رسائل "أنيس الصبيحى" الداعمة لتنظيم القاعدة في اليمن
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
لم يتمكن الصحفي اليمني المفصول أنيس منصور الصبيحي من إخفاء سعادته الغامرة عندما تلقى معلومات أولية عن اغتيال العميد عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، جنوبي اليمن، إثر تفجير استهدف موكبه أثناء قيادته حملة أمنية لملاحقة خلايا تابعة لتنظيم "القاعدة"، وعبَّر "الصبيحي" عن أفراحه ودعمه لجرائم التنظيم الإرهابي في سلسلة من منشورات وتغريدات التشفي والشماتة في وفاة العميد عبد اللطيف السيد، وعدد من مرافقيه، ثم انتقل سريعًا إلى خندق العناصر الداعمة للتنظيمات الإرهابية المشاركة في ترويج ادعاءات مُسيئة للرجل المعروف بلقب "قاهر الإرهاب"، والذي حقق نجاحات كبيرة في ملاحقة خلايا الحوثيين وحلفائهم.
في الساعة الحادية عشرة وثمانٍ وثلاثين دقيقة من صباح الخميس العاشر من أغسطس 2023، التقط أنيس منصور الصبيحي المعلومات الأولية عن حادث اغتيال قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، عبد اللطيف محمد حسين بافقيه (السيد)، وعبر عن فرحته المبكرة بالعملية الإرهابية في منشور عبر "الفيس بوك"، وقال: "جاري التأكد.. هل بافقيه أكل تفاح"، وبعد دقائق أضاف منشورًا آخر، وكتب قائلاً: "الخبر أكيد"، وانتظر بضع دقائق قبل أن يشارك في ترويج أكذوبة تزعم أن دولة صديقة تورطت في اغتيال قائد الحزام الأمني في أبين، وأعاد الصبيحي ترويج أكاذيبه في ذات التوقيت عبر "تويتر"، وتجاهل أن تنظيم القاعدة اعترف في بيان عاجل بارتكاب الجريمة، ونشر عدة صور من موقع الحادث.
وتلاحقت منشورات أنيس منصور التي تستهدف ترويج ادعاءات مفادها أن الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن لا جدوى منها، ولا تحقق أي نتائج إيجابية، وزعم أنها تحقق خسائر في الأرواح والأموال لا تصب إلا في مصلحة إحدى الدول، ثم قفز قفزة أخرى في الدقائق الأولى من صباح السبت الثاني عشر من أغسطس، وبدأ في ترويج ادعاءات مسيئة للعميد عبد اللطيف السيد، وانهمرت تعليقات العناصر الإخوانية وعناصر أخرى موالية للتنظيمات الإرهابية تعلن دعمها لمنشورات الحليف الوفي أنيس منصور، وفي المقابل تدفقت تعليقات الترحم على العميد عبد اللطيف السيد، وقال أحد اليمنيين: "التشفي ليس من شيم الرجال، أنت إخواني وخطركم أكثر من ميليشيات إيران"، وقال آخر: "الله المستعان عليك يا أنيس، تشمت بالميت.. أعتقد أن ابنك توفي قبل سنة، وأكثر ولكن ولا أحد شمت بابنك… رحم الله مكافح الإرهاب الشهيد البطل عبد اللطيف السيد"، وقال ثالث: "منشورك هذا مؤيد للإرهاب.. واجب طلبك عن طريق الإنتربول وقريبًا إن شاء الله في يد العدالة".
وتبنى تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن عملية استهداف قائد الحزام الأمني بمحافظة "أبين" عبد اللطيف السيد، وعدد من مرافقيه بسيارة مفخخة، ونشرت إحدى المنصات التابعة لتنظيم القاعدة صورة أحد الإرهابيين المشاركين في تنفيذ التفجير الإرهابي، كما نشرت صورًا للسيارات المحترقة في موقع الحادث بعد دقائق من تنفيذ الجريمة.
ويمتلك أنيس منصور الصبيحي عشرات الحسابات الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمها في ترويج منشورات، وتغريدات التحريض على كراهية الدول العربية الصديقة الداعمة لليمن، ويحاول مرارًا، وتكرارًا إشعال الفتن بين القبائل اليمنية، وتحريض بعضها على قتال الجيش اليمني وقوات المقاومة الوطنية، وتتكرر منشوراته، وتغريداته التي تستهدف ترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة المسيئة لأعضاء المجلس الرئاسي اليمني، وقيادات المقاومة الوطنية.
وينتحل أنيس منصور الصبيحي صفة "صحفي"، على الرغم من تعليق عضويته في الاتحاد الدولي للصحفيين منذ تاريخ الجمعة الخامس من أغسطس 2022، وذلك بعد إسقاط عضويته في نقابة الصحفيين اليمنيين، لمخالفته القيم الأخلاقية، والمهنية ونصوص مواد النظام الأساسي ذات الصلة، والمتعلقة بمبادئ العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة"، وقال مجلس نقابة الصحفيين إنه أصدر قراره بعد الشكوى التي تقدمت بها الأخت سهى المصري ضد أنيس منصور، والذي خاض بشرفها وسمعتها وشهر بها في صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي عبر الكتابة والفيديوهات، وأوضح المجلس أن لجنة التحقيق عقدت عدة جلسات مع الطرفين وتوثقت من كل ما ورد في الشكوى ثم أعقبه تشكيل لجنة تأديب ونقاش المجلس للقضية، ورفض أنيس منصور رفضًا قاطعًا الاعتذار العلني للأخت سهى المصري.
وأخيرًا وليس آخرًا، لماذا يحمل أنيس منصور جواز سفر دبلوماسي يتنقل به بين عدد من الدول على الرغم من انتهاء عمله في السفارة اليمنية بإحدى الدول العربية؟! وما هو موقف المجلس الرئاسي اليمني من استخدامه لصفة مستشار إعلامي بوزارة الخارجية في حسابات التواصل الاجتماعي الداعمة لتنظيم القاعدة الإرهابي؟!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عبد اللطیف السید الحزام الأمنی فی ترویج فی الیمن
إقرأ أيضاً:
روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
تتجه روسيا إلى المضي قدمًا في خطتها لإنشاء أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا على البحر الأحمر بعد سنوات من الانتظار، وهو ما قد يجعل موسكو مثل الولايات المتحدة والصين في المنطقة، اللواتي يمتلكن قواعد في جيبوتي.
وجاء في تقرير لموقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" أن البحر الأحمر يعد أحد الممرات المائية في العالم الذي يحظى بأهمية إستراتيجية؛ حيث يربط قناة السويس بالمحيط الهندي ويؤمن عبور حوالي 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وفي شباط/ فبراير 2024، قام وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف بزيارة إلى موسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، وعقب الاجتماع قال إن البلدين توصلا إلى "اتفاق كامل" بشأن القاعدة الروسية، وهو ما عزز مبادرة من شأنها أن تسمح بتمركز ما يصل إلى أربع سفن حربية ونحو 300 جندي هناك على مدى 25 عاما.
وأشار التقرير الذي ترجمع "عربي21" إلى أنه خلال الفترة الاستعمارية، تم رسم حدود السودان بشكل مصطنع دون مراعاة الاختلافات العرقية والدينية، مما أدى إلى حرب أهلية شبه دائمة لا تزال آثارها مستمرة إلى حدود الساعة.
وفي سنة 2011، انقسمت البلاد إلى جزأين، حيث أجرى جنوب السودان استفتاءً وأعلن نفسه دولة مستقلة، وعليه، تتسم العلاقات بين الدولتين بالتوتر، وتصل أحيانًا إلى مواجهات مسلحة.
في الوقت نفسه، يشهد السودان حربًا أهلية شرسة في السنوات الأخيرة، ففي 15 نيسان/ أبريل 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وتعليقًا على الاتفاق بشأن القاعدة البحرية الروسية كتبت صحيفة "خبر7" التركية أنه خلال الحرب الأهلية المستمرة في السودان، تحافظ روسيا على اتصالات وثيقة مع كل من الجيش والجماعات المسلحة الأخرى.
وفي هذا السياق، تلتقي وفود روسية رفيعة المستوى مع مسؤولين سودانيين في بورتسودان وتحاول تعزيز التعاون العسكري مع المنطقة.
ويرى الخبراء أن الوجود الروسي في السودان أمر بالغ الأهمية بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل القواعد الروسية في سوريا، معتبرين أن القاعدة العسكرية الجديدة في السودان ستمنح موسكو ميزة استراتيجية كبيرة في البحر الأحمر.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، صرّح سيرغي لافروف بأن المحادثات ركّزت بشكل خاص على الحرب المستمرة في السودان بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن موسكو مهتمة بتطبيع الوضع في السودان وتلتزم بوقف الأعمال القتالية في أسرع وقت ممكن من خلال إطلاق حوار وطني ينبغي أن يشمل جميع القوى السياسية والإثنية والدينية في البلاد.
وأضاف لافروف أنه بعد استقرار الأوضاع في السودان، ستتهيأ الظروف لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سيكون أحد الأولويات مساعدة السودان في استغلال موارده المعدنية، مقابل قيام روسيا بتزويد السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية. بموجب الاتفاق، يجب ألا يتجاوز الحد الأقصى لعدد الأفراد العسكريين في القاعدة الروسية في بورتسودان 300 فرد، كما لن يُسمح بوجود أكثر من أربعة سفن روسية في الميناء في نفس الوقت.
وأشار موقع "يورآسيان تايمز" الهندي الكندي إلى أن روسيا تواصل توسيع وجودها العسكري في النقاط الإستراتيجية حول العالم، مما يمنحها إمكانية الوصول إلى طرق بحرية حيوية. كما أوضح الموقع أن القاعدة البحرية في السودان ستكون أول منشأة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في إفريقيا، مما يجعلها تحظى بنفوذ مماثل للولايات المتحدة والصين في المنطقة.
ولفت موقع "يورآسيان تايمز" الانتباه إلى أن القاعدة البحرية على ساحل السودان من شأنها أيضاً أن تساعد روسيا على تعويض الخسارة المحتملة لقاعدة ميناء طرطوس في سوريا. في ظل عدم الاستقرار في سوريا والهجمات المنتظمة على البنية التحتية قد تصبح القاعدة السودانية جزءًا من إستراتيجية روسية واسعة النطاق لتوسيع نفوذها العسكري في أفريقيا. كما أن إنشاء مركز دائم للدعم اللوجستي في السودان سيمنح روسيا القدرة على الاستجابة السريعة للتغيرات في الوضع الإقليمي، بالإضافة إلى ضمان تنفيذ العمليات البحرية في المحيط الهندي.
وذكر الموقع أن المفاوضات حول إنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر قائمة منذ سنة 2017، عندما اقترح الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير على روسيا إقامة مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية خلال زيارته إلى سوتشي. ومع ذلك، حالت الأحداث اللاحقة، بما في ذلك الانقلاب العسكري سنة 2019، دون تنفيذ المشروع.
وفي سنة 2020، تم التوصل إلى اتفاق يمنح روسيا الحق في نشر ما يصل إلى أربعة سفن حربية، بما في ذلك السفن النووية، في السودان لمدة 25 عامًا. وكان المشروع يهدف إلى إنشاء قاعدة ذات وظيفة دفاعية، تركز على دعم الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأردف الموقع أن خطط موسكو واجهت تهديدًا جديدًا مع اندلاع الحرب الأهلية في السودان في نيسان/ أبريل 2023، بحيث عطل الصراع بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية خطط بناء القاعدة. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن روسيا توفر حوالي 87 بالمئة من إجمالي واردات السودان من الأسلحة، مما يعكس الدور المحوري لموسكو في تقديم الدعم العسكري لهذا البلد.
ونقل الموقع عن المحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني: "الجيش السوداني في أمسّ الحاجة إلى الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار لطائراته الحربية المصنّعة في روسيا. تقديم قاعدة بحرية لروسيا مقابل ذلك هو الخيار الأفضل".
وفي محاولاتها لمنع تعزيز نفوذ روسيا في أفريقيا ومن أجل الفوز بالموارد الطبيعية التي يتمتع بها السودان، بما في ذلك مناجم الذهب، تسعى الولايات المتحدة بأي ثمن إلى منع إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان. وفي سبيل ذلك، تحاول تحقيق هذا الهدف بأيدي أطراف أخرى.
وعليه، في 24 أيلول/ سبتمبر 2023، وفي مطار شانون الأيرلندي، جرى "اجتماع غير مقرر" بين فولوديمير زيلينسكي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان. وقد أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذه الرواية، مشيرة إلى أن خط المواجهة بين أوكرانيا وروسيا يمتد الآن إلى أفريقيا.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن مشاركة كييف في نزاع داخلي في دولة أخرى تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة، خاصة في ظل تردد الغرب في تقديم دعم إضافي لأوكرانيا.
وفي ختام التقرير نوه الموقع بأن الوضع الجيوسياسي العالمي تغير بعد وصول ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، ومن غير المعروف كيفية رد فعل واشنطن على تصرفات كييف في إفريقيا خاصة في ظل وضوح طموحات الرئيس الأمريكي الحالي تجاه الدول الغنية بالموارد الطبيعية.