مسؤول صحي في الكونغو: طرح لقاح مبوكس للجدري أبطأ من المتوقع
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
قال مسؤول في فريق الاستجابة، إن الكونغو بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لرفع مستوى الوعي بشأن مرض الجدري وتوافر اللقاحات، محذرا من أن حملة توزيع الجرعات قد تستغرق وقتا أطول من المتوقع.
وانطلقت حملة التطعيم ضد الجدري في الكونغو هذا الشهر في المناطق الشرقية المتضررة بشدة.
ووجد مراسل رويترز في موقع للتطعيم في مقاطعة شمال كيفو أن السكان المحليين بدوا غير مدركين أو متشككين بشأن الجرعات.
وقال كريس كاسيتا، رئيس فريق الاستجابة للجدري في الكونغو، إنه يتعين بذل المزيد من الجهود لتعزيز اللقاح، مضيفًا أن حملة التطعيم الجارية ستستمر لفترة أطول من الأيام العشرة المخطط لها.
وقال كاسيتا لرويترز حملة التوعية تم تنفيذها ولكن بشكل ضئيل، مؤكدا ً أن هذه فجوات يجب سدها.
وخلال زيارة أجريت مؤخراً إلى موقع التطعيم في كيباتي، وهو مخيم يستضيف النازحين في مقاطعة شمال كيفو، وصف السكان أنهم لم يتلقوا أي معلومات حول جهود التطعيم.
وقال سيمون نجاجيجيمانا تشوي، رئيس المخيم: لا أعرف شيئًا عن هذا اللقاح. ولم يأت أحد لتثقيفي بشأن أي تطعيم ضد الجدري.
تعد حملة التطعيم ضد الجدري في الكونغو خطوة رئيسية في الجهود المبذولة لاحتواء تفشي المرض في مركزه، حيث انتشر إلى العديد من الدول الأفريقية الأخرى هذا العام.
وكان نطاق الحملة ضيقًا في البداية بسبب محدودية العرض، مع توفر 265 ألف جرعة فقط حاليًا في الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 مليون نسمة.
وقالت فلورنس فريبو يويمانا، وهي أم شابة تستمع إلى بوشاغوزي، إنها المرة الأولى التي تسمع فيها عن حملة التطعيم.
وقالت: 'إنهم يطلبون منا فقط إحضار أي شخص تظهر عليه الأعراض بسرعة إلى المستشفى، لكن لا أحد يتحدث معنا عن اللقاح'.
قالت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الخميس إن أفريقيا أبلغت عن أكثر من 42400 حالة مشتبه فيها ومؤكدة لمرض الجدري و1100 حالة وفاة منذ بداية عام 2024. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء في الكونغو.
وفي غوما، عاصمة الإقليم، يشعر العاملون في مجال الرعاية الصحية بالقلق من أن نقص المعلومات سيقوض الجهود المبذولة لاحتواء المرض.
وقال الدكتور حسن أميسي جمعة، خبير الصحة العامة العامل في المدينة: ربما لم يتم إبلاغهم بهذا اللقاح، إذا لم يتم إبلاغ السكان بالمرض، فإن الخطر هو احتمال انتشاره بينهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المراكز المستشفى الشرقية الصحة العامة الكونغو المعلومات حملة التطعيم حملة التطعیم فی الکونغو
إقرأ أيضاً:
خمس نقاط توضح صفقة معادن مقترحة بين الكونغو وإدارة ترامب
بين آمال حكومة الكونغو الديمقراطية في الحصول على من يدعمها في محاربة المتمردين، ورغبة الولايات المتحدة وانفتاحها في الوصول إلى الثروات الأفريقية، برزت للعلن صفقة المعادن التي عرضتها حكومة فيلكس تشيكسدي على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ما صفقة المعادن؟انتشر الحديث منذ أسابيع حول صفقة معادن مقابل دعم عسكري بين الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة ستمكن الأخيرة من الوصول إلى مواقع المعادن الكونغولية، مقابل المساعدة في دعم أمني يساعد حكومة كينشاسا في إعادة السيطرة على شرق البلاد الغني بالمعادن النادرة والذي تسيطر عليه حركة إم 23 المتمردة.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الكونغولية باتريك مويايا أن بلاده ترغب في تنويع شركائها، وإن كان المستثمرون الأميركيون يرغبون في القدوم فسيجدون فرصا واسعة أمامهم.
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها منفتحة على مناقشة الشراكات في قطاع المعادن التي تتماشى أهدافها مع سياسية ترامب التي ترفع شعار "أميركا أولا".
ورغم أن المناقشات الأولية قد بدأت بالفعل بين الأطراف منذ أسابيع، فإن التفاصيل المتعلقة بأهداف الصفقة ومضامينها لا تزال غير معلنة.
ما أهداف الصفقة؟تعد الكونغو واحدة من أغنى بلدان العالم بمعادن الكولتان والنحاس والليثيوم التي تعتبر أساسية في التقنيات المتطورة للصناعات الدفاعية وتحويل الطاقة.
إعلانويعد الوصول إلى هذه المعادن أحد العوامل الرئيسية في استمرار التمرد في شرقي الكونغو الديمقراطية، إذ تقول تقارير الأمم المتحدة إن حركة إم 23 المدعومة من رواندا تفرض ضرائب كبيرة على أنشطة التعدين، وتجني من منجم واحد للكولتان بمنطقة روبايا شمال كيفو رسوما تصل إلى 800 ألف دولار شهريا.
ويتهم المتمردون بنهب المعادن وتهريبها عن طريق رواندا، الأمر الذي بات يدرّ أموالا كثيرة تستخدم في تغذية الصراعات.
وتهدف الكونغو الديمقراطية من وراء الشراكة مع الولايات المتحدة إلى تأمين مناجم التعدين من النهب المستمر من طرف الحركات المتمردة.
كما تريد وضع حد للفوضى والاقتتال في مناطق الصراع، إذ بات تدهور الأوضاع الأمنية يهدد وحدة الدولة وسلامة أراضيها.
من جانبها، تسعى الولايات المتحدة إلى الاستفادة من الموارد المعدنية الهائلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ووجود موطئ قدم في أفريقيا، ومزاحمة الصين التي تسيطر على حوالي 80% من عمليات التعدين في الكونغو.
متى بدأ مسار المفاوضات؟في 22 فبراير/شباط الماضي، أجرى الرئيس الكونغولي فيلكس تشيكسدي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز قال فيها إنه عرض على الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا حصة من الثروة المعدنية الهائلة في بلاده مقابل التدخل والضغط على دولة رواندا التي تقف وراء المتمردين.
وقال تشيكسدي إن إدارة ترامب أبدت اهتماما بالحصول على صفقة يمكن أن تضمن لها تدفقا من المعادن الإستراتيجية والثمينة في جمهورية الكونغو.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الحكومة في كينشاسا تعتقد أن الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة سيجلب للبلاد مكاسب مهمة تتعلق بالأمن والاستقرار.
إعلانوجاءت مقابلة الرئيس تشيكسدي بعد يوم واحد من توجيه رسالة من عضو مجلس الشيوخ الكونغولي بيير كاندا إلى وزير الخارجية الأميركي يطلب فيها شراكة بين البلدين في مجال الثروة المعدنية.
وفي التاسع من مارس/آذار الجاري قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة أصبحت منفتحة على استكشاف شراكات في مجال المعادن الحيوية مع حكومة كينشاسا بعد أن اتصل عضو مجلس الشيوخ الكونغولي بعدة مسؤولين أميركيين عارضا الشراكة والاستثمار.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن نائب رئيس الأركان الخاصة في الكونغو الديمقراطية زار واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر لبحث موضوع الشراكة بين البلدين.
ووفقا للبيانات والتصريحات المتبادلة فإن المفاوضات أفضت إلى الإقرار بأهمية الصفقة ويتم التباحث في كيفية تنفيذها.
ما بنود الاتفاق؟وفقا لما نقلته الصحافة الأميركية حول محتوى رسالة عضو مجلس الشيوخ الكونغولي إلى وزير الخارجية الأميركي، فإن حكومة كينشاسا تقترح على إدارة ترامب الوصول إلى مواقع المعادن في المناطق الشرقية، والسماح لها بالسيطرة على أحد الموانئ في المياه الإقليمية ليكون مركزا للتخزين والتصدير.
وفي المقابل تقوم القوات الأميركية بتدريب وتجهيز القوات المسلحة الكونغولية على حماية طرق الإمداد بالمعادن من الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج.
ووفقا للرسالة المذكورة، فإن التعاون العسكري مع الولايات المتحدة يمكن أن يحل محل بعثة السلام التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تعتبرها الحكومة الكونغولية قوة غير فعالة.
ومؤخرا، نقلت وسائل إعلام أميركية أن ترامب يستعد لتعيين مبعوث خاص إلى منطقة البحيرات العظمى لدراسة بعض الملفات أهمها صفقة المعادن مع الكونغو.
ويرى مراقبون أن النقطة المتعلقة بوجود القوات الأميركية صعبة التحقق، لأنها تتعارض مع وعود الرئيس ترامب بعودة الجنود إلى الوطن.
إعلان هل توجد صعوبات أمام الصفقة؟يبدو الوصول إلى اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة بشأن استغلال الوصول إلى الثروة مقابل الحماية والدعم العسكري أمرا تعترضه صعوبات متعددة أهمها:
• أن الولايات المتحدة ليست لديها شركات تعدين تعمل حاليا في أرض الكونغو، وإذا أرادت البدء من جديد فقد تحتاج إلى الكثير من الوقت لتجهيز الوسائل اللوجستية حتى تتمكن من دخول ميدان المنافسة.
• ليس للولايات المتحدة شركات مملوكة للحكومة تعمل في مجال التعدين مثل ما هو حال الشركات الصينية، وإذا أردت الكونغو أن تمنح امتيازات خاصة لإدارة ترامب سيتعين عليها البحث عن وسائل أخرى ربما تكون أكثر تعقيدا.
• أن معظم المناجم الغنية المكتشفة في شرق الكونغو تم منحها مسبقا لشركات خصوصية تهيمن الصين على أغلبها، وإذا أرادت الولايات المتحدة الدخول في المنافسة قد يتعين عليها القيام بعمليات مسوح واكتشافات جديدة، وهو ما يتطلب الكثير من الاستثمارات الضخمة التي لا تضمن نتائج كبيرة عند الوصول.
ومع كل تلك التحديات، فإن الولايات المتحدة قد تصل إلى أهدافها في شرق الكونغو الديمقراطية، إذ مولت سابقا مشروع طريق السكك الحديدية الرابط بين مناجم زامبيا وجنوب شرق الكونغو بميناء لوبيتو في دولة أنغولا، ويهدف إلى تعزيز الإمدادات الأميركية ومواجهة النفوذ الصيني.
ورغم الصعوبات، فإن المسؤولين الأميركيين والكونغوليين يبحثون عن إيجاد أرضية مشتركة للوصول إلى اتفاق نهائي، وذلك ما عبرت عنه المتحدثة باسم الرئاسة في الكونغو يوم الثلاثاء الماضي حيث قالت إن المفاوضات تسير في الطريق الصحيح، وننتظر حتى تنتهي ليتم الكشف عن محتواها.