هل يتجاوز المشهداني عقبات اللحظة الأخيرة للوصول إلى المنصب؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
18 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تبدو قضية اختيار رئيس البرلمان العراقي وكأنها دخلت مرحلة جديدة من التعقيد السياسي، حيث نشهد تغيرات غير متوقعة في اللحظات الأخيرة. فبعد أن كانت قضية منصب رئيس البرلمان مهملة لعدة أشهر، عادت فجأة إلى الواجهة مع تدخل الإطار التنسيقي، الذي بدا وكأنه قرر حسم الملف بشكل سريع، متجاوزًا الانقسامات الداخلية التي كانت تعرقل الاتفاق على شخصية واحدة لتولي المنصب.
الأحداث الأخيرة تشير إلى أن الإطار التنسيقي، بعد جولات من التفاوض والضغط السياسي، قرر الالتفاف حول اسم محمود المشهداني، رئيس البرلمان الأسبق، ليكون البديل المنتظر لمحمد الحلبوسي.
وهذا التوجه أثار تساؤلات حول السبب الذي دفع الإطار إلى إعادة فتح الملف الآن، خاصة بعد أن كان ملف البرلمان قد اختفى تقريبًا من أجندة الاجتماعات السياسية في الأشهر الأخيرة.
ما يضيف إلى تعقيد المشهد هو أن المنافسة على المنصب لم تكن مقتصرة على المشهداني فقط؛ اذ ان سالم العيساوي مرشحًا بارزًا أيضًا، وقد تمكن من الاقتراب من الفوز بالمنصب في انتخابات سابقة، إلا أن التسريبات الأخيرة تفيد بأنه ربما ينسحب من السباق بعد جولات من التفاوض المكثف.
وفي حال تأكيد انسحابه فان يمثل خطوة ضرورية لتمهيد الطريق أمام المشهداني .
رغم هذه التطورات، يبدو أن الدعم للمشهداني لم يأت من دون تضحيات سياسية من أطراف الإطار التنسيقي نفسه. فالمعلومات تشير إلى أن قادة الإطار، وفي مقدمتهم نوري المالكي، قرروا تجاوز خلافاتهم الداخلية وتوحيد رؤيتهم حول شخصية واحدة، وذلك في ظل ما يمكن اعتباره جهودًا لتحصين “الجبهة الداخلية” في مواجهة التوترات الإقليمية التي قد تنعكس على الوضع العراقي، خصوصًا مع تصاعد الأزمات في لبنان وفلسطين.
على الجانب الآخر، هناك شكوك حول مدى استقرار هذا الاتفاق، إذ كانت هناك مؤشرات على أن تحالفات جديدة قد تتشكل بشكل غير متوقع. فقيس الخزعلي، الذي كان قد تحالف سابقًا مع الحلبوسي، أبدى استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الإطار التنسيقي. هذه الحركة قد تكون مؤشرًا على تحولات جديدة في ميزان القوى، مما قد يعيد خلط الأوراق من جديد.
في خضم هذه التطورات، يبقى السؤال الأكبر هو ما إذا كان المشهداني سيتمكن من الحصول على الدعم الكافي من النواب للوصول إلى المنصب. فالجلسة المقررة لاختيار رئيس البرلمان قد تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية، خصوصًا مع بقاء احتمال أن يرفض بعض النواب الحضور، وهو ما قد يعيق التصويت اللازم. لكن حتى الآن، يبدو أن التوافق الذي تم التوصل إليه يضع المشهداني في موقف قوي، مدعومًا بتحالفات داخلية وخارجية واسعة.
التجربة العراقية في إدارة التوازنات السياسية دائمًا ما تحمل مفاجآت في اللحظات الأخيرة، وليس من المستبعد أن نشهد تحولًا جديدًا قد يعيد الحسابات بالكامل.
وفي ظل هذه الظروف، يظل المشهداني هو الاسم الأقرب للمنصب، لكنه سيحتاج إلى تجاوز عقبات عدة، من ضمنها تأكيد انسحاب العيساوي بشكل رسمي وحضور جميع الأطراف المعنية لضمان تمرير التصويت بنجاح.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الإطار التنسیقی رئیس البرلمان
إقرأ أيضاً:
"رجل البنتاغون" يواجه استجوابا شرسا.. ويقر بارتكاب أخطاء
تحمل بيت هيغسيث مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) استجوابا شرسا من الديمقراطيين بشأن كل شيء بداية من قلة خبرته ومزاعم بإفراطه في شرب الكحوليات إلى معارضته السابقة لمشاركة النساء في القتال ليخرج سالما بدعم من الجمهوريين في جلسة لتأكيد تعيينه، الثلاثاء.
وهيغسيث، المذيع السابق في فوكس نيوز والعسكري المخضرم الحائز على الأوسمة، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي ترشحت لمنصب وزير الدفاع.
لكنه تمكن من اجتياز الجلسة التي استمرت 4 ساعات دون ارتكاب أي خطأ كبير من شأنه أن يثير نفور الجمهوريين منه، بل ونال دعما حاسما من السناتور الجمهورية جوني إيرنست، التي تتمتع بنفوذ كبير في حزبها.
وأشاد عدد من أعضاء اللجنة الجمهوريين الآخرين بالرجل البالغ من العمر 44 عاما، والذي انتقد مبادرات التنوع والمساواة والاندماج في الجيش. وفي أحدث كتبه تساءل عما إذا كان أعلى جنرال أميركي حصل على الوظيفة لأنه أسود.
وحين سئل عما إذا كان سيقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي.كيو براون إذا تولى الوزارة، وهو احتمال كانت رويترز أول من أورد تقارير بشأنه، رفض هيغسيث استبعاد ذلك قائلا إنه سيجري مراجعة واسعة النطاق.
وقال هيغسيث: "سيخضع كل ضابط كبير لإعادة التقييم على أساس الجدارة والمعايير والقدرة على القتال والالتزام بالأوامر القانونية المنوط بها".
وقبل ترشيحه، عارض هيغسيث بشدة تولي النساء الأدوار القتالية، لكنه تراجع عن هذا الموقف في الجلسة.
وقال السناتور جاك ريد العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "سيد هيغسيث، لا أعتقد أنك مؤهل لتلبية المتطلبات الهائلة لهذه الوظيفة".
وأثارت عدة وقائع قلق المشرعين تضمنت مزاعم اعتداء جنسي ضد هيغسيث في عام 2017، لكنها لم تفض إلى توجيه اتهامات نفاها بالفعل.
كما اتُهم بالإفراط في شرب الكحوليات وسوء الإدارة المالية في منظمات قدامى المحاربين، وتعهد هيغسيث بالامتناع عن شرب الكحول إذا تأكيد تعيينه وقال إنه ارتكب بعض الأخطاء المالية، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات.
وانتقدت السناتور الديمقراطية كيرستن غيليبراند تصريحات هيغسيث السابقة بشأن النساء، قائلة إنه سيضطر إلى تغيير نظرته جذريا إلى النساء اللاتي يشكلن 18 بالمئة من الجيش الأميركي.
وعلى الرغم من الدعم القوي له من الجمهوريين المؤيدين لترامب، فإن تأكيد تعيين هيغسيث من المرجح أن يكون بهامش ضئيل مقارنة مع تأييد 93 صوتا مقابل معارضة صوتين للويد أوستن وزير الدفاع في إدارة الرئيس جو بايدن و98 صوتا مؤيدا نالها جيم ماتيس أول مرشحي ترامب لهذا المنصب.
وبعد الجلسة، قالت إيرنست التي توقع خبراء أن تصوت ضد هيغسيث وربما تقنع آخرين بالتصويت ضده، إنها تدعمه لنيل المنصب.
وقالت إيرنست في بيان: "لقد اختار قائدنا الأعلى القادم بيت هيغسيث لتولي هذا المنصب، وبعد محادثاتنا والاستماع إلى سكان ولاية أيوا وقيامي بمهمتي كعضو في مجلس الشيوخ، سأدعم اختيار الرئيس ترامب لمنصب وزير الدفاع".
وعندما سئل عن التصريحات المعارضة لمشاركة النساء في القتال، أشار هيغسيث إلى ضرورة إلغاء الحصص المخصصة للأدوار في الخطوط الأمامية. وردت غيليبراند بأن مثل هذه الحصص غير موجودة.
كما هاجمت السناتور الديمقراطية تامي داكوورث، وهي عسكرية سابقة فقدت ساقيها في القتال في العراق، هيغسيث بسبب نقص معرفته بالسياسة الخارجية وافتقاره إلى الخبرة الإدارية.
وقالت: "تقول إنك مهتم بالحفاظ على قوة قواتنا المسلحة... فلا يجوز أن نخفض المعايير من أجلك. أنت يا سيدي غير مؤهل لتولي هذا المنصب".
وإذا تم تأكيد ترشيحه، فقد يتمكن هيغسيث من تنفيذ وعود ترامب بالتخلص من الجنرالات الذين يتهمهم بالسعي إلى تطبيق سياسات التنوع في الجيش الأميركي.