لدغات البعوض مصدر قلق كبير للكثيرين، إذ تحمل في طياتها أمراضًا خطيرةً تُهدد الصحة العامة، لكن ما يثير الحيرة هو سبب اختيار هذه الحشرات أشخاصًا بعينها دون غيرهم، كشفت دراسة علمية حديثة أسرارًا جديدة وراء هذا الاختيار الغامض، كما تُظهر كيفية تمييز البعوض بين مذاقات مختلفة وتأثيرها على سلوكيات اللدغ.. فهل تحدث ثورة في كيفية محاربة الأمراض المنقولة بواسطة البعوض بعد التوصل لهذه الآلية؟

دراسة علمية تكشف سبب اختيار البعوض للدغ الأشخاص دون غيرهم

في دراسة علمية حديثة، كشفت عن آليات جديدة، توضح سبب اختيار البعوض للدغ بعض الأشخاص دون غيرهم، ما قد يفتح آفاقا جديدة في مكافحة الأمراض المنقولة بواسطة البعوض، إذ قامت بعوضة النمر الآسيوية، المعروفة بقدرتها على نقل أمراض خطيرة منها حمى الضنك، والشيكونجونيا، ويرى خبراء أنها ستمثل مشكلة كبيرة للبشرية في المستقبل.

طرق جديدة تستخدمها الخلايا العصبية لدى البعوض، لاختيار ضحاياها من الأشخاص دون غيرهم، وهي تمييز المذاقات المختلفة، الذي يستجيب إليها بطريقتين مختلفتين، إما الإثارة والتثبيط، وفق الدراسة العلمية، وأجراها باحثون من جامعة ييل، ونشرت مجلة «Nature»، خلال الساعات الماضية، ونشرتها صحيفة «واشنطن بوست».

السكريات الحافز الأول في جسم الإنسان

وتُنشّط بعض المواد «السكريات»، الخلايا العصبية للبعوض، بينما تعمل مواد أخرى على إيقاف نشاطها، وبسبب هذه الآلية المزدوجة، فإنّ البعوض لديه قدرة فائقة على التمييز بين أنواع مختلفة من المذاقات، ما يؤثر بشكل مباشر على سلوكياته في اللدغ والتغذية، وهو سبب اختيارها لضحاياها.

«هذا الاكتشاف يوضح لنا لماذا يتعرض بعضنا للدغ من البعوض أكثر بكثير من الآخرين.. قد يكون طعم بعض الناس أفضل بالنسبة للبعوض» وفق جون كارلسون، كبير مؤلفي الدراسة والأستاذ في علم الأحياء الجزيئية والخلوية والتنموية في كلية الآداب والعلوم بجامعة ييل.

رؤية جديدة، تقدمها نتائج الدراسة بشأن آلية اتخاذ البعوض لقرار اللدغ، بعد استقرارها على جلد الإنسان، قد تكون مفتاحًا لتطوير مواد طاردة للبعوض أكثر فعالية «نأمل أن تساعد دراستنا في ابتكار وسائل حماية جديدة ضد لدغات البعوض»، بحسب كبير مؤلفي الدراسة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البعوض أمراض ينقلها البعوض أمراض خطيرة اختيار الأشخاص دون غیرهم

إقرأ أيضاً:

الصيام طريق لتحقيق التقوى 

لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم

إن أسرع الطرق إلى الله للحصول على ثمرة الصوم "لعلكم تتقون"، الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتّقين، حتى نأخذ أعلى درجات الإتقان للصيام، والغاية عبادة الصوم في تزكية النفس، فالتقوى تعني  تطهير النفس من أمراضها القلبية وأخلاقها السيئة. إذن لا بد للإنسان من أن يتعرف على أمراض القلب وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها، فإن  لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه، فلن يتمكن من علاجه، ورمضان أتى لهذا المغزى. قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله والتوبة والإقلاع عن سائر الذنوب والمعاصي، ومَن لم يُفلِح في تغيير عاداته السيِّئة في رمضان فهو في غير رمضان أَوْلَى.
 الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتَّقين، والعمل الصالح مرهون ٌبالسريرة الصالحة من خلال النية الصالحة في تغيير الإنسان لنفسه. وممّا سـبق يتبيّن لنا عظمَ شأن القلب والسريرة، حيثُ إنَّها محطُّ نظر الله عز وجل، وعليها، ومـدارُ القبـول عنده سبحانه، وحسب صلاحها وفسادها يكون حسـنُ الخاتمة وسوؤها، لهذا استخدم القرآنُ لفظ القلب في تحديد المسؤولية عن العمل من خلال ما تعمدَّت به القلوب، أو ما كسبت قلوبكم، أو في حالة الذي آثمٌ قلبُه.. إلخ.
دعونا نستحضر ما ذهب إليه جمهورٌ من العلماء بأن يلزم كل واحدٍ أن يتعلم أمراض القلب، وكيفية تطهيرها، إلى أنه ليس عين إلا في حق من تحقق أو ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض، وقالوا إن تعلم أمراض القلوب فرض كفاية على الأمّة عامّة وليس فرض عين على كلّ أحد، وقد استندوا في ذلك إلى أن الأصل عنده في الإنسان هو وجود هذه الأمراض وليس السلامة منها، واستدل على ذلك بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر، قد شق الله صدره مرتين وأخرج منه المضغة السوداء التي هي محلّ هذه الأمراض في الإنسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى، واستدل الجمهور بأنّ الأصل في الإنسان السلامة من هذه الأمراض لقول الله تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلّ مولود يولد على الفطرة). 
وفي المقابل، وبالأخلاق يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه، فإذا لم يشعر الصائم بالمرض الأخلاقي الذي فيه ويتعرف على أسبابه، والكيفية المثلى للتخلص منه فإنه لا يمكنه علاجه، ولا بد للصائم أن يتعرف على تلك الأخلاق الذميمة المفطرة لصيامه، وعلى أسبابها.
والبعض يرتكبون أعمالا ًفي غير رمضان يأباها خلق الإسلام، ولا ترتقي إلى الإيمان الحق، والصوم هو الاوقات الثمينة التي تُظهر الحرص والاهتمام على تجنبها في المجتمع، وهكذا الصوم جعله الله أداة للارتقاء بالمسلمين نحو التقويم، وتصحيح المسار لحياته، والابتعاد عن العادات السيّئة المتأصلة فيه، لا يتقبل الصوم إلا بالتحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن كل الأخلاق الذميمة.
إذا أردنا أن نخرج من رمضان بذنبٍ مغفورٍ وزادٍ وفيرٍ من الخير، وعتقٍ من النيران، والفوز بالمغفرة والرضوان، فعلينا تدريبَ الجوارح في أن تصوم عن الخطايا، ومن ثمّ المجاهدة للتخلق بالأخلاق الفاضلة، لتصبح مسألة تزكية النفس مستمرة لا تتوقف ولا تنقطع، وجعل شرط قبول الصوم والقيام والعبادة، بالابتعاد عن قول الزور والعمل به، واللغو والرفث، وإن امرؤٌ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه.
 لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم، ولهذا جعل لنا أوقاتاً في رمضان للاعتكاف والعبادة والتوبة، ويزداد هذا الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، والمسلم يحاول أن يجاهد نفسه بالتعوّد، والتمرن، والترغيب للسير في طريق الاستقامة، ويبعدها عن طريق الغواية، لهذا السبب جعل الله مقام حسنِ الخلق درجةَ الصائم  : “إن المؤمن ليدرك بحسنِ خلقه درجة َالصائم القائم".

مقالات مشابهة

  • دراسة علمية جديدة تكشف حقيقة اكتشاف أعمدة وتكنولوجيا تحت أهرامات الجيزة
  • لا يوجد أحد بإمكانياته.. أحمد بلال يختار أفضل لاعبي الدوري
  • ريال مدريد يختار أول صفقة في صيف 2025
  • دراسة جديدة تدقّ ناقوس الخطر بشأن إدمان «تيك توك»
  • بايرن ميونخ يختار مقر إقامته في مونديال الأندية
  • لماذا يختار المراهقون الإسرائيليون السجن بدلا من الخدمة بالجيش؟
  • كيان وهمي وشهادات مزورة.. حيلة «مستريح مدينة نصر» لاستقطاب ضحاياه
  • صحة الخرطوم تبدأ حملة لمكافحة نواقل الامراض بشرق النيل
  • الصيام طريق لتحقيق التقوى 
  • مجلس ديالى يختار نزار اللهيبي رئيسا له بدلا عن عمر الكروي