جيتكس 2024 يسلّط الضوء على تقنيات 5G والذكاء الاصطناعي لربط وتمكين عالم المستقبل
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تألقت تقنيات الجيل الخامس في معرض جيتكس جلوبال 2024، أكبر معرض للتكنولوجيا والشركات الناشئة في العالم، حيث تعرف الزوار على إمكانات التقنيات اللاسلكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ودورها في دعم مستقبل فائق الاتصال من خلال الابتكارات المتقدمة والنقاشات البناءة.
وتضمنت فعالية "الاتصال الذكي" مجموعة من الحوارات الملهمة ومشاركة العارضين الذين عرضوا منتجاتهم وخدماتهم المتميزة التي يتوقع لها أن تحدث تغيرات جذرية خلال السنوات القادمة.
وتضمنت الفعالية برنامجاً منتقى شاركت فيه أكثر الأصوات تأثيراً من الشركات والمنظمات العالمية بما في ذلك خالد مرشد، كبير مسؤولي التكنولوجيا والمعلومات لدى شركة "إي آند"، ووانغ هوي، رئيس مجال اتصالات البيانات NCE لدى شركة هواوي الصين، وتوماس لامانوسكاس، نائب الأمين العام في الاتحاد الدولي للاتصالات في سويسرا. وانضم إليهم أيضاً روكي لوزانو، نائب الرئيس الأول للبنية التحتية للشبكات في الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة نوكيا، وكازوهيرو جومي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "إن تي تي" للأبحاث (NTT Research)، وإس جي تشونغ، كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي العالمي لدى "إس كي تيليكوم" (SK Telecom).
كما جرى عرض مجموعة متنوعة من التقنيات الرائعة التي قدمتها الشركات الرائدة مثل "هواوي" و"إي آند" و"نوكيا" و"تشاينا تيليكوم" و"إريكسون" و"سيسكو" و"بيون"، والتي عرضت حلولاً متطورة وسلطت الضوء على الجيل القادم من تطبيقات الجيل الخامس، مؤكدة في مشاركتها على الدور البارز لمعرض "جيتكس جلوبال" كمنصة هامة لاستعراض مستقبل الاتصال والتحول الرقمي.
نظرة إلى مستقبل شبكات الجيل الخامس المدعومة بالذكاء الاصطناعي
فيما تقترب تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي من إحداث تحول جذري في مشهد الاتصالات، أوضح خالد مرشد، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والمعلومات لدى شركة "إي آند"، إحدى أكبر شركات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التأثير التحويلي لقدرات الشبكة، قائلاً: "تعتبر تقنيتا الجيل الخامس والجيل الخامس المتقدم منصة تعزز من فرص الابتكار وتسهّل مشاركة التطبيقات التي تعزز الطلب على الشبكة، مما يسهم في تحسينها بشكل مستمر. لذا، يتوجب علينا بناء شبكة ذات قدرات قوية، ودمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمنها - وهذا هو هدفنا المشترك. نحن نسعى ليس فقط لتحقيق الريادة التقنية، بل أيضاً لإتاحة المزيد من التطورات من خلال استخدام الشبكات الحية والشبكات الخاصة بالجيل الخامس."
وبدورها ترى هواوي – المزود الرائد للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأجهزة الذكية – أن العديد من التقنيات الرئيسية تعد بمثابة أساس ضروي لحلولها التي تسعى لتيسير لمستقبل الذكي. وتظل تقنية الجيل الخامس المتقدمة (5G-A) ذات أهمية حيوية لدعم الاتصالات السريعة - وهو أمر بالغ الأهمية لبناء التطبيقات المتقدمة، بالإضافة إلى البيانات الضخمة الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس يدعمان مستقبل المركبات ذاتية القيادة
كما تضمنت الفعالية حواراً حول مستقبل التنقل وكيف يمكن للمركبات ذاتية القيادة الاستفادة من تقنية الجيل الخامس. وفي حديثها خلال إحدى ندوات المعرض، قالت سيوان ليو، رئيس الشراكات واستراتيجية إنترنت الأشياء في الصين لدى شركة "تشينا يونيكوم جلوبال" (China Unicom Global): "إن الشركة تعمل على تسريع جهودها في صناعات الذكاء الاصطناعي وربط المركبات، بشكل تلعب فيه تقنية الجيل الخامس دوراً محورياً."
وأكدت أن تقنية الجيل الخامس ضرورية لنمو قطاع المركبات ذاتية القيادة والمساعدة في اتخاذ قرارات دقيقة - وكل هذا يمكن أن يعزز كفاءة النقل والسلامة. أما النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) فتحدث تطورات ضخمة في كافة القطاعات، بما فيها قطاع الاتصالات.
وفي هذا السياق أوضح وانج هوي، رئيس قسم الاتصالات في شركة هواوي، دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموسع في المركبات ذاتية القيادة في الصين وفي تقديم الخدمات الصحية المدعومة بإمكانات الذكاء الاصطناعي.
كما أعلنت شركة "إي آند" عن التعاون مع وحدة إنترنت الأشياء لغايات الأعمال في شركة فودافون (Vodafone Business IoT) لاستخدام حلول بطاقات (SIM+ eSIM) الدولية بهدف توفير إمكانات الاتصال داخل السيارة والاستفادة من الخدمات الرقمية المحسنة لسائقي سيارات "مرسيدس بنز" في دولة الإمارات العربية. وستكون الخدمة متاحة على نطاق تجاري في النصف الأول من عام 2025.
وعرضت الشركة أيضاً سيارة نيسان هايبر فورس، وهي سيارة كهربائية متفوقة وعالية الأداء، ومتصلة بشريحة اتصال الجيل الخامس من "إي آند" في دولة الإمارات لتوفير تجربة قيادة لا مثيل لها. كما أطلقت المستشار الرقمي – البشري الجديد، الذين يجمع بين تقنية الهولوغرام والذكاء الاصطناعي لمواكبة الفروق الثقافية المتنوعة لعملاء الاتصالات في دولة الإمارات.
أما في جناح شركة أفايا، اطّلع الزوار على ابتكارات الشركة اتي تقدم خدمات المساعد الخارق المدعومة بإمكانات الذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن قدرات جديدة يمكن أن تساعد الأفراد على اتخاذ القرارات الداعمة للتوسع ومساعدة الشركات على النمو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تقنیة الجیل الخامس والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی لدى شرکة إی آند
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.