اعتراض مهاجرين سنغاليين قبالة سواحل الداخلة المغربية
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
اعترضت وحدة من خفر السواحل المغربي، زورقا يقل 130 مهاجرا سنغاليا غير نظاميين، بعدما جنح قرب مدينة الداخلة.
وجاء الأعتراض بشأن ارتفاع المهاجرين وسيصل عدد المهاجرين إلي 253 شخصًا، الغير النظاميين الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء الذين وصلوا إلى السواحل المغربية منذ الثامن من أغسطس، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر عسكرية مغربية.
والأحد أفاد مصدر عسكري وكالة المغرب العربي للأنباء بأن “عناصر وحدة لمراقبة الساحل اعترضت، أمس السبت على مستوى ساحل مدينة الداخلة، قاربا جانحا كان على متنه 130 مرشحا سنغاليا للهجرة غير الشرعية، بينهم امرأة”.
وقال المصدر إن “القارب انطلق من منطقة فاس بوي بالقرب من مدينة تيي بالسنغال متوجها إلى جزر الكناري”.
تشهد دولة السنغال، ارتفاع نسبة الوفيات سنويًا ويصل إلي 700 شخص كل عام، وعلما بأن عدد سكانها 17 مليون نسمة و90% من الحوادث ناتجة عن خطأ بشرى، وفقًا للاحصائيات الرسمية.
لقى ما لا يقل عن 23 شخصا مصرعهم فى حادث طريق بشمال السنغال، يوم الأربعاء، خلال حافلة ركاب كانت متجهة إلي مدينة سانت لويس الشمالية، انقلبت بالقرب من بلدة لوجا، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
ونشرت وسائل الإعلام المحلية، عن وفاة 23 شخصًا وأصابة 30 آخرون، ونقل في أقرب مستشفي لتلقي العلاج اللازم والمتوفيين إلي المشرحة.
في 8 يناير ، قُتل 41 شخصًا بالقرب من بلدة كفرين، على بعد 250 كيلومترًا من داكار، وأصيب 100 بجروح في تصادم حافلتين.
مما دفع الدولة، لإعلان حالة الحداد الوطنى في البلاد لمدة 3 أيام.
بعد حوالي أسبوع من الحادث ، اصطدمت حافلة صغيرة تقل ركابًا بين المدن على خط سانت لويس لوغا بحمار. النتيجة: 19 قتيلا.
بسبب حوادث المرور التي تسببت في نقاش عام جاد ، اتخذت الحكومة عددًا من الإجراءات فيما يتعلق بالسلامة على الطرق.
طالب ماكي صال، رئيس دولة السنغال، الحكومة بتشديد الرقابة علي مواقع انطلاق المحتملة لقوارب الهجرة غير نظامية، ونشر أجهزة المراقبة بها.
قال صال، إننا ننشر أجهزة المراقبة والرصد علي أوسع نطاق، والتعبئة من أجل توعية الشباب، ومواكبتهم من خلال تعزيز المبادرات العمومية متعددة القطاعات من أجل مكافحة الهجرة غير شرعية.
والجدير بالذكر لقى عشرات الشباب حتفهم في عرض المحيط الأطلسى، خلال محاولاتهم للعبور في زوارق متهالكة إلى الجزر الإسبانية.
وانطلق عدد كبير من قوارب المهاجرين غير النظاميين من السنغال متجهين إلي جزر الكناري، نتج عنه وفاة عدد من الأشخاص وفقدان آخرين في حوادث مرتبطة بعمليات الهجرة غير النظامية.
في غضون ذلك، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة، يوم الأحد الماضى في العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة قادة 20 دولة متوسطية وعربية وأوروبية وإفريقية، منهم 16 رئيس دولة وحكومة.
ويهدف المؤتمر إلى ضبط ظاهرة الهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز التنمية الاقتصادية عبر وضع استراتيجية وخطة عمل مشتركة بين بلدان المصدر والعبور والوجهة، بحضور عدد من الهيئات الإقليمية والدولية المعنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوفد بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
نساء الغابة المقدسة اللائي يتصلن بالسماء لحل أزمات السنغال
"كان عدة رجال عزل على وشك التعرض للذبح في إحدى قرى كازامانس، لكن قوة خارقة تدخلت على عجل ووضعت الذخيرة والسلاح بين أيديهم، عبر جهود باطنية لا يمكن تفسيرها".
هذه القوة الروحية -التي مكنت فرانسوا مندي من اجتياز الباكلوريا وتؤهله حاليا للالتحاق بالجيش- تملكها سيدات الغابة المقدسة الواقعة في ضواحي زيغينشور عاصمة إقليم "كازامانس" بجنوب السنغال.
ومن عمق غابة "ديالان بانتانغ" تنخرط ماري روزالي كولي في نشاط روحي متعدد الأغراض حيث تمارس طقوسا لصالح الموتى وتبارك الزيجات وتعمل بلا كلل من أجل الأمن والسلام.
ومن داخل معبد خشبي مغطى بالقش تحدثت ملكة الغابة ماري روزالي للجزيرة نت عن اتصالها بالأرواح وتمكنها من علاج المرضى وانقطاعها لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
روزالي واحدة من سيدات الغابات المقدسة في إقليم "كازامانس"، حيث تتشبث المجتمعات بموروثات دينية وشعبية تعود لقرون.
ووفق الموروث السنغالي، فإن سيدات الغابة المقدسة ينقطعن كليا للمهمات الروحية النبيلة، ولا يظهرن للحيز العام إلا في لحظات مفصلية من التاريخ مثل انتشار الأوبئة والصراعات المجتمعية.
أستاذ التاريخ المتقاعد بانتا لامين جاخو روى للجزيرة نت أن الغابات المقدسة تمثل فضاءات اجتماعية وروحية عريقة تعود إلى عصور ما قبل الاستعمار .
وقد كانت هذه الفضاءات بمثابة مراكز استقلالية للنساء منحتهن سلطة وتأثيرًا في مجتمعات يغلب عليها الطابع الأبوي وتشكل “أرشيفات حية” تُحفظ فيها التقاليد والمعارف الشفوية، وفق أستاذ التاريخ.
ومما يميز هؤلاء النسوة "مرونتهن وتأقلمهن مع التحولات الكبرى في السنغال مثل انتشار الأديان التوحيدية والاستعمار والحداثة".
طريق مؤدي للغابات المقدسة في جنوب مدينة زيغنشور السنغالية(الجزيرة) الرقص والغناء والصلاة
وفي هذا الفضاء الطبيعي تمارس "حارسات المعرفة" طقوسهن المتمثلة في الصلوات والغناء والرقص وتقديم القرابين.
وعلى مر العصور، ظلت السنغال بيئة خصبة للروحانيات والماورائيات والتعلق بالخوارق والغيبيات، وتنشط فيها حاليا العديد من الحركات الصوفية التي يتجاوز أتباعها الملايين.
ويبلغ تعداد سكان السنغال 18 مليون نسمة بينهم 96% مسلمون، و3% مسيحيون، فيما يمثل أتباع الديانات الوثنية والتقليدية 1%.
لكن من اللافت أنه في الغابة المقدسة تذوب الحدود بين الأديان، "حيث تتولى الشأن الروحي سيدات مسيحيات ومسلمات".
في الغابة المقدسة تحضُر "رموز روحية" عديدة مثل رؤوس الحيوانات المدفونة جزئيا في الأرض والأواني الفخارية والعصي المغروسة في التربة وأشجار تدعى باكين.
"والنساء اللواتي يدخلن الغابة هن حارسات للمعرفة التقليدية يستخدمن هذا المكان في أوقات الأزمات مثل الأوبئة والجفاف للتدخل وحماية المجتمع من المصائب".
وتقول روزالي "نحن نحتفظ بالتقاليد ونواصل إرث أجدادنا من خلال طقوس الصلاة والتأمل والعلاجات التقليدية باستخدام النباتات".
وتوضح أنه في كازامانس لكل مجموعة عرقية غابتها المقدسة مثل الديولا والباينونك والبلانت والمانكان والمانجاك.
التدخل الروحي الحاسمبحسب لوي تندينغ المقاتل السابق في حركة "القوات الديمقراطية لكازامانس"، فإن نساء الغابة المقدسة يلعبن دورا محوريا في حل النزاعات وحفظ السلام.
و"عندما تظهر مشاكل في القرى تتدخل النساء بشكل روحي حتى في حالات النزاع ويتوقف القتال فورا".
ومثل لوي تندينغ، يؤمن آخرون في كازامانس بأن نساء الغابة يتصرفن وفق إشارات روحانية ويكون القدر حليفهن في اللحظات الحاسمة التي يتخذن فيها موقفا لمصلحة الوطن.
وعندما نظّمن في العام الماضي مسيرة لدعم المعارض والسجين حينها عثمان سونكو، توقع أتباعهن أن يكون الحدث إشارة من السماء لانتصار الرجل وأفول نجم خصمه الرئيس آنذاك ماكي صال.
وقد شهدت الأشهر اللاحقة للمسيرة زوال حكم ماكي صال وأنصاره، حيث خسروا الانتخابات الرئاسية، وبعدها فقدوا الأغلبية في البرلمان، بينما أصبح سونكو الوزير الأول والزعيم السياسي الأقوى في السنغال.
ولم تكن مسيرة النساء المقدسات حدثا عاديا، فقد أثارت جدلا كبيرا، ورأى سنغاليون أنها تتنافى مع دورهن الروحي المكرس لخدمة المجتمع بعيدا عن السياسة.
مشهد من وسط مدينة زيغينشور عاصمة إقليم كازامانس السنغاليالجزيرة (الجزيرة) أمهات الجنود والسياسيين
من جانبها، تنفي ماري روزالي تورط نساء الغابة المقدسة في السياسة تماما، قائلة "نكتفي بدور مراقبة الأحداث، فنحن أمهات لجميع المقاتلين والجنود والسياسيين؛ لا ننحاز لأي طرف ورسالتنا الأساسية هي السلام".
وتشدد على أنها وزميلاتها يحرصن على الحياد الصارم في الشأن السياسي ولا يظهرن إلا في أوقات الأزمات الكبرى مثل انتشار الأوبئة أو حدوث صراعات مجتمعية.
وعلى سبيل المثال، لعبن دورا بارزا خلال غزو الجراد الذي ضرب منطقة الساحل في أوائل الألفية الجديدة، "حيث ساهمن بصلواتهن وطقوسهن في حماية المحاصيل. وبمجرد وصولهن انسحب الجراد".
وبداية النزاع المسلح في كازامانس عام 1982، ساهمت نساء الغابة المقدسة في التحضير الروحي للمقاتلين، كما ساعدن في تهدئة الأوضاع في وقت لاحق.
المقاتل السابق في قوات كازامانس المتمردة لوي تندينغ، تحدث للجزيرة نت عن دور نساء الغابة المقدسة في تلك الحقبة، قائلا إنهن كن يقدمن الماء أثناء المعارك ويعملن على تهدئة الأمور من خلال الطقوس الروحية.
ويضيف أن "ديجيبلور" و"إيسولي" من أهم الغابات المقدسة فهما منبع الحركات الروحية التي دعمت مقاتلي كازامانس في الماضي، على حد قوله.
تجارب وحكاياتتروي سانتا لاندينغ غوجابي أنها عاشت تحت ضغط اجتماعي ونفسي كبير بعد مرور سنوات على زواجها دون أن تنجب مولودا.
ومثل فرانسوا مندي، تقول سانتا لاندينغ غوجابي إنها طلبت تدخلا روحيا عاجلا من سيدات الغابة "ولم يمض وقت طويل حتى تحققت المعجزة ورُزقت بمولود بعد سنوات من الانتظار".
ومثل هذه القصة تتكرر على ألسنة العديد من النساء في المنطقة، مما يعزز الإيمان الشعبي بقدرات هؤلاء السيدات.
القوى الخارقة المزعومة لهؤلاء النسوة لا تتوقف عند إنجاب الأطفال وإنزال المطر واجتياز الطلبة للثانوية العامة، فقد "تمكّنَّ عبر إجراءات روحية غامضة من تذليل العقبات التي كانت تواجه وساطة الأمم المتحددة لإنهاء القتال بين المتمردين والجيش السنغالي في التسعينيات".
أيضا، كانت لهن جهود خارقة في تحجيم تداعيات الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا أو السل، وحتى في مواسم الجفاف.
وهذه المعتقدات متجذرة في المخيلة الشعبية "فمنذ فجر التاريخ، عندما تندلع حرب في كازامانس، فإن هؤلاء النساء يكنّ على خط المواجهة إما لوقفها أو لمساندة أحد أطراف النزاع إذا اعتقدن أنه على حق".
وفي لحظة شديدة الحرج والخطورة، كان عدة رجال على وشك التعرض للذبح من خصومهم في إحدى قرى كازامانس في السبعينيات، ولكن سيدات الغابة المقدسة تدخلن على عجل ووضعن الذخيرة والسلاح بين أيديهم عبر جهود باطنية لا يمكن تفسيرها، وفق حكاية يرددها الناس.
تماثيل من متحف سنغالي في أسفل نصب النهضة الإفريقي بدكار (الجزيرة) الانضمام للغابةتوضح ماري روزالي أن الانضمام إلى صفوف نساء الغابة المقدسة ليس اختيارا شخصيا بل يتم عن طريق دعوة روحية.
ووفق روزالي فإن "الغابة هي التي تختار المرأة وغالبا ما يتم ذلك عبر رؤى أو حالات وجدانية. ودور النساء في الغابة ليس سحريا بل روحيا بحتا يعتمد على التواصل مع الأجداد".
ومن خلال المتحف المقام في أسفل نصب النهضة الأفريقية بدكار، يتجلى أن وزارة الثقافة تستحضر محورية نساء الغابة في الموروث السنغالي، حيث أقامت تمثالا لإحداهن وخلفها امرأة يبدو أنها تتوسل لها في شفاء مرض أو تحقيق غاية.
لكن أستاذ التاريخ المتقاعد بانتا لامين جاخو تحدث عن تهميش نساء الغابات المقدسة في السرديات التاريخية للسنغال، و"رغم ذلك أثبتن تأثيرهن في المجتمع كفاعلات رئيسيات في التاريخ المحلي من خلال أدوارهن في التعليم والطب التقليدي والطقوس الاحتفالية".
والطابع السري الطقوسي للغابات المقدسة يجعل توثيقها علميًا أمرًا صعبًا، وفق أستاذ التاريخ جاخو الذي شدد على ضرورة تجاوز الرؤية الرومانسية أو الاستشراقية لهذه التقاليد، داعيا إلى فهمها ضمن سياقها الثقافي والاجتماعي الأصلي.
ويبقى استقرار كازامانس والسنغال بشكل عام على قائمة أولويات النساء المقدسات، "فهدفنا الوحيد هو السلام ولن نتوقف عن العمل لتحقيقه".