خطبة الجمعة اليوم.. تعظيم حرمة الإنسان وعدم التنمر به
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة اليوم، حيث جاءت تحت عنوان «لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْم»، وتدور الخطبة اليوم حول الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو التنبيه إلى تعظيم حرمة الإنسان وعدم التنمر به، أو التسلط عليه، أو إلحاق الأذى به، أو معايرته بعيب فيه، أو الاستهزاء به بالقول أو الفعل أو الإشارة، سواء في الواقع بين الناس أو في العالم الافتراضي (السوشيال ميديا).
وأضافت وزارة الأوقاف، عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أن عناصر خطبة الجمعة اليوم تهدف إلى بيان تعظيم حرمة الإنسان، والتحذير من التنمر والسخرية، وخطورة التنمر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء نص خطبة الجمعة اليوم بعنوان «لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْم»: فَإِنَّ الإِنْسَانَ بُنْيَانُ اللهِ وَصَنْعَتُهُ، خَلَقَهُ سُبْحَانَهُ بِيَدِهِ، وَكرَّمَهُ وَقَدَّرَهُ، وَفَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنَ خَلَقَ تَفْضِيلًا، فَأَرْسَلَ مِنْ أَجْلِهِ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ لِهِدَايَتِهِ الكُتُبَ، وَلِأَجْلِهِ جَعَلَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، وَسَخَّرَ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ.
وتابعت خطبة الجمعة اليوم: «إِنَّ هَذَا المَخْلُوقَ المكرَّمَ بِتَكْرِيمِ الحَقِّ سُبْحَانَهُ لَهُ، مَصُونٌ عِرْضُهُ مِنْ أَنْ يُخْدَشَ أَوْ يُجرَحَ أَوْ يُنْتَقَصَ مِنْ قَدْرِهِ؛ لِذَلكَ حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى كُلَّ صُوَرِ السُّخْرِيَةِ مِنَ الإِنْسَانِ وَالتَّنَمُّرِ وَالاسْتِهْزَاءِ بِهِ، وَجَرَّمَ كُلَّ أَلْوَانِ الهَمْزِ وَاللَّمزِ وَالاحْتِقَارِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}».
نص خطبة الجمعة اليومواستكملت وزارة في نص خطبة الجمعة اليوم «أَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا الكِرَامُ هَذِهِ المَنَاهِي المتَّصِلَةَ المتَتَابِعَةَ، المسْطُورَةَ فِي الوَحْيِ الشَّرِيفِ عَنْ كُلِّ مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَنَالَ مِنْ شُمُوخِ الإِنْسَانِ وَعَظَمَتِهِ وَيُحَقِّرَ مِنْ شَأْنِهِ؟! «لَا يَسْخَرْ، وَلَا تَلْمِزُوا، وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ»، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى هَذَا الخِتَامِ الَّذِي يَخْلَعُ القُلُوبَ! {بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} يَا سَادَة! إِنَّهَا حُرْمَةُ الإِنْسَانِ الَّتِي تَعْدِلُ حُرْمَةَ يَوْمِ عَرَفَةَ وَحُرْمَةَ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ وَحُرْمَةَ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ! اسْمَعْ إِلَى هَذَا البَيَانِ النَّبَوِيِّ الشَّدِيدِ: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».
وأشارت خطبة الجمعة اليوم في نصها «فَكَيْفَ يَجْسُرُ إِنْسَانٌ عَلَى تَحْقِيرِ مَنْ وَقَّرَهُ اللهُ؟ وَكَيْفَ يَجْرُؤُ عَلَى الاسْتِهَانَةِ بِمَنْ عَظَّمَهُ اللهُ؟! فَيَقَعُ فِي عِرْضِ إِنْسَانٍ مُتَنَمِّرًا سَاخِرًا مِنْ شَكْلِهِ أَوْ لَوْنِهِ أَوْ طُولِهِ أَوْ وَزْنِهِ أَوْ جِنْسِهِ أَوْ لُغَتِهِ أَوْ حَالَتِه الاجْتِمَاعِيَّةِ، سَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ بِكَلِمَةٍ نَابِيَةٍ أَوْ فِعْلٍ جَارِحٍ أَوْ إِشَارَةٍ مُسِيئَةٍ، أَوْ صُورَةٍ سَاخِرَةٍ أَوْ مُحتَوًى مُشِينٍ مُؤذٍ عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ الَّتِي يَكُونُ ذَنْبُ التَّنَمُّرِ فِيهَا أَشَدَّ؛ فَهُوَ ذَنْبٌ مُرَكَّبٌ مِنَ التَّنَمُّرِ وَالسُّخْرِيَةِ وَالغِيبَةِ وَاحْتِقَارِ النَّاسِ وَالاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ، وَهِيَ طَوَامٌّ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ!».
خطبة الجمعة اليوم: إِنَّ السُّخْرِيَةَ تُفَرِّقُ القُلُوبَواشتملت خطبة الجمعة اليوم «إِنَّ السُّخْرِيَةَ تُفَرِّقُ القُلُوبَ، وَتُوغِرُ الصُّدُورَ، وَتَدُلُّ عَلَى انْتِكَاسِ الفِطْرَةِ وَقِلَّةِ الحَيَاءِ، يَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ»، وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}: «إِنَّ الصَّغِيرَةَ التَّبَسُّمُ بِالاسْتِهْزَاءِ بِالمُؤْمِنِ، وَالكَبِيرَةَ القَهْقَهَةُ بِذَلِكَ»
وختتم خطبة الجمعة اليوم «أَخِي الكَرِيم! أَلَا تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الَّذِي سُخِرَ مِنْهُ وَتُنُمِّرَ بِهِ قَدْ يَكُونُ عِنْدَ اللهِ أَغْلَى وَعِنْدَ النَّاسِ أَرْقَى؟! فَهُوَ أَنْقَى ضَمِيرًا، وَأَطْيَبُ قَلْبًا، وَأَزْكَى عَمَلًا، فَقَدْ مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟» فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنَ شَفعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَن لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة الجمعة وزراة الأوقاف خطبة الجمعة الیوم الإ ن س ان الاس ت ه إ ن س ان ه ذ ا ال ى الله
إقرأ أيضاً:
صلاة الجمعة: أعظم صلاة في أسبوع المسلم
صلاة الجمعة هي واحدة من أعظم العبادات التي خصَّها الله سبحانه وتعالى للمسلمين.
إنها صلاة فريدة تحمل الكثير من الفوائد الروحية والنفسية والجسدية، وتُعتبر من أوجب الصلوات التي يؤديها المسلم في أسبوعه.
ففي يوم الجمعة، يلتقي المسلمون في المساجد للاستماع إلى الخطبة والصلاة جماعة، وهو ما يعزز من وحدة الأمة ويدعو إلى التكافل الاجتماعي.
لذلك، يجب على المسلم أن يحرص على أداء صلاة الجمعة في وقتها، لأن لها فضائل عظيمة وأجرًا كبيرًا.
فضل صلاة الجمعةصلاة الجمعة ليست مجرد صلاة عادية، بل هي فريضة عظيمة لها مكانة خاصة في الإسلام.
صلاة الجمعة: أعظم صلاة في أسبوع المسلمقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه." (رواه مسلم)، مما يدل على عظم هذه الصلاة وأهمية الحرص على أدائها.
أهمية صلاة الجمعة1. إجابة الدعاء:
يوم الجمعة هو يوم مبارك، وقد ورد في الحديث الشريف: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه." (رواه البخاري).
هذه الساعة المباركة تُستحب فيها الدعاء، ويجب على المسلم أن يغتنمها في طلب حاجاته.
2. تطهير النفس:
صلاة الجمعة تعد من أسباب تطهير النفس والروح، ففي كل جمعة، يفرغ المسلم قلبه من هموم الدنيا ويشعر بتجديد الإيمان والطمأنينة.
3. تجمع المسلمين وتقوية الروابط الاجتماعية:
صلاة الجمعة تجمع المسلمين في المساجد، وتعد فرصة لزيادة التواصل بين أفراد المجتمع المسلم، فهي ليست فقط عبادة فردية، بل تُعزز من وحدة المسلمين وتضامنهم.
4. زيادة الأجر والمغفرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من جاء إلى الجمعة فاغتسل ثم صلى ما كتب له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى." (رواه مسلم)، هذا الحديث يبين فضل صلاة الجمعة في تطهير الذنوب والمغفرة.
1. الاغتسال قبل الصلاة:
يُستحب أن يغتسل المسلم قبل أداء صلاة الجمعة، وهذا من السنن المؤكدة التي يُستحب العمل بها.
2. الذهاب إلى المسجد مبكرًا:
من الأفضل أن يحرص المسلم على الذهاب إلى المسجد باكرًا للاستماع إلى الخطبة كاملة، حيث إن ذلك يعود عليه بفضل كبير.
3. الإنصات للخطبة:
يجب على المسلم أن يُنصت أثناء خطبة الجمعة، لأن الخطبة هي جزء من العبادة وتُعد فرصة للاستفادة من النصائح والوعظ التي تُذكر في هذا اليوم.
4. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
يُستحب أن يكثر المسلم من الصلاة على النبي في يوم الجمعة، لما لها من فضل عظيم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً، صلى الله عليه بها عشرًا." (رواه مسلم).
5. الدعاء بعد الصلاة:
بعد صلاة الجمعة، يُستحب للمسلم أن يدعو الله بما يشاء، خاصة في الساعة المباركة التي تكون بين صلاة الجمعة وعصر نفس اليوم.
"اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه."
"اللهم اجعل لنا في هذا اليوم المبارك مغفرة لذنوبنا، ورحمة لقلوبنا، وشفاء لمرضانا."
"اللهم اجعل صلاة الجمعة نورًا في حياتنا، وراحة لقلوبنا، وتيسيرًا لأمورنا."
صلاة الجمعة هي فرصة عظيمة للمسلم للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وتجديد إيمانه.
إنها صلاة تحمل في طياتها فضائل كبيرة وفوائد عظيمة، وتعد من أهم العبادات التي تساهم في تطهير النفس، وزيادة الأجر، وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين المسلمين.
فلنحرص جميعًا على أداء صلاة الجمعة في وقتها، ولنغتنم جميع الفرص الروحية التي يقدمها هذا اليوم المبارك.