الصين تُفضل هاريس على ترامب من أجل استقرار العلاقات
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أبدت الصين تفضيلها للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، كامالا هاريس، على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يعد "أقل قابلية للتنبؤ بأفعاله"، وذلك رغم أن بكين ليست متحمسة لأي من المرشحين الرئاسيين.
وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بعض الاستقرار على مدى العام الماضي، رغم استمرار الخلافات بشأن بعض القضايا مثل تايوان، وبحر الصين الجنوبي وضوابط التصدير التي فرضها الرئيس الأميركي جو بايدن على الرقائق المتقدمة وغيرها من التكنولوجيا، فيما تُرجم جزءاً كبيراً من هذا الاستقرار في المحادثات المنتظمة بين وزير خارجية الصين وانج يي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
وذكرت وكالة بـ"لومبرج" أنه في حين أن بكين ترى أن العلاقة مع الولايات المتحدة "ليست رائعة"، لكنها باتت أفضل مما كانت عليه في السنوات الماضية، عندما تم قطع جميع الاتصالات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، إلى تايوان ثم إسقاط إدارة بايدن منطاد يُزعم أنه كان يحلق فوق الولايات المتحدة للتجسس.
ولفتت إلى أن المناقشات مع سوليفان، والتي أُجريت في أماكن متعددة من فيينا إلى بانكوك، ساعدت في إدارة الخلافات بين البلدين، ومهدت الطريق للاجتماع المتوقع بين بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من العام ذاته.
ووفقاً للوكالة، فإن الصين ترى أن رئاسة هاريس ستسمح لحكومة شي، بالبناء على هذا الأساس، كما أنها ستوفر بيئة خارجية مستقرة إلى حد ما، بينما يركز المسؤولون على إنعاش الاقتصاد الذي يعاني من ضغوط انكماش، لكن ترامب يمثل أحد المخاطر الرئيسية لهذه الاستراتيجية، إذ يهدد بفرض تعريفات جمركية على الصين تصل إلى 60%، وهو مستوى قد يدمر التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ونقلت الوكالة عن تشو جونوي، وهو باحث سابق في الجيش الصيني، ويشغل الآن منصب مدير الأبحاث الأميركية في مؤسسة "جراند فيو" ببكين، قوله إنها "وجهة نظر شائعة بين الخبراء الصينيين أن هاريس تعني مزيداً من الاستمرارية لنفس الاستراتيجية، وذلك على الأقل في العام أو العامين الأوليين من رئاستها، بينما ستعني رئاسة ترامب نطاقاً أوسع من الاحتمالات، الأفضل أو الأسوأ، مع الكثير من المفاجآت والمزيد من المتاعب للطرفين، وحتى العالم كله".
وقالت "بلومبرج" إن الصين "لا ترغب" في أن يُنظر إليها على أنها تحاول التأثير على الانتخابات، ناقلة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم "لم يروا الكثير من الأنشطة المقلقة حتى الآن، حتى مع تحذيرهم المستمر لبكين بعدم التدخل في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل".
ومع ذلك، صرَح مسؤولون من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، في وقت سابق من هذا الشهر، بأن بكين تسعى إلى التأثير على سباقات الكونجرس من خلال المرشحين الذين يُنظر إليهم على أنهم يهددون مصالحها في قضايا مثل تايوان.
ويتجنب عادة ممثلو وزارة الخارجية الصينية، التعليق على تصريحات هاريس أو ترمب بشأن بكين، بينما يقولون إنهم يعارضون الجهود المبذولة لجعل الصين قضية محورية في الحملات الانتخابية الرئاسية.
وفي محاضرة عامة ألقاها، مؤخراً في سنغافورة، قال تشين دونج شياو، وهو مستشار للحكومة الصينية، إن "الآراء تتفاوت في الصين بشأن هذه المسألة، إلا أن هناك إجماع على أن إدارة ترامب الثانية من المرجح أن تجلب مزيداً من عدم اليقين وعدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ مقارنةً بهاريس".
ورأت الوكالة أن حرص الصين على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة كان واضحاً، عندما زار سوليفان بكين في أغسطس الماضي، لإجراء محادثات مع وانج وشي، قائلة إن السؤال الذي سمعه المسؤولون الأميركيون مراراً خلال الزيارة هو: لماذا لا يمكننا أن نكون مجرد أصدقاء؟
ولفتت "بلومبرج" إلى أن فريق بايدن غادر الاجتماعات التي تجاوزت الـ 10 ساعات بانطباع بأن بكين تريد استقرار العلاقة قبل الانتخابات الأمريكية، قائلة إنه لم تُطرح الكثير من الأسئلة حول إدارة هاريس المحتملة، كما لم يرغب الفريق الأميركي في استباق السياسات التي ستتبعها.
وتابعت: "لكن سوليفان وفريقه شددوا على أن نائبة الرئيس ساعدت في صياغة وتنفيذ سياسات إدارة بايدن لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي شهدت تحالفات في المنطقة في مواجهة بكين اقتصادياً، وفي مجال الأمن القومي".
وفي مؤتمر صحفي بعد ذلك، قال سوليفان إن هاريس التقت سابقاً بكل من شي ورئيس الوزراء لي تشيانج، وأنها "تشارك الرئيس بايدن وجهة نظره بأن إدارة هذه المنافسة بشكل مسؤول تعد أمراً ضرورياً حتى لا تنحرف إلى صراع أو مواجهة".
وقالت المتحدثة باسم الأمن القومي في حملة هاريس، مورجان فينكلشتاين، إن نائبة الرئيس "لديها نظرة واضحة بشأن التهديدات التي تشكلها الصين، وفي حال وصولها إلى البيت الأبيض فإنها ستضمن فوز الولايات المتحدة في منافسة القرن الـ21".
وأضافت: "ستقف (هاريس) ضد جهود الصين لزعزعة الاستقرار والازدهار العالميين، وستعمل مع حلفائنا وشركائنا عن كثب لمواجهة هذه التحديات مع الاستثمار في مصادر قوتنا الخاصة".
وقال مصدر مطلع، إن المسؤولين الصينيين باتوا أكثر اهتماماً بسياسات هاريس بعد المناظرة الرئاسية التي أجريت سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أنه لا يزال من غير الواضح بالضبط ما الذي ستفعله نائبة الرئيس بشأن سياسات الولايات المتحدة المتعلقة ببكين، لكنها خلال المناظرة انتقدت ترامب، لأنه سمح ببيع التكنولوجيا المتقدمة للشركات الصينية.
من جانبه، قال بريان هيوز، المستشار البارز في حملة ترامب، إن "الصين تتوق إلى استغلال ضعف كامالا وعدم كفاءتها".
كما قال راش دوشي، الذي شغل منصب نائب مدير الشؤون الصينية وشؤون تايوان في مجلس الأمن القومي الأميركي سابقاً، إن "بعض الناس في بكين يسألون المسؤولين والباحثين الغربيين عما إذا كانت تعليقات ترامب التي تشير إلى أن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن تايوان قد تمنح بكين الضوء الأخضر لاستخدام القوة ضد الجزيرة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين كامالا هاريس هاريس ترامب الانتخابات الولایات المتحدة الأمن القومی أن بکین إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
حملة هاريس تواجه أزمة مالية بعد خسارة الانتخابات
واشنطن (الاتحاد)
أخبار ذات صلة لبنان يسلم رداً مكتوباً على مقترح الهدنة الأميركي عقوبات أميركية على منظمة إسرائيلية تمول الاستيطان بالضفة انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملةجمعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ونظام جمع التبرعات الضخم الخاص بالحزب الديمقراطي، أكثر من مليار دولار بعد خسارتها أمام الرئيس المُنتخَب دونالد ترامب، كما أنها ما زالت تطلب من المانحين التبرع بالمزيد من الأموال حتى بعد انتهاء الانتخابات، وفقاً لوكالة «أسوشيتد برس».
وقالت الوكالة، أمس، إن الديمقراطيين يواصلون إرسال مناشدات مستمرة إلى أنصار هاريس من دون أن يطلبوا منهم صراحةً تغطية أي ديون محتملة، لكنهم، بدلاً من ذلك، يشجعون المتبرعين المحتملين على دعم قضايا أخرى مثل مواجهة اختيارات الرئيس الجمهوري المُنتخَب لإدارته المقبلة، وبعض سباقات الكونجرس التي لا تزال عملية فرز الأصوات مستمرة فيها.
ونقلت عن أدريان هيموند، وهو خبير استراتيجي ديمقراطي من ميشيجان، قوله: إن «حملة هاريس أنفقت أموالاً أكثر مما جمعت، وهي الآن مشغولة بمحاولة جمع المزيد»، مضيفاً أن الحملة طلبت منه المساعدة في جمع التبرعات بعد خسارتها أمام ترامب.
وفي إطار مواصلة ترامب اختيار فريق حكومته قبل تسلمه السلطة رسمياً في 20 يناير المقبل، أعلن الرئيس المنتخب في بيان، أمس، إنه سيختار بريندان كار، رئيساً للجنة الاتصالات الفيدرالية.
وكار هو حالياً أكبر عضو جمهوري في لجنة الاتصالات الفيدرالية.
إلى ذلك، واصل ترامب المضي قدماً في قراره بترشيح النائب الجمهوري السابق مات جايتز لمنصب وزير العدل، على الرغم من الجدل في الكابيتول هيل بشأن تكليف شخصية واجهت مؤخراً تحقيقات من جهات إنفاذ القانون.
وأثار إصرار ترامب اختيار جايتز تحذيرات من حلفاء ترامب والمشرعين، الذين يعتقدون أنه سيواجه مهمة شاقة للغاية من أجل تأمين 51 صوتاً في مجلس الشيوخ لتأكيده في المنصب، حسبما ذكرت شبكة «CNN».
وقالت مصادر مطلعة للشبكة: إن ترامب ينظر إلى جايتز باعتباره العضو الأكثر أهمية في إدارته، كما يعتبر الموافقة على تنصيبه وزيراً للعدل أولوية الأغلبية الجمهورية القادمة بمجلس الشيوخ.
وذكر مصدر أن ترامب «يريد تأكيد تعيين جايتز بنسبة 100%، لن يتراجع، هو يصرّ عليه».
وفي السياق، أفادت شبكة NBC، نقلاً عن مصادر، بأن أكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بمن في ذلك أعضاء في مناصب قيادية عليا، لا يرون أي مسار للموافقة على ترشيح جايتز، ولن يدعموه لقيادة وزارة العدل.