ماذا وراء زيادة التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط؟| خبير يكشف
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
شهدت منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في التواجد العسكري الأمريكي، خاصة بعد سلسلة من الأحداث والتوترات الإقليمية المتصاعدة. ويأتي هذا التوسع العسكري كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة لحماية مصالحها الحيوية في المنطقة، وسط مخاوف من اندلاع صراعات شاملة قد تؤثر على أمن القواعد الأمريكية، وكذلك لضمان أمن حلفائها، وفي مقدمتهم إسرائيل.
ويعكس هذا التحرك التزام واشنطن بتعزيز وجودها العسكري لمواجهة التهديدات المتزايدة، لا سيما تلك المرتبطة بإيران والجماعات المسلحة المرتبطة بها، مما يثير تساؤلات حول أبعاد وأهداف هذا التواجد المتزايد وتأثيره على الأوضاع الإقليمية.
من جانبه، قال الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي، إن التواجد الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط يأتي نتيجة مخاوف من اندلاع حرب شاملة قد تهدد المصالح العسكرية الأمريكية، خصوصًا بعد أحداث السابع من أكتوبر. فالقواعد الأمريكية، مثل قاعدة عين الأسد في العراق وقاعدة التنف في سوريا، تعرضت لهجمات متكررة، ما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري.
وأضاف العناني في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية ازدادت بعد السابع من أكتوبر، حيث استهدفت فصائل محسوبة على الحشد الشعبي القوات الأمريكية في العراق، بينما استهدف الحوثيون المصالح الأمريكية في البحر الأحمر. دفع ذلك الولايات المتحدة إلى توسيع تواجدها العسكري في المنطقة لحماية مصالحها.
ولفت إلى أن التوسع الأمريكي يهدف لحماية المصالح الأمنية، بالإضافة إلى حماية إسرائيل، وهو هدف يشترك فيه الديمقراطيون والجمهوريون. تم إرسال حاملة الطائرات "إيزنهاور" إلى البحر المتوسط بعد الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل كرد فعل على استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرق الاوسط أمريكا التواجد الأمريكي إسرائيل التواجد العسكري التواجد العسكري الأمريكي الولايات المتحدة القواعد الأمريكية فی الشرق
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء زيارة حفتر المفاجئة إلى بيلاروسيا.. وما سر توقيتها؟
أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها قائد القيادة العامة في ليبيا، خليفة حفتر إلى دولة بيلاروسيا في هذا التوقيت، عدة أسئلة عن أهداف الخطوة وعلاقتها بروسيا والحراك الأمريكي في المنطقة.
ووصل "حفتر" إلى العاصمة البيلاروسية مينسك في أول زيارة لها، برفقة نجليه العسكريين صدام وخالد، والتقى خلالها الرئيس البيلاروسي المقرب من الكرملين ألسكندر لوكاشينكو ووزير الدفاع البيلاروسي، إلى جانب رئيس لجنة أمن الدولة.
من جهته، أبدى حفتر سعادته بزيارة بيلاروسيا لأول مرة وأنه يرغب بشدة في تطوير التعاون المتبادل، وتحقيق المنفعة المشتركة للبلدين، مؤكدا أن "بلاده تسعى إلى إقامة تعاون استراتيجي مع بيلاروسيا لما حققته الأخيرة من تطور في عدة قطاعات ومنها إنتاج الآلات الصناعية والزراعية"، وفق قوله.
في حين، أكد لوكاشينكو استعداد بيلاروسيا لتطوير التعاون مع ليبيا، مضيفا لحفتر: "اعتبرنا أصدقاءك، ولقد قرأت وسمعت الكثير عنك، لكن للأسف لم أقابلك من قبل، وأريدك أن تعلم أننا على اطلاع جيد بالوضع في ليبيا، وأننا مستعدون لمساعدتك بكل طريقة ممكنة"، كما صرح.
لقاء روس وسوريين
وتداولت أنباء تناقلتها منصة ليبية نقلا عمن أسمتهم مصادر مطلعة بأن "السبب الرئيسي وغير المعلن في زيارة المشير حفتر إلى بيلاروسيا، هو عقد اجتماعات مغلقة مع مسؤولين من روسيا بعضهم قيادات عسكرية، وأن حفتر لم يذهب إلى موسكو مباشرة حتى لا يستفز الإدارة الأمريكية الجديدة التي طالبته مرارا بعدم السماح لروسيا بتوسع نفوذها في شرق ليبيا، والامتناع فورا عن تهيئة الوضع هناك لإقامة أي قواعد عسكرية، وفق منصة "Libyan Today24" المحلية الناطقة بالإنجليزية.
وشمل الوفد الليبي الزائر لبيلاروسيا كل من: صدام وخالد خليفة حفتر وصهره باسم البوعيشي وابن عمومته أيوب الفرجاني، ولأول مرة نجل حفتر الصغير ويدعى "جمال عبد الناصر حفتر، ما يؤكد أن الزيارة عائلية بامتياز.
فما دوافع حفتر لزيارة بيلاروسيا، الحليف الأكبر لموسكو، في هذا التوقيت؟ وهل يلتقي مسؤولون روس؟
تقارب مع موسكو وتسويق لعائلته
وأكد عضو مجلس النواب الليبي، ناصر الغرياني أن "الزيارة إلى بيلاروسيا هي ضمنيا زيارة إلى روسيا كون الأولى حليفة وتابعة لموسكو ورئيسها مقرب من بوتين نفسه، وهي تصب في إطار الصراعات المتواجدة في المنطقة والتغيرات التي طرأت في المنطقة وآخرها التغيرات في سوريا".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "أهداف وتوابع هذه الخطوة قد يخص القواعد العسكرية الروسية في ليبيا وما تداولته بعض الأنباء عن وصول معدات وأسلحة روسية، وكذلك الحرب في السودان ودعم حفتر لقوات حميدتي عبر النفط والسلاح، فالزيارة غير منفصلة عن روسيا بل أعتقد أن بوتين هو من رتبها"، وفق قوله.
وبخصوص اصطحاب عائلته خاصة العسكريين منهم، قال البرلماني الليبي: "اصطحاب العائلة هو تسويق لمشروعاتها في ليبيا سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وللتغطية على بعض الأمور التي يقوموا بها من تهريب للنفط والسلاح، وهي خطوة لتوريث الأبناء وتقديم بعضهم كبديل لحفتر حال رحيله أو غيابه عن المشهد".
وتابع: "كذلك الزيارة غير منفصلة عن ضغط الأفريكوم على حفتر خلال زيارة وفد له مؤخرا ومطالبته بإخراج القوات والمعدات الروسية وضرورة التخلص من المرتزقة وأجهزة التنصت وغيرها التابعة لروسيا، وربما زيارته ستطرح هذه المطالبات"، بحسب تقديراته.
استهداف سيف القذافي
وأوضح رئيس لجنة الأمن القومي بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عبدالفتاح الحلبوص أن "بيلاروسيا هي ممر لدولة روسيا وتسهيل للقاء مع مسؤولين روس، ويبدو أن الهدف هو التواصل مع الكرملين ومنع موسكو من دعم سيف القذافي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، بل واحتمالية لقاء رئيس سوريا السابق، بشار الأسد في وضع مغلق".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "اصطحاب حفتر للعائلة معه نظرا لصفاتهم العسكرية من جانب، ولمحاولة تسويقهم خارجيا وأنهم ربما يكونوا بدلاء لحفتر مستقبلا حال رحل هو أو لم يفز في الانتخابات، لكن هدف الزيارة الأوضح هو روسيا وتأمين وجود أولاده في المشهد مستقبلا".
وتابع: "لكن الخطوة ستعمل على استفزاز الإدارة الأمريكية لرفضها مثل هذا التقارب، وصدرت تصريحات أمريكية بالفعل تحذره من زيادة التوصل مع موسكو".
مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف عبد الله أكد أن "الزيارة كانت مفاجئة للجميع كعادة حفتر في زياراته الخارجية، والغريب أن هذه المرة دولة بيلاروسيا وهي الحليف الاستراتيجي لبوتين والهدف ربما لقاء بعض الشخصيات التي يصعب اللقاء بها في روسيا لعدم قدرته السفر إلى موسكو حتى لا يظهر بدور المتحدي لواشنطن وقوات الأفريكوم".
وأكد أن "ظهور العائلة في الوفد الرسمي يؤكد أن المؤسسة العسكرية في شرق البلاد هي مؤسسة "عائلية" خاصة اصطحاب الأولاد والصهر، وتشير إلى عدم ثقة المشير في القيادات العسكرية الخارج دائرة عائلته، وقد يكون خطوة للتسويق لأبنائه خاصة العسكريين "صدام وخالد" وتقديمهم بمناصبهم العسكرية هو تطبيق لاستراتيجية الأمر الواقع كونهم لا علاقة لهم بالمؤسسة العسكرية"، وفق قوله لـ"عربي21".