المفتي قبلان للقوى السياسية: الرئيس بري مصلحة وطنية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، وجاء فيها: "لأن اللحظة لحظة صبر ووعي وتضحية وتضامن وتكافل ودفاع ونهوض وبذل وتحمّل في سبيل كلمة الله ومصالح البلد والناس فقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ* الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، واللحظة لحظة صبر وتوكل وتكافل وبذل وجهد وجهاد واجتهاد واحتساب وتضحية وفداء وطني لتأكيد هويتنا على محلّها من الله تعالى بسعة ما لله بالإنسان والبلد وخدمة قضاياه ووجوده، وتاريخنا طويل في هذا العالم من التضحيات والبذل والقرابين الزكية التي لا تنقطع، وموقفنا اليوم ينبع من صميم مواقف الإمام الحسين الأبيّ الممانع المقارع الواثق الذي لا يقبل ظلماً ولا اضطهاداً ولا عدواناً ولا تنكيلاً ولا فظاعات تطال الأرض أو العرض أو الإنسان أو القيم أو المجاميع المظلومة والمقهورة، وهنا بالذات يُعيد اللهُ تعالى تفسير الصبر بكل أنواع الحضور على الأرض من مؤسسات وشبكات تضامن وإغاثة وصمود وبذل وعطاء واحتساب وتجميع إمكانات وتوظيف قدرات في سبيل الإنسان وبلده وواقع وجوده وطبيعة حقوقه وقيمه التي يلاقي بها الله العظيم، واليوم التاريخ على الأرض وبين الجبهات وبكل محافظات هذا البلد المتضامن العزيز، وما يجري في غزة ولبنان حرب كونية ولعبة أمم ومشروع كبير للغاية".
أضاف: "والقضية قضية وطن وشعب وحقوق وآمال لا تقبل هيمنة أو اضطهادا أو ظلما أو تنكيلا سواء كان دوليا أو صهيونيا، واليوم كل الطوائف تمارس أدوارها الوطنية وتخوض غمار أقدس حرب وطنية وأكبر لهفة تضامنية، والثقة كبيرة بالعائلة اللبنانية التي أكدّت باستمرار أنها فوق الخصوصيات الطائفية والمناطقية، ومنذ اليوم الأول للحرب تتلاقى انتصارات الجبهة الجنوبية بالتلاحم اللبناني الكبير، والأرض أرض لبنان والشعب شعبه والمقاومة مقاومته وتاريخ هذا البلد نخوة وبذل وعطاء وانتصارات ووحدة وطنية وتضامن وتكافل لحظة المفاصل التاريخية".
وتوجه المفتي قبلان "لأهلنا النازحين ومن يشاركهم ضرورات النزوح": أنتم النخوة والقدرة والأمانة والإمكانات والشرف والأرضية التي تصنع النصر وتحفظ البلد، وبكم نقوم ونستمر، ولا قيام للمقاومة بلا شعبها وناسها، ولا قيام للبنان بلا هذا التضامن الوطني الكبير، والتوازنات على الأرض أكبر من كل الأساطيل بعون الله تعالى، والحرب قريباً تضع أوزارها ونعود معاً بعون الله تعالى".
وتابع: "وللرئيس نجيب ميقاتي أقول: لبنان أمانة، ودرة هذه الأمانة بين يديك، وللقوى السياسية ومن أجواء القمة الروحية التي عمّت أرجاء بكركي أقول: الرئيس نبيه بري قامة وطنية موثوقة وهو شخص عابر للطوائف بطبيعة فكره ومدرسته ولديه قدرة استثنائية على تأمين تسوية رئاسية تليق بتاريخ وشراكة وتضامن هذه العائلة اللبنانية وبما يحفظ مصالح البلد والعائلة التاريخية للبنانيين بعيداً عن الزواريب السياسية، ومن هنا كنت أقول دوماً أنّ الرئيس نبيه بري مصلحة وطنية والإستماع له ضرورة وطنية عليا، والتنازل من أجل التلاقي والإنقاذ والتضامن شرف وطني للجميع، وقلب جبل عامل من قلب جبل كسروان".
وختم المفتي قبلان: "وللسيد سمير جعجع أقول: هذا البلد بلدنا جميعا ولمّ شمل العائلة اللبنانية يليق بأبناء هذا البلد العزيز مهما اختلفنا، والأستاذ وليد جنبلاط نموذج كبير عن درع المواقف الوطنية لحظة الصعاب، والبلد قوي ومحمي وبعين الله تعالى".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الله تعالى هذا البلد
إقرأ أيضاً:
لاحت بشائر رمضان.. خطيب المسجد النبوي: تاج الشهور ومعين الطاعات فاغتنموه
قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي ، إنه قد لاحت بشائر رمضان، واقترب فجره، وتاقت القلوب لنوره، هو تاج الشهور، ومعين الطاعات، نزل القرآن في رحابه، وعزّ الإسلام في ظلاله، وتناثرت الفضائل في سمائه.
تاج الشهوروأوضح “ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الرابعة من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أنه ميدان سباق لمن عرف قدره، ومنبع إشراق لمن أدرك سره، وموسم عِتق لمن أخلص أمره، وروضة إيمان لمن طابت سريرته واستنار فكره، مستشهدًا بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وأضاف أن هذا رمضان خيراته تتدفق، وأجوره تتزاحم وتتلاحق، موصيًا المسلمين بالاستعداد له استعدادًا يليق بمقامه، وسلوكًا يرتقي لنعمه وإجلاله، فرمضان أيامه معدودة، وساعاته محدودة، يمر سريعًا كنسيم عابر، لا يمكث طويلًا.
وأشار إلى أن الاستعداد لرمضان يكون بتهيئة النفس، ونقاء القلب، وإنعاش الروح، من خلال تخفيف الشواغل، وتصفية الذهن، فراحة البال تجعل الذكر أحلى، والتسبيح أعمق، وتمنح الصائم لذة في التلاوة، وأنسًا في قيام الليل.
الاستعداد لرمضانوأفاد بأن تهيئة القلب تكون بتنقيته من الغل والحسد، وتصفيته من الضغينة والقطيعة وأمراض القلوب، فلا لذة للصيام والقلب منشغل بالكراهية، ولا نور للقيام والروح ممتلئة بالأحقاد.
ونصح المسلمين إلى تنظيم الأوقات في هذا الشهر الفضيل، فلا يضيع في اللهو، ولا ينشغل بسفاسف الأمور، وخير ما يستعد به العبد الدعاء الصادق من قلب مخبت خاشع، موصيًا المسلمين بتقوى الله عزوجل، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
ولفت إلى أن رمضان شهر القرآن، ولتلاوته فيه لذة تنعش القلب بهجةً وحلاوة تفيض على الروح قربًا، ففي تلاوة القرآن يشرق الصدر نورًا، وبكلماته تهدأ النفس سرورًا، وبصوت تلاوته يرق القلب حبًا.
وأردف: فتشعر وكأن كل آية تلامس روحك من جديد، وكأن كل حرف ينبض بالحياة، منوهًا بأن رمضان مدرسة الإرادة وساحة التهذيب، يدرّب الصائم على ضبط شهواته، وكبح جماح هواه، وصون لسانه عما يخدش صيامه، فيتعلّم كيف يحكم زمام رغباته.
رمضان مدرسةوتابع: ويُلجم نزواته، ويغرس في قلبه بذور الصبر والثبات، وهذه الإرادة التي تربى عليها المسلم في رمضان تمتد لتشمل الحياة كلها، فمن ذاق لذة الانتصار على نفسه سما بإيمانه وشمخ بإسلامه فلم يعد يستسلم للهوى، ولا يرضى بالفتور عن الطاعة.
واستشهد بقولة تعالى (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، لافتًا إلى أن رمضان بشعائره ومشاعره محطة ارتقاء بالإنسان، ورُقِيّ بالحياة، فهو يبني الإنسان الذي هو محور صلاح الدنيا وعماد ازدهارها، ويهذب سلوكه، ويسمو بأهدافه.
وبين أن العبادة ليست طقوسًا جامدة، بل قوة حية تغذي الإنسان ليبني المجد على أسس راسخة من الدين والأخلاق والعلم، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
وأفاد بأن الله تعالى اختص المريض والمسافر برخصة، فجعل لهما فسحةً في القضاء بعد رمضان، مستشهدًا بقوله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، مبينًا أن التشريع رحمة، وأن التيسير مقصد.
ونبه إلى أن الصيام لم يُفرض لإرهاق الأجساد، بل لتهذيب الأرواح، وترسيخ التقوى، فأوجه العطاء في رمضان عديدة، وذلك من خلال إنفاق المال، والابتسامة، وقضاء حوائج المحتاجين ومساعدتهم، والصدقة الجارية، وقد كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود ما يكون في رمضان ، عطاؤه بلا حدود، وكرمه بلا انقطاع، يفيض بالجود كما يفيض السحاب بالمطر، لا يرد سائلًا، ولا يحجب فضلًا.