الطيران الحربي يكثف هجماته العشوائية على مناطق مدنية في السودان، ما أسفر عن مئات القتلى، وسط تنديدات منظمات حقوق الإنسان بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني..

التغيير: وكالات

لقى حوالي 800 شخص مصرعهم، أغلبهم من النساء والأطفال، خلال الأسبوعين الأولين من أكتوبر نتيجة القصف الجوي في عدة مناطق في السودان، حسب التقديرات الواردة في بيانات صادرة عن منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك المرصد المركزي لحقوق الإنسان، ومجموعة محامو الطوارئ، وهيئة محامو دارفور.

وفقًا لتلك البيانات، فقد لقي أكثر من 500 شخص حتفهم خلال الأيام الخمسة الأولى من أكتوبر في شمال وغرب دارفور ومناطق أخرى في البلاد.

قال المرصد المركزي لحقوق الإنسان في بيان يوم الخميس، بحسب “إسكاي عربية”، إن الطائرات الحربية تواصل قصف المدنيين بشكل عشوائي، مما يعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية.

طلعات مكثفة

ازدادت الطلعات الجوية في الأسبوع الثاني من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا في مدينة الحصاحيصا و45 في منطقة الدندر بولاية النيل الأزرق، بالإضافة إلى أكثر من 200 قتيل في مدن نيالا و” مليط” و” الكومة” والفاشر في دارفور، وكذلك في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد.

تشير المحامية رحاب مبارك، عضوة في مجموعة محامو الطوارئ، إلى أن التقارير اليومية للرصد تؤكد أن الطائرات الحربية قامت خلال الأسبوعين الماضيين بتنفيذ أكثر من 10 غارات دموية استهدفت مناطق سكنية، مما أدى إلى سقوط المئات من المدنيين ما بين قتيل وجريح.

أشارت رحال مبارك لموقع سكاي نيوز عربية إلى أن الطيران الحربي أصبح يستهدف المدنيين ومناطق سكنهم بدون أي مبررات منطقية، ولأسباب غير معروفة، مما يعتبر جريمة حرب من الدرجة الأولى، خاصةً أن كل عملية من العمليات التي ينفذها تُسفر عن العشرات من القتلى والجرحى.

وأضافت: “يعلم الطيران الحربي تماماً حجم القتل والدمار الكبير الذي تتركه الغارات الجوية في المناطق المدنية، ومع ذلك يستمر في هذه الأفعال التي تتعارض تماماً مع قواعد ونصوص القانون الدولي الإنساني. وبالتالي، فإن جنرالات الجيش والجهات الداعمة لهم الذين ينفذون هذه الطلعات قد وضعوا أنفسهم أمام ملاحقات قانونية ستطالهم بالتأكيد وفقاً للقانون الدولي.”

مبرر “الحواضن”

تدافع قيادات الجيش السوداني عن الهجمات الجوية، وتؤكد أنها تستهدف تجمعات قوات الدعم السريع، بينما تبرز منظمات حقوق الإنسان أن معظم هذه الهجمات تحمل طابعًا انتقاميًا تحت ذريعة استهداف “حواضن اجتماعية للدعم السريع”.

في هذا الإطار، صرح المحامي معز حضرة لموقع سكاي نيوز عربية أن “استهداف الهجمات الجوية لمناطق مدنية ليس لها علاقة بالقتال يعد انتهاكًا واضحًا للمواثيق والقوانين الدولية”.

وينبه حضرته إلى أن المواد 3 و32 و34 من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، تحظر الاعتداء على الحياة والسلامة الجسدية، خاصة القتل والتعذيب بجميع أشكاله. وتلزم الأطراف المتنازعة بمعاملة الأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال القتالية، بما في ذلك الأفراد من القوات المسلحة الذين استسلموا، والأشخاص العاجزين عن القتال؛ بسبب المرض أو الإصابة أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، بمعاملة إنسانية، دون أي تمييز ضار قائم على العنصر أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الجنس أو النسب أو الثروة أو أي معيار مشابه آخر.

يوضح “تمنع هذه المواد وغيرها من نصوص القانون الدولي بشكل واضح معاقبة أي شخص أو الاقتصاص منه عن فعل لم يقترفه هو بنفسه”

الوسومالطيران الحربي للجيش السوداني حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الطيران الحربي للجيش السوداني حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين الطیران الحربی أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإيطالي: على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شدد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي وحماية السكان المدنيين، في غزة كما في لبنان، وكذلك قوات الأمم المتحدة.

وقال كروسيتو، أمام مجلس الشيوخ الإيطالي اليوم الخميس، إنه يجب تعزيز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان /اليونيفيل/ بقواعد جديدة للاشتباك، وذلك في تقريره عن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بعثة اليونيفيل، والتي تضم قوة إيطالية قوامها ألف جندي.

وأضاف كروسيتو: "يجب تعزيز قوات اليونيفيل وجعل القوات اللبنانية أكثر مصداقية، هناك حاجة إلى قواعد جديدة للاشتباك"، جاء ذلك بحسب وكالة أنباء /أنسا/ الإيطالية.

وقال الوزير: "ينبغي لإسرائيل أن تساعدنا في تعزيز قوات اليونيفيل، التي يجب أن تكون قادرة على ممارسة الردع الحقيقي لاستخدام القوة".

وأكد كروسيتو أنه يتعين على إسرائيل أن تلتزم بقواعد القانون الدولي وأن تحمي السكان المدنيين، في غزة كما في لبنان، وقوات الأمم المتحدة.

وذكر كروسيتو، إن مغادرة قوات /اليونيفيل/ المناطق الحدودية حيث تقاتل حزب الله الآن، من شأنه أن يقوض مصداقية الأمم المتحدة، مضيفًا أن: "خطط الإجلاء تم تحديثها واختبارها وهي جاهزة للتنفيذ إذا لزم الأمر".

 

مقالات مشابهة

  • الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارة جوية على منزلًا بحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة
  • وزير الدفاع الإيطالي: على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين
  • الطيران الأمريكي والبريطاني يستهدف مواقع الحوثيين في صعدة باستخدام قاذفات حديثة
  • الطيران الأمريكي والبريطاني يستهدف صعدة بقاذفات «بي 2 سبيريت»
  • وزير الخارجية الإسباني يطالب بوقف أي هجوم إسرائيلي يستهدف المدنيين في لبنان
  • ???? خالد سلك يحصل على لقب أكثر شخصية مكروهة في السودان
  • ندوة حقوقية بصنعاء بعنوان “7 أكتوبر مشروعية الاستقلال وطرد المحتل”
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدين بشدة مقتل المدنيين نتيجة الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت شمال لبنان
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين استمرار جرائم الإبادة الصهيونية ضد المدنيين في لبنان وفلسطين