2.5 مليار جيجابايت من البيانات يتم إنتاجها يومياً بحسب الدراسات الصادرة عام 2023؛ هذا الرقم يدل بوضوح على أن التدفق الهائل في البيانات يعد نتيجة للثورة الرقمية، كما يشكل بوابة لعالم جديد من الفرص والتقدم والتخطيط المستقبلي المبني على المعلومات.

في هذا السياق، تبدو مقولة “البيانات هي النفط الجديد” لعالم الرياضيات البريطاني كلايف هامبي عنواناً مناسباً للمرحلة الحالية، التي تعبر عنها كذلك وفي المقابل المقولة التالية “نحن أغنياء بيانات لكننا فقراء معلومات”.

ما بين مطرقة الانفجار البياني وسندان المنهجية المثلى للتعامل معها وتحويلها إلى معلومات، يبرز علم البيانات الذي ظهر اصطلاحياً كبديل للإحصاء في الستينات، واكتسب صياغة ذات طابع رقمي في التسعينات، فيما استطاع العبور بسلام من الأوساط الأكاديمية بعد عقد من الزمان ليعبر عن عملية هي بمثابة تحويل المواد الخام إلى منتجات فاعلة، من خلال 3 مجالات وهي تصميم البيانات وجمعها وتحليلها.

مفهوم وثلاثة وجوه!
يعرّف علم البيانات بأنه النظر إلى ما وراء البيانات لاستنباط المعلومات واستشراف الاتجاهات المستقبلية لاتخاذ قرارات سليمة واستراتيجية عن طريق تبني عدد من المنهجيات ضمن مجالات الإحصاء وعلم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وغيرها.

هذا المفهوم الهام والذي يكتسب أبعاداً جديدة كل يوم ليصبح مكوناً حيوياً من مكونات استراتيجيات الشركات، ينطوي على ثلاثة وجوه؛ الحاضر والأدوات والمستقبل.
يقرأ المتخصصون بيانات الحاضر عبر تبني أحدث الأدوات كي يعبروا بسلام إلى المستقبل. وفي هذا السياق، يستخدم المدربون مناهج تدريبية متنوعة في علم البيانات تشمل:
-التحليل التوصيفي: ويسلط الضوء بصورة عامة على العلاقة بين مجموعة من البيانات والتصور الحدسي المرتبط بها
-التحليل التشخيصي: لفهم الاتجاهات المحددة الناتجة عن المنهج التوصيفي

التحليل التنبؤي: ويتم فيه توظيف البيانات في المنهجين السابقين للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية
وتندرج مسارات عديدة ضمن علم البيانات مثل تعلم الآلة، وذكاء الأعمال والبيانات الضخمة والتي تتطور بصورة مستمرة، الأمر الذي يعد السبب الرئيسي للتطور المتسارع في هذا المجال.

مهارات تحليلية ورؤية مستقبلية!
يسهم علم البيانات في تسريع نمو الأعمال من خلال إتاحة الفرصة لابتكار منتجات جديدة والتحسين في الوقت الفعلي، من هنا فإن استقطاب الشباب في سن مبكرة لدراسة علم البيانات يعد على قدر كبير من الأهمية.
ويقود التطبيق الفاعل لمنهجيات علم البيانات في تعزيز كفاءة العمليات وتسريع وتيرة الاستجابة للمواقف المختلفة التي قد تمر بها الشركات ما يعني عبوراً آمناً نحو المستقبل.
كما يمكّن علم البيانات الشركات وصنّاع القرار من استباق احتياجات الزبائن وإطلاق حملات تسويقية أكثر فعالية، ما يسهم في نهاية المطاف في زيادة نسبة المبيعات.
قد تكون الميزة الأكبر لعلم البيانات أنها تتيح إمكانية تحويل بيانات العملاء الصادرة عن المتاجر الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها إلى ملفات تعريفية شاملة ما يقود إلى تقديم تجربة أفضل لهم وبالتالي تحقيق كل ما ذكر سابقاً من تطوير الأعمال ونمو الشركات.
علم البيانات هو بكل تأكيد علم المستقبل، لذلك فإن وجود متخصصين في هذا المجال قادرين على استقراء ما وراء البيانات يعني بأننا بالفعل وضعنا قدماً في المستقبل!

وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: علم البیانات فی هذا

إقرأ أيضاً:

مركز يصدر ورقة تحليلية حول نشر قوة دولية بغزة عقب اتفاق وقف النار

صفا

أصدر المركز الفلسطيني للدراسات السياسية بغزة، يوم الأربعاء، ورقة بحثية تحليلية حول مشروع نشر قوة دولية مؤقتة في القطاع، في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار.

وقدمت الورقة البحثية قراءة معمقة للآليات المقترحة من المجتمع الدولي لإدارة الملف الإنساني والأمني في القطاع، وتسليط الضوء على المخاطر المحتملة لتجاوز المشروع للسيادة الفلسطينية.

ووفق الورقة، فإن المشروع الدولي جاء استجابة خارجية لتثبيت الهدنة وفتح الممرات الإنسانية، ويشمل تفويضًا أوليًا لعامين قابلًا للتمديد، مهامًا أمنية تتضمن مراقبة الحدود ونزع السلاح، ومهامًا مدنية وإدارية عبر لجان فلسطينية مؤقتة تحت إشراف دولي.

وأكدت الورقة أن المشروع يحمل مخاطر كبيرة، أبرزها احتمال تحوله إلى وصاية مطوّلة على القطاع، وإضعاف دور السلطة الفلسطينية، وربط إعادة الإعمار بالالتزام بشروط سياسية وأمنية خارجية.

واستعرض مركز الدراسات في الورقة السيناريوهات الثلاثة المتوقعة، وهي نجاح محدود ومشروط، أو فشل المشروع، أو تحوّل القوة إلى وصاية دائمة، مشيرة إلى أن الفارق الحاسم يكمن في وجود مرجعية فلسطينية موحّدة وشفافة.

ودعت الورقة إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة لإدارة ملف ما بعد الحرب، ورفض أي وصاية خارجية، وتفعيل الرقابة الدولية على المهام والتمويل، إضافة إلى حملة إعلامية فلسطينية–عربية لتوضيح مخاطر المشروع وفضح أهدافه السياسية.

وأشار مركز الدراسات في ختام الورقة إلى أن مستقبل غزة لن يُحسم في أروقة الأمم المتحدة أو في غرف التفاوض المغلقة، بل على الأرض عبر توازن الإرادات الوطنية، مؤكّدًا أن أي مشروع يتجاهل جذور الصراع ويمارس السيطرة على المقاومة، سيعيد إنتاج الأزمة لا حلّها.

مقالات مشابهة

  • ميشيل يوه تلفت الأنظار بإطلالة مستقبلية في سنغافورة
  • «اقتصادية الشارقة» تنظم ملتقى «اقتصاد المستقبل»
  • «Hub71» تتعاون مع مجلس مدينة لشبونة البرتغالية لتسريع توسع الشركات الناشئة
  • تكريم الشركات الطلابية الفائزة في ريادة الأعمال بشمال الباطنة
  • غرفة الجوف تُنظّم منتدى ريادة الأعمال 2025 وتُدشّن مبادرة "رواد المستقبل"
  • المملكة تشارك في قمة الشركات الناشئة
  • مركز يصدر ورقة تحليلية حول نشر قوة دولية بغزة عقب اتفاق وقف النار
  • 40% من مهارات العاملين ستتغير.. التعليم العالي يؤهل الطلاب لمتطلبات سوق العمل
  • المملكة تشارك في قمة الشركات الناشئة لمجموعة العشرين بجوهانسبرج
  • تفقد العمل في مشروع إعادة تأهيل طريق قحزة – يفاعه في الظهار بإب