شارك العلامة الشيخ عبد الله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، في المؤتمر الدولي "الإيمان في عالم متغير"، الذي عقد في العاصمة المغربية الرباط ، تحت رعاية الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وبتنظيم من رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية.

ودعا بن بيه، في كلمته الافتتاحية، إلى إنشاء مراكز للبحوث لتجديد الخطاب الإيماني عن طريق تطوير أساليب البرهنة وطرق العرض واستثمار الإمكانات التي أتاحتها المعارف البشرية الجديدة في صياغة العقائد وعرضها عرضاً سليماً بطرائق الاستدلال المناسبة.
وأثني على جهود رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء في المملكة المغربية ودورهما في نشر قيم التسامح والتعايش حول العالم.
وأشاد بموضوع المؤتمر، الذي عقد يومي 15 و16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، كون أن التغير والتسارع أصبحا سمة هذه العصر ومبدأه الظاهر في كل مناحي الحياة، فمن السرعة في المواصلات والاتصالات، إلى سرعة في انتقال السلع والأفكار والآراء والمعلومات والأخبار الصحيحة والزائفة، ومن خلال ذلك غدا الإنسان مبهورا لسرعة الواردات إليه وتواليها المستمر.

معنى الحياة

وأشار إلى أنه أمام هذا التحدي يحسُّ الإنسان بضرورة استعادة معنى الحياة، التي تمنحه نقطة ارتكاز وثبات، وتظهر حاجة البشرية إلى رؤية للكون تقدم الاستقرار، مؤكداً أن الرؤية الإيمانية هي الكفيلة بتقديم ذلك؛ لأنها تغرس الوجود الإنساني في نسيج متّصل من المعنى، تقدم له رواية متسقة عن ذاته.
وذكر بأن "الإيمان علم، وذلك العلم قائم على منظومة معرفية ثلاثية الأركان هي الحس والعقل والخبر"، لافتاً إلى أن هذه المنظومة تتكامل وتتعاضد فيها مصادر المعرفة للدلالة على الإيمان والتوصيل إلى سبيل الاطمئنان، مشيراً إلى أنه من أهم ثمار الإيمان في الدنيا تأسيس الأخلاق تأسيساً متيناً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات

إقرأ أيضاً:

“وثيقة الإيمان في عالَم متغير”.. إعلان عالمي يؤكد مركزية الدين في قيام الحضارات

– تبني مبادرة رابطة العالم الإسلامي بإنشاء مرصد دولي لمواجهة شبهات الإلحاد
– تهميش الدين يفتح الباب واسعاً أمام مظاهر الفوضى الأخلاقية والسلوكيات المنحرفة
– مسؤولية القيادات الدينية والفكرية في استثمار الإرث الإنساني المشترك للحفاظ على المكتسبات الحضارية
– تعزيز العلاقة بين الدين والعلم أمرٌ جوهريٌّ لمواجهة انحرافات الإلحاد العدمي
– التضامن بين الشعوب هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات العالمية الكبرى
– المرأة في إطارها الإيماني مصدر نور وإشعاع حضاري لها الحظ الأكبر في غرس ثوابت الدين ومكارم الخُلق الحميد

أكدت الوثيقة العالمية الصادرة عن أعضاء المؤتمر الدولي: “الإيمان في عالم متغيّر”، على مركزية الدين في قيام الحضارات وازدهارها، وأثره في صياغة أفكار المجتمعات وتقويمها، وقدرته على مواجهة المشكلات ومعالجتها، محذرين من أنَّ تهميش دور الدين في الاهتداء الروحي والإرشاد العقلي يفتح الباب واسعاً أمام مظاهر الفوضى الأخلاقية والسلوكيات المنحرفة والإباحية المهينة، ويضع العالم أمام حالة غير مسبوقة من التردي الأخلاقي والانحلال القيمي.
واختتم المؤتمر أعماله -اليوم الأربعاء- في العاصمة المغربية الرباط، وسطَ مشاركة واسعة؛ من شخصياتٍ دينيّةٍ وفكريّةٍ عالمية، بإصدار الوثيقة التي حملت عنوان: “الإيمان في عالم متغير”، وتضمَّنت الإعلان عن تأسيس المرصد الدولي لدلائل الإيمان ومواجهة الشبهات، كهيئة إنسانية إيمانية متخصصة.

وشدّد المؤتمِرون على أنَّ القيم الأخلاقية تستند إلى الفطرة الإنسانية وتتأكد بالرسالات الإلهية، وتبقى على الدوام أصلاً مشتركاً ومرتكزاً ثابتاً وإطاراً جامعاً تنبع منه الأفكار المستنيرة والأطروحات الرشيدة في مسيرة الحضارة والتقدم، لافتين إلى أنه بقدر رسوخ تلك القيم في الوجدان الإنساني يتحقق الأمن والوئام المجتمعي.

وأوضحوا أنَّ الإنسان هو محور الرسالات الإلهية، فضّله الله على سائر المخلوقات، وسخَّر له الأرض؛ ليؤدي مهمة الاستخلاف في إصلاحها وعمارتها، واستدامة بنائها ونمائها، والمحافظة على مواردها وثرواتها، ليَسعد الجميع بحياة طيبة كريمة، ويتمكنوا من عبادة خالقهم سبحانه وتعالى، داعين إلى حِفظ كرامة الإنسان وصيانة حقوقه وحرياته المشروعة، والاعتراف به وجوداً وحضارة، أياً كانت هويته الدينية والوطنية والإثنية، واعتباره أخاً مشاركاً في بناء المجتمع وتنميته.

كما أكد المؤتمرون في الوثيقة على مسؤولية القيادات الدينية والفكرية والمجتمعية حول العالم في استثمار الإرث الإنساني المشترك، للحفاظ على المكتسبات الحضارية المتراكمة عبر التاريخ والتصدي للظواهر السلبية التي أفرزتها العولمة، واحتواء الآثار المدمرة التي سببتها الجوائح والأوبئة والحروب.

ونبهوا إلى أنَّ التعاون والتكامل بين المكونات الدينية المختلفة واستثمار مشتركاتها المتعددة هو المسار الأنجح لصياغة الأطُر الفكرية الرشيدة للتحصين من مخاطر السلوك المتطرف، وتحييد خطاب الكراهية، وتفكيك نظريات الصدام والصراع.

وحثوا على الرقي بالعمل الإنساني والسموّ به على كافة مظاهر التحيّز والتعصب والتسييس، ليكون عملاً صالحاً ينفع الناس بلا تمييز أو تفريق، مع العمل على إرساء الأخوة الإنسانية بإقامة المشاريع الإغاثية والتنموية حول العالم، والتمسك بها وتطويرها، ضمن أبعاد عالمية وشراكات استراتيجية مثمرة تخدم الإنسانية، وترسي دعائم الوئام والسلام، وتحقق للبشرية الرخاء والاستقرار.

وشدَّد المؤتمرون في الوثيقة على التزام المنهجية العلمية الرصينة في تفسير النصوص، وفهم الحقائق الدينية، وتوضيح المصطلحات والمفاهيم الفكرية وتنزيلها على المستجدات العصرية، بما يحقق مقاصد الدين في حفظ الضروريات، وتحقيق التوازن والاعتدال.

وأكّدوا أنَّ تعزيز العلاقة بين الدين والعلم أمرٌ جوهري؛ يتجلى به التكامل بين الإيمان والحياة وبين المعرفة والفلسفة، لمواجهة انحرافات الإلحاد العدمي والفكر المادي الذي يُقصي الروحانيات والقيم عن دورها المركزي، وصولاً إلى رؤية تبرز مكانة الإنسان ودوره في الكون، وتضع الطبيعة في سياقها الصحي، وتجسد أهمية الإيمان في التوصل إلى معاني وجودنا على هذا الكوكب وأهدافه.

وأشاروا إلى أنَّ الحوار بين الأديان والثقافات قيمة عليا؛ تساهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وتفتح أبواب التعارف وتداول المعارف وتوسيع المفاهيم والاحترام المتبادل، مما يرسخ العلاقات الإنسانية على أسس من التعاون والتسامح ويعزز من قدرة المجتمعات على مواجهة تحديات العصر بروح منفتحة ومقتنعة.

اقرأ أيضاًالعالمارتفاع حصيلة ضحايا غارات إسرائيل في لبنان إلى 2255 قتيلا

وأوضحوا أنَّ التكنولوجيا والتقدم العلمي والذكاء الاصطناعي وسائل رئيسة في تشكيل الفكر والوعي والرقي بسلوك المجتمعات، وتتصدر لرسم معظم ملامح المستقبل المادي والمعرفي للأجيال القادمة، مشددين على أهمية المسارعة إلى استغلالها، والمبادرة إلى الاهتمام بتطوير وسائل التربية الدينية وتجديد طُرقها لتتلاءم مع العصر الرقمي والتطورات المتسارعة، وتنجح في بناء جيل قادر على فهم العالم المحيط به من منظور إيماني راسخ ومتجدد.

وأكدوا على أنَّ التضامن بين الشعوب هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات العالمية الكبرى؛ كالتغير المناخي وهدر الموارد وشحّها وحماية البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية، وهو واجب ديني وأخلاقي لا يتحقق إلا بتعاون الجميع في تعزيز الوعي البيئي وتهذيب السلوكيات المستدامة واستشعار المسؤولية.

كما أكدوا على أنَّ المرأة في إطارها الإيماني مصدر نور وإشعاع حضاري لها الحظ الأكبر في غرس ثوابت الدين ومكارم الخلق الحميد، منبهين إلى أنه من الواجب حراسة دورها الرئيس في الأسرة ورعايتها وتربية الناشئة والعناية بها، وترسيخ التآلف والانسجام بينها، وتحصين الأجيال الصاعدة من فوضى المشاعر واضطراب الأفكار.

وعَبْر الوثيقة، دعا المشاركون في المؤتمر كلاً من رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء إلى تأسيس هيئة إنسانية إيمانية رائدة تحت مسمى “المرصد الدولي لدلائل الإيمان ومواجهة الشبهات” تهتم بترسيخ مبادئ الإيمان وتعزيز قيمها الأخلاقية، مع رصد الشبهات المثارة والأجندات المشبوهة للفوضى التحررية، والعدمية الإلحادية، والعبثية المجتمعية.
ومن المتوقع أن يقوم المرصد بهذه المهام المسندة إليه من خلال كتابات مستوعبة وندوات متخصصة، يُستكتب لها ذوو التميز والإجادة، وتوظّف لإنجاح أهدافها وإيصال رسالتها: الوسائل الرقمية والإعلامية الحديثة، وينشر عن أعمالها ومنجزاتها تقرير سنوي باللغتين العربية والإنجليزية، لتكون مرجع اهتداء فكري ومعلم إرشاد إيماني، تساعد الإنسان على التعامل الأقوم مع المستجدات المتسارعة والمتغيرات الكبرى في وطنه وعالمه.

وتعهد المشاركون في المؤتمر بالاحتفاء بمضامين “وثيقة الإيمان في عالم متغير” والاهتمام بتعزيزها في صروحهم العلمية ومنابرهم الإعلامية ومجتمعاتهم الوطنية، بما يتماشى مع الأنظمة السارية والقوانين الدولية، داعين جميع الجهات العلمية والشخصيات المجتمعية والمؤسسات الوطنية إلى دعم هذه الوثيقة وتأييدها . كما أكدوا على أن معنى الإيمان بالله تعالى يختلف باختلاف الأديان والأفكار، وأن الحوار فيه له مقام آخر ، وأن هذا المؤتمر إنما ينصب على مواجهة الأفكار العدمية الإلحادية.

 

مقالات مشابهة

  • غوتيريس يوصي بتمديد مهمة المينورسو بالصحراء المغربية
  • أزهري: الإنسان يحتاج لصحة جيدة لأداء واجباته في الحياة
  • عبد الله بن بيه يشارك في مؤتمر «الإيمان في عالم متغيّر» بالرباط
  • عبد الله بن بيّه يشارك في مؤتمر “الإيمان في عالم متغيّر” بالرباط
  • “وثيقة الإيمان في عالَم متغير”.. إعلان عالمي يؤكد مركزية الدين في قيام الحضارات
  • الخشت يشارك في مؤتمر "الإيمان في عالم متغير" بالمغرب
  • الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية يشارك في مؤتمر (الإيمان في عالم متغير )
  • رئيس الوزراء يكشف معنى اقتصاد الحرب .. ويؤكد: جاهزون لجميع السيناريوهات
  • جودة الحياة