تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024، عن مرحلة أكثر ضبابية بشأن مختلف القضايا عقب اغتيال رئيس حماس يحيى السنوار، ووضع حركة حماس بعد هذه العملية.

وقالت الصحيفة، إنه "كما كان متوقعا فقد احتفل نتنياهو الليلة الماضية يقتل السنوار، وعلى مدار عام لم يكن هناك ما يشغل نتنياهو أكثر من القضاء على السنوار، لأن هذا أمر كان هوسه، فقد كان كثيرا يصف السنوار بأنه عدوه اللدود الذي أخذ ملايين الدولارات من نتنياهو وفي اللحظة المناسبة هاجم إسرائيل وألحق بها أكبر هزائمها".

إقرأ أيضاً: يديعوت: بعد اغتيال السنوار الحكومة الإسرائيلية أمام قرارين تاريخيين

وأضافت "أدرك نتنياهو منذ اللحظة الأولى أن صورة السنوار القتيل هي وحدها القادرة على أن تحجب في أعين جمهوره الفشل الذي كان مسؤولا عنه بقدر لا يقل عن الشاباك والجيش الإسرائيلي، فقد كان يولي أهمية أقل لصورة أخرى من صور النصر ألا وهي عودة جميع المختطفين"

وأشارت إلى أنه "بعد أن حقق نتنياهو صورة النصر التي طال انتظارها وبعد أن تم حل جميع كتائب حماس ولم يبق سوى فرق متفرقة، حصل نتنياهو على رصيد متجدد ليصبح رجل دولة لكنه لم يظهر ذلك في خطاب النصر الذي ألقاه الليلة الماضية، لأنه بدلا من الإشارة إلى مبادرة سياسية جريئة من شأنها إنهاء الحرب في غزة بما ينهيها أيضا في الشمال، خرج وقال لعناصر حماس أطلقوا سراح الرهائن مقابل الحصانة، فشل نتنياهو في نطق عبارة "السلطة الفلسطينية" بمعنى هيئة حكم بديلة في القطاع، وحتى هذه اللحظة لم يرتفع عن مستوى السياسي التافه الذي توجهه الاعتبارات الشخصية والسياسية".

إقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يعلن هدفه التالي عقب اغتيال السنوار

وأوضحت أنه "طوال عام كامل نتنياهو يتصرف بلا استراتيجية واضحة ويعول على ما يحققه الجيش والشاباك في الميدان وينسب الانتصارات لشخصه".

وتابعت هآرتس، "أثبتت الاغتيالات سابقا لقادة حماس أن الحركة لم تغير من سلوكها وأيديولوجيتها أو أدى ذلك لانهيارها وبعد كل عملية اغتيال يظهر قادة جدد وفي كل فترة كانت تظهر حماس قدرتها على التعافي وادخال قيادة جديدة من جيل إلى آخر".

إقرأ أيضاً: مكان تتحدث عن صفقة التبادل مع غـزة عقب اغتيال السنوار

وأكدت أنه "في فترة العام الأخير منذ السابع من أكتوبر تغير الوضع تماما، لأن الدمار الذي لم يسبق له مثيل في قطاع غزة والوجود العسكري الإسرائيلي في المنطقة وسيطرة إسرائيل على المعابر سيجعل مهمة استبدال القيادة صعبة للغاية وحتى لو تم اختيار بديل فليس من الواضح ما إذا كان سيكون لديه القدرة على السيطرة على الميدان وتوزيع الأوامر وإدارة التنظيم الذي تفكك إلى حد كبير إلى أجزاء تعمل بشكل مستقل".

وأضافت أنه "على الرغم من ذلك وبعد أكثر من عام من القتال لا توجد حاليا أي هيئة أو منظمة فلسطينية يمكنها المطالبة بالسيطرة على قطاع غزة بدون حماس، وكل من تتحدث إليه في القطاع يعرف ذلك جيدا، بحيث لا تجرؤ السلطة الفلسطينية والفصائل على طرح فكرة السيطرة على القطاع دون ذكر حماس كشريك، حتى المحاولة المصرية الأخيرة لإيجاد صيغة لإدارة مشتركة لحركتي حماس و فتح في قطاع غزة باءت بالفشل بسبب مكانة المنظمة".

وأوضحت أن "هذا لا يعني أن قتل السنوار لن يؤثر على ميزان القوى في القيادة الفلسطينية، فمن المتوقع أن يؤدي مقتله واغتيال رئيس حكومة حماس في غزة روحي مشتهى قبل ذلك إلى تحول ثقل قيادة الحركة في الخارج، ومن المحتمل أن يصبح نائب السنوار خليل الحية الذي يتولى التنسيق وتنسيق المفاوضات نيابة عن حماس الشخصية الأهم في المنظمة".

وقالت "في غزة قد يكون محمد السنوار شقيق يحيى وربما بعض قادة المنطقة مثل عز الدين الحداد، لكن من المشكوك فيه أن يكون لدى هؤلاء الأفراد القدرة على ملء الفراغ الذي خلفه مقتل السنوار والذي سيؤثر أيضا بشكل كبير على مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين، وإسرائيل والدول الوسيطة وكذلك قيادة حماس في الخارج كانوا يعلمون أن أي قرار بشأن المفاوضات لم يتخذ في الدوحة أو بيروت بل في غزة".

وشددت على أن "قيادة حماس في غزة وخاصة السنوار هي التي اتخذت القرارات، وفي غيابه لا يمكن معرفة من يستطيع أن يقرر في قضية المختطفين، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان بديله سيكون لديه معلومات عن جميع المختطفين وسيكون قادرا على جمعها ونقلها إلى القيادة الأجنبية وفرق التفاوض، وبالتأكيد ذلك عندما يكون بعضهم محتجزا لدى منظمات أخرى مثل الجهاد الإسلامي أو حتى لدى جهات أخرى.

وأشارت إلى أنه "ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي سيؤدي إلى تغيير في موقف حماس أو إلى نوع من الاختراق أو ربما إلى سيناريو أكثر صعوبة حيث ستواجه إسرائيل مجموعات مسلحة تحتجز رهائن كما حدث في البلدان التي دارت فيها حروب أهلية وحروب عصابات مثل سوريا أو لبنان أو الصومال، ومن شأن هذا التفكك أن يعرض حياة المختطفين لمزيد من الخطر وليس من الواضح حجم المعلومات التي تمتلكها إسرائيل بشأن كل مجموعة وعصابة من هذا القبيل".

وتابعت "إلى أن تتضح الصورة وتؤكد حماس مقتل السنوار ومن الممكن اختيار زعيم بديل لن يكون من الممكن الحديث عن مفاوضات منسقة لإطلاق سراح المختطفين وإنهاء الحرب، الصورة التي تمتلكها إسرائيل حاليا لجثة السنوار المشوهة لا تعني أبدا تحقيق صورة النصر".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: من الواضح فی غزة

إقرأ أيضاً:

“وول ستريت جورنال”: حماس لديها سنوار آخر.. من هو وماذا يفعل؟.. عاجل

عواصم - الوكالات
سلّطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على، محمد السنوار، الشقيق الأصغر لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار الذي استشهد في مواجهة مع القوات الإسرائيلية في أكتوبرالماضي.

وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، أنه تحت قيادة محمد السنوار، أعادت حركة حماس تجنيد مقاتلين في قطاع غزة وجرّت إسرائيل إلى حرب استنزاف.

وزعمت الصحيفة أن حركة حماس أصبحت أضعف حاليًّا بسبب استهداف إسرائيل لأغلب قياداتها واستشهاد آلاف من مقاتليها، قائلة “إن الكوادر المدرّبة والمسلّحة جيدًا والتي اندفعت إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أصبحت ضعيفة للغاية”.

واستدركت “لكن العنف أوجد أيضًا جيلًا جديدًا من المجنّدين الراغبين في القتال وملأ غزة بالذخائر غير المنفجرة التي يمكن لمقاتلي حماس إعادة تشكيلها إلى قنابل بدائية الصنع. تستخدم الجماعة المسلحة هذه الأدوات لمواصلة إحداث الألم”.

وأضافت “في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 10 جنود في منطقة بيت حانون شمال غزة. كما أطلقت حماس نحو 20 صاروخًا على إسرائيل في الأسبوعين الماضيين”.

وأشار التقرير إلى أن “حملة التجنيد والقتال المستمرة تحت قيادة السنوار تشكّل تحدّيًا جديدًا لإسرائيل التي هاجم جيشها الحركة في غزة، ولكن بعد عدة أشهر كان على إسرائيل العودة إلى المناطق التي طهّرتها سابقًا من المسلّحين لمواجهتهم مرة أخرى في قتال جديد. تشير هذه الدورة إلى صعوبة إنهاء الحرب التي استنفدت قوات إسرائيل وتستمر في تعريض الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة للخطر”.

ونقل التقرير عن أمير عفيفي، وهو عميد متقاعد في جيش الاحتلال، قوله “نحن في وضع حيث وتيرة إعادة بناء حماس أعلى من وتيرة قضاء الجيش الإسرائيلي عليها. محمد السنوار يدير كل شيء”.

وادعى التقرير أن محمد السنوار هو “محور جهود إحياء حماس“، مضيفًا أنه “عندما قُتل شقيقه في أكتوبر الماضي، قرر مسؤولو الحركة في الخارج تشكيل مجلس قيادة جماعي بدلًا من تعيين رئيس جديد”.

وزعمت الصحيفة نقلًا عن مصادر قالت إنهم “وسطاء عرب” منخرطون في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أن “مقاتلي حماس في غزة لم يوافقوا على ذلك ويعملون حاليًا بشكل مستقل تحت قيادة محمد السنوار“.

وذكر التقرير أن محمد السنوار يُعتقد أنه في الخمسين من العمر وكان يُعتبر لفترة طويلة مقرّبًا من شقيقه الأكبر الذي يكبره بعشر سنوات. وأضاف التقرير أن “محمد السنوار انضم إلى حماس في سن مبكّرة مثل شقيقه يحيى، ويعتبر مقربًا من محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس”.

وقال إنه “على النقيض من شقيقه يحيى الذي أمضى عقدين من العمر في سجون الاحتلال، لم يقضِ محمد السنوار قدرًا كبيرًا من الوقت في السجون الإسرائيلية، ولا تعرف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عنه الكثير. فقد عمل إلى حد كبير متواريًا عن الأنظار، وفقًا لمسؤولين عرب، مما أكسبه لقب الظل”، على حد وصف التقرير.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير من القيادة الجنوبية الإسرائيلية، التي تدير المعركة في غزة، قوله “نحن نعمل بجد للعثور عليه”.

وذكر التقرير نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن محمد السنوار كان أحد الأشخاص المسؤولين عن اختطاف جندي إسرائيلي عام 2006؛ مما أدى في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح شقيقه في صفقة تبادل أسرى بعد 5 سنوات.

وزعمت الصحيفة نقلًا عن “مسؤولين عرب يتوسطون في المحادثات” أن “محمد السنوار أثبت عناده مثل شقيقه الأكبر في الضغط من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يضمن بقاء حماس“.

وادّعت أنها حصلت على رسائل كتبها محمد السنوار إلى الوسطاء في نهاية العام الماضي قال في إحداها “حماس في وضع قوي للغاية لإملاء شروطها”. وكتب في رسالة أخرى “إذا لم تكن صفقة شاملة تنهي معاناة جميع سكان غزة وتبرر دماءهم وتضحياتهم، فإن حماس ستواصل قتالها”، على حد ما نقلته الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعرض تسليم جثة يحيى السنوار مقابل مكاسب أخرى .. تفاصيل
  • بعد إعلان نتنياهو تراجع «حماس» عن اتفاق غزة.. هل تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار؟
  • ‏"أكسيوس": المفاوضات لا تزال جارية بشأن عدد من أسماء الأسرى البارزين الذي تطالب حماس بالإفراج عنهم وترفض إسرائيل ذلك
  • صحيفة تكشف سبب تأخر الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في غزة
  • قريبون من الاتفاق النهائي..إسرائيل: الظروف تغيرت منذ مقتل السنوار
  • “وول ستريت جورنال”: حماس لديها سنوار آخر.. من هو وماذا يفعل؟
  • إسرائيل ترفض تسليم جثمان يحيى السنوار
  • “وول ستريت جورنال”: حماس لديها سنوار آخر.. من هو وماذا يفعل؟.. عاجل
  • هل ستسلم تل أبيب جثة زعيم حماس يحيى السنوار؟..
  • صحيفة تكشف سبب تحول موقف نتنياهو حيال صفقة غزة