الشركات الصناعة في تجمع بريكس تدعم إنشاء تحالف للطاقة النووية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
عقد كبار المسؤولين التنفيذيين في أكبر الشركات والمنظمات النووية من الدول الأعضاء في بريكس+، بما في ذلك روسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل وإيران وإثيوبيا وبوليفيا، الاجتماع الأول في إطار "منصة الطاقة النووية" التي يتم إنشاؤها.
خلال الاجتماع، الذي عقد في متحف موسكو للذرة، ناقش المشاركون المبادرة وحددوا المزيد من الخطط.
تهدف المنصة إلى تعزيز أفضل الممارسات في الطاقة النووية المتطورة والتقنيات النووية الأخرى في أسواق دول بريكس وبريكس بلس، وتوفير الحوافز والنماذج للمشاريع النووية في البلدان الأعضاء في بريكس.
ويزعم الخبراء الروس أنه بحلول عام 2050، ستمثل بلدان بريكس نصف توليد الطاقة واستهلاكها في العالم، حيث تلعب الطاقة النووية دورا مهما في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
وعن قابلية تعميم هذا النموذج في انحاء العالم، اشار اليكسي ليخاتشوف المدير العام لشركة روساتوم الحكومية: "عمليا، تنفذ جميع دول تجمع بريكس وبريكس بلس مشاريع في مجال الطاقة النووية ويعد العديد منهم من أهم المحركين لسوق تكنولوجيا الطاقة النووية العالمية. يمكننا بل وينبغي استخدام التجربة المشتركة وتكرارها في جميع أنحاء بريكس وفي العالم ككل. لذلك، نقترح توحيد الجهود في إطار المنصة النووية لبريكس، وهو تحالف طوعي من الشركات والمجتمعات النووية المهنية والمنظمات غير الحكومية التي تدعم تطوير وتنفيذ التقنيات النووية".
جدير بالذكر ان حاليا، بالإضافة إلى 390 جيجاوات من قدرات وحدات الطاقة النووية العاملة، هناك 66 جيجاوات أخرى من القدرة النووية قيد الإنشاء على مستوى العالم. وتقدم دول بريكس مساهمة حاسمة في الطاقة النووية العالمية.
وفي وقت مبكر من عام 2030، سيأتي ما لا يقل عن ثلثي نمو الطاقة النووية العالمية من بلدان بريكس.
ومن جانبه قال أوربيت بيكسوتو، نائب رئيس المجلس الإشرافي للرابطة البرازيلية لتطوير الصناعة النووية (ABDAN)، "أنا سعيد جدا بالتقدم المحرز في تشكيل هذه المنصة التي أعتقد أنها ستكون مثمرة لبلدان بريكس والدول الأعضاء المنتسبة إلى بريكس. تمتلك البرازيل مصفوفة متنوعة جدا من الطاقة، والطاقة النووية جزء لا يتجزأ منها.
واضاف "نحن واحدة من الدول القليلة جدا في العالم التي لديها جميع عناصر دورة الوقود النووي. لكننا بحاجة إلى الدعم، ونحتاج إلى التمويل، ونعلم أنه يمكننا الحصول عليها من خلال التعاون مع بلدان بريكس. لذلك، أرى أن البرازيل لديها الكثير لتكسبه من التعاون داخل التحالف الجديد".
نبذة
روساتوم مساهم نشط في فعاليات بريكس. على سبيل المثال، في وقت سابق من هذا العام، حضر ممثلو روساتوم قمة طاقة الشباب في بريكس التي عقدت في موسكو في سبتمبر. حضرت قمة هذا العام وفود رسمية وممثلون عن مجتمع BRICS+ من المتخصصين الشباب في مجال الطاقة من 27 دولة: البرازيل والصين ومصر وإثيوبيا والهند وإيران والمملكة العربية السعودية وغيرها. دخل فريق روساتوم نهائيات تحدي بريكس للمهارات والتكنولوجيا المستقبلية 2024 البطولة الدولية للتكنولوجيات المتقدمة والمهارات التي عقدت في كازان (جمهورية تتارستان) في سبتمبر حيث وصل حوالي 1000 متسابق من 13 دولة، بما في ذلك البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا وروسيا البيضاء وغيرها، إلى النهائيات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدول الأعضاء في بريكس المنظمات النووية اسواق دول بريكس وبريكس بلس المشاريع النووية الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
هل يمكن إنشاء تحالف بين تركيا وسوريا والعراق؟
أحيت التطورات التي تشهدها المنطقة أحلاما قديمة متعلقة بالتحالفات بين دولها، لتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار فيها، بعيدا عن تدخلات القوى الدولية. ومن تلك الأحلام ما ذكره المفكر والشاعر التركي الراحل، سزائي قره قوج، عام 1975 في كتاب له وسماه "فيدرالية دجلة والفرات الإسلامية"، أي تحالف بين ثلاث دول يمر من أراضيها نهرا دجلة والفرات، وهي تركيا وسوريا والعراق. وكان قره قوج الذي توفي عام 2021، يدعو إلى إنشاء تحالفات إقليمية بين الدول الإسلامية للوصول إلى اتحاد إسلامي موسَّع.
الرئيس السابق لوكالة الأناضول للأنباء، الكاتب الصحفي التركي كمال أوزتورك، يشير إلى أن الفكرة التي طرحها قره قوج قبل سنوات، تُناقَش اليوم بعد سقوط النظام السوري بين المثقفين المقربين من حزب العدالة والتنمية، ويقول إنه "شخصيا من الذين يرون الوحدة ضرورية، وأن إمكانية تحقيقها أصبحت أكبر في الظروف الجيوسياسي الراهن"، مضيفا أن "العوائق أمام الوحدة ليست غير حواجز نفسية ناتجة عن الدعاية السلبية". كما يدور الحديث في أنقرة حول احتمال انضمام سوريا إلى مشروع "طريق التنمية" بعد تغيير مساره، ليبدأ من ميناء الفاو العراقي، ويتجه غربا بعد مروره ببغداد، ويصل إلى دير الزور ومنها إلى حلب، ثم يدخل محافظة غازي عنتاب التركية. ويرى خبراء ومحللون أن انضمام سوريا إلى هذا المشروع سيقلل التكاليف، ويختصر الوقت، ويسهم في إعادة إعمار سوريا.
التحالف بين تركيا وسوريا والعراق حلم كبير، إلا أن وصف العوائق التي تحول دون تحقق هذا الحلم بـ"حواجز نفسية" غير واقعي وتبسيط مبالغ فيه؛ لأن العراق اليوم تحت سيطرة القوى السياسية والمليشيات الطائفية الموالية لإيران. وكانت بغداد أرسلت تلك المليشيات إلى سوريا لنصرة النظام البائد وقتل الشعب السوري، بقرار رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي، وفتوى المرجع الشيعي الأعلى في النجف، علي السيستاني، كما يقول وزير العدل العراقي الأسبق حسن الشمري.
القوى السياسية والمليشيات التي تشكل حاليا الحكومة العراقية، ترى نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد وإخراج إيران من سوريا، خطرا كبيرا يهددها، رغم الرسائل التي تبعثها الإدارة الجديدة في دمشق لطمأنة جيران سوريا بما فيهم العراق، مشددة على أن الأراضي السورية لن تكون منصة لأنشطة تهدد أمن دول الجوار واستقرارها. ويؤدي هذا الشعور في العراق، إلى حشد طائفي وتحريض ضد سوريا التي تحررت من نظام الأسد وحلفائه، ويهدد مستقبل العلاقات بين البلدين.
رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون، الشريك في الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم في العراق، نوري المالكي، قال قبل أيام في كلمته التي ألقاها في المؤتمر التأسيسي لمجلس رؤساء قبائل وعشائر كربلاء، إن سوريا انتهت تحت "حكم الإدارة التركية الإسرائيلية"، ويحكمها "إرهابيون كانوا في سجون العراق". كما وصف نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد بــ"الفتنة الخطيرة" التي تهدد المنطقة برمتها. ومن المؤكد أن هذه التصريحات تشير إلى أن حلم إنشاء تحالف بين أنقرة ودمشق وبغداد، بعيد المنال، ما دام أمثال المالكي هم الذين يحكمون العراق.
الرئيس السوري أحمد الشرع الذي يصفه نوري المالكي بــ"الإرهابي"، زار أنقرة أمس الثلاثاء، تلبية لدعوة رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان. وبعد الاجتماع الثنائي الذي استغرق أكثر من ثلاث ساعات، عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، أعرب فيه أردوغان عن سعادته البالغة لاستضافة "أخيه" والوفد المرافق له في العاصمة التركية، مؤكدا أن تركيا ستقدم الدعم اللازم إلى السوريين في المرحلة الجديدة أيضا، مثلما دعمتهم في أيامهم الصعبة. كما ذكر الشرع أن الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا إليه طيلة السنوات الماضية، وأن اليوم هناك علاقات أخوية متميزة بين تركيا وسوريا، مشيرا إلى رغبة الإدارة السورية الجديدة في تحويل تلك العلاقات إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات.
العلاقات التركية العراقية تحسنت في الآونة الأخيرة، ووقعت أنقرة وبغداد في نيسان/ أبريل الماضي خلال زيارة أردوغان للعاصمة العراقية، اتفاق إطار استراتيجي للتعاون بين البلدين في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد. كما أن العلاقات التركية السورية مقبلة على قفزة نوعية، في ظل عزم تركيا على دعم الإدارة الجديدة في دمشق بكل ما تملك من قوة وخبرة وثقل، كي تنجح في مواجهة محاولات الثورة المضادة، والحفاظ على مكتسبات الثورة، وحماية وحدة أراضي سوريا، وإرساء الأمن والاستقرار فيها، بالإضافة إلى إعادة إعمارها. ويمكن لأنقرة أن تستخدم علاقاتها مع بغداد في إقناع حكومة السوداني بأن التصعيد ضد حكام سوريا الجدد لن يخدم المصالح العراقية، وأن تبنّي سياسة حسن الجوار سيكون لصالح سوريا والعراق والمنطقة، وأن الدولتين العربيتين الجارتين يمكن أن تتعاونا في إطار المصالح المشتركة، حتى وإن لم تصل علاقاتهما مستوى التحالف الاستراتيجي.
x.com/ismail_yasa