بعد مقتل السنوار.. كيف تنجو حماس بما تبقى من الجناح العسكري؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تحليلات سياسية عدّة نشرتها الصحافة الفرنسية حول تأثير مقتل يحيى السنوار على الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، اعتبرت في معظمها أنّ وفاة السنوار هي أقوى ضربة لحركة حماس منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكنّها لا تُشير بالضرورة إلى اختفائها، ومع ذلك فإنّ جناحها السياسي قد أصبح هو المُهيمن مرة أخرى.
والسؤال الذي طرحته الصحف كافة هو فيما إذا كان القضاء على يحيى السنوار سوف يؤدّي إلى إحياء إمكانية وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن آخر الرهائن الإسرائيليين في غزة، وإيجاد حلّ سلمي عاجل، أم أنّ الحرب سوف تستمر إلى ما لا نهاية من خلال خلايا حماس المُتبقّية، موجهة الدعوة لاستغلال الفرصة لاستعادة السلام في الشرق الأوسط.
وتساءلت يومية "ليبراسيون" من جهتها "ماذا بقي من حماس؟"، مُشيرة إلى أنّه في عام واحد وعشرة أيام، لم تفقد الجماعة آلاف المقاتلين في الحرب ضدّ الجيش الإسرائيلي في غزة فحسب، بل فقدت أيضاً العديد من قادتها، بما في ذلك زعيم الجناح السياسي إسماعيل هنية الذي قُتل في 31 يوليو (تموز) في طهران، وهذا الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول) يحيى السنوار، الذي حلّ مكان هنية وكان أيضاً مسؤولاً عن الجناح العسكري في غزة.
افعلوا كلّ شيء حتى تنتهي الحربوكتب دوف ألفون الكاتب والمحرر السياسي لافتتاحية الصحيفة الفرنسية، يقول "قليلون سوف يحزنون على اغتيال السنوار، لكنّ موته يخلق فرصة فريدة للأميركيين للضغط من أجل الانسحاب الإسرائيلي من غزة والبدء في إعادة الإعمار." مُوجّهاً الدعوة للمُجتمع الدولي "والآن افعلوا كلّ شيء حتى تنتهي الحرب" ويعود السلام.
وذكر ألفون أنّ السنوار أراد تنفيذ هجمات من شأنها أن تُعيد تشكيل الشرق الأوسط بأكمله، وربما كان يعتقد لبعض الوقت أنه نجح في مهمته، إذ أدّى تخطيطه إلى اندلاع حرب إقليمية امتدت من إيران إلى اليمن وإلى لبنان. كما اعتبر أنّ قطع رأس حزب الله في بيروت وجنوب لبنان يجب أن يؤدي إلى استعادة لبنان كدولة ذات سيادة، الأمر الذي يتطلب تفكيك الميليشيات المسلحة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الحدود، ومبادرة دبلوماسية كبرى تقودها فرنسا، وهو ما يُحقق العدالة والمصلحة الحقيقية من مقتل السنوار، حسب رأيه.
Israël-Gaza : «La mort de Yahya Sinwar va redonner du poids à la branche politique du Hamas»
Pour @qusay_h, il s’agit sans aucun doute du coup le plus dur qu’a subi le Hamas depuis le 7 octobre 2023
Interview : https://t.co/7c32DN6viE
من جهته، اعتبر فيليب جيلي الكاتب والمحلل السياسي في افتتاحية "لو فيغارو"، أنّ القضاء على يحيى السنوار "العقل المدبر لأسوأ مذبحة عرفتها إسرائيل على الإطلاق" انتصار عسكري إسرائيلي ويُثبت أنّ نتنياهو كان على حق في الإبقاء على وجود قواته على الأرض على الرغم من ضغوط المجتمع الدولي، ولكن لتحقيق النصر الحقيقي في الحرب، فإنّه يتعيّن على إسرائيل أن تفكر فوراً في التوصل إلى حلّ سياسي في غزة.
وأكد جيلي أنّ هذا النصر العسكري لا جدال فيه، لكنّه يأتي بعد مُعاناة طويلة عاشها السكان المدنيون في قطاع غزة، وأنّ ذلك لا يحل بطبيعة الحال مسألة غزة بأكملها، كما أن القضاء على زعيم حماس لا يعني اختفاء التهديد، وبالتالي فإنّ الانتصار في المعركة لا يعني بالضرورة ربح الحرب إذا لم تضع إسرائيل خطة سياسية عاجلة للمُستقبل في غزة.
Mort de Yahya Sinwar : et maintenant, tout faire pour que la guerre s’éteigne enfin
La mort de Sinwar crée une occasion unique pour les Américains de pousser au retrait israélien de Gaza.
L'édito de Dov Alfon ⤵️https://t.co/PicqPlqo3m
كانت صحيفة "لوبينيون" قد حذّرت من أنّ مهندس هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ضدّ إسرائيل، وقُبيل تأكيد خبر مقتله، كان يُجاهد ويُسابق الزمن من أجل استئناف العمليات الانتحارية. وأشارت إلى أنّ السنوار كان يفرض رؤيته الأكثر تطرّفاً بعد أن عاشت حركة حماس لسنوات عدّة واقعاً مُنقسماً ما بين التيار المتشدد والتيار الذي يحاول الحفاظ على سياسة ودبلوماسية معينة قد تسمح بإقامة دولة فلسطينية.
وذكرت الصحيفة أنّ السنوار كان يحظى بدعم الجناح العسكري، ودلّ صعوده على حقيقة أنّ البعض داخل حماس يعتقد أنّ الشخصيات الأكثر تصالحية لم تنجح في الحصول على أي شيء. وأشارت إلى أنّ يحيى السنوار كان يتحدث عن الحرب الحالية ودوره بكلمات مبالغ فيها على نحو متزايد، بينما كان لا يستطيع التواصل مع أحد إلا كل عدّة أسابيع، وهو ما يعني ابتعاده عن إعطاء التعليمات المباشرة.
L'élimination de Yahya Sinwar, cerveau du 7 octobre, une nouvelle victoire pour Israël
L’instigateur des massacres du 7 octobre 2023 était traqué depuis de long mois par l’État hébreu dans la bande de Gaza.https://t.co/aQZZfz19yk
وأشارت إلى أنّ خطة السنوار، كانت تكمن في بذل المساعي والمحاولات لمقاومة الهجوم العسكري الإسرائيلي القوي على قطاع غزة، ومن ثمّ الخروج من المخبأ للمُطالبة بتولّي قيادة وإدارة القضية الفلسطينية.
ونقلت عن ماثيو ليفيت مدير برنامج "جانيت وايلي راينهارد" لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن للأبحاث، رؤيته وتحليله بأنّ حركة حماس، تحت قيادة السنوار، كان من المُرجّح بشدّة أن تُصبح منظمة أكثر راديكالية وأصولية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة السنوار السنوار عام على حرب غزة یحیى السنوار إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تعرف على محمد عفيف المسؤول الإعلامي في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل
محمد عفيف من الجيل المؤسس لحزب الله اللبناني، بدأ عمله الإعلامي في الحزب منذ عام 1983، كان مقربا من الأمين العام السابق للحزب آنذاك عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل عام 1992، وحسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل يوم 27 سبتمبر/أيلول 2024.
إدارة الرسائل الإعلاميةعُيّن عفيف عام 2014 في منصب مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله، إضافة إلى عمله مستشارا إعلاميا لنصر الله.
تولى إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة المنار الإخبارية الناطقة باسم الحزب، وشارك في إدارة التغطية الإعلامية طوال فترة الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في يوليو/تموز 2006.
محمد عفيف في مؤتمر صحفي بالضاحية الجنوبية يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 (رويترز)شارك في إدارة الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور، كما تولى مسؤولية الإشراف على الحرب الإعلامية والنفسية الموجهة ضد إسرائيل، وساهم في صياغة المواقف السياسية والإستراتيجية للحزب.
اغتيالهأعلن مصدر أمني لبناني اغتيال محمد عفيف يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى تابعا لحزب الله في منطقة رأس النبع في بيروت.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله كان هدف عملية الاغتيال ببيروت".
ولم يصدر عن حزب الله أي تعليق على أنباء اغتيال عفيف، في وقت قالت فيه وزارة الصحة اللبنانية إن "شخصا استشهد وأصيب 3 في غارة العدو الإسرائيلي على منطقة رأس النبع في بيروت".