عربي21:
2024-10-18@11:27:49 GMT

السنوار شهيدا.. ماذا بعد؟!

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

بعد أخذ ورد وفي مساء السابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2024، تم تسريب خبر استشهاد الرجل الأول في حركة حماس، والمخطط لعملية طوفان الأقصى التي غيّرت المنطقة، بل غيّرت العالم، يحيى السنوار.. هكذا سيقول الخبر، وهكذا سيدون التاريخ على قبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وفي تفاصيل الخبر سيكتب أنها خلال عملية عسكرية إسرائيلية في منطقة رفح بقطاع غزة، وبالصدفة، اشتبكت مجموعة صغيرة مكونة من ثلاثة من المقاومين مع مجموعة من مشاة جيش الاحتلال في رفح جنوبي قطاع غزة.

. وهو الخبر الذي لم يؤكد لساعات، حتى إنَّ الاحتلال الذي لم يصدق نفسه، أرسل محققين سابقين مع السنوار ليتأكدوا من أنه هو الرجل، بل وحملوا الرجل إلى تل أبيب لاختبار الحمض النووي المحفوظ لديهم، ليتأكدوا من هوية الشهيد

كان رد فعل رئيس وزراء الكيان المغتصب، بالتصريح بأن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس يقدم فرصة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وهو في ذلك واهم، إذ إنَّ الإحصائيات تؤكد أن الفلسطينية الأكثر خصوبة في المنطقة، وأن من ولدت السنوار ولدت عشرات الآلاف مثله.

كما دعا الرئيس الكيان إسحاق هرتسوغ، إلى التحرك سريعا لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وهو ربط غير منطقي بين استشهاد قيادة يمكن تعويضها، وبين عملية عسكرية فشلت منذ عام في هدفها، وكأن الرجل يقول إن السنوار كان يخبئ الرهائن بنفسه، ولو كان كذلك فإنك أضعت الخريطة، وإن لم يكن، وهو الأصل، فإن فشل جيشك لن يتحول لنصر باستشهاد قائد حماس.

لا شك أنه لاستشهاد السنوار تأثير على حركة حماس، فغالبا سيؤدي إلى تغييرات في القيادة داخل الحركة، لكنه بأي حال من الأحوال لن يؤثر على استراتيجيتها في التعامل مع الاحتلال، ولنا في اختيار السنوار نفسه خلفا لهنية العبرة
الغريب في الأمر أن السنوار الذي أقض مضاجع قادة الاحتلال وشعبه وحلفاءه، أبى إلا أن يستمر في مهمته حتى وهو عند ربه شهيدا، فطالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، حماس بالإفراج فورا عن الرهائن وإلقاء أسلحتها، وهو ما يكشف الحالة التي يعيشها الفلسطينيون مع العالم، فلا صديق حقيقيا، ولا وسيط حقيقيا، إذ ترى بيريوك في الشهيد قاتلا وحشيا وإرهابيا، وتسبب بمقتل الآلاف وبمعاناة لا توصف للإسرائيليين، ولأن وزيرة الخارجية الألمانية عوراء، رأت بعين المحتل، ولم تر بعين الإنصاف.

وفي أجواء ألمانيا وقبل أن تحط طائرته، تلقى الرئيس الأمريكي جو بايدن إحاطة، بشأن إعلان الاحتلال عن استشهاد يحيى السنوار، فلم تنتظر المخابرات الأمريكية وصول بايدن إلى برلين وسماع تصريحات وزيرة خارجيتها، وإن كان سمع لسعد، كما سعد الأمين العام لحلف (الناتو) مارك روته، الذي علق على الخبر بأنه لن يفتقد السنوار.

لا شك أنه لاستشهاد السنوار تأثير على حركة حماس، فغالبا سيؤدي إلى تغييرات في القيادة داخل الحركة، لكنه بأي حال من الأحوال لن يؤثر على استراتيجيتها في التعامل مع الاحتلال، ولنا في اختيار السنوار نفسه خلفا لهنية العبرة، ولهم أن يعتبروا لو كانوا أُولي ألباب، فلو كانوا أصحاب عقول وبصيرة لفهموا أن ظلمهم هو من يصنع العنف، وأن اغتصابهم للأرض هو من يزيد العزيمة، وأن العربي لا ينام على ثأره، وأن المسلم يرى في الموت لذة إذا كانت في سبيل دينه وأرضه وعرضه.

لا شك في أن لاستشهاد السنوار تأثيرا على الحالة الشعبية، سواء الفلسطينية أو العربي، فمن المنتظر أن تكون هناك ردود فعل غاضبة في كل عواصم العالم، ومن المتوقع أن تتنوع هذه ردود الفعل، وربما تتحول هذه الردود إلى ما لا يمكن وقفه، فالغضب الساطع آت، وأنا كلي إيمان بأن الحركة ستتجاوز مصابها، وإيمان بأن الشباب سيقول كلمه في كل العالم، عندي إيمان أن كل من ساند هذا الإجرام، وأسهم في الإبادة الجماعية لشعب كل ما يريد هو الحفاظ على حقه وأرضه من السرقة، سيندم.

لا شك في أن لاستشهاد السنوار تأثيرا على مفاوضات إنهاء الأزمة ووقف الحرب، فسيكون لاستشهاد الرئيس الثاني للمكتب السياسي لحماس خلال شهرين، مردود سلبي على أي جهود للمفاوضات بين الفلسطينيين والاحتلال، وهو ما يريده نتنياهو ومن معه، ببساطة لأنهم لا يؤمنون إلا بالدم في فكرهم
لا شك في أن استشهاد السنوار سيكون له تأثير في التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن هذا التصعيد سيخلق دوامات تدور في دوائر تتمدد في المنطقة، لتجرف العالم أجمع، كما إعصار كاترينا، فلن يبقي ولن يزر، ولن يكون الانتقام من حماس على استشهاد رئيسها، ولكن الانتقام سيكون شعبيا لمقتل أكثر من أربعين ألفا جلهم من الأطفال، سيخرج الناس من أجل رد الظلم، ووقف هذه الأيديولوجية الدموية التي يتبناها آلاف يُرهبون بها العالم الملياري.. لقد سمعت أحدهم يقول: "1.6 مليار مسلم سيقتلون الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات حتى يعيشوا هم"، وهو ما لم يحدث، ولم يقل به أحد من المليار و600 مليون مسلم، لكن أحدا لم يتكلم يأن سبعة ملايين يقتلون المليار مسلم بالفعل، ويرهبون العالم كله، ويذلونه بالاقتصاد.

لا شك في أن لاستشهاد السنوار تأثيرا على مفاوضات إنهاء الأزمة ووقف الحرب، فسيكون لاستشهاد الرئيس الثاني للمكتب السياسي لحماس خلال شهرين، مردود سلبي على أي جهود للمفاوضات بين الفلسطينيين والاحتلال، وهو ما يريده نتنياهو ومن معه، ببساطة لأنهم لا يؤمنون إلا بالدم في فكرهم، والخلاص من الجميع حتى يعيشوا هم، ومن يساندهم الآن سيكونون ضحاياهم في المستقبل، فكل له دور لكن الوقت لم يحن، فمن يتكلم عن حل الدولتين عليه أن يفهم الرسائل المرسلة، لعله يفكر مرة أخرى.

في غزوة مؤتة، عيّن النبي صلى الله عليه، وسلم ثلاثة قادة على الجيش، الأول زيد بن حارثة، وقال فإن قتل فيتولى جعفر بن أبي طالب القيادة، فإن قتل تولى عبد الله بن رواحة، وسلم الراية لزيد، فلما استشهد حملها جعفر، فلما استشهد حملها عبد الله بن رواحة، فلما استشهد، اتفق المسلمون على تسليم القيادة إلى خالد بن الوليد، الذي أبدع في إدارة المعركة.. فلو كان وزير خارجية الاحتلال قد وصف استشهاد السنوار بأنه "نصر كبير"، وإنجاز عسكري، فنقول انتظروا خالدا فإنه قادم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس السنوار غزة نتنياهو حماس غزة نتنياهو المقاومة السنوار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استشهاد السنوار وهو ما

إقرأ أيضاً:

اغتيالي أعظم هدية.. ماذا قال السنوار قبل استشهاده

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيي السنوار وهو يتحدث عن اغتياله.

وقال السنوار: “اغتيالي هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها لي العدو، وأن أقضي إلي الله شهيدا”

وأضاف السنوار: “أنا أفضل أن أموت بـ 16 f أو بالصواريخ من أن أموت بالكورونا أو الجلطة، أفضل أن أموت شهيدا عن أن أموت فطيسا”.


وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أفاد بأن قواته تمكنت من تسديد ضربة للشر، لكن المهمة لم تكتمل، مضيفا: “ كل من يحرر مختطفينا سنتيح له الخروج والحياة”.

وقال نتنياهو: سنواصل بكامل القوة حتى إعادة الرهائن، فالمنطقة الآن لديها فرصة لوقف محور الشر وإحلال السلام والازدهار في الشرق الأوسط.

وتابع: نحن في حرب وجودية وأمامنا تحديات كبيرة ، فالنور ينتصر على الظلام في غزة وبيروت وفي الشرق الأوسط.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، مقتل يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غزة، بعد ورود أنباء خلال الساعات الماضية حول عملية إسرائيلية جنوب غزة أسفرت عن وضع كلمة النهاية لزعيم حماس.

وتأخر الإعلان الرسمي لاغتيال السنوار بعدما أعلن جيش الاحتلال أنه يقيّم ما إذا كان أحد القتلى الثلاثة الذين قتلوا مؤخرًا على يد قواته في غزة هو السنوار، مضيفًا أنه لم يتم العثور على رهائن في المبنى الذي قُتل فيه الثلاثة، وفقا لما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية.

وفي نفس السياق، أكد تقرير للقناة 14 العبرية أن الجثة التي يشك جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها تعود ليحيى السنوار وجدت في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأضافت هيئة البث، أن إسرائيل لديها الحمض النووي للسنوار لأنه كان معتقلا وسيسهل مماثلته مع الجثة المشتبه بها.

نفق في رفح.. إسرائيل تكشف تفاصيل جديدة عن علاقة السنوار بالرهائن الستة هاريس: القوات الخاصة والمخابرات الأمريكية ساعدتا إسرائيل في تعقب السنوار

مقالات مشابهة

  • قمّة موسعة كانت ستعقد قبل استشهاد السنوار.. ماذا ستناقش؟
  • هكذا علّق الشيخ الددو على استشهاد قائد حماس يحيى السنوار (شاهد)
  • هكذا علّق الداعية الددو على استشهاد قائد حماس يحيى السنوار (شاهد)
  • ماذا كان يحمل السنوار قبل استشهاده في غزة؟.. صور
  • اغتيالي أعظم هدية.. ماذا قال السنوار قبل استشهاده
  • استشهاد السنوار في معركة مع قوات الاحتلال برفح
  • نهاية تليق ببطل وقضية ووطن يستحقان التضحية.. ماذا قال اليمنيون عن استشهاد السنوار؟
  • عاجل - كامالا هاريس تعلق على استشهاد يحيى السنوار.. ماذا قالت؟
  • عاجل - ماذا قال "نتنياهو" لسكان قطاع غزة بعد استشهاد يحيى السنوار؟