كيف يختار البعوض ضحاياه؟.. اكتشاف علمي يفتح آفاقا جديدة لمكافحة الأمراض
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
لدغات البعوض مصدر قلق كبير للكثيرين، إذ تحمل في طياتها أمراضًا خطيرةً تُهدد الصحة العامة، لكن ما يثير الحيرة هو سبب اختيار هذه الحشرات أشخاصًا بعينها دون غيرهم، كشفت دراسة علمية حديثة أسرارًا جديدة وراء هذا الاختيار الغامض، كما تُظهر كيفية تمييز البعوض بين مذاقات مختلفة وتأثيرها على سلوكيات اللدغ.. فهل تحدث ثورة في كيفية محاربة الأمراض المنقولة بواسطة البعوض بعد التوصل لهذه الآلية؟
دراسة علمية تكشف سبب اختيار البعوض للدغ الأشخاص دون غيرهمفي دراسة علمية حديثة، كشفت عن آليات جديدة، توضح سبب اختيار البعوض للدغ بعض الأشخاص دون غيرهم، ما قد يفتح آفاقا جديدة في مكافحة الأمراض المنقولة بواسطة البعوض، إذ قامت بعوضة النمر الآسيوية، المعروفة بقدرتها على نقل أمراض خطيرة منها حمى الضنك، والشيكونجونيا، ويرى خبراء أنها ستمثل مشكلة كبيرة للبشرية في المستقبل.
طرق جديدة تستخدمها الخلايا العصبية لدى البعوض، لاختيار ضحاياها من الأشخاص دون غيرهم، وهي تمييز المذاقات المختلفة، الذي يستجيب إليها بطريقتين مختلفتين، إما الإثارة والتثبيط، وفق الدراسة العلمية، وأجراها باحثون من جامعة ييل، ونشرت مجلة «Nature»، خلال الساعات الماضية، ونشرتها صحيفة «واشنطن بوست».
السكريات الحافز الأول في جسم الإنسانوتُنشّط بعض المواد «السكريات»، الخلايا العصبية للبعوض، بينما تعمل مواد أخرى على إيقاف نشاطها، وبسبب هذه الآلية المزدوجة، فإنّ البعوض لديه قدرة فائقة على التمييز بين أنواع مختلفة من المذاقات، ما يؤثر بشكل مباشر على سلوكياته في اللدغ والتغذية، وهو سبب اختيارها لضحاياها.
«هذا الاكتشاف يوضح لنا لماذا يتعرض بعضنا للدغ من البعوض أكثر بكثير من الآخرين.. قد يكون طعم بعض الناس أفضل بالنسبة للبعوض» وفق جون كارلسون، كبير مؤلفي الدراسة والأستاذ في علم الأحياء الجزيئية والخلوية والتنموية في كلية الآداب والعلوم بجامعة ييل.
رؤية جديدة، تقدمها نتائج الدراسة بشأن آلية اتخاذ البعوض لقرار اللدغ، بعد استقرارها على جلد الإنسان، قد تكون مفتاحًا لتطوير مواد طاردة للبعوض أكثر فعالية «نأمل أن تساعد دراستنا في ابتكار وسائل حماية جديدة ضد لدغات البعوض»، بحسب كبير مؤلفي الدراسة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البعوض أمراض ينقلها البعوض أمراض خطيرة اختيار الأشخاص دون غیرهم
إقرأ أيضاً:
تفشي حمى الضنك في بنجلاديش بسبب تغير المناخ.. والبعوض يهدد حياة الآلاف
تشهد بنجلاديش أسوأ انتشار لحمى الضنك منذ سنوات، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة مع موسم الأمطار في زيادة عدد حالات الإصابة بالمرض بشكل كبير، فمنذ بداية عام 2024، أسفرت الحمى عن وفاة أكثر من 400 شخص، مع تسجيل أكثر من 78 ألف حالة إصابة في جميع أنحاء البلاد، ما يؤثر على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضغوط شديدة.
أسباب تفشي الحمييشير الخبراء إلى أن الظروف المناخية المتغيرة الناجمة عن تغير المناخ تسهم بشكل رئيسي في تفشي حمي الضنك، ووفقًا لأستاذ علم الحيوان من جامعة جهانجيرناجار، فإن هطول الأمطار غير المعتاد الذي استمر حتى أكتوبر، يوفر بيئة مثالية لتكاثر حشرة البعوض، وهي الناقل الرئيسي للحمى، بسبب تراكم المياه الراكدة، وأن الكثافة السكانية في المدن تفاقم من انتشار المرض.
التأثير على النظام الصحيوأثر التفشي المتزايد منذ العام الماضي، في حدة المرض بشكل كبير على نظام الرعاية الصحية في بنجلاديش، الذي يواجه صعوبة في توفير العلاج اللازم للمصابين، كما تواجه المستشفيات صعوبة في التعامل مع العدد الكبير من المرضى، حيث يضطر العديد منهم إلى الانتظار لفترات طويلة للحصول على العلاج اللازم، وذلك بعدما تم الإبلاغ عن 1705 حالات وفاة وأكثر من 321 ألف إصابة في 2023.
إجراءات الوقاية والعلاجمن جهته، دعا الأطباء في بنجلاديش إلى أهمية الكشف المبكر لتقديم العلاج المناسب لتقليل عدد الوفيات، واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد لدغات البعوض، مثل استخدام طاردات البعوض والنوم تحت الناموسيات، كما دعا الخبراء إلى اتخاذ تدابير صارمة للتخلص من المياه الراكدة، التي تعتبر البيئة المثالية لتكاثر البعوض.
فقد أصبح تفشي حمى الضنك أكثر تكرارًا وشدة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يشير إلى الحاجة الماسة لتطوير استراتيجيات لمكافحة المرض بشكل مستدام، وقد أعرب الخبراء عن ضرورة مراقبة النواقل على مدار العام وليس فقط في موسم الرياح الموسمية، من أجل تقليل تكاثر البعوض والسيطرة على المرض.