اليوم 24:
2024-10-18@12:21:26 GMT

الصحراء المغربية غير قابلة للتقسيم

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

تطرق المبعوث الأممي في قضية الصحراء ستيفان دي ميستورا يوم الأربعاء الأخير في إحاطة قدمها لمجلس الأمن  إلى مبادرة الحكم الذاتي  التي عرضها المغرب منذ 2007 لحل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، بتمكين سكان المنطقة من تدبير شؤونهم بأنفسهم،في إطار سيادة المغرب الوطنية، مطالبا بلادنا بتقديم المزيد من الشروح لتنفيذ هذه المبادرة.

وكان من المفروض أن يقف المبعوث الأممي عند هذا الحد وهو يلاحظ الدعم الكبير الذي حظيت به المبادرة على المستوى الدولي، لكنه كشف عن خضوعه لمؤامرة النظام الجزائري، بتقديمه  مقترحا تم إقباره منذ عدة سنوات لتقسيم الصحراء، يهدف إلى تفتيت وحدة المغرب الترابية ومنعه من امتداده الإفريقي، مدعيا في الإحاطة نفسها أن « التقسيم يمكن أن يسمح بإنشاء دولة مستقلة في الجزء الجنوبي من ناحية، ومن ناحية أخرى، دمج بقية الإقليم كجزء من المغرب، مع الاعتراف الدولي بسيادته عليه ».

ويريد دي ميستورا بهذا الاقتراح تحقيق مخطط الجزائر القديم، تمكينها من منفذ على المحيط الأطلسي من خلال كيان انفصالي تابع لها في جهة الداخلة وادي الذهب ومحاصرة المغرب وحرمانه من عمقه الإفريقي.

 مؤامرة 5 غشت 1979

والواقع أن بلادنا تواجهه للمرة الثالثة محاولة تمرير مخطط التقسيم الذي أقبرته من قبل،بقيادة جلالة الملك،بكل قوة وعزم. وتم طرح هذا المخطط لأول مرة  في بدايات النزاع المفتعل عندما رعى النظام الجزائري في 5 غشت 1979، في العاصمة الجزائر توقيع اتفاق بين انفصاليي البوليساريو وموريتانيا (بقيادة العقيد محمد خونا ولد هيداله)، ينسحب بموجبها الجيش الموريتاني من تيريس الغربية(أي وادي الذهب)، وتصدى سكان المنطقة لهذه المؤامرة، بأن وفد ممثلوهم من علماء ووجهاء وأعيان وشيوخ المنطقة إلى عاصمة المملكة  في 14 غشت 1979 لتجديدهم البيعة أمام جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، مؤكدين تمسكهم بمغربيتهم وبوحدة التراب الوطني المقدس. وبعد بضعة أشهر حل جلالته بالمنطقة في زيارة بمناسبة احتفالات عيد العرش،تأكيدا لاندحار مناورات خصوم الوحدة الترابية.

بوتفليقة اقترح التقسيم في نهاية 2001

وجاءت المحاولة الثانية لترويج  مخطط  التقسيم في 2 نونبر 2001، عندما طار الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة إلى مدينة هيوستن الأمريكية، للقاء المبعوث الشخصي الأممي الأسبق في قضية الصحراء جيمس بيكر، واقترح عليه فكرة التقسيم  بتفتيت وحدة المغرب، ساعيا بذلك إلى تأكيد معارضة الجزائر خطة بيكر الأولى، التي كان المغرب أبدى موافقته عليها لإنهاء النزاع المفتعل.

وعقب لقاء هيوستن أكد الأمين العام للأمم المتحدة رسميا في تقريره المقدم  إلى مجلس الأمن في 19 فبراير 2002  المخطط الجزائري ضد وحدة المغرب الترابية، بإعلانه أن مبعوثه الشخصي يرى » أن الجزائر وجبهة البوليساريو مستعدتان للمناقشة والتفاوض حول   تقسيم الإقليم كحل سياسي للنزاع على الصحراء الغربية ».

تراب الصحراء غير قابل للتصرف أو التقسيم

وتصدى المغرب مجددا لهذا المخطط  مؤكدا وحدة ترابه، بأن ترأس جلالة الملك محمد السادس في 5 مارس 2002 مجلسا للوزراء في مدينة الداخلة،تلاه في اليوم الموالي خطاب لجلالته في مدينة العيون  أكد فيه أن  الأقاليم الجنوبية المسترجعة « توجد في قلب كل مواطن مغربي وظلت منذ دولة المرابطين ومرورا بعهد جدنا المقدس  المولى الحسن الأول ووصولا إلى عهد مبدع المسيرة الخضراء ومحرر الصحراء والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني ومكونا أساسيا لكيان المغرب التاريخي وهويته الحضارية ».

وبكل القوة والحزم قال جلالة الملك في الخطاب نفسه أن « حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس   ووارث سر جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب ليعلن باسمه واسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم ».

لقد أقبرت الأمم المتحدة قبل عشرين سنة مخطط التسوية لعام 1990،لإدراكها استحالة تطبيقه  ورفضت مسايرة الجزائر في اقتراحها تقسيم الصحراء ،ودعت الأطراف إلى إيجاد حل سياسي واقعي وتوافقي لحل النزاع  المفتعل وتجاوب المغرب مع هذه الدعوة ،بتقديمه في أبريل 2007 مبادرة الحكم الذاتي ودأب مجلس الأمن في قراراته المتوالية على وصف جهود المغرب بالجدية والبناءة وحازت المبادرة على مدى السنوات الماضية على دعم دولي كبير،باعتبارها الحل الواقعي والعادل لقضية الصحراء في إطار السيادة المغربية.

دعم دولي لمخطط الحكم الذاتي

وفي سياق هذا الزخم، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا العضوان الدائمان في مجلس الأمن بمغربية الصحراء وأعلنت أغلبية الدول الأوروبية، في مقدمتها ألمانيا وإسبانيا دعمها مبادرة الحكم الذاتي أساسا وحيدا للنزاع الإقليمي المفتعل  وأكدت الدول العربية والإفريقية الشقيقة مساندتها وحدة المغرب الترابية وتعزز هذا الاعتراف بمغربية الصحراء بفتح عدة  دول  29 قنصلية عامة في العيون والداخلة.

لم يأخذ دي ميستورا  في الاعتبار هذا التوجه العالمي لحل النزاع على أساس الحكم الذاتي وأراد  بمحاولته وضع مقترح الجزائر للتقسيم على الطاولة الإجهاز على كل مكتسبات بلادنا في مسار تعزيز حقها الثابت وغير القابل للتصرف في تثبيت  وحدتها الترابية ،متجاهلا أن الأمم المتحدة رفضت التعامل مع ذلك المقترح قبل 22 سنة، وأن التقسيم يسطو على رأي سكان الأقاليم الصحراوية الذين يؤكدون أنهم جزء لا يتجزأ من المغرب الموحد ،فضلا عن أنه سيدخل منطقة  الشمال الإفريقي في نزاعات واضطرابات هي الآن في مأمن منها.

إن أراضي الصحراء واحدة وموحدة بمغربها لا تقبل التقسيم ولا التجزئة وترفض بلادنا ،على هدى موقفها قبل 22 سنة، اليوم وفي المستقبل رفضا مطلقا أي مخطط يستهدف تقسيم الصحراء، ولن تنخرط في مناقشة هذا الموضوع مهما كانت الظروف، لأنه يهدف ببساطة إلى تفتيت وحدتها وخدمة أجندة النظام الجزائري في الهيمنة على كل المنطقة.

وأكد جلالة الملك في أحد خطاباته أن « الصحراء قضية وجود وليست مسألة حدود. والمغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها »،مشددا في خطابه الأخير في افتتاح دورة السنة التشريعية على  « أن المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم ».

ولا سبيل أمام المغرب إلا المزيد من اليقظة واستنهاض قدراته الوطنية لإقبار المخطط الخطير الذي قدمه دي ميستورا نيابة عن النظام الجزائري.

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: النظام الجزائری قضیة الصحراء الحکم الذاتی وحدة المغرب جلالة الملک دی میستورا

إقرأ أيضاً:

المغرب يضاعف إنتاجه من الطاقة الخضراء في الصحراء في سياق استعداداته لتنظيم كأس العالم

كشفت وكالة بلومبيرغ أن المغرب يخطط لمضاعفة إنتاج الكهرباء الخضراء في الأقاليم الصحراوية للمملكة، بهدف تلبية الطلب المتزايد قبل أن احتضان بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال.

ونقلت الوكالة عن مسؤول بوزارة الطاقة، قوله إن الحكومة حددت عام 2027 موعدا نهائيا لبناء 1.4 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة في المنطقة. ومن المرجح أن تكلف المشاريع نحو 21 مليار درهم (2.1 مليار دولار) وسيقودها مستثمرون محليون وأجانب من القطاع الخاص، وفقا للمسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع »، وفقا للوكالة.

وتبلغ القدرة الحالية للطاقة الخضراء في الصحراء نحو 1.3 جيجاوات، أو نحو ربع إجمالي القدرة على توليد الطاقة المتجددة في المملكة. وقال المسؤول إن مشروعا لتطوير كابل بقوة 3 جيجاوات يربط محطات الطاقة المتجددة في المنطقة بوسط المغرب اجتذب اهتمام المستثمرين من القطاع الخاص.

وتعد هذه المبادرة أيضًا أساسية لتلبية الزيادة في الطلب على الكهرباء في جميع أنحاء البلاد وإفريقيا قبل بطولة كرة القدم 2030، التي سيستضيفها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

وأعلنت فرنسا في أبريل الماضي أنها ستساعد في تمويل مشروع الكابل، وذلك قبل ثلاثة أشهر فقط من اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء.

كلمات دلالية الصحراء المغرب حكومة طاقة

مقالات مشابهة

  • غوتيريس يوصي بتمديد مهمة المينورسو بالصحراء المغربية
  • والي العيون يبرز لوفد العمداء الأمريكيين القفزة التنموية للأقاليم الجنوبية تحت رعاية جلالة الملك
  • مجلس وزاري مرتقب برئاسة جلالة الملك يؤخر انعقاد المجلس الحكومي
  • عمر هلال في اللجنة الرابعة : لما لا تطبق الجزائر حق تقرير المصير في القبايل (فيديو)
  • رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة اليد يعبر عن فخره بالتواجد بالعيون ويشيد بالبنية التحتية الرياضية لعاصمة الصحراء المغربية
  • المغرب يضاعف إنتاجه من الطاقة الخضراء في الصحراء في سياق استعداداته لتنظيم كأس العالم
  • رئيسة الهند تصدم تبون وترفض الخوض في ملف الصحراء خلال زيارتها للجزائر
  • أخنوش: المغرب يصنع سيارة كل دقيقة وحجم الصناعة الوطنية تضاعف خلال عهد جلالة الملك
  • رئيس عمداء مدن الولايات المتحدة يشيد بالثورة التنموية في الصحراء المغربية