عشرات القتلى وخسائر بالمليارات.. ماذا حدث في هاواي؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تسببت حرائق الغابات في جزر هاواي الأميركية في مقتل العشرات، وأجبرت الآلاف من السكان والسياح على الإخلاء، ودمرت مدينة سياحية.
وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 93 قتيلا على الأقل، وفق سلطات جزيرة ماوي بالولاية عبر موقعها على الإنترنت، وهو ما يجعل حرائق الغابات في الولاية الأكثر فتكا في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، وفق رويترز.
وهاواي أرخبيل يقع على بعد حوالي 3200 كم، غرب البر الرئيسي للولايات المتحدة. وتتكون من ثماني جزر رئيسية، تشمل هاواي، المعروفة باسم "Big Island" "الجزيرة الكبيرة". وتقع جزيرة ماوي إلى الشمال والغرب من جزيرة هاواي.
وقالت السلطات إن عدد القتلى مرشح للزيادة، إذ تمشط فرق البحث، بالاستعانة بالكلاب المدربة، أطلال بلدة لاهاينا الساحلية التي دمرت بشكل واسع.
ومن خلال نشرها لصور ما قبل وبعد الحرائق، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على آثار الدمار بمدينة لاهاينا التاريخية من جراء تلك النيران التي أدت لإعلان حالة الطوارئ.
وفي تحليل لصور الأقمار الاصطناعية، حددت نيويورك تايمز حوالي 1900 مبنى قد تضرر أو دمر بشكل واضح بسبب الحريق.
قبل وبعد.. فيديو يكشف الدمار المخيف الذي خلفه "حريق هاواي" لا تزال لقطات للدمار في جزر هاواي الأميركية تتدفق، وسط ارتفاع لعدد الضحايا حرائق الغابات المستعرة في جزيرة ماوي.وقالت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ إن التقديرات تشير إلى أن تكلفة إعادة بناء لاهاينا تبلغ نحو 5.5 مليار دولار، نظرا للأضرار أو الدمار الذي لحق بالمباني، واحتراق أكثر من 2100 فدان.
وقال جوش غرين حاكم هاواي: "لم نشهد حريقا هائلا أثر على مدينة مثل هذه من قبل". وذكر غرين في مؤتمر صحفي أن عدد القتلى سيواصل الارتفاع مع العثور على المزيد من الضحايا.
وقال جون بليتير، رئيس شرطة ماوي، إن الكلاب المدربة لم تمشط سوى 3 في المئة فقط من منطقة البحث.
وتسببت الحرائق كذلك في احتراق أجزاء من جزيرة هاواي، وفق رويترز.
وقالت صحيفة هونولولو ستار نقلا عن تقارير رسمية صادرة عن دورية الطيران المدني الأميركية وإدارة إطفاء ماوي إن نحو 271 بناية دمرت أو تضررت.
الكارثة الأكبر منذ 100 عاموتخطى عدد قتلى الكارثة الطبيعية في هاواي عدد قتلى موجة تسونامي التي أودت بحياة 61 شخصا في 1960.
وتجاوز عدد القتلى أيضا ما أسفر عنه حريق، وقع في 2018، ببلدة بارادايس بكاليفورنيا وأودى بحياة 85 شخصا.
عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في لاهايناوصارت حرائق الغابات في هاواي كذلك الأكثر فتكا في الولايات المتحدة منذ 1918 عندما أودت حرائق في كلوكيه بولاية مينيسوتا وفي ولاية ويسكونسن بحياة 453 شخصا.
كيف انتشرت الحرائق؟قال براد فينتورا، رئيس مكافحة الحرائق في مقاطعة ماوي، في مؤتمر صحفي، إن الحرائق بدأت بعد منتصف ليل الثلاثاء مباشرة، وفاقمتها الرياح الشديدة. وقال إن أول حريق اندلع في منطقة ماكاوا بجزيرة ماوي، وانتشر في حوالي 675 فدانا.
وبحلول الساعة 11 صباح الثلاثاء، بدأ حريق لاهاينا في تدمير المدينة التاريخية، وذلك بسرعة رياح وصلت إلى 60 ميلا في الساعة.
وعند حوالي ظهر الثلاثاء، اندلع حريق آخر في كولا في ماوي، مما أدى إلى إخلاء المناطق السكنية القريبة.
الحرائق في هاواي الأكبر منذ عقودوحوالي الساعة 6 مساء، اندلع حريق رابع على طريق بوليهو في "سنترال فالي" أحرق عدة مئات من الأفدنة.
وتضررت بشدة مدينة لاهاينا المترامية الأطراف في غرب ماوي، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 13 ألف نسمة. وقالت حاكم ولاية هاواي، سيلفيا لوك، إن المدينة "دمرت" و "تغيرت إلى الأبد".
أسباب الحرائقولايزال سبب اندلاع حرائق الغابات في هاواي غير واضح.
وقال كينيث هارا، قائد الحرس الوطني في هاواي: "لا نعرف ما الذي أشعل الحرائق بالفعل، وهناك ثلاثة عوامل تزيد الخطر: شهور الجفاف وانخفاض الرطوبة والرياح العاتية"، وفق تصريحاته التي نقلتها رويترز.
وتوضح واشنطن بوست أن الرياح القوية من جراء العواصف الناتجة عن إعصار "دورا" القريب يمكن أن تساهم في انتشار حرائق الغابات حيث تصل سرعة الرياح إلى أكثر من 80 ميلا في الساعة.
ونقلت رويترز عن مسؤولين إن الرياح القادمة من إعصار "دورا"، جنوب غرب جزر هاواي في المحيط الهادئ، أشعلت النيران في جميع أنحاء الولاية، كما تسبب نظام الضغط المنخفض بالقرب من اليابان في زيادة قوة الرياح العاتية.
الحرائق تسببت بعمليات إخلاءويشير العلماء إلى أنواع من النباتات غير الأصلية المنتشرة في هاواي شديدة الاشتعال، فقد أدى انتشار هذه الأعشاب في مناطق الأراضي الزراعية والغابات إلى خلق كميات كبيرة من المواد سهلة الاشتعال، التي تزيد من مخاطر وشدة الحرائق.
ووفقا لإليزابيث بيكيت، المديرة التنفيذية المشاركة لمنظمة إدارة الحرائق في هاوي، فإن هذه الأعشاب تشكل 26 في المئة من مساحة هاواي.
ويمكن أن تفاقم ظروف الجفاف من زيادة احتمال اندلاع حرائق غابات شديدة في جميع أنحاء المنطقة.
وكانت وكالة مراقبة الجفاف الأميركية أصدرت تقريرا في 8 أغسطس يوضح بالتفصيل مناطق الجفاف في هاواي وزيادة حرائق الغابات المرتبطة به.
مشكلات فنيةفي غضون ذلك، تعهد المسؤولون بفحص أنظمة إنذارات الطوارئ في الولاية بعد أن تساءل بعض السكان عن التحذيرات التي كان من الممكن أن تصلهم قبل أن تجتاح الحرائق منازلهم. واتجه البعض إلى مياه المحيط الهادي للهروب.
وتوجد صفارات إنذار في أنحاء الجزيرة بهدف التحذير من الكوارث الطبيعية قبل وقوعها، إلا أنها لم تدو على ما يبدو، وأدى انقطاع الكهرباء وخدمة الهواتف المحمولة على نطاق واسع إلى إعاقة أشكال أخرى من التنبيهات، وفق رويترز.
ومن بين المتضررين كول ميلينغتون ، أحد سكان لاهاينا ، الذي قال لـ"سي أن أن": "لم يأتيا أي تنبيه بالإخلاء"، مشيرا إلى أنه وسكان المدينة عرفوا بالخطر فقط من "عمود الدخان الأسود الهائل" في سماء لاهاينا.
وقالت المدعية العامة بالولاية، آن لوبيز، إنها بدأت مراجعة بشأن آليات صنع القرارات قبل وأثناء الحريق، بينما قال جوش غرين، حاكم هاواي، لشبكة "سي أن أن"، إنه سمح بمراجعة نظم الاستجابة للطوارئ.
وقالت بيكيت لواشنطن بوست إن المجتمعات والأنظمة البيئية في هاواي لم تواجه تهديدات كبيرة بحرائق الغابات في الماضي، لذلك تفتقر الولاية إلى الاستعدادات لمنع الحرائق والحد من تأثيرها. ويتضمن ذلك العمل على تقوية المنازل بحيث تكون أكثر مقاومة للحريق، وإدارة نمو النباتات التي تغذي الحرائق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حرائق الغابات فی جزیرة ماوی فی هاوای حرائق فی
إقرأ أيضاً:
خلال 2024.. ارتفاع كبير في المساحات الخضراء المُدمرة من الحرائق بالبرازيل
زادت المساحات الخضراء التي دمرتها الحرائق في البرازيل بنسبة 79% في عام 2024، لتصل إلى 30,8 مليون هكتار، وهي أكبر من مساحة إيطاليا، بحسب تقرير لمنصة "ماب بيوماس".
وهذه أكبر مساحة محترقة في البرازيل خلال عام واحد منذ سنة 2019.
أخبار متعلقة النيران تنتشر بسرعة.. اندلاع حريق غابات جديد شمال لوس أنجلوسبسبب تهديدات ترامب.. بنما تشكو أمريكا أمام الأمم المتحدةوكانت الأمازون، وهي منطقة طبيعية ضخمة تتمتع بنظام بيئي يتسم بأهمية لتنظيم المناخ، الأكثر تضررًا، إذ دمرت الحرائق نحو 17,9 مليون هكتار، أي 58% من المجموع، وأكثر من مجمل المساحات المحترقة في البلاد سنة 2023، بحسب الدراسة.
140 ألف حريقكان عام 2024 غير اعتيادي ومقلقًا، على قول آن ألينكار، وهي منسقة في "ماب بيوماس فاير" التي تشكل منصة مراقبة تابعة للمرصد البرازيلي للمناخ.
وبحسب البيانات الرسمية، سُجل أكثر من 140 ألف حريق سنة 2024، وهو أعلى مستوى منذ 17 عامًا ويمثل زيادة بـ42% مقارنة بالعام 2023.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } عناصر من فرق إطفاء حرائق غابات الأمازون - رويترز
ويعد العلماء أن حجم هذه الحرائق مرتبط بالاحترار المناخي الذي يجعل النباتات أكثر جفافًا، ما يسهل انتشار النيران،
لكن الحرائق تكون في كل الحالات تقريبًا مُفتعلة.
ارتفاع معدل الغابات المحترقةحذرت ألينكار خصوصًا من الحرائق التي طالت الغابات، التي تُعد أساسية لالتقاط الكربون المسؤول عن ظاهرة الاحترار المناخي، فقد دُمر 8,5 ملايين هكتار في عام 2024، مقابل 2,2 مليون هكتار سنة 2023.
وللمرة الأولى في الأمازون، كان معدل الغابات المحترقة أعلى من المراعي.
وقالت ألينكار: "هذا مؤشر سلبي، لأنه بمجرد أن تستسلم الغابات لحريق، تبقى معرضة بشدة لحرائق جديدة".
وهذه النتائج سيئة خصوصًا للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في وقت من المقرر أن تستضيف مدينة بيليم في الأمازون مؤتمر "كوب 30" للمناخ في نوفمبر المقبل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دخان الحرائق يغطي سماء غابات الأمازون - وكالات
التحرك لاحتواء الأزمة البيئيةانخفضت إزالة الغابات بنسبة تزيد على 30% على أساس سنوي اعتبارًا من أغسطس، بحسب الإحصاءات الرسمية، وهو أدنى مستوى منذ 9 سنوات.
وجعل لولا حماية البيئة إحدى أولوياته.
في سبتمبر، أقر لولا بأن البرازيل ليست "مستعدة بشكل تام" لمكافحة موجة من حرائق الغابات.
ويعتمد البعض عمليات الحرق لتطهير الحقول المخصصة للمحاصيل أو المواشي، أو يشعلون النار في مناطق معينة من الغابات للاستيلاء على أراض بشكل غير قانوني.
وشددت ألينكار على أن "آثار هذا الدمار تؤكد الحاجة الملحة للتحرك لاحتواء الأزمة البيئية التي تفاقمت بسبب الظروف المناخية القاسية، والناجمة عن أنشطة بشرية، كما كانت الحال في العام الفائت".