وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، وجاء فيها: "لأن اللحظة لحظة صبر ووعي وتضحية وتضامن وتكافل ودفاع ونهوض وبذل وتحمّل في سبيل كلمة الله ومصالح البلد والناس فقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ* الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، واللحظة لحظة صبر وتوكل وتكافل وبذل وجهد وجهاد واجتهاد واحتساب وتضحية وفداء وطني لتأكيد هويتنا على محلّها من الله تعالى بسعة ما لله بالإنسان والبلد وخدمة قضاياه ووجوده، وتاريخنا طويل في هذا العالم من التضحيات والبذل والقرابين الزكية التي لا تنقطع، وموقفنا اليوم ينبع من صميم مواقف الإمام الحسين الأبيّ الممانع المقارع الواثق الذي لا يقبل ظلماً ولا اضطهاداً ولا عدواناً ولا تنكيلاً ولا فظاعات تطال الأرض أو العرض أو الإنسان أو القيم أو المجاميع المظلومة والمقهورة، وهنا بالذات يُعيد اللهُ تعالى تفسير الصبر بكل أنواع الحضور على الأرض من مؤسسات وشبكات تضامن وإغاثة وصمود وبذل وعطاء واحتساب وتجميع إمكانات وتوظيف قدرات في سبيل الإنسان وبلده وواقع وجوده وطبيعة حقوقه وقيمه التي يلاقي بها الله العظيم، واليوم التاريخ على الأرض وبين الجبهات وبكل محافظات هذا البلد المتضامن العزيز، وما يجري في غزة ولبنان حرب كونية ولعبة أمم ومشروع كبير للغاية".



أضاف: "والقضية قضية وطن وشعب وحقوق وآمال لا تقبل هيمنة أو اضطهادا أو ظلما أو تنكيلا سواء كان دوليا أو صهيونيا،  واليوم كل الطوائف تمارس أدوارها الوطنية وتخوض غمار أقدس حرب وطنية وأكبر لهفة تضامنية، والثقة كبيرة بالعائلة اللبنانية التي أكدّت باستمرار أنها فوق الخصوصيات الطائفية والمناطقية، ومنذ اليوم الأول للحرب تتلاقى انتصارات الجبهة الجنوبية بالتلاحم اللبناني الكبير، والأرض أرض لبنان والشعب شعبه والمقاومة مقاومته وتاريخ هذا البلد نخوة وبذل وعطاء وانتصارات ووحدة وطنية وتضامن وتكافل لحظة المفاصل التاريخية".

وتوجه المفتي قبلان "لأهلنا النازحين ومن يشاركهم ضرورات النزوح": أنتم النخوة والقدرة والأمانة والإمكانات والشرف والأرضية التي تصنع النصر وتحفظ البلد، وبكم نقوم ونستمر، ولا قيام للمقاومة بلا شعبها وناسها، ولا قيام للبنان بلا هذا التضامن الوطني الكبير، والتوازنات على الأرض أكبر من كل الأساطيل بعون الله تعالى، والحرب قريباً تضع أوزارها ونعود معاً بعون الله تعالى".

وتابع: "وللرئيس نجيب ميقاتي أقول: لبنان أمانة، ودرة هذه الأمانة بين يديك، وللقوى السياسية ومن أجواء القمة الروحية التي عمّت أرجاء بكركي أقول: الرئيس نبيه بري قامة وطنية موثوقة وهو شخص عابر للطوائف بطبيعة فكره ومدرسته ولديه قدرة استثنائية على تأمين تسوية رئاسية تليق بتاريخ وشراكة وتضامن هذه العائلة اللبنانية وبما يحفظ مصالح البلد والعائلة التاريخية للبنانيين بعيداً عن الزواريب السياسية، ومن هنا كنت أقول دوماً أنّ الرئيس نبيه بري مصلحة وطنية والإستماع له ضرورة وطنية عليا، والتنازل من أجل التلاقي والإنقاذ والتضامن شرف وطني للجميع، وقلب جبل عامل من قلب جبل كسروان".

وختم المفتي قبلان: "وللسيد سمير جعجع أقول: هذا البلد بلدنا جميعا ولمّ شمل العائلة اللبنانية يليق بأبناء هذا البلد العزيز مهما اختلفنا،  والأستاذ وليد جنبلاط نموذج كبير عن درع المواقف الوطنية لحظة الصعاب، والبلد قوي ومحمي  وبعين الله تعالى".

                                     

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الله تعالى هذا البلد

إقرأ أيضاً:

كيف علقت القوى السياسية اللبنانية على تصريحات جعجع بشأن سلاح حزب الله؟

بيروت- أطلق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، سلسلة من المواقف السياسية التي أثارت ردود فعل متباينة بين القوى السياسية اللبنانية، وخاصة تلك المتعلقة بدعوة حزب الله للتخلي عن سلاحه، لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان، مبديا في الوقت نفسه معارضته قيام الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله بالقوة.

وكان جعجع قد دعا -في مقابلة إعلامية- حزب الله والدولة اللبنانية إلى تنفيذ الاتفاقات المحلية والقرارات الدولية لحل الفصائل المسلحة خارج سيطرة الدولة، مؤكدا أنه "لا يرى إمكانية لاندلاع حرب أهلية في لبنان"، وأن حزبه لا يريد أن تبدأ تلك الحرب.

واعتبر جعجع أن ضغوط الحملة العسكرية الإسرائيلية الشديدة تشكل فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح، كما رأى أن نزوح اللبنانيين الشيعة إلى مناطق سنية ومسيحية من شأنه إثارة مشاكل في بلد يعاني مشاكل اقتصادية.

توضيح الحزب

وأصدرت دائرة الإعلام الخارجي لحزب القوات اللبنانية بيانا وضحت فيه "أن الحديث الذي نشر لا يعبّر في بعض نقاطه بشكل صحيح عما قاله جعجع، إذ إنّ الترجمة التي تولّتها الوكالة قد حرّفت مضمون بعض الأجوبة أو افتقرت إلى الدقة".

وفي حديث لمسؤول جهاز الإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، للجزيرة نت، أوضح أنه عندما تُجرى المقابلات مع صحفيين أجانب وباللغة الأجنبية، قد يحدث أحيانا سوء فهم لبعض المصطلحات أو التوجهات السياسية، مما يؤدي إلى تفسير الأمور بشكل مغاير للمواقف الفعلية.

وأضاف جبور أنه "تم التنبيه إلى أن بعض النقاط كانت غير واضحة بسبب سوء الترجمة أو التقدير"، مؤكدا أنهم اكتفوا بالتوضيح الذي ورد في البيان الصادر أمس الخميس، من دون الدخول في تفاصيل حول النقاط التي تسببت في اللبس أو نقص الدقة في التعبير.

لكن اللافت في مواقف جعجع أنه أطلقها:

عشية الإعلان عن تسليم السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورقة خطية تتضمن مسودة اقتراح لوقف إطلاق النار. عشية زيارة علي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني إلى بيروت قادما من دمشق، ولقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث معهما حول العدوان الإسرائيلي على لبنان. بعد أيام قليلة على القرار الإسرائيلي بتوسيع العملية البرية في لبنان. التمسك بالقرار

وتعليقا على مواقف جعجع، يرى الدكتور علي درويش النائب السابق في الكتلة البرلمانية لرئيس الحكومة اللبنانية أن "حل مشكلة سلاح حزب الله يكمن في تطبيق القرار 1701"، مذكرا أن هذا الحل الذي لطالما نادى به كل من رئيس الحكومة ميقاتي ورئيس مجلس النواب بري، اللذان يمثلان السلطة الرسمية اللبنانية حاليا، ومشددا على ضرورة التمسك بالمرجعية الرسمية اللبنانية، مع احترام مختلف الآراء.

وأشار درويش -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن تطبيق القرار 1701 من شأنه أن يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، "حيث يتولى الجيش اللبناني مسؤولية الانتشار في الجنوب، مما يضمن عدم وجود أي مسلحين في المناطق التي يسيطر عليها الجيش"، ورأى أن هذه الخطوة، حتى وإن لم تحقق الحل النهائي، فإنها تشكل بداية نحو وقف الحرب وتطبيق القرار.

وفي ما يتعلق بتداعيات الحرب الراهنة، قال درويش "إننا نواجه أزمة نزوح كبيرة من المتوقع أن تنحسر مع نهاية الحرب، لذلك، يجب التركيز على إنهاء الحرب كخطوة أساسية لحل معظم الأزمات التي يعاني منها لبنان، ولتبديد الهواجس التي تقلق البعض"، كما أكد أهمية الوحدة الوطنية، التي تعدّ ضرورية لدعم لبنان في هذه المرحلة الحرجة وفي المراحل المقبلة.

جعجع دعا حزب الله والدولة اللبنانية إلى تنفيذ الاتفاقات المحلية والقرارات الدولية لحل الفصائل المسلحة (رويترز) إعادة تقييم

من جانبه، اعتبر عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر وليد الأشقر أن جعجع أثار نقطة وصفها بالمهمة، وهي "استحالة نزع سلاح حزب الله بالقوة"، وأوضح أن هذه المسألة كانت دائما محط تأكيد من التيار منذ 20 عاما.

وأشار الأشقر -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن جعجع "الذي طالما بالغ في تصريحاته حول ضرورة نزع سلاح الحزب على مدى السنوات الماضية، اعترف اليوم، في خضم المعركة التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل، بعدم إمكانية تحقيق هذا الهدف بالقوة".

وأكد أن التيار الوطني الحر يرحب بأي موقف يؤيد هذه الرؤية، حتى وإن جاء متأخرا، مشددا على موقف التيار المستمر منذ عقدين بضرورة وضع إستراتيجية دفاعية شاملة تلتزم بها جميع الأطراف اللبنانية.

وفي ما يخص ملف النازحين، أشار الأشقر إلى أهمية احتضان المدنيين النازحين من مناطق القصف، مؤكدا أن التخوف من الاعتداءات الإسرائيلية يبقى دائما حاضرا بسبب عدم تمييز إسرائيل بين المدنيين والعسكريين، مستشهدا باستهداف مركز للدفاع المدني في بعلبك أمس الخميس، وأضاف أن "الادعاء بوجود مسلحين بين المدنيين يخدم مصلحة العدو الإسرائيلي فقط".

وختم الأشقر حديثه للجزيرة نت بالدعوة إلى ضرورة التضامن بين اللبنانيين، محذرا من خطر الفتنة الداخلية، ودعا إلى الحفاظ على التوازن في العلاقة بين المستضيفين والنازحين، بحيث يبقى كل طرف ضمن حدوده سواء في الضيافة أو في المتطلبات، دون تجاوز المقبول.

سيادة الدولة

بدوره، رأى أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، في حديثه للجزيرة نت، أن "إعادة بناء الدولة ومؤسساتها ينبغي أن تكون أولوية قصوى، بحيث تصبح الدولة وحدها بمختلف أطرها المرجع الأساس لإدارة شؤون اللبنانيين"، وأكد أن "منطق سيادة الدولة يستوجب أن تكون وحدها صاحبة القرار في مسائل السلام والحرب والأمن".

وفي ما يتعلق بإشكالية سلاح حزب الله، شدد ناصر على أن الحل يكمن في الحوار الوطني، وصولا إلى إستراتيجية دفاعية وطنية تستوعب كل القدرات الدفاعية تحت كنف الدولة، كما أشار إلى أهمية "ضمان أمن الجنوب وسلامة أهله في وجه العدو الإسرائيلي"، معتبرا أن اتفاقية الهدنة يمكن أن تشكل حلا واقعيا على المستويين الأمني والعسكري، عبر تبني نهج "لا حرب ولكن لا سلام".

وبالنسبة لمسألة النزوح، أوضح ناصر أن "هذه الأزمة هي في الأساس قضية إنسانية، مما يستدعي تضامنا وطنيا لمواجهتها"، ورغم أن حجم النزوح الحالي غير مسبوق سواء من حيث الأعداد أو المدة الزمنية، فإنه نفى وجود أي مبرر للحديث عن خطر حرب أهلية بسببه، مؤكدا أن اللبنانيين ليسوا في هذا الوارد أصلا.

ولفت ناصر إلى أن النازحين سيعودون إلى قراهم بمجرد وقف إطلاق النار، مؤكدا أن التوترات التي قد تحدث بين الحين والآخر لا تعني بالضرورة أنها ستفضي إلى حرب أهلية، خصوصا في ظل الدور الذي تقوم به القوى الأمنية والجيش لضبط الأوضاع ومعالجة المشاكل على الأرض.

مقالات مشابهة

  • حكم تحديد جنس المولود في القرآن والسنة
  • كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. الإفتاء تجيب
  • كيفية التوبة من تتبع عورات الناس
  • هل يجوز بيع القطة وتملكها في الشرع؟ دار الإفتاء تجيب
  • الحديث القدسي: لماذا حرّم الله الظلم على نفسه؟
  • ما هو النذر؟ وما هي أنواعه؟
  • كيف علقت القوى السياسية اللبنانية على تصريحات جعجع بشأن سلاح حزب الله؟
  • لحظة السماء المفتوحة: دعاء ساعة الاستجابة في يوم الجمعة
  • المفتي قبلان: أي محاولة لفرض واقع سياسي مخالف للشراكة الوطنية لن يمر
  • آداب الطعام في الإسلام.. احذر من امتلاء البطن