- دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا باز" عند مفترق أبو عياش  في حي تل السلطان، يوم 13 أغسطس/آب .

وفي 24 أغسطس/آب نشرت كتائب القسام صورا لعملية نفذها مقاتلوها ضد جنود الاحتلال في منطقة تل السلطان، ودمروا فيها ناقلتي جند من طراز "النمر" إحداهما من نافذة أحد المنازل والأخرى في أحد الشوارع بمنطقة سكنية مدمَّرة وكلاهما من على مسافة أمتار قليلة.

كما استهدف مقاتلو القسام منزلا كانت تتحصن بداخله قوة إسرائيلية، وأظهر الفيديو عملية رصد الجنود بوضوح وهم في نافذة وشرفة المنزل قبل أن يتم قصفهم بعبوة "تي بي جي" مضادة للتحصينات وأخرى مضادة للأفراد.

وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024 نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا، أعلنا فيه قتل 3 عناصر من القسام بعد اشباك معهم في أحد المباني بتل السلطان، وقال البيان إن "الجيش وجهاز الشاباك يحققان في احتمال مقتل يحيى السنوار في هذه العملية"، قبل أن يعلن الجيش رسميا مقتله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات الجیش الإسرائیلی تل السلطان مخیم کندا مخیم رفح

إقرأ أيضاً:

غضب على مواقع التواصل جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على رفح (شاهد)

أثارت مشاهد النزوح القسري القاسية من المناطق الغربية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة جراء تجدد العدوان والتوغل الإسرائيليين ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بوضع حد للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة بعد استئناف الحرب الأسبوع الماضي، في حين تشهد مدينة رفح توغلا بريا وعمليات قصف عنيفة أسفرت سقوط شهداء ومصابين في صفوف المدنيين بالتزامن مع موجات نزوح جديدة من المنطقة.

والأحد، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما عنيفا على حي تل السلطان في رفح رافقه قتل وإصابة مدنيين، ومحاصرة المئات منهم، فضلا عن محاصرة طواقم إسعاف ودفاع مدني بشكل متعمد.


وقال جيش الاحتلال في بيان، إنه "انتهى من تطويق حي تل السلطان في رفح، لتعميق سيطرته وتوسيع المنطقة الأمنية العازلة في جنوب قطاع غزة".

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مروعة تظهر نزوح جماعي للفلسطينيين من المنطقة على وقع تصاعد عدوان الاحتلال، وسط شهادات مروعة عن إعدامات ميدانية ينفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين.

وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي إن "ما يحدث في رفح أكبر من خبر، وهو اختبار لوعينا، وحافز لمراجعة خياراتنا، ودعوة لأن نعيد تعريف النصر: هل هو تفوق في السلاح؟ أم استعادة لحقّ الإنسان في العيش الكريم وبناء مجتمع فاهم وعالم وصاحب موقف؟.
ما يحدث في رفح أكبر من خبر، وهو اختبار لوعينا، وحافز لمراجعة خياراتنا، ودعوة لأن نعيد تعريف النصر: هل هو تفوق في السلاح؟ أم استعادة لحقّ الإنسان في العيش الكريم وبناء مجتمع فاهم وعالم وصاحب موقف ؟
المرأة الزاحفة ليست فرداً، بل رمز، وصورتها صرخة في وجه كل ساكتٍ عن الحق، وكل… pic.twitter.com/5eDfS7OYuI — د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) March 23, 2025
وأضاف في تدوينة نشرتها عبر حسابه على منصة "إكس" مرفقة بمقطع مصور يظهر مسنة فلسطينية وهي تنزح ماشية على أيديها وأرجلها من شدة التعب والإرهاق، أن "المرأة الزاحفة ليست فردا، بل رمز، وصورتها صرخة في وجه كل ساكت عن الحق، وكل مبرّر للظلم، وكل صانع لسلام على حساب دموع الأمهات".

من جهته، قال المستخدم على منصة "إكس" يوسف القاسمي "نزوح جديد في رفح.. تحت سماء تعج بأصوات الطائرات وأرض تُثقلها المأساة، يُجبر أهالي المناطق الغربية برفح على النزوح مجددا، حاملين على أكتافهم بقايا أمتعتهم. يسيرون على طرقات مرهقة، أطفالٌ في الأحضان، وأمتعة متواضعة على الأكتاف، وقلوبٌ تفيض بالخوف من المجهول".

نزوح جديد في #رفح
تحت سماء تعجّ بأصوات الطائرات وأرضٍ تُثقلها المأساة، يُجبر أهالي المناطق الغربية برفح على النزوح مجددًا، حاملين على أكتافهم بقايا امتعتهم .
يسيرون على طرقات مرهقة، أطفالٌ في الأحضان، وأمتعة متواضعة على الأكتاف، وقلوبٌ تفيض بالخوف من المجهول.

لا مكان آمن، ولا… pic.twitter.com/WPS4xvEYpr — يوسف القاسمي (@ALqasmi801) March 23, 2025

وكان جيش الاحتلال الذي قال إنه استكمل تطويق حي تل السلطان في رفح، حدد 3 أهداف لهذه العملية، وهي "تدمير البنية التحتية للإرهاب، والقضاء على مسلحين في المنطقة، وتعميق السيطرة، وتوسيع المنطقة الأمنية في جنوب قطاع غزة"، على حد تعبيره.

وتشمل المنطقة الأمنية في مدينة رفح محور فيلادلفيا الممتد على طول الحدود مع مصر، الذي تسيطر عليه إسرائيل، رافضة الانسحاب منه ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل على هذا المحور في السابع من شهر حزيران/ يونيو عام 2024، وفق ما أعلن عنه آنذاك.

وتأتي هذه العملية في إطار تصعيد الجيش الإسرائيلي إبادته الجماعية المتواصلة في غزة، وبعد ليلة قاسية شهدها الفلسطينيون في تل السلطان جراء القصف المكثف الذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.


وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قالت في بيان إن "الهجوم الوحشي على حي تل السلطان، والحي السعودي، والبركسات في رفح، وحصار أكثر من 50 ألف مدني، واستهداف المواصي والطواقم الطبية، يُعد جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويشكل جزءًا من سياسة الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة".

وحذرت الحركة من "إقدام جيش الاحتلال الفاشي على ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحقّ المدنيين الأبرياء، في ظل الأنباء المؤلمة عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى الذين يتعذر الوصول إليهم ونجدة المصابين منهم، بسبب شدة الحصار والقصف الوحشي المستمر على المنطقة".

مش قادرة تحكي، صايمة وتعبانة ومش نايمة، وشافت ابنها ميت قدامها وبتلوم حالها عشان تركته وما قدرت تحمله عشان الدبابات كانت قدامها .. هذه أم.

وهذا الدم في رقاب الجميع، عرب وعجم، اللهم بلاء مثل هذا وألعن يصيب من كان يستطيع فعل شيء ليوقف المذبحة ولم يفعل!
رفح - تل السلطان
23 رمضان pic.twitter.com/x0t8O0u32V — أحمد حجازي Ahmed Hijazi ???? (@ahmedhijazee) March 23, 2025 أين الدعاة عما يجري في غزة الآن من الإبادة؟!

هل بلغكم أن هناك إخلاءا واسعا الآن للعائلات الفلسطينية تحت إطلاق نار كثيف من تل السلطان في رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، وبيت حانون، أقصى شمال القطاع مع بدء الجيش الإسرائيلي عدوانا بريا، ومحاصرة عدد كبير من العائلات في رفح، وتنفيذ إعدامات… pic.twitter.com/MkSiU5hkGt — فيصل بن قزار الجاسم (@faisalaljasem) March 23, 2025 مجازر بحق أطفال ونساء في تل السلطان في رفح دون تغطية إعلامية. — زيد حسن (@zaid__hassn) March 24, 2025 عينكم على غزة.. جحيم لا يُطاق، الناس تنزح من رفح بمشاعر تقشعر لها الأبدان، لا مأوى ولا شيء لديهم.

ما يجري يفوووق الكارثة، يفوووق الجحيم — mohammed haniya (@mohammedhaniya) March 23, 2025 مسن فلسطيني لا يقوى على المشي.. أُجبر على النزوح قسراً من حي تل السلطان غرب #رفح تحت وطأة القصف وتهديدات الاحتلال. https://t.co/N9pwhSxnB9 pic.twitter.com/2bVrT1SgXQ — Meqdad Jameel (@Almeqdad) March 23, 2025 افطرتوا؟
اشبعتوا؟
تلاحقني صورتها، يقتلني السؤال
كيف يمشي الوجع على أربعة!؟#تفاصيل #غزة_تحت_القصف #رفح pic.twitter.com/XnnbyIeXDN — أمل حمدان حبيب (@amalhabeeb87) March 23, 2025 تحدثوا عن رفح

هذه رفح المدمرة يتم نزوح أهلها من جديد وسط الحرب والدمار pic.twitter.com/mKQ3O6hqJa — وائل أبو عمر ???????? (@WaelAboOmer) March 23, 2025 الشهادات القادمة من مجزرة رفح مرعبة، كأنها مشاهد من أهوال يوم القيامة.

الجيش الإسرائيلي أعدم النساء والأطفال بدم بارد، ثم ألقى جثثهم على الطرقات، وكأن أرواحهم لا وزن لها في ميزان الإنسانية.

توفي أب أثناء النزوح، فلم يجد أبناؤه سوى الرصيف ملجأً لجثمانه، ثم واصلوا المسير قهرًا،… — Tamer | تامر (@tamerqdh) March 24, 2025 هل تعلموا ما حدث في #رفح !!
دفنوهم احياء بالرصاص وقفوا فوق الحفرة وجعلوا الأجساد تتكدس فوق بعضها لم يكن هناك وقت الصراخ الرشاشات حسمت كل شيء في ثوان !!
شاهد عيان من رفح!!
خذلو قتلوا وأدوا أمام العالم اجمع !????????
صيام مقبول يا مسلمين!!#غزة_تحت_القصف #جرائم_اسرائيل #ليله_٢٤ pic.twitter.com/gKeNApSOtB — ????????Tagh????reed (@taghreed202345) March 23, 2025 أكاد افقد عقلي من هول الخبر!

الجيش الاسرائيلي قام بإعدام نساء وأطفال في رفح ورميهم على الطرقات ..

كارثة كبيرة والصمت يقهر القلوب — MO (@Abu_Salah9) March 23, 2025

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يعترف باغتيال الصحفي شبات.. زعم أنه قناص في القسام
  • هآرتس: الجيش الإسرائيلي يحقق في تدمير عميد لمستشفى بغزة دون تصريح
  • الضفة تحت العدوان.. الجيش الإسرائيلي يقتحم مخيم بلاطة
  • غضب على مواقع التواصل جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي على رفح (شاهد)
  • تعرف على شهداء المكتب السياسي لحماس منذ بدء العدوان.. آخرهم البردويل (شاهد)
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لسكان حي تل السلطان برفح بالإخلاء الفوري
  • الجيش الإسرائيلي يطالب سكان حي تل السلطان في جنوب غزة بمغادرته فوراً
  • الجيش الإسرائيلي يبدأ هجوما على تل السلطان برفح جنوبي القطاع
  • ممنوع التحرك بالمركبات - الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مناطق جديدة في رفح
  • خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي لا يمكنه شن عملية عسكرية واسعة بغزة