موقع 24:
2025-02-22@11:02:38 GMT

هاريس وترامب.. وخطاب «الوقت الحرج»

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

هاريس وترامب.. وخطاب «الوقت الحرج»

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، اشتدت المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين وزاد توتر المرشحين تجاه هذه الانتخابات: الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، والديمقراطية نائبة الرئيس جو بايدن المرشحة كامالا هاريس، لدرجة لم يعد يعبأ أي منهما بتجاوز ما كانا يعتبرانه في مراحل سابقة من المنافسة خطوطاً حمراً في خطابهما السياسي خاصة هاريس، كما أضحى خطابهما السياسي مفعماً بحديث عن «العداوة» و«الأعداء» خاصة دونالد ترامب، الذي اكتفى، على ما يبدو، من توجيه الألفاظ النابية إلى شخص كامالا هاريس، ربما لاعتقاده أن هذا النوع من الشتائم لم يعد يجدي خاصة ما أثبتته هاريس من كفاءة في مناظرتهما الوحيدة التي أجريت بينهما.


فقد لوحظ قدر من التوتر المتزايد في خطاب هاريس بسبب عدم قدرتها على تجاوز دونالد ترامب بنسب معقولة في استطلاعات الرأي المختلفة التي تؤكد أن المنافسة أضحت حامية الوطيس مع ترامب.
ففي الوقت الذي كانت فيه هاريس شديدة الحرص على تجنب مجاراة ترامب في هجماته وانتقاداته اللاذعة لشخصها طيلة الأشهر الأولى من المنافسة الانتخابية نجدها قد اتجهت إلى التعامل بحدة مع ترامب وتعمد محاولة النيل منه ومن مشروعه السياسي وكشف حقيقة خطابه السياسي، فنجدها قد اتجهت إلى تبادل الاتهامات بـ «عدم الكفاءة» و«الكذب» مع دونالد ترامب، واتجهت هاريس إلى «اللعب» لأول مرة بورقة «كبر سن ترامب وسلامته العقلية» على نحو ما كان يفعل هو مع منافسه السابق الرئيس جو بايدن. حيث كشفت حملتها عن نيتها نشر تقرير طبي يؤكد أنها تتمتع «بالصلابة البدنية والعقلية اللازمة للقيام بواجبات رئاسة الولايات المتحدة (59 عاماً) في مقارنة متعمدة مع منافسها ترامب البالغ من العمر 78 عاماً».
لكن ما هو أهم في جديد المعاني في الخطاب السياسي لكل من ترامب وهاريس هو اللجوء في هذا التوقيت الحرج من المنافسة الانتخابية إلى التصويب على من يُعتقد أنهم أعداء في محاولة للتأكيد من جانب كل منهما على أنه الأكثر وعياً وقدرة في التصدي للأعداء في محاولة لتكتيل الدعم الانتخابي بإشاعة «الخوف» على البلاد من هؤلاء الأعداء.
ترامب هو الأكثر حرصاً على ذلك، وربما يكشف بذلك عن مخاوفه من وجود فرص أمام كامالا هاريس لتجاوزه انتخابياً، لذلك نجده يضرب هنا وهناك ضد من يسميهم بـ «العدو» في الخارج وفي الداخل، على العكس من هاريس التي لم تشأ أن تجاريه في هذا النهج ربما ثقة بقوتها الانتخابية، وربما التزاماً بمشروعها السياسي الذي يرفض أي عداوات مع الأمريكيين والحرص على احترامهم والثقة بهم، ومحاولة تكتيل الجميع دون تمييز لدعمها،على عكس ما تصف به ترامب بأنه «يحاول أن يشق وحدة الأمريكيين».
فترامب يركز في هجومه على الأعداء على أولوية من يصفهم بـ «أعداء الداخل» وهم أولاً المهاجرون الذين يركز على محاربتهم ويهدد بإخراجهم من الولايات المتحدة، ويكثر من الكلام عن «تحرير أمريكا المحتلة»، ويؤكد على أن يوم عودته مجدداً إلى البيت الأبيض «سيكون يوم تحرير أمريكا»، مشيراً إلى أن «أمريكا معروفة اليوم في كل أنحاء العالم بأنها أمريكا المحتلة» من المهاجرين الأجانب الذين يصفهم بأن «لديهم جينات سيئة»، مؤكداً أنهم «مجرمون» وأن «الإجرام وراثي إلى حد كبير». وهم ثانياً اليساريون أو من يصفهم بـ «اليساريين المتطرفين»، الذين أكد (13/10/2024) أنه «قد يؤيد استخدام القوات العسكرية ضدهم» واصفاً إياهم بأنهم «عدو من الداخل».
أما العدو الخارجي فهو إيران، التي لم يتردد في المطالبة بتدمير قدراتها النووية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في أي مواجهة باتت محتملة.
وإذا كان ترامب قد أرجأ، ربما مؤقتاً، أي تصعيد مع الصين ويعطي الآن الأولوية لمواجهة إيران، فإن هاريس وجدت نفسها تتوافق معه في التراجع، ربما المؤقت عن التعامل مع الصين كـ«عدو أول» كما هو محدد في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي للرئيس جو بايدن لعام 2022، وتركيز الأولوية على مواجهة إيران، ربما محاولة منها لنيل دعم يهود الولايات المتحدة، في تراجع عن خطابها السابق الذي كان أكثر اعتدالاً وأكثر ميلاً لعدم التصعيد مع إيران وتجنب التورط في حرب إقليمية في الشرق الأوسط، حيث أكدت في مقابلة مع قناة «سي بي اس» منذ أيام أن «الخطر على أمريكا هو إيران وليس الصين».
ربما يكون هذا التحول تكتيكياً وليس استراتيجياً من جانب هاريس التي تأخذ في اعتبارها «الخطر الروسي» ودعم أوكرانيا، لكن هذه المؤشرات تعد علامات مهمة على أولويات من سيحكم الولايات المتحدة في الأعوام الأربعة المقبلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

مشروع قرار أميركي بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاداته لزيلينسكي

قال مصدر دبلوماسي للجزيرة إن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، منافسا لمشروع قرار آخر قدمته كييف مدعوم أوروبيا، فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه يريد وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا وصفقة لإنهاء الحرب، وإن روسيا تريد ذلك.

 

ويدعو المشروع الأميركي إلى "نهاية سريعة" للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضيها، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

 

النص الذي أُعدّ بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يقابله نص أعدته كييف، ويأتي قبل تصويت مرتقب الاثنين. ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مشروع القرار الأميركي بأنه "فكرة سديدة".

 

ويشدد مشروع القرار الأوكراني المدعوم أوروبيا على ضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب في هذا العام، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام.

 

ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتّصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية ووقف الهجمات الروسية ضد أوكرانيا. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

 

تصريحات ترامب

 

يأتي ذلك فيما جدد ترامب انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال إن حضوره مفاوضات إنهاء الحرب مع روسيا "ليس ضروريا"، مشيرا إلى أن أوكرانيا لا تمتلك نقاط قوة تستخدمها في التفاوض.

 

وأضاف ترامب خلال حدث جمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بحاجة إلى العمل معا، وأشار إلى أنه أجرى محادثات جيدة للغاية مع بوتين، و"لم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".

 

وشدّد ترامب، في مقابلة أجرتها معه محطة فوكس، على أن زيلينسكي "يعقد اجتماعات منذ 3 سنوات ولم يتم إنجاز أي شيء"، وأضاف "لا أعتقد أن هناك أهمية كبيرة لحضوره في الاجتماعات".

 

وتأتي التصريحات الجديدة لترامب بعد انتقادات حادة وجّهها للرئيس الأوكراني استدعت ردود فعل من كييف، وأثارت صدمة لدى حلفائه الأوروبيين، في أعقاب زيارة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، بدا أنها أسهمت في تهدئة الأوضاع.

 

وقال زيلينسكي إنه أجرى مع كيلوغ محادثات "بناءة"، خصوصا في ما يتّصل بالضمانات الأمنية لأوكرانيا.

 

والجمعة أكّد المبعوث الأميركي أنه أجرى مباحثات "إيجابية" مع زيلينسكي "القائد الشجاع والمحاصَر لبلد في حرب".

 

من جانبها، جدّدت الحكومة الألمانية بعد مكالمة بين زيلينسكي والمستشار أولاف شولتس، التأكيد الجمعة على أن كييف وبرلين اتفقتا على "وجوب أن تحضر أوكرانيا المفاوضات، وأن تناقش القضايا الأمنية في أوروبا بالاشتراك مع الأوروبيين".

 

وقال المستشار الألماني خلال تجمّع انتخابي في دورتموند "لن نتخلى عن أوكرانيا، ولن نتّخذ قرارات عنها. سنحرص على أن يقرّر هذا البلد بنفسه من يحكمه".

 

بدورها شدّدت جنوب أفريقيا، التي استضافت اجتماعا لمجموعة العشرين، لم تُمثل فيه الولايات المتحدة، على أعلى مستوى، الجمعة، على أن المفاوضات بشأن أوكرانيا يجب أن تشمل "كل الأطراف".

 

استياء ترامب

 

تأتي انتقادات ترامب الجديدة للرئيس الأوكراني في وقت تتزايد فيه الضغوط لإقناع كييف بالتعاون مع الولايات المتحدة، خصوصا في ما يتّصل باستغلال المعادن النادرة الإستراتيجية الأوكرانية.

 

وفي هذا السياق قال ترامب، الجمعة، إن الولايات المتحدة تقترب من توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الأموال الأميركية المقدمة لأوكرانيا تفوق الأموال الأوروبية بثلاثة أضعاف.

 

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أن الولايات المتحدة وأوكرانيا قد توقعان اتفاقا بشأن المعادن اليوم السبت.

 

من جهته قال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو على شبكة للتواصل الاجتماعي، إن "الفرق الأوكرانية والأميركية تعمل على مشروع اتفاق بين حكومتينا (…) آمل التوصل إلى نتيجة، نتيجة عادلة"

 

في بداية فبراير/شباط، أعلن الرئيس الأميركي أنّه يريد التفاوض على اتفاق مع أوكرانيا للحصول على حق الوصول إلى 50 في المئة من معادنها الإستراتيجية، مقابل المساعدات الأميركية التي تمّ تقديمها.

 

ورفض زيلينسكي الطرح الأميركي، مشيرا إلى أنّه لا يتطرق للضمانات الأمنية التي تسعى بلاده منذ 3 أعوام للحصول عليها في مواجهة الغزو الروسي. لكنه ترك الباب مفتوحا أمام "استثمارات" أميركية في هذا المجال.

 

وأمس الجمعة أكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز قرب توقيع الاتفاق. وقال والتز خلال تجمّع نظّمه محافظون قرب واشنطن إن "الرئيس زيلينسكي سيوقّع هذا الاتفاق، وسترون ذلك في المدى القصير، وهو أمر جيد بالنسبة لأوكرانيا".

 

وكان ترامب وزيلينسكي قد تبادلا هجمات شخصية غير مسبوقة بعد المحادثات الروسية الأميركية التي جرت في السعودية الثلاثاء، وهي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ 3 سنوات.

 

منذ ذلك الحين، تصاعدت التوترات بين كييف وواشنطن بشكل حاد. واتهم ترامب زيلينسكي بأنّه "ديكتاتور"، بينما بدأ تقاربا مفاجئا مع الكرملين، ما يشكّل منعطفا خطيرا بالنسبة لأوكرانيا التي كانت مزوّدا رئيسيا للمساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا.

 

والخميس، قال والتز "من الواضح أنّ الرئيس ترامب مستاء للغاية من الرئيس زيلينسكي.. ومن أنّه لم يكن على استعداد للاستفادة من الفرصة التي منحناه إياها".

 

غير أنّ مسؤولا أوكرانيا كبيرا أفاد، الجمعة، بأنّ البلدين "يواصلان" التفاوض بشأن إبرام اتفاق حول المعادن الأوكرانية الإستراتيجية.

 

وبعد محادثة هاتفية مع الرئيس البولندي أندريه دودا، شدّد زيلينسكي، الجمعة، على أن الحوار مع واشنطن مستمر، وقال في منشور له على إكس "لا يمكن تحقيق سلام قوي ودائم إلا من خلال الوحدة".

 

ودعا الرئيس البولندي، المقرب من حزب القانون والعدالة القومي المعارض، نظيره الأوكراني إلى "التعاون" مع ترامب.

 

وفي مواجهة شراسة الانتقادات الصادرة عن البيت الأبيض، تلقّى زيلينسكي دعم الاتحاد الأوروبي والكثير من القادة الأوروبيين، ومن المتوقع وصول بعضهم إلى كييف للمشاركة في إحياء ذكرى الغزو، الاثنين.

 

ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن، الاثنين، للقاء ترامب.

 

الموقف الروسي

 

والجمعة، جدّد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التأكيد على أنّ الرئيس الروسي "منفتح" على محادثات سلام.

 

وقال "لدينا أهدافنا المرتبطة بأمننا القومي ومصالحنا الوطنية، ونحن مستعدون لتحقيقها عبر مفاوضات سلام".

 

وتطالب روسيا خصوصا بأن تتنازل كييف عن 4 مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمّها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وبأن لا تنضم أوكرانيا أبدا إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وتُعتبر هذه الشروط غير مقبولة بالنسبة للسلطات الأوكرانية التي تطالب حلفاءها بضمانات أمنية قوية تردع روسيا عن غزوها مجددا.

 

وكان ترامب اعتبر في 12 فبراير/شباط أنّ انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي لن يكون "واقعيا".

 

 


مقالات مشابهة

  • "أوكرانيا" على رأس مباحثات ماكرون وترامب الاثنين المقبل في واشنطن
  • مشروع قرار أميركي بشأن أوكرانيا وترامب يجدد انتقاداته لزيلينسكي
  • أميركي يهودي ينضم للمقاومة وترامب يبكي الأوروبيين
  • ترامب يُهدد بالبحث عن بدائل لبوينج لتصنيع طائرة الرئاسة Air Force One
  • أميركا وروسيا تستأنفان الحوار.. وترامب وبوتين يلتقيان «قريباً»
  • رسوم جديدة على البضائع الصينية وترامب يتحدث عن اتفاق محتمل
  • ترامب: الرئيس الأوكراني ربما لا يريد إنهاء الحرب مع روسيا
  • محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة
  • العوامل التي أجبرت أمريكا والكيان على التراجع وتأجيل تهجير أبناء غزة
  • خلافات حادة بين زيلينسكي وترامب.. والرئيس الأوكراني: أمريكا تقوي وضع روسيا