عشية زيارتها بيروت اليوم واعتذارها عن المشاركة في اجتماع برلين، طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال قمة "لضمان العودة الآمنة والطوعية للاجئين"، دول الإتحاد الأوروبي بإعادة علاقاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد لحل "أزمة الهجرة غير النظامية" وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، معلنة أمام مجلس الشيوخ الإيطالي: "تسبب تصاعد التوتر والتصعيد العسكري بتفاقم أزمة اللجوء في سوريا والأردن ودول المنطقة الأخرى، لذا من الضروري معالجة هذه الحالة الطارئة والعاجلة والتي بدأت تزداد سوءاً وذلك لأنها تستحق أن تقابل بالتزام حازم من طرف أوروبا".



وفق تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية أصبحت ميلوني شخصية مؤثرة في الاتحاد الأوروبي خصوصا في ما يتعلق بقضايا الهجرة، وقد دفع موقفها المتشدد الاتحاد الأوروبي إلى تبنّي خطوات صارمة نحو اللاجئين لم يكن من الممكن تصورها في السابق، ومنها إنشاء معسكرات على حدود أوروبا لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين. وحسب التقرير، هناك شعور متجدد وملحّ في أوروبا للتعامل مع أزمة اللاجئين في ظل تصاعد الحرب في الشرق الأوسط، خصوصا بعد توسيع إسرائيل هجماتها على غزة لتشمل لبنان.

سبق الموقف الإيطالي، زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في 16 ايلول، روما للتنسيق بشأن ملف الهجرة غير النظامية، وبحث سبل الاستفادة من التجربة الإيطالية في التعامل مع المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، وعطفا على ذلك أشار وزير الداخلية الفرنسي في أول تصريحاته عقب تشكيل الحكومة الفرنسية، في 24 ايلول الماضي تبنيه خطة عمل متشددة مع ملف اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، بينما أعلنت وزيرة الهجرة مارغولين فابر في 18 من ايلول أن بلادها تقدمت بطلب إلى المفوضية الأوروبية للانسحاب من قواعد اللجوء الأوروبي، في حين بدأت الحكومة الالمانية بدورها في 16 ايلول فرض ضوابط مؤقتة على كل الحدود البرية للبلاد لـ"محاولة مواجهة الهجرة غير النظامية"،

مما لا شك فيه أن العدوان الإسرائيلي على لبنان أثار مخاوف أوروبا من احتمالات وصول اللاجئين إليها، وذلك بالتزامن مع سيطرة اليمين المعادي للمهاجرين على حكومات دول عدة في القارة، ومن المرجح ان تبحث ميلوني في ملف النازحين والهجرة غير الشرعية مع المسؤولين في لبنان.

إن المشكلة الأهم في أوروبا تتمثل في زيادة عدد المهجرين بنسب لم تعد تتحملها المجتمعات الاوروبية، التي بدأت تشعر بقلق كبير جراء المشكلات والأزمات التي بدأت تطل برأسها على المستويات الثقافية والاجتماعية وخصوصية المجتمعات الأوروبية، ومع صعود الأحزاب اليمينية في أوروبا و استلامها سدة الحكم في العديد من الدول وعلى رأسها إيطاليا، كانت أولى اهتمامات هذه الحكومات معالجة ملف المهجرين، وكان من ضمن برامجها الانتخابية، والتي ساهمت بفوزها بالانتخابات، حيث اتخذت ثماني دول أوروبية قراراً بتشكيل كتلة داخل الاتحاد الاوروبي لمراجعة سياساتها مع سوريا والتخلي عن اللاءات الثلاث، وهي : (النمسا، وكرواتيا، وقبرص، والتشيك، واليونان، وإيطاليا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا)، ولم تعترض ألمانيا على هذا المقترح ، واكتفت فرنسا بتوجيه بعض الملاحظات .

ويبدو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الاووربي والذي كان أحد أهم أسبابه المعالجة الخاطئة لملفات الشرق الأوسط والتي أفضت إلى زيادة نسبة المهجرين إلى أوروبا، قد أضاءت على مشكلة مبدئية وهي أن اتباع السياسات الاميركية سيزيد من مشاكل أوروبا وخاصة في هذا الملف .

فكيف تقرأ سوريا التحول في الموقف الاوروبي؟

تقول مصادر سورية إن دول الإتحاد الأوروبي تعمل الآن وفق سياسة جديدة تقوم على أن الحل الوحيد هو التعامل مع الحكومة الشرعية والمنتخبة في سوريا من أجل إغلاق أبواب الهجرة والذي يعتبر العامل الاقتصادي الأساسي فيها، ولما كانت العقوبات الأوروبية الأميركية قد عمقت من هذه المشكلة، رأت دول في الإتحاد الأوروبي أن رفع بعض العقوبات قد يفيد بتنشيط الاقتصاد السوري وبالتالي تشجيع المهاجرين على العودة إلى بلدانهم، وهذا ما طرحته الدول الأوروبية الثمانية ولم يلق أية اعتراضات أوروبية سوى بعض الملاحظات من الجانب الفرنسي.

ويبدو، بحسب المصادر نفسها، أن الدول الأوروبية قد استشعرت ضوءاً أخضراً أميركياً لاتباع هذه السياسات اتجاه سوريا، كون الكونغرس الأميركي لم يمدد عمل ما يسمى بقانون قيصر الذي فرضه المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب على سورية عام 2020 ، والذي انتهى مفعوله بتاريخ 17/6/2024 . وهذا التطور في المواقف له أبعاد استراتيجية تتصل بالرغبة الغربية في عودة النفوذ الاقتصادي الأوروبي إلى شرق المتوسط الذي تراجع لحساب المد الاقتصادي الصيني والروسي .

تتعامل سوريا، بحسب مصادرها، بكل إيجابية مع الانفتاح الأوروبي، وتعتبر أن نتائجه الإيجابية التي تظهرت في الشهرين الماضيين، مردها العلاقات التي لم تنقطع والتي كانت بعيدة عن الإعلام ، ورحبت سورية بإعادة افتتاح العديد من السفارات الاوروبية وعلى رأسها السفارة الإيطالية، واستقبل الرئيس بشار الأسد السفير الايطالي ستيفانو افاجنيان سفيراً لايطاليا في دمشق والذي بدأ سريعاً العمل على تعاون سوري- أوروبي لحل كل القضايا الخلافية، وعلى رأسها ملف المهجرين، علما ان وجود سفير إيطالي في سوريا لم يأت بقرار أحادي من الحكومة الإيطالية إنما نتيجة تنسيق مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيف بوريل.

ما تقدم، يشير بحسب المصادر، إلى أن سفارات أوروبية عدة ستعاود فتح أبوابها في سورية وليس مستبعداً أن تعيد ألمانيا وفرنسا فتح سفارتيهما قريبا في دمشق ، وقد أبدت العديد من الدول الأوروبية استعدادها للتعاون مع سورية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الهجرة غیر

إقرأ أيضاً:

المفوضية الأوروبية: قررنا تخفيف العقوبات على سوريا ومستعدون للمشاركة في إعادة الإعمار

سوريا – أعلنت المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات أنها قررت أن تخفف تدريجيا العقوبات على سوريا.

وقالت المفوضية إن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب الشعب السوري ومستعد للمشاركة في إعادة الإعمار.

ويستضيف الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين مؤتمر بروكسل التاسع بعنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”.

وقال الاتحاد في منشور عبر موقعه: “يُمثل سقوط نظام الأسد لحظة تاريخية وفرصة للشعب السوري لتقرير مستقبل بلاده. في هذه الفترة الحرجة، يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب السوري، سواء داخل سوريا أو في جميع أنحاء المنطقة، وسيواصل دعم عملية انتقال شاملة بقيادة سورية، ويساهم في تلبية الاحتياجات الإنسانية، ويساهم في جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار والاستقرار من أجل بناء سوريا حرة وسلمية ومزدهرة”.

وأضاف: “يُعدّ حشد الدعم الدولي لعملية انتقال شاملة وسلمية، وجمع تعهدات بالمساعدات الإنسانية وغير الإنسانية، ضمانًا لاستدامة الدعم للسوريين – سواء داخل البلاد أو في المجتمعات المضيفة في جميع أنحاء المنطقة، وخاصةً في الأردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق، أحد الأهداف الأساسية لمؤتمر بروكسل”.

وأفاد الاتحاد بأنه سيدعم “فعالية للمجتمع المدني في وقت لاحق من هذا العام في دمشق، لتعزيز المشاركة طويلة الأمد”، مؤكدا أنه سيبقى “ثابتا في مساعدة سوريا وجميع مواطنيها، والوقوف إلى جانبهم لبناء مستقبل حر وسلمي ومزدهر”.

المصدر: RT

Previous “رويترز”: الجيش الأمريكي يسقط 11 مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه حاملة الطائرات “هاري ترومان” Related Posts “رويترز”: الجيش الأمريكي يسقط 11 مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه حاملة الطائرات “هاري ترومان” عربي 17 مارس، 2025 مكتب نتنياهو يعلن توجه وفد إلى مصر لمناقشة صفقة الأسرى ومصادر إسرائيلية تقول: نواجه عقبات جوهرية عربي 17 مارس، 2025 أحدث المقالات المفوضية الأوروبية: قررنا تخفيف العقوبات على سوريا ومستعدون للمشاركة في إعادة الإعمار “رويترز”: الجيش الأمريكي يسقط 11 مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه حاملة الطائرات “هاري ترومان” مكتب نتنياهو يعلن توجه وفد إلى مصر لمناقشة صفقة الأسرى ومصادر إسرائيلية تقول: نواجه عقبات جوهرية السيسي مواجها رسائل حادة: لا يمكن لأحد المساس بمصر الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • رئيسة المفوضية الأوروبية: الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم 5ر2 مليار يورو لدعم سوريا
  • مارك كارني يدعو لتعزيز العلاقات مع أوروبا
  • جاسم البديوي يبحث في بروكسل تعزيز العلاقات الخليجية الأوروبية
  • المفوضية الأوروبية: قررنا تخفيف العقوبات على سوريا ومستعدون للمشاركة في إعادة الإعمار
  • الحراري: على الاتحاد الأوروبي الوفاء بالتزاماته لليبيا وإلا سنحل جهاز مكافحة الهجرة
  • جنبلاط يحذر من استغلال الدروز لتقسيم سوريا ويدعو لعلاقات لبنانية - سورية جديدة
  • احتفالات في سوريا بالذكرى الـ14 للثورة ضد حكم الأسد
  • صوان: ليبيا لا يجب أن تتحمل أزمة الهجرة وحدها وعلى الدول المعنية تحمل مسؤولياتها
  • «المقاعد الأوروبية» تشعل المنافسة في «البريميرليج»
  • خبير أوروبي: نظام الأخلاقيات في البرلمان الأوروبي "غير مؤهل للمهمة"