د. مزمل أبو القاسم : هاؤم إقرأوا كتابيه
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
بسم الله من قبل ومن بعد والصلاة والسلام على النبي المعصوم المصطفى خير الأنام، صلوات الله وسلامه عليه، أما بعد؛ فقد بدأت مسيرتي المهنية في عالم الصحافة عقب تخرجي في جامعة أم درمان الإسلامية (قسم الصحافة والإعلام) في مستهل الألفية الجديدة، وعملت بعد التخرج في عدة صحف رياضية، وأصدرت مع عدد من الإخوان الأعزاء صحيفة المشاهد الرياضية في العام 1997 وكنت شريكاً بنسبة فيها، فحققت نجاحاً باهراً بحمد الله، ثم اغتربت للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وساهمت في تأسيس صحيفة أخبار العرب الظبيانية، التي عملت فيها رئيساً للقسم الرياضي ثم مديراً لتحرير الرياضة.
غادرت دولة الإمارات بكامل إرادتي في العام 2006، باستقالة طوعية ومسببة من موقع عملي، بعد أن أصدرت صحيفة الصدى الرياضية في شهر أغسطس من العام 2005 بشراكة مع الأخ عبد الله دفع الله، وكنت وقت صدور الصحيفة موجوداً في دولة الإمارات، وأعمل مديراً لتحرير القسم الرياضي بصحيفة أخبار العرب، وكنت أتقاضى منها مرتباً مجزياً، وكنت من ضمن ثلاثة صحافيين خصصت لهم الصحيفة سيارة وبدل سكن بمنطقة الخالدية، كما كنت أكتب مقالاً يومياً في صحيفة الكابتن الرياضية بمقابل مادي كبير،
وبعد الاستقالة أمر الشيخ سعيد بن سيف بن محمد آل نهيان (مالك الصحيفة) مشكوراً بصرف مستحقات نهاية الخدمة لي، وكانت في حدود 170 ألف درهم.. كما أمر بتحويل إقامتي إلى مكتبه الخاص تقديراً منه لدوري في إنشاء الصحيفة فاستمرت الإقامة ساريةً حتى 2012،
وبعدها قررت إنهاءها بكامل إرادتي، بعد أن ازدادت مشغولياتي وتعددت أعمالي في السودان بشراء مطبعة خاصة من عوائد توزيع صحيفة الصدى، التي كانت تطبع أكثر من مائة ألف نسخة،
ثم أصدرت مع الأخ عبد الله دفع الله صحيفة السوبر الرياضية، وصحيفة الأهرام اليوم السياسية (بشراكة ثلاثية مع الأخوين عبد الله دفع الله والهندي عز الدين في العام 2009)، ومن عوائدها اشترينا مطبعة جديدة للصحيفة من الهند،
كما أصدرنا صحيفة اجتماعية أخرى (لم يكتب لها النجاح) بينما أصابت صحيفة السوبر نجاحاً باهراً ونافست الصدى في التوزيع.. لاحقاً أعدت إصدار صحيفة (اليوم التالي) السياسية وتوليت رئاسة تحريرها في العام 2013، فحققت نجاحاً باهراً واحتلت الموقع الثاني في التوزيع بعد صحيفة الانتباهة، وفيها انتقلت من تناول الرياضة إلى الكتابة في الشأن العام، كما أنشأت مدارس ليدرز العالمية بشراكة معلنة مع الأخ الصديق الحبيب أحمد عبد المطلب محي الدين، وما زالت ليدرز تعمل بحمد الله، ولم تتوقف إلا باندلاع الحرب.. علاوةً على أعمال أخرى لا صلة لها بالصحافة.
زرت دولة الإمارات مرات عديدة بعد أن تركت عملي فيها وكانت المرة الأخيرة في شهر نوفمبر من العام 2018 بدعوة كريمة من مجلس أبوظبي الرياضي ممثلاً في أمينه العام؛ الأخ الصديق الأستاذ عارف العواني لحضور مباراة قمة درع الشيخ زايد بين المريخ والهلال، وخلال الزيارة تم تكريمي بدرع فخم مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين السودانيين الذين أمضوا سنوات طويلة في العمل الإعلامي بالإمارات، ومنهم الأساتذة كمال طه وصديق عباس وعلي سيد أحمد وأسامة أحمد خلف الله ومنصور السندي وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم ولم يحدث أن تم إبعادي من أي دولة لأي سبب كما يهرف بعض الساقطين عديمي الدين والأخلاق..
أما إقامتي الحالية في دولة قطر فتمتد لعامين سابقين، بعد أن تم قبول ابنتي في إحدى الجامعات الأجنبية بالدوحة؛ فقررنا الانتقال معها لنكون بجانبها، وفي الدوحة أسست عملاً خاصاً بحمد الله، واستمرت بعض أعمالي في السودان سارية، وتعددت زياراتي لوطني ولم أنقطع عنه مطلقاً وكنت أحضر بمعدل مرة كل شهر أو اثنين، وكنت أنوي العودة للخرطوم يوم 4 مايو الماضي لأمر يخصني، وتم حجز التذكرة عبر شركة طيران بدر (وتحديداً مديرها الأخ الصديق علي حامد أبو شعيرة)؛ لكن اندلاع الحرب حال دون ذلك.
خلفيتي السياسية معلومة للكافة، وأنا اتحادي الهوى، وتوليت من قيادة رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين في عام التخرج،
ولم يحدث أن انضممت للحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني مطلقاً، ولا أحد في التنظيمين يجرؤ على ادعاء أنني كنت عضواً فيهما مع أنني لا أرى في ذلك منقصةً أو غضاضة،
فما كل الإسلاميين فاسدون ولو كنت منهم ما أنكرتهم لأنني لا أخشى أحداً، ولست مضطراً لاستئذان أي جهة أو فرد في أي شأن يخصني (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟)،
وخلال فترة عملي الصحافي الممتدة ثلاثة عقود تفرغت للمهنة التي استهلكت جل وقتي، ولم يحدث أن تلقيت دعماً من أي جهة أو شخص ويدي ظلت بيضاء من غير سوء.. وعُليا بلا منٍ ولا أذى.. الأكاذيب التي تروج عني وعن آخرين؛ اختاروا الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ؛ لا تهمني
وأنا لست مهموماً بالدفاع عن نفسي في وجه ترهات لا قيمة لها بقدر انشغالي بالدفاع عن وطني وأهلي في مواجهة عدوان غاشم وشامل، يستهدف محو الدولة السودانية عن الوجود وتدمير بنيتها الاجتماعية والثقافية والفنية والسياسية وتغيير تركيبتها الديمغرافية، وهدم بنياتها الأساسية، بمساعدة فئات سياسية فاشلة وضالة ومضلة، تمارس أسوأ أنواع العمالة والخيانة بمساندتها المعلنة والمستترة لمرتزقة بغاة، مارسوا أسوأ أنواع الانتهاكات في حق أهل السودان، قتلاً واعتقالاً واغتصاباً وتدميراً ونهباً وسلباً وترويعاً،
وسط صمت قبيح وتواطؤ معلن من مكونات سياسية مارست سقوطاً غير مسبوق في أوحال الخيانة بصمتها المخجل ودعمها المعلن والمستتر لهذا العدوان الشامل.. وتسترها على جرائم الجنجويد.
الترهات والأكاذيب وحملات حرق الشخصية لن تزيدني إلا قوةً ومنعةً وإصراراً على الالتفاف حول شعب السودان وجيشه الباسل في معركة الكرامة التي تستهدف الحفاظ على كيان السودان من الاندثار، وهي تمثل تحدياً وجودياً، وحداً فاصلاً بين الحق والباطل، وكشافاً يميز الحق عن الباطل، لذلك نبتهل للمولى عز وجل أن ينصر أهلنا وجيشنا فيها، وسنوالي دعمهما بكل ما نمتلك من قوة، وسنواصل إسنادنا الإعلامي للجيش السوداني الباسل الذي قدم ملاحم خالدةً ستبقى للتاريخ فداءً وتضحيةً ومنعة وصموداً ورجولة..
النصر لنا ولا نامت أعين الخونة والعملاء والجبناء من مظاهري ومساندي التمرد المندحر القميء.
والحمد لله من قبل ومن بعد.
د. مزمل أبو القاسم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: دولة الإمارات فی العام بعد أن
إقرأ أيضاً:
بعد إصدار مذكرات اعتقال.. هل سيتم اعتقال نتنياهو وغالانت؟
أصدر قضاة في المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت وقيادي في حركة حماس بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتأتي الخطوة بعد أن أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في 20 مايو أنه يسعى إلى استصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم مرتبطة بالهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر والرد العسكري الإسرائيلي في غزة.
وفيما يلي لمحة بشأن ما يمكن أن يحدث بعد ذلك وكيف يمكن أن تؤثر خطوة المدعي العام للمحكمة على العلاقات الدبلوماسية والقضايا الأخرى التي تركز على غزة.
هل سيتم اعتقال نتنياهو والقيادي بحماس؟
تلتزم جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وعددها 124 دولة بموجب النظام الأساسي للمحكمة باعتقال وتسليم أي فرد صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة إذا وطأت قدماه أرض الدولة. لكن المحكمة لا تملك وسائل لتنفيذ مثل هذا الاعتقال. فهي لا تملك قوة شرطة، وبالتالي فإن اعتقال من تصدر بحقهم أوامر اعتقال لابد أن يتم بواسطة دولة عضو أو دولة متعاونة. في حالة عدم تنفيذ أي دولة لأمر الاعتقال فإن العقوبة التي تواجهها لا تتعدى لفت النظر الدبلوماسي، مثل إحالة دولة ما إلى جمعية الدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية وفي نهاية المطاف إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. تشمل قائمة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية جميع دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب المملكة المتحدة وكندا واليابان والبرازيل وأستراليا. إسرائيل ليست عضوة في المحكمة وكذلك الولايات المتحدة.هل يمكن إيقاف تحقيق أو مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة؟
تسمح قواعد المحكمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبني قرار من شأنه إيقاف أو تأجيل تحقيق أو ملاحقة قضائية لمدة عام، مع إمكانية تجديد ذلك سنويا. بعد صدور مذكرة اعتقال يمكن للبلد المعني أو الشخص الذي استهدفته المذكرة أن يطعن في اختصاص المحكمة أو في ما إذا كانت الدعوى تستحق القبول. يمكن اعتبار القضية غير جديرة بالقبول في المحكمة الجنائية الدولية عندما تكون بالفعل قيد التحقيق أو البت في دولة لها ولاية قضائية على الجرائم المزعومة. لكن المحكمة أوضحت في السابق أن هذا السبب لعدم القبول لا يمكن تطبيقه إلا عندما تحقق الدولة مع نفس الأشخاص أو تلاحقهم قضائيا بتهمة ارتكاب نفس الجرائم المزعومة. في حالة تقديم طلب لوقف التحقيق، فإن المدعي العام يوقف القضية مؤقتا ويراجع ما إذا كانت الدولة التي طلبت الإيقاف تقوم بالفعل بتحقيق حقيقي. إذا رأى المدعي العام أن التحقيقات في الدولة غير كافية، فيمكنه التقدم بطلب إلى القضاة لإعادة فتح التحقيق.هل ما يزال باستطاعة نتنياهو والمتهمين الآخرين السفر؟
نعم، يمكنهم ذلك. ولا يمثل إصدار مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية حظرا رسميا على السفر. مع ذلك، فإنهم معرضون للاعتقال إذا سافروا إلى دولة موقعة على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما قد يؤثر على قرارات المتهمين. لا توجد قيود على القادة السياسيين أو النواب أو الدبلوماسيين فيما يتعلق بلقاء الأفراد الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية. لكن على المستوى السياسي، فإن الانطباع العام الذي قد تثيره مثل هذه اللقاءات قد يكون سيئا.