بعد خطاب حميدتي.. هل تنعي «تقدم» إعلان أديس؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
أثار خطاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي”، تساؤلات حول مصير إعلان أديس أبابا الذي وقعته “تقدم” مع الدعم السريع لإيقاف الحرب. الإعلان الذي مضى عليه 10 أشهر لم يشهد تنفيذ أي من بنوده، فيما تتزايد الانتقادات لعدم التزام قوات الدعم السريع به. يُعزى فشل الإعلان إلى تدخل عناصر النظام السابق ورفض الجيش السوداني له، بينما يطالب محللون “تقدم” بمراجعة موقفها بعد تصاعد الخطاب الجهوي لقوات الدعم السريع.
الخرطوم: كمبالا: التغيير
أطلق قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان “حميدتي”، رصاصة الرحمة على “إعلان أديس أبابا” الموقع مع القوى الديمقراطية والمدنية “تقدم”، وذلك قبل أن يتم تنفيذ أي بند من بنوده، رغم مرور 10 أشهر منذ التوقيع عليه.
في خطابه يوم الأربعاء الماضي، أوصد حميدتي الباب أمام أي حلول تفاوضية قد تنهي معاناة الشعب السوداني، التي تفاقمت بسبب الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، والتي نص إعلان أديس أبابا الموقع بين تنسيقية تقدم والدعم السريع على إيقافها فوراً، وهو الأمر الذي لم يتحقق.
إنهاء الحربوقعت القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” مع قوات الدعم السريع في يناير الماضي “إعلان أديس أبابا”.
وفقاً للإعلان، أعربت “قوات الدعم السريع” عن استعدادها لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري وغير مشروط عبر التفاوض المباشر مع الجيش السوداني.
وأكد الإعلان أن مشروع خريطة الطريق وإعلان المبادئ “يشكلان أساساً جيداً لعملية سياسية تنهي الحرب في السودان”، مضيفاً أن “تقدم” ستطرح التفاهمات المتفق عليها مع “قوات الدعم السريع” على الجيش السوداني كأساس للوصول إلى حل سلمي.
عدم الالتزامومع ذلك، لم تلتزم قوات الدعم السريع خلال فترة التوقيع على الإعلان بتطبيق أي من البنود المتفق عليها مع “تقدم”، واستمرت في رتكاب الانتهاكات في معظم المناطق التي تسيطر عليها. وقد أدى ذلك إلى مطالبات بأن تتنصل “تقدم” من “إعلان أديس”، خاصة بعد مجزرة ود النورة في ولاية الجزيرة وسط البلاد.
ودافع القيادي بـ”تقدم” وعضو مجلس السيادة السابق، محمد الفكي سليمان، عن الإعلان الموقع مع الدعم السريع، حيث صرح خلال استضافته في “قناة الجزيرة مباشر” بأن الاتفاق بين “تقدم” والدعم السريع إذا حافظ على روحه، فإنهم سيظلون متمسكين به.
بعد التوقيع عليه مباشرة، قوبل التوقيع على “إعلان أديس” بانتقادات من قبل القوات المسلحة وحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، التي اعتبرت أن الإعلان يعد تجاوزاً صريحاً لمؤسسات الدولة القائمة. وبعد ساعات من التوقيع، جاء أول رد فعل رسمي من نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، الذي قال إن «إعلان أديس أبابا» الموقع بين قوات الدعم السريع وتنسيقية القوى المدنية “تقدم” هو اتفاق بين شركاء.
ووصف عقار موقعي إعلان أديس أبابا مع الدعم السريع بأنهم ” الحاضنة السياسية المعروفة للدعم السريع، وداعمون لتمردها” وأضاف “أما إجراء لقاء بين “تقدم” والحكومة السودانية، فليس لنا علم به،
تعدد الجيوشومن أبرز النقاط التي شدد عليها طرفا الإعلان، ضرورة أن يستند السلام المستدام في السودان إلى إنهاء تعدد الجيوش وتشكيل جيش مهني يعبر عن الجميع وفقاً لمعيار التعداد السكاني.
كما اتفقت “قوات الدعم السريع” مع “تقدم” على تشكيل إدارات مدنية بتوافق أهالي المناطق المتأثرة بالحرب، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها، وتشكيل لجنة مشتركة لوقف وإنهاء الحرب وبناء السلام.
وتعهدت “الدعم السريع” أيضاً بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرتها، وإطلاق سراح 451 من أسرى الحرب والمحتجزين في بادرة حسن نية.
الطرفان يمثلان عائقالكن الطرفين في الصراع في السودان ظلا يشكلان عائقاً أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى الولايات المختلفة، رغم تفشي الجوع والمرض.
وقد دقّت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، معتبرة الأزمة في السودان أكبر أزمة إنسانية في العالم، متهمة طرفي الصراع باستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية وعسكرية.
نازحون يجتمعون لتناول وجبة أعدتها غرف الطوارئ بمعسكر زمزم للنازحيننتيجة لضغط المجتمع الدولي، وافقت الحكومة السودانية في منتصف أغسطس، بعد ممانعة، على استخدام معبر أدري الحدودي مع تشاد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور لمدة 3 أشهر، لكن المساعدات لم تصل إلى مستحقيها، حيث تسربت إلى الأسواق، حسب شهود عيان.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أنه تم نقل 1,253 طن متري من المساعدات الإنسانية في 38 شاحنة عبر معبر أدري حتى 26 أغسطس، مما سيساعد حوالي 119 ألف شخص في مواقع مختلفة.
لم يكن غايةولم تصدر القوى المدنية والديمقراطية “تقدم” رد فعل رسمي حول مصير “إعلان أديس أبابا” بعد الخطاب التصعيدي لقائد قوات الدعم السريع، الذي أعلن خلاله إيقاف التفاوض مع الجيش واستمرار العمليات العسكرية في جميع الجبهات.
ترى تنسيقية تقدم أن إعلان أديس أبابا الموقع بينها وقوات الدعم السريع لم يكن غاية في حد ذاته. وعلق الناطق الرسمي باسم التنسيقية، بكري الجاك، على ذلك، مشيراً إلى أن إعلان أديس أبابا تزامن مع قمة الإيغاد التي انهارت عندما رفضت الحكومة السودانية نتائجها، إضافة إلى رفضها بيان جدة.
وأوضح الجاك في حديثه لـ”التغيير” أنه عقب ذلك دخلت قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة، وتحركوا بدورهم للقيام بشيء يوقف الحرب.
وأضاف: “تواصلنا مع الجيش والدعم السريع، وفي البداية وافق الطرفان. بناءً على ذلك، التقينا بقوات الدعم السريع، واتفقنا على إعلان من ستة مبادئ رئيسية، على رأسها وحدة السودان والمواطنة المتساوية، والجيش المهني الواحد، وجزء يتعلق بحماية المدنيين”.
وتابع الجاك قائلاً: “ما قمنا بطرحه على قوات الدعم السريع أردنا أيضاً طرحه على القوات المسلحة السودانية، مشيراً إلى أن الأخيرة وافقت كتابياً في 15 يناير الماضي على مقابلة تقدم، لكن هذا لم يحدث”.
وأردف: “لم يجلس الجيش مع تقدم بسبب أن هناك من روج للقوات المسلحة بأن تقدم تعتبر حليفاً لقوات الدعم السريع عبر إعلان أديس”.
إعلان مبادئوأوضح الناطق الرسمي لتنسيقية تقدم أن إعلان أديس لم يكن له قيمة في التنفيذ ما لم توافق عليه القوات المسلحة، لأنه ليس اتفاقاً، وإنما إعلان مبادئ.
وأضاف: “ليس مهماً إذا أعلن الدعم السريع تنصله عن الإعلان، أو لم يعلن. إن إعلان أديس أبابا ليس له قيمة على الأرض لأنه بين طرف مدني وطرف عسكري هو الدعم السريع”. وأوضح قائلاً: “قيمة إعلان أديس أبابا مطروحة للأطراف المتقاتلة”.
ولفت الناطق باسم “تقدم” إلى أن الإعلان كان يمكن أن يحدث اختراقاً في وقته، إلا أن حيل فلول النظام السابق والقوات المسلحة حالت دون المضي به إلى الأمام.
تدخل عناصر النظام السابقواتفق الخبير الاستراتيجي طارق عمر مع الجاك، مشيراً إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لعدم نجاح “إعلان أديس أبابا” هو رفض الجيش السوداني التوقيع على الإعلان رغم موافقته المبدئية.
واتهم عمر عناصر النظام السابق بأنهم اختطفوا قرار الجيش بعدم التوقيع على الإعلان مع تقدم.
وقال طارق لـ”التغيير”: “إذا وقع الجيش السوداني على هذا الإعلان، كان يمكن أن يساعد في تخفيف معاناة الشعب السوداني من التصعيد العسكري بين الطرفين في ذلك الحين، وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي ظل طرفا الصراع يستغلاها كغطاء سياسي وعسكري، مما أضر بالمواطن السوداني الذي لا تهمه صراعات الطرفين”.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن خطاب حميدتي أطلق رصاصة الرحمة على آمال الشعب السوداني، الذي كان يتطلع إلى تفاوض قريب يعيدهم إلى وطنهم وديارهم التي شردوا منها بسبب الحرب. وشدد على أن استمرار التصعيد العسكري سيزيد معاناة الشعب السوداني ويدمر البنية التحتية، مما يقتل حلم الأطفال الذين حرموا من التعليم لعامين، دون أن يحقق نصراً لأي من الطرفين.
غطاء سياسيبدوره، يرى المحلل السياسي عبد الباسط الحاج أن “إعلان أديس أبابا” يحتوي على خطأ سياسي كبير، حيث منح الدعم السريع غطاءً سياسياً كان يفتقده، باعتباره “مليشيا” شبه عسكرية تمردت على الجيش السوداني وتفتقر لرؤية وأهداف واضحة.
وقال عبد الباسط لـ”التغيير”: “التوقيع على الإعلان خسر الكثير من القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، لأنه غير ذي فائدة، وصنف “تقدم” بأنها ظهير سياسي للدعم السريع”. وأشار إلى أن الإعلان أعطى قائد الدعم السريع مشروعية لعقد تحالفات عززت من تحركاته في المشهد الإقليمي.
وأضاف الحاج: “التصعيد الأخير في خطاب حميدتي يحتوي على منحى جهوي خطير يساهم في تفكيك النسيج الاجتماعي، ويعزز من فرضية أن الدعم السريع يرتكب جرائم على أساس جهوي وقبلي”. وأكد أن ذلك يتطلب تحركاً عاجلاً من القوى المدنية والديمقراطية لإعادة التصالح مع جماهير الشعب السوداني لتصحيح المسار.
الوسومآثار الحرب بين الجيش والدعم السريع إعلان أديس أبابا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم خطاب حميدتي الأخيرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إعلان أديس أبابا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم خطاب حميدتي الأخير المساعدات الإنسانیة قوات الدعم السریع إعلان أدیس أبابا الشعب السودانی الجیش السودانی القوى المدنیة والدعم السریع النظام السابق خطاب حمیدتی فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
في وقت تقترب المعارك من القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية الخرطوم، بعد عبور الجيش نهر النيل الأزرق والوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش، الجمعة الماضية، ومن ثم محاولة الانفتاح غرباً نحو منطقة السوق العربي والمؤسسات والوزارات السيادية، سيطرت قوات الجيش على عدد من المواقع المهمة والاستراتيجية في مدينة الخرطوم بحري مع تراجع كبير لقوات الدعم السريع.
وقال مصدر ميداني لـ«القدس العربي» إن القوات التي وصلت القيادة العامة للجيش استطاعت التقدم غرباً وتحييد العديد من البنايات العالية المطلة على شارع المك نمر عن طريق شارع الجامعة وعدد من الشوارع الفرعية الأخرى، مشيراً إلى استعادة الجيش أمس الأول مباني الشرطة الأمنية القريبة من المركز الثقافي الفرنسي في قلب المدينة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/ نيسان عام 2023، فرضت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» سيطرتها على القصر الرئاسي والوزارات والمؤسسات السيادية المحاذية للضفة الجنوبية للنيل الأزرق بعد مواجهات دامية استمرت لأسابيع في محيطه. وتفيد المتابعات إلى تعرض القصر الجمهوري الذي شهد ميلاد الدولة الحديثة في السودان إلى عملية تدمير واسعة بسبب الحرب.
ويتقدم الجيش نحو القصر الرئاسي من محورين رئيسين، غرباً من منطقة المقرن وشرقاً من القيادة العامة، بينما لا تزال القوات القادمة من الناحية الجنوبية تجاه سلاح المدرعات بعيدة مقارنة بالقوات في المحاور أعلاه والتي لا تفصلها سوى بضعة كيلومترات عن موقع القصر في وسط الخرطوم.
الجيش يتوسع في الخرطوم بحري ويتسلم مواقع مهمة
وإلى ذلك، يتوقع مراقبون وخبراء عسكريون أن يكون تحرير القصر الرئاسي بالنسبة للجيش معركة فاصلة في عموم ولاية الخرطوم، ويأتي ذلك في وقت دفعت قوات حميدتي بمزيد من التعزيزات لمنطقة وسط المدينة التي تمتاز بالبنايات العالية والحصينة.
وفي السياق، قال الخبير العسكري معتصم عبدالقادر لـ»القدس العربي»، إن أغلب المعارك التي خاضها الجيش السوداني في وسط البلاد والعاصمة الخرطوم منذ سبتمبر/ أيلول الماضي اتسمت بعدم وجود مواجهات مباشرة من قبل الدعم السريع. وأضاف: «السمة الغالبة لطريقة قتال قوات الدعم هي الهروب ومحاولة الالتفاف، ولكن عندما صار الجيش يقطع سبل الالتفاف صارت تلك القوات تتفادى الاشتباكات وتفضل إخلاء المواقع تحت ضغط الطيران والمدفعية».
وقال عبدالقادر إن ولاية الخرطوم خالية من الدعم السريع بما فيها القصر الجمهوري، ولكن الوصول إلى هذه المناطق يتطلب الاستطلاع والاستخبار والتمشيط والتطهير قبل الانتشار في مثل هذه المواقع وهذا ما يجري الآن حد قوله.
ميدانياً، وفي الخرطوم بحري، ثالث مدن العاصمة، أفاد مصدر عسكري لـ»القدس العربي» بأن الجيش فرض سيطرته أمس على مجمع الزرقاء للتصنيع الحربي وأبراج الشرطة ومستشفى البراحة في حي شمبات ووحدة الطبية التابعة للدعم السريع إلى جانب تحرير جامعة الزعيم الأزهري ومبنى وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، بينما تراجعت قوات حميدتي إلى الأحياء القديمة في وسط المدينة «حلة حمد وخوجلي والدناقلة».
ولفت المصدر إلى وصول الجيش المتقدم من منطقة الحلفايا إلى سلاح الإشارة عن طريق شارع الإنقاذ جعل قوات الدعم السريع في تلك المناطق محاصرة من كافة الاتجاهات وليس لها مخرج سوى الهروب عن طريق جسر المك نمر إلى الخرطوم أو عبور نهر النيل نحو جزيرة توتي وهي في كلتا الحالتين مغامرة صعبة كما يقول نسبة لانتشار الجيش بالقرب من تلك الأماكن ومع التحليق المستمر للطيران الحربي والمسيرات. بالتزامن، دخلت منطقة شرق النيل في الاتجاه الشرقي للعاصمة إلى دائرة المواجهات العسكرية بعد محاولة الجيش التقدم الحذر نحو حي كافوري ووصول تعزيزات عسكرية من منطقة البطانة إلى بعض المناطق الطرفية في الناحية الجنوبية الشرقية مع وجود قوات ضخمة أخرى بمعسكر حطاب ومصفاة الجيلي أقصى شمال الخرطوم.
يقول الخبير العسكري، معتصم عبدالقادر، إن خطة الجيش الهجومية في العاصمة الخرطوم بدأت منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي بعبور الكباري والجسور من أم درمان إلى مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، بالإضافة إلى تكثيف الوجود العسكري البشري والتسليحي للقوات في مناطق الكدرو وحطاب والمقرن.
وأوضح أن الجيش ركز على الانفتاح شمالاً نحو منطقة الجيلي والمصفاة وجنوباً تجاه سلاح الإشارة والقيادة ونجح في إعادة السيطرة على تلك المناطق مما يسهل عليه في الانطلاق في الفترة القادمة لتعزيز محاور المقرن والمدرعات وشرق النيل.
ووفقاً لعبدالقادر، نصب الجيش أيضاً كماشة تطويقية على الدعم السريع عبر قواته في محور العيلفون وحطاب والمحاور الأخرى ما يضعها في طوق محكم داخل ولاية الخرطوم وطوق أوسع وأحكم من ولايات نهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض والقضارف، مؤكداً بأن كل هذه المحاور مفتوحة على خطوط الإمداد من الشمال والشرق وأم درمان.
وبين أن الجيش في هذه المرحلة يمارس عمليات تمشيط لأحياء العاصمة المختلفة كما يتأهب لمواجهة بقايا الدعم السريع في قرى شمال ولاية الجزيرة، مشيراً إلى أن الجيش سوف ينتقل بعدها إلى مرحلة أخرى وهي القضاء على جيوب الدعم السريع في ولايات كردفان والزحف نحو ولايات دارفور غربي البلاد.
في سياق متصل، أكدت مصادر محلية ومصدر عسكري انسحاب أعداد كبيرة من عناصر الدعم السريع من أحياء شرق النيل وبعض المناطق الأخرى في الخرطوم وعبورهم جسر خزان جبل أولياء مع عائلتهم وبعض المنهوبات نحو أم درمان ومن ثم إلى دارفور.
واعتبرت تراجع الدعم السريع إلى دارفور هروباً إلى حواضنه الاجتماعية وليس انسحاباً تكتيكياً مدروساً من أجل استعادة قوتها وبذلك زادت من حصار نفسها خصوصاً بعد ترك أسلحتها ومعداتها وذخائرها بالخرطوم.
وتوقع أن تكون المعارك في دارفور أكثر سهولة من حرب المدن في الخرطوم وغيرها التي اتسمت بالالتفافات والقنص بينما مناطق دارفور مكشوفة مما يسهل العمليات الجوية التي يتفوق فيها الجيش السوداني. وعزز الحديث عن انسحاب أعداد مقدرة من الدعم السريع نحو إقليم دارفور من مخاوف بعض المراقبين من أن تنخرط تلك القوات في مهاجمة مدينة الفاشر، لكن يرى عبدالقادر أن انتصارات الجيش في وسط البلاد والخرطوم خفف العبء على الطيران الحربي مما جعل الجهود تتوجه إلى مناطق دارفور وكردفان، مشيراً إلى الخسائر الفادحة التي تسببت بها مقاتلات الجيش لقوات الدعم السريع المتجمعة، أمس الأول حول «خزان قولو» وهو مصدر مياه الفاشر.
وأضاف قائلاً: «الروح المعنوية المنهارة لقواعد الدعم السريع وتخلي القيادات الميدانية والعليا عنهم لن تترك لهم مجالاً أو رغبة في العودة للقتال وإنما سيفضلون الالتجاء لحواضنهم الخلوية أو دول الجوار».